[ ص: 834 ] بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=30945_18085_28976يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود أحلت لكم بهيمة الأنعام إلا ما يتلى عليكم غير محلي الصيد وأنتم حرم إن الله يحكم ما يريد nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=2يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا الهدي ولا القلائد ولا آمين البيت الحرام يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا وإذا حللتم فاصطادوا ولا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3nindex.php?page=treesubj&link=23988_33212_33217_33220_16989_28976_518_531_545حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=4nindex.php?page=treesubj&link=28976_24934_33197يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات وما علمتم من الجوارح مكلبين تعلمونهن مما علمكم الله فكلوا مما أمسكن عليكم واذكروا اسم الله عليه واتقوا الله إن الله سريع الحساب nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=5nindex.php?page=treesubj&link=28976_27931اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا آتيتموهن أجورهن محصنين غير مسافحين ولا متخذي أخدان ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله .وهو في الآخرة من الخاسرين nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=6nindex.php?page=treesubj&link=32577_237_28976يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين وإن كنتم جنبا فاطهروا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه [ ص: 835 ] ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=7nindex.php?page=treesubj&link=19492_33147_29485_19864_28976واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذي واثقكم به إذ قلتم سمعنا وأطعنا واتقوا الله إن الله عليم بذات الصدور nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=8nindex.php?page=treesubj&link=15890_15902_19829_19514_28976_19827يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=9وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر عظيم nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=10والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=11يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمت الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم واتقوا الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود . .
إنه لا بد من ضوابط للحياة . . حياة المرء مع نفسه التي بين جنبيه ; وحياته مع غيره من الناس ومن الأحياء والأشياء عامة . . الناس من الأقربين والأبعدين ، من الأهل والعشيرة ، ومن الجماعة والأمة ، ومن الأصدقاء والأعداء . . والأحياء مما سخر الله للإنسان ومما لم يسخر . . والأشياء مما يحيط بالإنسان في هذا الكون العريض . . ثم . . حياته مع ربه ومولاه وعلاقته به وهي أساس كل حياة .
والإسلام يقيم هذه الضوابط في حياة الناس . يقيمها ويحددها بدقة ووضوح ; ويربطها كلها بالله سبحانه ; ويكفل لها الاحترام الواجب ، فلا تنتهك ، ولا يستهزأ بها ; ولا يكون الأمر فيها للأهواء والشهوات المتقلبة ; ولا للمصالح العارضة التي يراها فرد ، أو تراها مجموعة أو تراها أمة ، أو يراها جيل من الناس فيحطمون في سبيلها تلك الضوابط . . فهذه الضوابط التي أقامها الله وحددها هي "المصلحة " ما دام أن الله هو الذي أقامها للناس . . هي المصلحة ولو رأى فرد ، أو رأت مجموعة أو رأت أمة من الناس أو جيل أن المصلحة غيرها !
فالله يعلم والناس لا يعلمون ! وما يقرره الله خير لهم مما يقررون ! وأدنى مراتب الأدب مع الله - سبحانه - أن يتهم الإنسان تقديره الذاتي للمصلحة أمام تقدير الله . أما حقيقة الأدب فهي ألا يكون له تقدير إلا ما قدر الله . وألا يكون له مع تقدير الله ، إلا الطاعة والقبول والاستسلام ، مع الرضى والثقة والاطمئنان . .
هذه الضوابط يسميها الله "العقود " . . ويأمر الذين آمنوا به أن يوفوا بهذه العقود . .
وافتتاح هذه السورة
nindex.php?page=treesubj&link=30945بالأمر بالوفاء بالعقود ، ثم المضي بعد هذا الافتتاح في بيان الحلال والحرام من الذبائح والمطاعم والمشارب والمناكح . وفي بيان الكثير من الأحكام الشرعية والتعبدية . وفي بيان حقيقة العقيدة الصحيحة . وفي بيان حقيقة العبودية وحقيقة الألوهية . وفي بيان علاقات الأمة المؤمنة بشتى الأمم والملل والنحل . وفي بيان تكاليف الأمة المؤمنة في القيام لله والشهادة بالقسط والوصاية على البشرية بكتابها المهيمن على كل الكتب قبلها ، والحكم فيها بما أنزل الله كله ; والحذر من الفتنة عن بعض ما أنزل الله ; والحذر من عدم العدل تأثرا بالمشاعر الشخصية والمودة والشنآن . .
افتتاح السورة على هذا النحو ، والمضي فيها على هذا النهج يعطي كلمة "العقود " معنى أوسع من المعنى الذي يتبادر إلى الذهن لأول وهلة . ويكشف عن أن المقصود بالعقود هو كل ضوابط الحياة التي قررها الله . .
[ ص: 836 ] وفي أولها عقد الإيمان بالله ; ومعرفة حقيقة ألوهيته سبحانه ، ومقتضى العبودية لألوهيته . . هذا العقد الذي تنبثق منه ، وتقوم عليه سائر العقود ; وسائر الضوابط في الحياة .
وعقد الإيمان بالله ; والاعتراف بألوهيته وربوبيته وقوامته ; ومقتضيات هذا الاعتراف من العبودية الكاملة ، والالتزام الشامل والطاعة المطلقة والاستسلام العميق . . هذا العقد أخذه الله ابتداء على
آدم - عليه السلام - وهو يسلمه مقاليد الخلافة في الأرض ، بشرط وعقد هذا نصه القرآني :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=38قلنا: اهبطوا منها جميعا. فإما يأتينكم مني هدى، فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=39والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون .. فهي خلافة مشروطة باتباع هدى الله الذي ينزله في كتبه على رسله ; وإلا فهي المخالفة لعقد الخلافة والتمليك . المخالفة التي تجعل كل عمل مخالف لما أنزل الله ، باطلا بطلانا أصليا ، غير قابل للتصحيح المستأنف ! وتحتم على كل مؤمن بالله ، يريد الوفاء بعقد الله ، أن يرد هذا الباطل ، ولا يعترف به ولا يقبل التعامل على أساسه . وإلا فما أوفى بعقد الله .
ولقد تكرر هذا العقد - أو هذا العهد - مع ذرية
آدم . وهم بعد في ظهور آبائهم . كما ورد في السورة الأخرى :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=172وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم، وأشهدهم على أنفسهم: ألست بربكم؟ قالوا: بلى شهدنا! أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=173أو تقولوا: إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم. أفتهلكنا بما فعل المبطلون؟ . . فهذا عقد آخر مع كل فرد ; عقد يقرر الله - سبحانه - أنه أخذه على بني
آدم كلهم وهم في ظهور آبائهم . . وليس لنا أن نسأل : كيف ؟ لأن الله أعلم بخلقه ; وأعلم كيف يخاطبهم في كل طور من أطوار حياتهم . بما يلزمهم الحجة . وهو يقول : إنه أخذ عليهم هذا العهد ، على ربوبيته لهم . . فلا بد أن ذلك كان ، كما قال الله سبحانه . . فإذا لم يفوا بتعاقدهم هذا مع ربهم لم يكونوا أوفياء !
ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل - كما سيجيء في السورة - يوم نتق الجبل فوقهم كأنه ظلة وظنوا أنه واقع بهم . . وسنعلم - من السياق - كيف لم يفوا بالميثاق ; وكيف نالهم من الله ما ينال كل من ينقض الميثاق . والذين آمنوا
بمحمد - صلى الله عليه وسلم - قد تعاقدوا مع الله - على يديه - تعاقدا عاما على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا ، وأثرة علينا ، وألا ننازع الأمر أهله .
وبعضهم وقعت له بعد ذلك عقود خاصة قائمة على ذلك التعاقد العام . . ففي بيعة
العقبة الثانية التي ترتبت عليها هجرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - من
مكة إلى
المدينة ، كان هناك عقد مع نقباء
الأنصار . . وفي
الحديبية كان هناك عقد الشجرة وهو "بيعة الرضوان " .
وعلى عقد الإيمان بالله ، والعبودية لله ، تقوم سائر العقود . . سواء ما يختص منها بكل أمر وكل نهي في شريعة الله ، وما يتعلق بكل المعاملات مع الناس والأحياء والأشياء في هذا الكون في حدود ما شرع الله ; فكلها عقود ينادي الله الذين آمنوا ، بصفتهم هذه ، أن يوفوا بها . إذ أن صفة الإيمان ملزمة لهم بهذا الوفاء ، مستحثة لهم كذلك على الوفاء . . ومن ثم كان هذا النداء :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود . .
[ ص: 834 ] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=30945_18085_28976يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ إِلا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=2يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلا الْهَدْيَ وَلا الْقَلائِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامَ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهِ إِنَّ اللَّهِ شَدِيدُ الْعِقَابِ nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3nindex.php?page=treesubj&link=23988_33212_33217_33220_16989_28976_518_531_545حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالأَزْلامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينِكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمُ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهِ غَفُورٌ رَحِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=4nindex.php?page=treesubj&link=28976_24934_33197يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَاتَّقُوا اللَّهُ إِنَّ اللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=5nindex.php?page=treesubj&link=28976_27931الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمُ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنَ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ .وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=6nindex.php?page=treesubj&link=32577_237_28976يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ مِنْهُ [ ص: 835 ] مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=7nindex.php?page=treesubj&link=19492_33147_29485_19864_28976وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاتَّقُوا اللَّهِ إِنَّ اللَّهِ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=8nindex.php?page=treesubj&link=15890_15902_19829_19514_28976_19827يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=9وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=10وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=11يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ . .
إِنَّهُ لَا بُدَّ مِنْ ضَوَابِطَ لِلْحَيَاةِ . . حَيَاةُ الْمَرْءِ مَعَ نَفْسِهِ الَّتِي بَيْنَ جَنْبَيْهِ ; وَحَيَّاتُهُ مَعَ غَيْرِهِ مِنَ النَّاسِ وَمِنَ الْأَحْيَاءِ وَالْأَشْيَاءِ عَامَّةً . . النَّاسُ مِنَ الْأَقْرَبِينَ وَالْأَبْعَدِينَ ، مِنَ الْأَهْلِ وَالْعَشِيرَةِ ، وَمِنَ الْجَمَاعَةِ وَالْأُمَّةِ ، وَمِنَ الْأَصْدِقَاءِ وَالْأَعْدَاءِ . . وَالْأَحْيَاءِ مِمَّا سَخَّرَ اللَّهُ لِلْإِنْسَانِ وَمِمَّا لَمْ يُسَخِّرْ . . وَالْأَشْيَاءِ مِمَّا يُحِيطُ بِالْإِنْسَانِ فِي هَذَا الْكَوْنِ الْعَرِيضِ . . ثُمَّ . . حَيَاتُهُ مَعَ رَبِّهِ وَمَوْلَاهُ وَعَلَاقَتُهُ بِهِ وَهِيَ أَسَاسُ كُلِّ حَيَاةٍ .
وَالْإِسْلَامُ يُقِيمُ هَذِهِ الضَّوَابِطَ فِي حَيَاةِ النَّاسِ . يُقِيمُهَا وَيُحَدِّدُهَا بِدِقَّةٍ وَوُضُوحٍ ; وَيَرْبُطُهَا كُلَّهَا بِاللَّهِ سُبْحَانَهُ ; وَيَكْفُلُ لَهَا الِاحْتِرَامَ الْوَاجِبَ ، فَلَا تُنْتَهَكُ ، وَلَا يُسْتَهْزَأُ بِهَا ; وَلَا يَكُونُ الْأَمْرُ فِيهَا لِلْأَهْوَاءِ وَالشَّهَوَاتِ الْمُتَقَلِّبَةِ ; وَلَا لِلْمَصَالِحِ الْعَارِضَةِ الَّتِي يَرَاهَا فَرْدٌ ، أَوْ تَرَاهَا مَجْمُوعَةٌ أَوْ تَرَاهَا أُمَّةٌ ، أَوْ يَرَاهَا جِيلٌ مِنَ النَّاسِ فَيُحَطِّمُونَ فِي سَبِيلِهَا تِلْكَ الضَّوَابِطَ . . فَهَذِهِ الضَّوَابِطُ الَّتِي أَقَامَهَا اللَّهُ وَحَدَّدَهَا هِيَ "الْمَصْلَحَةُ " مَا دَامَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الَّذِي أَقَامَهَا لِلنَّاسِ . . هِيَ الْمَصْلَحَةُ وَلَوْ رَأَى فَرْدٌ ، أَوْ رَأَتْ مَجْمُوعَةٌ أَوْ رَأَتْ أُمَّةٌ مِنَ النَّاسِ أَوْ جِيلٌ أَنَّ الْمَصْلَحَةَ غَيْرُهَا !
فَاللَّهُ يَعْلَمُ وَالنَّاسُ لَا يَعْلَمُونَ ! وَمَا يُقَرِّرُهُ اللَّهُ خَيْرٌ لَهُمْ مِمَّا يُقَرِّرُونَ ! وَأَدْنَى مَرَاتِبِ الْأَدَبِ مَعَ اللَّهِ - سُبْحَانَهُ - أَنْ يَتَّهِمَ الْإِنْسَانُ تَقْدِيرَهُ الذَّاتِيَّ لِلْمَصْلَحَةِ أَمَامَ تَقْدِيرِ اللَّهِ . أَمَّا حَقِيقَةُ الْأَدَبِ فَهِيَ أَلَّا يَكُونَ لَهُ تَقْدِيرٌ إِلَّا مَا قَدَّرَ اللَّهُ . وَأَلَّا يَكُونَ لَهُ مَعَ تَقْدِيرِ اللَّهِ ، إِلَّا الطَّاعَةُ وَالْقَبُولُ وَالِاسْتِسْلَامُ ، مَعَ الرِّضَى وَالثِّقَةِ وَالِاطْمِئْنَانِ . .
هَذِهِ الضَّوَابِطُ يُسَمِّيهَا اللَّهُ "الْعُقُودَ " . . وَيَأْمُرُ الَّذِينَ آمَنُوا بِهِ أَنْ يُوفُوا بِهَذِهِ الْعُقُودِ . .
وَافْتِتَاحُ هَذِهِ السُّورَةِ
nindex.php?page=treesubj&link=30945بِالْأَمْرِ بِالْوَفَاءِ بِالْعُقُودِ ، ثُمَّ الْمُضِيُّ بَعْدَ هَذَا الِافْتِتَاحِ فِي بَيَانِ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ مِنَ الذَّبَائِحِ وَالْمَطَاعِمِ وَالْمُشَارِبِ وَالْمُنَاكَحِ . وَفِي بَيَانِ الْكَثِيرِ مِنَ الْأَحْكَامِ الشَّرْعِيَّةِ وَالتَّعَبُّدِيَّةِ . وَفِي بَيَانِ حَقِيقَةِ الْعَقِيدَةِ الصَّحِيحَةِ . وَفِي بَيَانِ حَقِيقَةِ الْعُبُودِيَّةِ وَحَقِيقَةِ الْأُلُوهِيَّةِ . وَفِي بَيَانِ عَلَاقَاتِ الْأُمَّةِ الْمُؤْمِنَةِ بِشَتَّى الْأُمَمِ وَالْمِلَلِ وَالنِّحَلِ . وَفِي بَيَانِ تَكَالِيفِ الْأُمَّةِ الْمُؤْمِنَةِ فِي الْقِيَامِ لِلَّهِ وَالشَّهَادَةِ بِالْقِسْطِ وَالْوِصَايَةِ عَلَى الْبَشَرِيَّةِ بِكِتَابِهَا الْمُهَيْمِنِ عَلَى كُلِّ الْكُتُبِ قَبْلَهَا ، وَالْحُكْمِ فِيهَا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ كُلَّهُ ; وَالْحَذَرِ مِنَ الْفِتْنَةِ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ ; وَالْحَذَرِ مِنْ عَدَمِ الْعَدْلِ تَأَثُّرًا بِالْمَشَاعِرِ الشَّخْصِيَّةِ وَالْمَوَدَّةِ وَالشَّنَآنِ . .
افْتِتَاحُ السُّورَةِ عَلَى هَذَا النَّحْوِ ، وَالْمُضِيُّ فِيهَا عَلَى هَذَا النَّهْجِ يُعْطِي كَلِمَةَ "الْعُقُودِ " مَعْنًى أَوْسَعَ مِنَ الْمَعْنَى الَّذِي يَتَبَادَرُ إِلَى الذِّهْنِ لِأَوَّلِ وَهْلَةٍ . وَيَكْشِفُ عَنْ أَنَّ الْمَقْصُودَ بِالْعُقُودِ هُوَ كُلُّ ضَوَابِطِ الْحَيَاةِ الَّتِي قَرَّرَهَا اللَّهُ . .
[ ص: 836 ] وَفِي أَوَّلِهَا عَقْدُ الْإِيمَانِ بِاللَّهِ ; وَمَعْرِفَةُ حَقِيقَةِ أُلُوهِيَّتِهِ سُبْحَانَهُ ، وَمُقْتَضَى الْعُبُودِيَّةِ لِأُلُوهِيَّتِهِ . . هَذَا الْعَقْدُ الَّذِي تَنْبَثِقُ مِنْهُ ، وَتَقُومُ عَلَيْهِ سَائِرُ الْعُقُودِ ; وَسَائِرُ الضَّوَابِطِ فِي الْحَيَاةِ .
وَعَقْدُ الْإِيمَانِ بِاللَّهِ ; وَالِاعْتِرَافِ بِأُلُوهِيَّتِهِ وَرُبُوبِيَّتِهِ وَقَوَامَتِهِ ; وَمُقْتَضَيَاتِ هَذَا الِاعْتِرَافِ مِنَ الْعُبُودِيَّةِ الْكَامِلَةِ ، وَالِالْتِزَامِ الشَّامِلِ وَالطَّاعَةِ الْمُطْلَقَةِ وَالِاسْتِسْلَامِ الْعَمِيقِ . . هَذَا الْعَقْدُ أَخَذَهُ اللَّهُ ابْتِدَاءً عَلَى
آدَمَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - وَهُوَ يُسَلِّمُهُ مَقَالِيدَ الْخِلَافَةِ فِي الْأَرْضِ ، بِشَرْطٍ وَعَقْدٍ هَذَا نَصُّهُ الْقُرْآنِيُّ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=38قُلْنَا: اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا. فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى، فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=39وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ .. فَهِيَ خِلَافَةٌ مَشْرُوطَةٌ بِاتِّبَاعِ هُدَى اللَّهِ الَّذِي يُنَزِّلُهُ فِي كُتُبِهِ عَلَى رُسُلِهِ ; وَإِلَّا فَهِيَ الْمُخَالَفَةُ لِعَقْدِ الْخِلَافَةِ وَالتَّمْلِيكِ . الْمُخَالَفَةُ الَّتِي تَجْعَلُ كُلَّ عَمَلٍ مُخَالِفٍ لِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ ، بَاطِلًا بُطْلَانًا أَصْلِيًّا ، غَيْرَ قَابِلٍ لِلتَّصْحِيحِ الْمُسْتَأْنَفِ ! وَتَحَتَّمَ عَلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ بِاللَّهِ ، يُرِيدُ الْوَفَاءَ بِعَقْدِ اللَّهِ ، أَنْ يَرُدَّ هَذَا الْبَاطِلَ ، وَلَا يَعْتَرِفَ بِهِ وَلَا يَقْبَلَ التَّعَامُلَ عَلَى أَسَاسِهِ . وَإِلَّا فَمَا أَوْفَى بِعَقْدِ اللَّهِ .
وَلَقَدْ تَكَرَّرَ هَذَا الْعَقْدُ - أَوْ هَذَا الْعَهْدُ - مَعَ ذُرِّيَّةِ
آدَمَ . وَهُمْ بَعْدُ فِي ظُهُورِ آبَائِهِمْ . كَمَا وَرَدَ فِي السُّورَةِ الْأُخْرَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=172وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ، وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ: أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ؟ قَالُوا: بَلَى شَهِدْنَا! أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=173أَوْ تَقُولُوا: إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ. أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ؟ . . فَهَذَا عَقْدٌ آخَرُ مَعَ كُلِّ فَرْدٍ ; عَقْدٌ يُقَرِّرُ اللَّهُ - سُبْحَانَهُ - أَنَّهُ أَخَذَهُ عَلَى بَنِي
آدَمَ كُلِّهِمْ وَهُمْ فِي ظُهُورِ آبَائِهِمْ . . وَلَيْسَ لَنَا أَنْ نَسْأَلَ : كَيْفَ ؟ لِأَنَّ اللَّهَ أَعْلَمُ بِخَلْقِهِ ; وَأَعْلَمُ كَيْفَ يُخَاطِبُهُمْ فِي كُلِّ طَوْرٍ مِنْ أَطْوَارِ حَيَاتِهِمْ . بِمَا يُلْزِمُهُمُ الْحُجَّةَ . وَهُوَ يَقُولُ : إِنَّهُ أَخَذَ عَلَيْهِمْ هَذَا الْعَهْدَ ، عَلَى رُبُوبِيَّتِهِ لَهُمْ . . فَلَا بُدَّ أَنَّ ذَلِكَ كَانَ ، كَمَا قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ . . فَإِذَا لَمْ يَفُوا بِتَعَاقُدِهِمْ هَذَا مَعَ رَبِّهِمْ لَمْ يَكُونُوا أَوْفِيَاءَ !
وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ - كَمَا سَيَجِيءُ فِي السُّورَةِ - يَوْمَ نَتَقَ الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ . . وَسَنَعْلَمُ - مِنَ السِّيَاقِ - كَيْفَ لَمْ يَفُوا بِالْمِيثَاقِ ; وَكَيْفَ نَالَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا يَنَالُ كُلَّ مَنْ يَنْقُضُ الْمِيثَاقَ . وَالَّذِينَ آمَنُوا
بِمُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَدْ تَعَاقَدُوا مَعَ اللَّهِ - عَلَى يَدَيْهِ - تَعَاقُدًا عَامًّا عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا ، وَأَثَرَةٍ عَلَيْنَا ، وَأَلَّا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ .
وَبَعْضُهُمْ وَقَعَتْ لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ عُقُودٌ خَاصَّةٌ قَائِمَةٌ عَلَى ذَلِكَ التَّعَاقُدِ الْعَامِّ . . فَفِي بَيْعَةِ
الْعَقَبَةِ الثَّانِيَةِ الَّتِي تَرَتَّبَتْ عَلَيْهَا هِجْرَةُ الرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ
مَكَّةَ إِلَى
الْمَدِينَةِ ، كَانَ هُنَاكَ عَقْدٌ مَعَ نُقَبَاءِ
الْأَنْصَارِ . . وَفِي
الْحُدَيْبِيَةِ كَانَ هُنَاكَ عَقْدُ الشَّجَرَةِ وَهُوَ "بَيْعَةُ الرِّضْوَانِ " .
وَعَلَى عَقْدِ الْإِيمَانِ بِاللَّهِ ، وَالْعُبُودِيَّةِ لِلَّهِ ، تَقُومُ سَائِرُ الْعُقُودِ . . سَوَاءٌ مَا يَخْتَصُّ مِنْهَا بِكُلِّ أَمْرٍ وَكُلِّ نَهْيٍ فِي شَرِيعَةِ اللَّهِ ، وَمَا يَتَعَلَّقُ بِكُلِّ الْمُعَامَلَاتِ مَعَ النَّاسِ وَالْأَحْيَاءِ وَالْأَشْيَاءِ فِي هَذَا الْكَوْنِ فِي حُدُودِ مَا شَرَعَ اللَّهُ ; فَكُلُّهَا عُقُودٌ يُنَادِي اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا ، بِصِفَتِهِمْ هَذِهِ ، أَنْ يُوفُوا بِهَا . إِذْ أَنَّ صِفَةَ الْإِيمَانِ مُلْزِمَةٌ لَهُمْ بِهَذَا الْوَفَاءِ ، مُسْتَحِثَّةٌ لَهُمْ كَذَلِكَ عَلَى الْوَفَاءِ . . وَمِنْ ثَمَّ كَانَ هَذَا النِّدَاءُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ . .