ولما قرر أمر البراءة إثباتا ونفيا، أمر بما يصنع بعد ما ضربه لهم من الأجل فقال:
nindex.php?page=treesubj&link=1331_2646_2649_2652_28633_28723_29694_30475_34118_34122_34190_34232_34370_7856_7860_8193_842_28980nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5فإذا أي: فتسبب عن ذلك أنه إذا
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5انسلخ أي: انقضى وانجرد وخرج ومضى
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5الأشهر الحرم أي: التي حرمت عليكم فيها قتالهم وضربتها أجلا لسياحتهم، والتعريف فيها مثله:
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=15كما أرسلنا إلى فرعون رسولا nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=16فعصى فرعون الرسول nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5فاقتلوا المشركين أي: الناكثين الذين ضربتم لهم هذا الأجل إحسانا وكرما; قال
nindex.php?page=showalam&ids=13889البغوي : قال
الحسن بن الفضل: هذه الآية تنسخ كل آية في القرآن فيها ذكر الإعراض والصبر على
[ ص: 381 ] أذى الأعداء. انتهى.
ومعنى:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5حيث وجدتموهم أي: في حل أو حرم في شهر حرام أو غيره
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5وخذوهم أي: بالأسر
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5واحصروهم أي: بالحبس عن إتيان المسجد والتصرف في بلاد الإسلام وكل مقصد
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5واقعدوا لهم أي: لأجلهم خاصة؛ فإن ذلك من
nindex.php?page=treesubj&link=30476أفضل العبادات nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5كل مرصد أي: ارصدوهم وخذوهم بكل طريق يمكن ولو على غرة أو اغتيالا من غير دعوة، وانتصابه على الظرف؛ لأن معنى اقعدوا لهم: ارصدوهم، ومتى كان العامل في الظرف المختص عاملا من لفظه أو من معناه جاز أن يصل إليه بغير واسطة "في" فكما يتعدى الفعل إلى المصدر من غير لفظه إذا كان بمعناه فكذلك إلى الظرف - ذكره
أبو حيان ، والتعبير بالقعود للرشاد إلى التأني، وفي الترصد والاستقرار والتمكن وإيصال الفعل إلى الظرف إشارة إلى أن يشغلوا في الترصد كل جزء من أجزاء كل مرصد إن قدروا على ذلك بخلاف ما لو عبر ب: "في" فإنه إنما يدل على شغل كل مرصد الصادق بالكون في موضع واحد منه أي موضع كان.
ولما أمر تعالى بالتضييق عليهم، بين ما يوجب الكف عنهم فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5فإن تابوا أي: عن الكفر
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5وأقاموا أي: وصدقوا دعواهم التوبة بالبينة العادلة بأن أقاموا
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5الصلاة وآتوا الزكاة أي: فوصلوا
[ ص: 382 ] ما بينهم وبين الخالق وما بينهم وبين الخلائق خضوعا لله تعالى وتركا للفساد ومباشرة للصلاح على الوجه الذي أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا وجد هذان الشاهدان العدلان
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5فخلوا أي: بسبب ذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5سبيلهم أي: بأن لا تعرضوا لشيء مما تقدم لأن الله يقبل ذلك منهم ويغفر لهم ما سلف
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5إن أي: لأن
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5الله أي: الذي له الجلال والإكرام
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5غفور رحيم أي: بليغ المحو للذنوب التي تاب صاحبها عنها والاتباع له بالإكرام.
وَلَمَّا قَرَّرَ أَمْرَ الْبَرَاءَةِ إِثْبَاتًا وَنَفْيًا، أَمَرَ بِمَا يَصْنَعُ بَعْدَ مَا ضَرَبَهُ لَهُمْ مِنَ الْأَجَلِ فَقَالَ:
nindex.php?page=treesubj&link=1331_2646_2649_2652_28633_28723_29694_30475_34118_34122_34190_34232_34370_7856_7860_8193_842_28980nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5فَإِذَا أَيْ: فَتَسَبَّبَ عَنْ ذَلِكَ أَنَّهُ إِذَا
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5انْسَلَخَ أَيِ: انْقَضَى وَانْجَرَدَ وَخَرَجَ وَمَضَى
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5الأَشْهُرُ الْحُرُمُ أَيِ: الَّتِي حَرَّمْتُ عَلَيْكُمْ فِيهَا قِتَالَهُمْ وَضَرَبْتُهَا أَجَلًا لِسِيَاحَتِهِمْ، وَالتَّعْرِيفُ فِيهَا مِثْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=15كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولا nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=16فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ أَيِ: النَّاكِثِينَ الَّذِينَ ضَرَبْتُمْ لَهُمْ هَذَا الْأَجَلَ إِحْسَانًا وَكَرَمًا; قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13889الْبَغَوِيُّ : قَالَ
الْحَسَنُ بْنُ الْفَضْلِ: هَذِهِ الْآيَةُ تَنْسَخُ كُلَّ آيَةٍ فِي الْقُرْآنِ فِيهَا ذِكْرُ الْإِعْرَاضِ وَالصَّبْرِ عَلَى
[ ص: 381 ] أَذَى الْأَعْدَاءِ. انْتَهَى.
وَمَعْنَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ أَيْ: فِي حِلٍّ أَوْ حَرَمٍ فِي شَهْرٍ حَرَامٍ أَوْ غَيْرِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5وَخُذُوهُمْ أَيْ: بِالْأَسْرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5وَاحْصُرُوهُمْ أَيْ: بِالْحَبْسِ عَنْ إِتْيَانِ الْمَسْجِدِ وَالتَّصَرُّفِ فِي بِلَادِ الْإِسْلَامِ وَكُلِّ مَقْصِدٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5وَاقْعُدُوا لَهُمْ أَيْ: لِأَجْلِهِمْ خَاصَّةً؛ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ
nindex.php?page=treesubj&link=30476أَفْضَلِ الْعِبَادَاتِ nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5كُلَّ مَرْصَدٍ أَيِ: ارْصُدُوهُمْ وَخُذُوهُمْ بِكُلِّ طَرِيقٍ يُمْكِنُ وَلَوْ عَلَى غِرَّةٍ أَوِ اغْتِيَالًا مِنْ غَيْرِ دَعْوَةٍ، وَانْتِصَابُهُ عَلَى الظَّرْفِ؛ لِأَنَّ مَعْنَى اقْعُدُوا لَهُمُ: ارْصُدُوهُمْ، وَمَتَى كَانَ الْعَامِلُ فِي الظَّرْفِ الْمُخْتَصِّ عَامِلًا مِنْ لَفْظِهِ أَوْ مِنْ مَعْنَاهُ جَازَ أَنْ يَصِلَ إِلَيْهِ بِغَيْرِ وَاسِطَةِ "فِي" فَكَمَا يَتَعَدَّى الْفِعْلُ إِلَى الْمَصْدَرِ مِنْ غَيْرِ لَفْظِهِ إِذَا كَانَ بِمَعْنَاهُ فَكَذَلِكَ إِلَى الظَّرْفِ - ذَكَرَهُ
أَبُو حَيَّانَ ، وَالتَّعْبِيرُ بِالْقُعُودِ لِلرَّشَادِ إِلَى التَّأَنِّي، وَفِي التَّرَصُّدِ وَالِاسْتِقْرَارِ وَالتَّمَكُّنِ وَإِيصَالِ الْفِعْلِ إِلَى الظَّرْفِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنْ يَشْغَلُوا فِي التَّرَصُّدِ كُلَّ جُزْءٍ مِنْ أَجْزَاءِ كُلِّ مَرْصَدٍ إِنْ قَدَرُوا عَلَى ذَلِكَ بِخِلَافِ مَا لَوْ عَبَّرَ بِ: "فِي" فَإِنَّهُ إِنَّمَا يَدُلُّ عَلَى شَغْلِ كُلِّ مَرْصَدٍ الصَّادِقِ بِالْكَوْنِ فِي مَوْضِعٍ وَاحِدٍ مِنْهُ أَيَّ مَوْضِعٍ كَانَ.
وَلَمَّا أَمَرَ تَعَالَى بِالتَّضْيِيقِ عَلَيْهِمْ، بَيَّنَ مَا يُوجِبُ الْكَفَّ عَنْهُمْ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5فَإِنْ تَابُوا أَيْ: عَنِ الْكُفْرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5وَأَقَامُوا أَيْ: وَصَدَّقُوا دَعْوَاهُمُ التَّوْبَةَ بِالْبَيِّنَةِ الْعَادِلَةِ بِأَنْ أَقَامُوا
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ أَيْ: فَوَصَلُوا
[ ص: 382 ] مَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْخَالِقِ وَمَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْخَلَائِقِ خُضُوعًا لِلَّهِ تَعَالَى وَتَرْكًا لِلْفَسَادِ وَمُبَاشَرَةً لِلصَّلَاحِ عَلَى الْوَجْهِ الَّذِي أَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا وُجِدَ هَذَانِ الشَّاهِدَانِ الْعَدْلَانِ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5فَخَلُّوا أَيْ: بِسَبَبِ ذَلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5سَبِيلَهُمْ أَيْ: بِأَنْ لَا تَعْرِضُوا لِشَيْءٍ مِمَّا تَقَدَّمَ لِأَنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ ذَلِكَ مِنْهُمْ وَيَغْفِرُ لَهُمْ مَا سَلَفَ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5إِنَّ أَيْ: لِأَنَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5اللَّهَ أَيِ: الَّذِي لَهُ الْجَلَالُ وَالْإِكْرَامُ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5غَفُورٌ رَحِيمٌ أَيْ: بَلِيغُ الْمَحْوِ لِلذُّنُوبِ الَّتِي تَابَ صَاحِبُهَا عَنْهَا وَالِاتِّبَاعِ لَهُ بِالْإِكْرَامِ.