ولما أجملهم في هذا الحكم، وكان قد أشار إلى أن منهم من كان قد استأذن في الخروج توطئة للاعتذار عنه، شرع يفصلهم، وبدأ المفصلين بمن صرح بالاستئذان في القعود فقال عاطفا على
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=48لقد ابتغوا nindex.php?page=treesubj&link=28861_30428_30437_30539_30563_30564_30881_28980nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=49ومنهم من يقول أي: في جبلته تجديد هذا القول من غير احتشام
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=49ائذن لي أي: في التخلف عنك
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=49ولا تفتني أي: تكن سببا في فتنتي بالحزم بالأمر بالنفر فأفتتن إما بأن أتخلف فأكون مصارحا بالمعصية أو أسافر فأميل إلى نساء بني الأصفر فأرتد عن الدين فإنه لا صبر لي عن النساء، وقائل ذلك هو
الجد بن قيس، كان من
الأنصار منافقا.
ولما أظهروا أنهم قصدوا البعد من شيء فإذا هم قد ارتكبوا فيه، انتهزت فرصة الإخبار بذلك على أبلغ وجه بإدخال ناف على ناف لتحصيل الثبوت الأكيد بإقرار المسؤول فقيل:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=49ألا في الفتنة سقطوا أي: بما قالوا وفعلوا، فصارت ظرفا لهم فوضعوا أنفسهم بذلك في جهنم، وفي التعبير بالسقوط دلالة على انتشابهم في أشراك الفتنة انتشابا سريعا بقوة فصار يعسر خلاصهم معه
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=49وإن جهنم لمحيطة أي: بسبب إحاطة الفتنة - التي أسقطوا أنفسهم فيها - بهم، وإنما قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=49بالكافرين [ ص: 495 ] تعميما وتنبيها على الوصف الذي حملهم على ذلك.
وَلَمَّا أَجْمَلَهُمْ فِي هَذَا الْحُكْمِ، وَكَانَ قَدْ أَشَارَ إِلَى أَنَّ مِنْهُمْ مَنْ كَانَ قَدِ اسْتَأْذَنَ فِي الْخُرُوجِ تَوْطِئَةً لِلِاعْتِذَارِ عَنْهُ، شَرَعَ يَفْصِلُهُمْ، وَبَدَأَ الْمُفَصَّلِينَ بِمَنْ صَرَّحَ بِالِاسْتِئْذَانِ فِي الْقُعُودِ فَقَالَ عَاطِفًا عَلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=48لَقَدِ ابْتَغَوُا nindex.php?page=treesubj&link=28861_30428_30437_30539_30563_30564_30881_28980nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=49وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيْ: فِي جِبِلَّتِهِ تَجْدِيدُ هَذَا الْقَوْلِ مِنْ غَيْرِ احْتِشَامٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=49ائْذَنْ لِي أَيْ: فِي التَّخَلُّفِ عَنْكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=49وَلا تَفْتِنِّي أَيْ: تَكُنْ سَبَبًا فِي فِتْنَتِي بِالْحَزْمِ بِالْأَمْرِ بِالنَّفْرِ فَأَفْتَتِنُ إِمَّا بِأَنْ أَتَخَلَّفَ فَأَكُونَ مُصَارِحًا بِالْمَعْصِيَةِ أَوْ أُسَافِرَ فَأَمِيلَ إِلَى نِسَاءِ بَنِي الْأَصْفَرِ فَأَرْتَدَّ عَنِ الدِّينِ فَإِنَّهُ لَا صَبْرَ لِي عَنِ النِّسَاءِ، وَقَائِلُ ذَلِكَ هُوَ
الْجِدُّ بْنُ قَيْسٍ، كَانَ مِنَ
الْأَنْصَارِ مُنَافِقًا.
وَلَمَّا أَظْهَرُوا أَنَّهُمْ قَصَدُوا الْبُعْدَ مِنْ شَيْءٍ فَإِذَا هُمْ قَدِ ارْتَكَبُوا فِيهِ، انْتُهِزَتْ فُرْصَةُ الْإِخْبَارِ بِذَلِكَ عَلَى أَبْلَغِ وَجْهٍ بِإِدْخَالِ نَافٍ عَلَى نَافٍ لِتَحْصِيلِ الثُّبُوتِ الْأَكِيدِ بِإِقْرَارِ الْمَسْؤُولِ فَقِيلَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=49أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا أَيْ: بِمَا قَالُوا وَفَعَلُوا، فَصَارَتْ ظَرْفًا لَهُمْ فَوَضَعُوا أَنْفُسَهُمْ بِذَلِكَ فِي جَهَنَّمَ، وَفِي التَّعْبِيرِ بِالسُّقُوطِ دَلَالَةٌ عَلَى انْتِشَابِهِمْ فِي أَشْرَاكِ الْفِتْنَةِ انْتِشَابًا سَرِيعًا بِقُوَّةٍ فَصَارَ يَعْسُرُ خَلَاصُهُمْ مَعَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=49وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ أَيْ: بِسَبَبِ إِحَاطَةِ الْفِتْنَةِ - الَّتِي أَسْقَطُوا أَنْفُسَهُمْ فِيهَا - بِهِمْ، وَإِنَّمَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=49بِالْكَافِرِينَ [ ص: 495 ] تَعْمِيمًا وَتَنْبِيهًا عَلَى الْوَصْفِ الَّذِي حَمَلَهُمْ عَلَى ذَلِكَ.