ولما كان هذا في الجزاء أعظم الشماتة بهم، فكان فيهم أعظم التسلية لمن جادلوه وتكبروا عليه، سبب عنه. قوله:
nindex.php?page=treesubj&link=19570_30347_30525_30532_30614_33678_29011nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=77فاصبر [أي]: ارتقابا لهذه النصرة، ثم علل بقوله مؤكدا لأجل تكذيبهم بالوعد:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=77إن وعد الله أي: الجامع لصفات الكمال
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=77حق أي: في نصرتك في الدارين فلا بد من وقوعه، وفيه أعظم تأسية [لك] ولذلك سبب عنه مع صرف القول إلى ما يأتي الاعتراض إشارة إلى
nindex.php?page=treesubj&link=28783أنه لا يسأل عما يفعل، قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=77فإما نرينك وأكده بـ "ما" والنون، ومظهر العظمة لإنكارهم لنصرته عليهم ولبعثهم
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=77بعض الذي نعدهم أي: بما لنا من العظمة مما يسرك فيهم من عذاب أو متاب قبل وفاتك، فذاك إلينا وهو علينا هين.
ولما ذكر فعل الشرط وحذف جوابه للعلم به، عطف عليه قوله:
[ ص: 120 ] nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=77أو نتوفينك [أي]: قبل أن ترى ذلك فيهم وأجاب هذا المعطوف بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=77فإلينا أي: بما لنا من العظمة
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=77يرجعون أي: معنى في الدنيا فنريهم بعد وفاتك من نصر أصحابك عليهم بما نسرك به في برزخك فإنه لا بقاء لجولة باطلهم، وحسا في القيامة فنريك فيهم فوق ما تؤمل من النصرة المتضمنة لتصديقك وتكذيبهم، وإكرامك وإهانتهم. والآية من الاحتباك: ذكر الوفاة ثانيا دليلا على حذفها أولا، والرؤية أولا دليلا على حذفها ثانيا.
وَلَمَّا كَانَ هَذَا فِي الْجَزَاءِ أَعْظَمَ الشَّمَاتَةِ بِهِمْ، فَكَانَ فِيهِمْ أَعْظَمَ التَّسْلِيَةِ لِمَنْ جَادَلُوهُ وَتَكَبَّرُوا عَلَيْهِ، سَبَّبَ عَنْهُ. قَوْلُهُ:
nindex.php?page=treesubj&link=19570_30347_30525_30532_30614_33678_29011nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=77فَاصْبِرْ [أَيِ]: ارْتِقَابًا لِهَذِهِ النُّصْرَةِ، ثُمَّ عَلَّلَ بِقَوْلِهِ مُؤَكِّدًا لِأَجْلِ تَكْذِيبِهِمْ بِالْوَعْدِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=77إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ أَيِ: الْجَامِعُ لِصِفَاتِ الْكَمَالِ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=77حَقٌّ أَيْ: فِي نُصْرَتِكَ فِي الدَّارَيْنِ فَلَا بُدَّ مِنْ وُقُوعِهِ، وَفِيهِ أَعْظَمُ تَأْسِيَةً [لَكَ] وَلِذَلِكَ سَبَّبَ عَنْهُ مَعَ صَرْفِ الْقَوْلِ إِلَى مَا يَأْتِي الِاعْتِرَاضُ إِشَارَةً إِلَى
nindex.php?page=treesubj&link=28783أَنَّهُ لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ، قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=77فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ وَأَكَّدَهُ بِـ "مَا" وَالنُّونُ، وَمَظْهَرُ الْعَظَمَةِ لِإِنْكَارِهِمْ لِنُصْرَتِهِ عَلَيْهِمْ وَلِبَعْثِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=77بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَيْ: بِمَا لَنَا مِنَ الْعَظَمَةِ مِمَّا يَسُرُّكَ فِيهِمْ مِنْ عَذَابٍ أَوْ مَتَابٍ قَبْلَ وَفَاتِكَ، فَذَاكَ إِلَيْنَا وَهُوَ عَلَيْنَا هَيِّنٌ.
وَلَمَّا ذَكَرَ فِعْلَ الشَّرْطِ وَحَذَفَ جَوَابَهُ لِلْعِلْمِ بِهِ، عَطَفَ عَلَيْهِ قَوْلُهُ:
[ ص: 120 ] nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=77أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ [أَيْ]: قَبْلَ أَنْ تَرَى ذَلِكَ فِيهِمْ وَأَجَابَ هَذَا الْمَعْطُوفُ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=77فَإِلَيْنَا أَيْ: بِمَا لَنَا مِنَ الْعَظَمَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=77يُرْجَعُونَ أَيْ: مَعْنَى فِي الدُّنْيَا فَنُرِيهِمْ بَعْدَ وَفَاتِكَ مَنْ نَصَرَ أَصْحَابَكَ عَلَيْهِمْ بِمَا نَسُرُّكَ بِهِ فِي بَرْزَخِكَ فَإِنَّهُ لَا بَقَاءَ لِجَوْلَةِ بَاطِلِهِمْ، وَحِسًّا فِي الْقِيَامَةِ فَنُرِيكَ فِيهِمْ فَوْقَ مَا تُؤَمِّلُ مِنَ النُّصْرَةِ الْمُتَضَمِّنَةِ لِتَصْدِيقِكَ وَتَكْذِيبِهِمْ، وَإِكْرَامِكَ وَإِهَانَتِهِمْ. وَالْآيَةُ مِنَ الِاحْتِبَاكِ: ذَكَرَ الْوَفَاةَ ثَانِيًا دَلِيلًا عَلَى حَذْفِهَا أَوَّلًا، وَالرُّؤْيَةُ أَوَّلًا دَلِيلًا عَلَى حَذْفِهَا ثَانِيًا.