ولما لم يبق بعد هذا لمتعنت مقال، ولا شبهة أصلا لضال، كان موضع المناداة على من استمر على عناده بقوله مؤكدا لادعائهم إنهم على جلية من أمرهم،
nindex.php?page=treesubj&link=28723_28760_30532_34091_34513_29012nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=54ألا إنهم أي الكفرة
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=54في مرية أي جحد وجدال وشك وضلال عن العبث
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=54من لقاء وصرف القول
[ ص: 229 ] إلى إضافة وصف الإحسان إليهم إشارة إلى أنه لا بد من كمال تربيتهم بالبعث لأنه أحكم الحاكمين فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=54ربهم أي المحسن إليهم بأن خلقهم ورزقهم للحساب والجزاء بالثواب والعقاب كما هو شأن كل حكيم فيمن تحت أمره.
ولما كانوا مظهرين الشك في القدرة على البعث، قرره إيمانهم معترفون به من قدرته على كل شيء من البعث وغيره فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=54ألا إنه أي هذا المحسن إليهم
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=54بكل شيء أي من الأشياء جملها وتفاصيلها كلياتها وجزئياتها أصولها وفروعها غيبتها وشهادتها ملكها وملكوتها
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=54محيط قدرة وعلما من كثير الأشياء وقليلها كليها وجزئيها، فعما قليل يجمعهم على الحق ويبدلهم بالمرية إذعانا وبالشك يقينا وبرهانا، فرحمته عامة لجميع أهل الوجود وخاصة لمن من عليه الإيمان الموصل إلى راحة الأمان، فكيف يتصور في عقل أن يترك البعث ليوم الفصل الذي هو مدار الحكمة، ومحط إظهار النعمة والنقمة، وقد علم بذلك انطباق آخرها المادح للكتاب المقرر للبعث والحساب على أولها المفصل للقرآن المفيض لقسمي الرحمة: العامة والخاصة لأهل الأكوان، على ما اقتضاه العدل والإحسان، بالبشارة لأهل الإيمان، والنذارة لأهل الطغيان - والله الهادي وعليه التكلان.
وَلَمَّا لَمْ يَبْقَ بَعْدَ هَذَا لِمُتَعَنِّتٍ مَقَالٌ، وَلَا شُبْهَةَ أَصْلًا لِضَالٍّ، كَانَ مَوْضِعُ الْمُنَادَاةِ عَلَى مَنِ اسْتَمَرَّ عَلَى عِنَادِهِ بِقَوْلِهِ مُؤَكِّدًا لِادِّعَائِهِمْ إِنَّهُمْ عَلَى جَلِيَّةٍ مِنْ أَمْرِهِمْ،
nindex.php?page=treesubj&link=28723_28760_30532_34091_34513_29012nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=54أَلا إِنَّهُمْ أَيِ الْكَفَرَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=54فِي مِرْيَةٍ أَيْ جَحْدٍ وَجِدَالٍ وَشَكٍّ وَضَلَالٍ عَنِ الْعَبَثِ
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=54مِنْ لِقَاءِ وَصَرْفِ الْقَوْلِ
[ ص: 229 ] إِلَى إِضَافَةِ وَصْفِ الْإِحْسَانِ إِلَيْهِمْ إِشَارَةً إِلَى أَنَّهُ لَا بُدَّ مِنْ كَمَالِ تَرْبِيَتِهِمْ بِالْبَعْثِ لِأَنَّهُ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=54رَبِّهِمْ أَيِ الْمُحْسِنِ إِلَيْهِمْ بِأَنْ خَلَقَهُمْ وَرَزَقَهُمْ لِلْحِسَابِ وَالْجَزَاءِ بِالثَّوَابِ وَالْعِقَابِ كَمَا هُوَ شَأْنُ كُلِّ حَكِيمٍ فِيمَنْ تَحْتَ أَمْرِهِ.
وَلَمَّا كَانُوا مُظْهِرِينَ الشَّكَّ فِي الْقُدْرَةِ عَلَى الْبَعْثِ، قَرَّرَهُ إِيمَانُهُمْ مُعْتَرِفُونَ بِهِ مِنْ قُدْرَتِهِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مِنَ الْبَعْثِ وَغَيْرِهِ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=54أَلا إِنَّهُ أَيْ هَذَا الْمُحْسِنُ إِلَيْهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=54بِكُلِّ شَيْءٍ أَيْ مِنَ الْأَشْيَاءِ جُمَلِهَا وَتَفَاصِيلِهَا كُلِّيَّاتِهَا وَجُزْئِيَّاتِهَا أُصُولِهَا وَفُرُوعِهَا غَيْبَتِهَا وَشَهَادَتِهَا مِلْكِهَا وَمَلَكُوتِهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=54مُحِيطٌ قُدْرَةً وَعِلْمًا مِنْ كَثِيرِ الْأَشْيَاءِ وَقَلِيلُهَا كُلِّيُّهَا وَجُزْئِيُّهَا، فَعَمَّا قَلِيلٍ يَجْمَعُهُمْ عَلَى الْحَقِّ وَيُبَدِّلُهُمْ بِالْمِرْيَةِ إِذْعَانًا وَبِالشَّكِّ يَقِينًا وَبُرْهَانًا، فَرَحْمَتُهُ عَامَّةٌ لِجَمِيعِ أَهْلِ الْوُجُودِ وَخَاصَّةً لِمَنْ مَنَّ عَلَيْهِ الْإِيمَانُ الْمُوصِلُ إِلَى رَاحَةِ الْأَمَانِ، فَكَيْفَ يَتَصَوَّرُ فِي عَقْلٍ أَنْ يَتْرُكَ الْبَعْثَ لِيَوْمِ الْفَصْلِ الَّذِي هُوَ مَدَارُ الْحِكْمَةِ، وَمَحَطُّ إِظْهَارِ النِّعْمَةِ وَالنِّقْمَةِ، وَقَدْ عَلِمَ بِذَلِكَ انْطِبَاقُ آخِرِهَا الْمَادِحِ لِلْكِتَابِ الْمُقَرَّرِ لِلْبَعْثِ وَالْحِسَابِ عَلَى أَوَّلِهَا الْمُفَصَّلِ لِلْقُرْآنِ الْمُفِيضِ لِقِسْمَيِ الرَّحْمَةِ: الْعَامَّةُ وَالْخَاصَّةُ لِأَهْلِ الْأَكْوَانِ، عَلَى مَا اقْتَضَاهُ الْعَدْلُ وَالْإِحْسَانُ، بِالْبِشَارَةِ لِأَهْلِ الْإِيمَانِ، وَالنِّذَارَةِ لِأَهْلِ الطُّغْيَانِ - وَاللهُ الْهَادِي وَعَلَيْهِ التُّكْلَانُ.