[ ص: 495 ] ولما أرشد السياق قطعا إلى التقدير: فلا شريك له في شيء من ذلك ولا ولده ولا يقدر أحد منهم على التخلف عن الرجوع إليه كما أنه
nindex.php?page=treesubj&link=19627لا يقدر أحد على مدافعة قضائه وقدره، عطف عليه قوله:
nindex.php?page=treesubj&link=19731_30377_34131_29014nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=86ولا يملك أي بوجه من الوجوه في وقت ما
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=86الذين يدعون أي يجعلونهم في موضع الدعاء بعبادتهم لهم، وبين سفول رتبتهم بقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=86من دونه من أدنى رتبة من رتبته من الأصنام والملائكة والبشر وغيرهم
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=86الشفاعة أي فلا يكون منهم شفيع كما زعموا أنهم شفعاؤهم
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=86إلا من شهد أي منهم
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=86بالحق أي التوحيد الذي يطابقه الواقع إذا انكشف أتم انكشاف وكذا ما يتبعه فإنه يكون أهلا لأن يشفع كالملائكة والمسيح عليهم الصلاة والسلام، والمعنى أن أصنامهم التي ادعوا أنها تشفع لهم لا تشفع غير أنه تعالى ساقه على أبلغ ما يكون لأنه كالدعوى.
ولما كان ذلك مركوزا حتى في فطر الكفار فلا يفزعون في وقت الشدائد إلا إلى الله، ولكنهم لا يلبثون أن يعملوا من الإشراك بما يخالف ذلك، فكأنه لا علم لهم قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=86وهم أو والحال أن
[ ص: 496 ] من شهد
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=86يعلمون أي على بصيرة مما شهدوا به، فلذلك لا يعملون بخلاف ما شهدوا إلا جهلا منهم بتحقيق معنى التوحيد، فلذلك يظنون أنهم لم يخرجوا عنه وإن أشركوا، أو يكون المعنى: وهم من أهل العلم، والأصنام ليسوا كذلك، وكأنه أفرد أولا إشارة إلى أن
nindex.php?page=treesubj&link=28662التوحيد فرض عين على كل أحد بخصوصه وإن خالفه كل غير، وجمع ثانيا إيذانا بالأمر بالمعروف ليجتمع الكل على العلم
nindex.php?page=treesubj&link=28666_28663والتوحيد هو الأساس الذي لا تصح عبادة إلا به، وتحقيقه هو العلم الذي لا علم يعدله، قال
الرازي في اللوامع: وجميع الفرق إنما ضلوا حيث لم يعرفوا معنى الواحد على الوجه الذي ينبغي إذ الواحد قد يكون مبدأ العدد، وقد يكون مخالطا للعدد، وقد يكون ملازما للعدد، والله تعالى منزه عن هذه الوحدات - انتهى.
ففي الآية تبكيت لهم في أنهم يوحدون في أوقات، فإذا أنجاهم الذي وحدوه جعلوا شكرهم له في الرخاء إشراكهم به، ومنع لهم من ادعاء هذه الرتبة، وهي الشهادة بالحق لأنهم انسلخوا بإشراكهم عن العلم، وأن الملائكة لا تشفع لهم لأن ذلك يؤدي إلى أن تكون قد عملت بخلاف ما تعلم، وذلك ينتج الانسلاخ
[ ص: 497 ] من العلم المؤهل للشفاعة، وقال
ابن الجوزي : وفي الآية دليل على أن
nindex.php?page=treesubj&link=15957شرط جميع الشهادات أن يكون الشاهد عالما بما يشهد به.
[ ص: 495 ] وَلَمَّا أَرْشَدَ السِّيَاقُ قَطْعًا إِلَى التَّقْدِيرِ: فَلَا شَرِيكَ لَهُ فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ وَلَا وَلَدَهُ وَلَا يَقْدِرُ أَحَدٌ مِنْهُمْ عَلَى التَّخَلُّفِ عَنِ الرُّجُوعِ إِلَيْهِ كَمَا أَنَّهُ
nindex.php?page=treesubj&link=19627لَا يَقْدِرُ أَحَدٌ عَلَى مُدَافَعَةِ قَضَائِهِ وَقَدَرِهِ، عَطَفَ عَلَيْهِ قَوْلَهُ:
nindex.php?page=treesubj&link=19731_30377_34131_29014nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=86وَلا يَمْلِكُ أَيْ بِوَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ فِي وَقْتٍ مَا
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=86الَّذِينَ يَدْعُونَ أَيْ يَجْعَلُونَهُمْ فِي مَوْضِعِ الدُّعَاءِ بِعِبَادَتِهِمْ لَهُمْ، وَبَيْنَ سُفُولِ رُتْبَتِهِمْ بِقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=86مِنْ دُونِهِ مِنْ أَدْنَى رُتْبَةٍ مِنْ رُتْبَتِهِ مِنَ الْأَصْنَامِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْبَشَرِ وَغَيْرِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=86الشَّفَاعَةَ أَيْ فَلَا يَكُونُ مِنْهُمْ شَفِيعٌ كَمَا زَعَمُوا أَنَّهُمْ شُفَعَاؤُهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=86إِلا مَنْ شَهِدَ أَيْ مِنْهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=86بِالْحَقِّ أَيِ التَّوْحِيدُ الَّذِي يُطَابِقُهُ الْوَاقِعُ إِذَا انْكَشَفَ أَتَمَّ انْكِشَافٍ وَكَذَا مَا يَتْبَعُهُ فَإِنَّهُ يَكُونُ أَهْلًا لِأَنْ يَشْفَعَ كَالْمَلَائِكَةِ وَالْمَسِيحِ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وَالْمَعْنَى أَنَّ أَصْنَامَهُمُ الَّتِي ادَّعَوْا أَنَّهَا تَشْفَعُ لَهُمْ لَا تَشْفَعُ غَيْرَ أَنَّهُ تَعَالَى سَاقَهُ عَلَى أَبْلَغِ مَا يَكُونُ لِأَنَّهُ كَالدَّعْوَى.
وَلَمَّا كَانَ ذَلِكَ مَرْكُوزًا حَتَّى فِي فِطَرِ الْكُفَّارِ فَلَا يَفْزَعُونَ فِي وَقْتِ الشَّدَائِدِ إِلَّا إِلَى اللهِ، وَلَكِنَّهُمْ لَا يَلْبَثُونَ أَنْ يَعْمَلُوا مِنَ الْإِشْرَاكِ بِمَا يُخَالِفُ ذَلِكَ، فَكَأَنَّهُ لَا عِلْمَ لَهُمْ قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=86وَهُمْ أَوْ وَالْحَالُ أَنَّ
[ ص: 496 ] مَنْ شَهِدَ
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=86يَعْلَمُونَ أَيْ عَلَى بَصِيرَةٍ مِمَّا شَهِدُوا بِهِ، فَلِذَلِكَ لَا يَعْمَلُونَ بِخِلَافِ مَا شَهِدُوا إِلَّا جَهْلًا مِنْهُمْ بِتَحْقِيقِ مَعْنَى التَّوْحِيدِ، فَلِذَلِكَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ لَمْ يَخْرُجُوا عَنْهُ وَإِنْ أَشْرَكُوا، أَوْ يَكُونُ الْمَعْنَى: وَهُمْ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، وَالْأَصْنَامُ لَيْسُوا كَذَلِكَ، وَكَأَنَّهُ أَفْرَدَ أَوَّلًا إِشَارَةً إِلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28662التَّوْحِيدَ فَرْضُ عَيْنٍ عَلَى كُلِّ أَحَدٍ بِخُصُوصِهِ وَإِنْ خَالَفَهُ كُلُّ غَيْرٍ، وَجَمَعَ ثَانِيًا إِيذَانًا بِالْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ لِيَجْتَمِعَ الْكُلُّ عَلَى الْعِلْمِ
nindex.php?page=treesubj&link=28666_28663وَالتَّوْحِيدِ هُوَ الْأَسَاسُ الَّذِي لَا تَصِحُّ عِبَادَةٌ إِلَّا بِهِ، وَتَحْقِيقُهُ هُوَ الْعِلْمُ الَّذِي لَا عِلْمَ يَعْدِلُهُ، قَالَ
الرَّازِيُّ فِي اللَّوَامِعِ: وَجَمِيعُ الْفَرْقِ إِنَّمَا ضَلُّوا حَيْثُ لَمْ يُعْرَفُوا مَعْنَى الْوَاحِدِ عَلَى الْوَجْهِ الَّذِي يَنْبَغِي إِذِ الْوَاحِدُ قَدْ يَكُونُ مَبْدَأَ الْعَدَدِ، وَقَدْ يَكُونُ مُخَالِطًا لِلْعَدَدِ، وَقَدْ يَكُونُ مُلَازِمًا لِلْعَدَدِ، وَاللهُ تَعَالَى مُنَزَّهٌ عَنْ هَذِهِ الْوِحْدَاتِ - انْتَهَى.
فَفِي الْآيَةِ تَبْكِيتٌ لَهُمْ فِي أَنَّهُمْ يُوَحِّدُونَ فِي أَوْقَاتٍ، فَإِذَا أَنْجَاهُمُ الَّذِي وَحَّدُوهُ جَعَلُوا شُكْرَهُمْ لَهُ فِي الرَّخَاءِ إِشْرَاكَهُمْ بِهِ، وَمَنَعَ لَهُمْ مِنَ ادِّعَاءٍ هَذِهِ الرُّتْبَةِ، وَهِيَ الشَّهَادَةُ بِالْحَقِّ لِأَنَّهُمُ انْسَلَخُوا بِإِشْرَاكِهِمْ عَنِ الْعِلْمِ، وَأَنَّ الْمَلَائِكَةَ لَا تَشْفَعُ لَهُمْ لِأَنَّ ذَلِكَ يُؤَدِّي إِلَى أَنْ تَكُونَ قَدْ عَمِلَتْ بِخِلَافِ مَا تَعْلَمُ، وَذَلِكَ يُنْتِجُ الِانْسِلَاخَ
[ ص: 497 ] مِنَ الْعِلْمِ الْمُؤَهَّلِ لِلشَّفَاعَةِ، وَقَالَ
ابْنُ الْجَوْزِيِّ : وَفِي الْآيَةِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=15957شَرْطَ جَمِيعِ الشَّهَادَاتِ أَنْ يَكُونَ الشَّاهِدُ عَالِمًا بِمَا يَشْهَدُ بِهِ.