ولما أنهى أمره بلازم النهي، علل النهي بقوله محقرا بإشارة القريب مؤكدا لما لهم من التعنت بالطعن في كل ما يذكره صلى الله عليه وسلم:
nindex.php?page=treesubj&link=30180_30296_34310_29047nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=27إن هؤلاء أي الذين يغفلون عن الله من الكفرة وغيرهم فاستحقوا المقت من الله
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=27يحبون أي محبة تتجدد عندهم زيادتهم في كل وقت
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=27العاجلة أي ويأخذون منها ويستخفون لما حفت به من الشهوات زمنا قليلا لقصور نظرهم وجمودهم على المحسوسات التي الإقبال عليها منشأ البلادة والقصور، ومعدن الأمراض للقلوب التي في الصدور، [و -] من تعاطى أسباب المرض مرض وسمي كفورا، ومن
[ ص: 158 ] تعاطى ضد ذلك شفي وسمي شاكرا، ويكرهون الآخرة الآجلة,
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=27ويذرون أي يتركون منها على حالة هي [من -] أقبح ما يسوءهم إذا رأوه
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=27وراءهم أي أمامهم أي قدامهم على وجه الإحاطة بهم وهم عنه معرضون كما يعرض الإنسان عما وراءه، أو خلفهم لأنه يكون بعدهم لا بد أن يدركهم
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=27يوما أي منها. ولما كان ما أعيا الإنسان وشق عليه ثقيلا قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=27ثقيلا أي شديدا جدا لا يطيقون حمل ما فيه من المصائب بسبب أنهم لا يعدون له عدته، فالآية من الاحتباك: ذكر الحب والعاجلة أولا دلالة على ضدهما ثانيا، والترك [و -] الثقل ثانيا دلالة على ضدهما أولا، وسر ذلك أن ما ذكره أدل على سخافة العقل بعدم التأمل للعواقب.
وَلَمَّا أَنْهَى أَمْرَهُ بِلَازِمِ النَّهْيِ، عَلَّلَ النَّهْيَ بِقَوْلِهِ مُحَقِّرًا بِإِشَارَةِ الْقَرِيبِ مُؤَكِّدًا لِمَا لَهُمْ مِنَ التَّعَنُّتِ بِالطَّعْنِ فِي كُلِّ مَا يَذْكُرُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
nindex.php?page=treesubj&link=30180_30296_34310_29047nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=27إِنَّ هَؤُلاءِ أَيِ الَّذِينَ يَغْفُلُونَ عَنِ اللَّهِ مِنَ الْكَفَرَةِ وَغَيْرِهِمْ فَاسْتَحَقُّوا الْمَقْتَ مِنَ اللَّهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=27يُحِبُّونَ أَيْ مَحَبَّةً تَتَجَدَّدُ عِنْدَهُمْ زِيَادَتُهُمْ فِي كُلِّ وَقْتٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=27الْعَاجِلَةَ أَيْ وَيَأْخُذُونَ مِنْهَا وَيَسْتَخِفُّونَ لِمَا حَفَّتْ بِهِ مِنَ الشَّهَوَاتِ زَمَنًا قَلِيلًا لِقُصُورِ نَظَرِهِمْ وَجُمُودِهِمْ عَلَى الْمَحْسُوسَاتِ الَّتِي الْإِقْبَالُ عَلَيْهَا مَنْشَأُ الْبَلَادَةِ وَالْقُصُورِ، وَمَعْدِنِ الْأَمْرَاضِ لِلْقُلُوبِ الَّتِي فِي الصُّدُورِ، [وَ -] مَنْ تَعَاطَى أَسْبَابَ الْمَرَضِ مَرِضَ وَسُمِّي كَفُورًا، وَمَنْ
[ ص: 158 ] تَعَاطَى ضِدَّ ذَلِكَ شُفِيَ وَسُمِّيَ شَاكِرًا، وَيَكْرَهُونَ الْآخِرَةَ الْآجِلَةَ,
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=27وَيَذَرُونَ أَيْ يَتْرُكُونَ مِنْهَا عَلَى حَالَةٍ هِيَ [مِنْ -] أَقْبَحِ مَا يَسُوءُهُمْ إِذَا رَأَوْهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=27وَرَاءَهُمْ أَيْ أَمَامَهُمْ أَيْ قُدَّامَهُمْ عَلَى وَجْهِ الْإِحَاطَةِ بِهِمْ وَهُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ كَمَا يُعْرِضُ الْإِنْسَانُ عَمَّا وَرَاءَهُ، أَوْ خَلْفَهُمْ لِأَنَّهُ يَكُونُ بَعْدَهُمْ لَا بُدَّ أَنْ يُدْرِكَهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=27يَوْمًا أَيْ مِنْهَا. وَلَمَّا كَانَ مَا أَعْيَا الْإِنْسَانَ وَشَقَّ عَلَيْهِ ثَقِيلًا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=27ثَقِيلا أَيْ شَدِيدًا جِدًّا لَا يُطِيقُونَ حَمْلَ مَا فِيهِ مِنَ الْمَصَائِبِ بِسَبَبِ أَنَّهُمْ لَا يُعِدُّونَ لَهُ عَدَّتْهُ، فَالْآيَةُ مِنَ الِاحْتِبَاكِ: ذَكَرَ الْحُبَّ وَالْعَاجِلَةَ أَوَّلًا دَلَالَةً عَلَى ضِدِّهِمَا ثَانِيًا، وَالتَّرْكُ [وَ -] الثِّقَلُ ثَانِيًا دَلَالَةً عَلَى ضِدِّهِمَا أَوَّلًا، وَسِرُّ ذَلِكَ أَنَّ مَا ذَكَرَهُ أَدَلُّ عَلَى سَخَافَةِ الْعَقْلِ بِعَدَمِ التَّأَمُّلِ لِلْعَوَاقِبِ.