nindex.php?page=treesubj&link=30454_30549_30612_28988nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=45وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا nindex.php?page=treesubj&link=30454_30549_30612_34513_28988nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=46وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا nindex.php?page=treesubj&link=30549_30612_31780_31788_34200_34211_28988nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=47نحن أعلم بما يستمعون به إذ يستمعون إليك وإذ هم نجوى إذ يقول الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا nindex.php?page=treesubj&link=30549_30614_31780_31788_34213_28988nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=48انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا nindex.php?page=treesubj&link=28760_29667_28988nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=49وقالوا أإذا كنا عظاما ورفاتا أإنا لمبعوثون خلقا جديدا nindex.php?page=treesubj&link=33679_34260_28988nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=50قل كونوا حجارة أو حديدا nindex.php?page=treesubj&link=28760_30292_30337_30340_30549_33679_28988nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=51أو خلقا مما يكبر في صدوركم فسيقولون من يعيدنا قل الذي فطركم أول مرة فسينغضون إليك رءوسهم ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبا nindex.php?page=treesubj&link=30337_34307_28988nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=52يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده وتظنون إن لبثتم إلا قليلا .
قوله تعالى: "
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=45حجابا مستورا " فيه ثلاثة أقوال:
أحدها: أن الحجاب هو الأكنة على قلوبهم، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة . [ ص: 41 ]
والثاني: أنه حجاب يستره فلا ترونه، وقيل: إنها نزلت في قوم كانوا يؤذون رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأ القرآن . قال
nindex.php?page=showalam&ids=15097الكلبي: وهم
nindex.php?page=showalam&ids=12026أبو سفيان، والنضر بن الحارث، وأبو جهل، وأم جميل امرأة أبي لهب، فحجب الله رسوله عن أبصارهم عند قراءة القرآن، فكانوا يأتونه ويمرون به ولا يرونه .
والثالث: أنه منع الله عز وجل إياهم عن أذاه، حكاه
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج .
وفي معنى "
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=45مستورا " قولان:
أحدهما: أنه بمعنى ساتر، قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج: وهذا قول أهل اللغة . قال
nindex.php?page=showalam&ids=13674الأخفش: وقد يكون الفاعل في لفظ المفعول، كما تقول: إنك مشؤوم علينا، وميمون علينا، وإنما هو شائم ويامن ; لأنه من ( شأمهم، ويمنهم ) .
والثاني: أن المعنى: حجابا مستورا عنكم لا ترونه، ذكره الماوردي . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري: إذا قيل: الحجاب: هو الطبع على قلوبهم، فهو مستور عن الأبصار، فيكون " مستورا " باقيا على لفظه .
قوله تعالى: "
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=46وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه " قد شرحناه في ( الأنعام: 25 ) .
قوله تعالى: "
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=46وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده " يعني: قلت: لا إله إلا الله، وأنت تتلو القرآن، "
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=46ولوا على أدبارهم " قال
nindex.php?page=showalam&ids=12078أبو عبيدة: أي: على أعقابهم، " نفورا " وهو: جمع نافر، بمنزلة قاعد وقعود، وجالس وجلوس . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج: تحتمل مذهبين: أحدهما: المصدر، فيكون المعنى: ولوا نافرين نفورا . والثاني: أن يكون " نفورا " جمع نافر .
وفي المشار إليهم قولان: أحدهما: أنهم الشياطين، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس . والثاني: أنهم المشركون، وهذا مذهب
ابن زيد .
قوله تعالى: "
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=47نحن أعلم بما يستمعون به " قال المفسرون:
أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ص: 42 ] nindex.php?page=showalam&ids=8عليا عليه السلام أن يتخذ طعاما ويدعو إليه أشراف قريش من المشركين، ففعل ذلك، ودخل عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ عليهم القرآن، ودعاهم إلى التوحيد، وكانوا يستمعون ويقولون فيما بينهم: هو ساحر، هو مسحور، فنزلت هذه الآية: " nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=47نحن أعلم بما يستمعون به " ; أي: يستمعونه، والباء زائدة . "
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=47إذ يستمعون إليك وإذ هم نجوى " قال
nindex.php?page=showalam&ids=12078أبو عبيدة: هي مصدر من ( ناجيت ) واسم منها، فوصف القوم بها،
والعرب تفعل ذلك، كقولهم: إنما هو عذاب، وأنتم غم، فجاءت في موضع ( متناجين ) . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج: والمعنى: وإذ هم ذوو نجوى، وكانوا يستمعون من رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقولون بينهم: هو ساحر، وهو مسحور، وما أشبه ذلك من القول .
قوله تعالى: "
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=47إذ يقول الظالمون " يعني: أولئك المشركون، "
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=47إن تتبعون " ; أي: ما تتبعون، "
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=47إلا رجلا مسحورا " وفيه ثلاثة أقوال:
أحدها: أنه الذي سحر فذهب بعقله، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=12047أبو صالح عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
والثاني: مخدوعا مغرورا، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد .
والثالث: له سحر ; أي: رئة، وكل دابة أو طائر أو بشر يأكل فهو: مسحور ومسحر ; لأن له سحرا، قال
لبيد: فإن تسألينا فيم نحن فإننا عصافير من هذا الأنام المسحر
وقال
امرؤ القيس: أرانا مرصدين لأمر غيب ونسحر بالطعام وبالشراب
[ ص: 43 ]
أي: نغذى ; لأن أهل السماء لا يأكلون، فأراد أن يكون ملكا . فعلى هذا يكون المعنى: إن تتبعون إلا رجلا له سحر، خلقه الله كخلقكم، وليس بملك، وهذا قول
nindex.php?page=showalam&ids=12078أبي عبيدة .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة: والقول قول
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد ; [ أي: مخدوعا ] ; لأن السحر حيلة وخديعة، ومعنى قول
لبيد: ( المسحر ): المعلل، وقول
امرئ القيس: ( ونسحر ); أي: نعلل، وكأنا نخدع، والناس يقولون: سحرتني بكلامك ; أي: خدعتني، ويدل عليه قوله: "
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=48انظر كيف ضربوا لك الأمثال " ; لأنهم لو أرادوا رجلا ذا رئة، لم يكن في ذلك مثل ضربوه، فلما أرادوا مخدوعا - كأنه بالخديعة سحر - كان مثلا ضربوه، وكأنهم ذهبوا إلى أن قوما يعلمونه ويخدعونه . قال المفسرون: ومعنى "
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=48ضربوا لك الأمثال " : بينوا لك الأشباه، حتى شبهوك بالساحر والشاعر والمجنون، "
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=48فضلوا " عن الحق، "
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=48فلا يستطيعون سبيلا " فيه ثلاثة أقوال:
أحدها: لا يجدون سبيلا إلى تصحيح ما يعيبونك به .
والثاني: لا يستطيعون سبيلا إلى الهدى ; لأنا طبعنا على قلوبهم .
والثالث: لا يأتون سبيل الحق لثقله عليهم، ومثله قولهم: لا أستطيع أن أنظر إلى فلان، يعنون: أنا مبغض له، فنظري إليه يثقل، ذكرهن
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري .
قوله تعالى: "
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=49أإذا كنا عظاما " قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابن كثير: ( أيذا ) بهمزة ثم يأتي بياء ساكنة من غير مد، " أينا " مثله، وكذلك في كل القرآن . وكذلك روى
nindex.php?page=showalam&ids=16810قالون عن
nindex.php?page=showalam&ids=17192نافع، إلا أن
nindex.php?page=showalam&ids=17192نافعا كان لا يستفهم في ( أينا )، كان يجعل الثاني
[ ص: 44 ] خبرا في كل القرآن، وكذلك مذهب
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي، غير أنه يهمز الأولى همزتين . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم nindex.php?page=showalam&ids=15760وحمزة بهمزتين في الحرفين جميعا . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16447ابن عامر: ( إذا كنا ) بغير استفهام بهمزة واحدة، ( آئنا ) بهمزتين يمد بينهما مدة .
قوله تعالى: "
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=49ورفاتا " فيه قولان:
أحدهما: أنه التراب، ولا واحد له، فهو بمنزلة الدقاق والحطام، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء، وهو مذهب
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد .
والثاني: أنه العظام ما لم تتحطم، والرفات: الحطام، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=12078أبو عبيدة . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج: الرفات: التراب . والرفات: كل شيء حطم وكسر . و "
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=49خلقا جديدا " في معنى مجددا .
قوله تعالى: "
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=51أو خلقا مما يكبر في صدوركم " فيه ثلاثة أقوال:
أحدها: أنه الموت، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر، nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس، nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن، والأكثرون .
والثاني: أنه السماء والأرض والجبال، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد .
والثالث: [ أنه ] ما يكبر في صدوركم من كل ما استعظموه من خلق الله تعالى، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة .
فإن قيل: كيف قيل لهم: "
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=50كونوا حجارة أو حديدا " وهم لا يقدرون على ذلك ؟ فعنه جوابان:
أحدهما: إن قدرتم على تغير حالاتكم، فكونوا حجارة أو أشد منها، فإنا نميتكم، وننفذ أحكامنا فيكم، ومثل هذا قولك للرجل: اصعد إلى السماء فإني لاحقك .
والثاني: تصوروا أنفسكم حجارة أو أصلب منها، فإنا سنبيدكم، قال
nindex.php?page=showalam&ids=13670الأحوص: [ ص: 45 ] إذا كنت عزهاة عن اللهو والصبى فكن حجرا من يابس الصخر جلمدا
معناه: فتصور نفسك حجرا، وهؤلاء قوم اعترفوا أن الله خالقهم وجحدوا البعث، فأعلموا أن الذي ابتدأ خلقهم هو الذي يحييهم .
قوله تعالى: "
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=51فسينغضون إليك رءوسهم " قال
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة: يحركونها تكذيبا واستهزاء . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء: يقال: أنغض رأسه: إذا حركه إلى فوق وإلى أسفل . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة: المعنى: يحركونها، كما يحرك الآيس من الشيء والمستبعد [ له ] رأسه، يقال: نغضت سنه: إذا تحركت .
قوله تعالى: "
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=51ويقولون متى هو " يعنون: البعث، "
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=51قل عسى أن يكون قريبا " ; أي: هو قريب . ثم بين متى يكون، فقال: "
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=52يوم يدعوكم " يعني: من القبور بالنداء الذي يسمعكم، وهو النفخة الأخيرة " فتستجيبون " ; أي: تجيبون . قال
nindex.php?page=showalam&ids=17132مقاتل: يقوم
إسرافيل على صخرة
بيت المقدس يدعو أهل القبور في قرن، فيقول: أيتها العظام البالية، وأيتها اللحوم المتمزقة، وأيتها الشعور المتفرقة، وأيتها العروق المتقطعة، اخرجوا إلى فصل القضاء لتجزوا بأعمالكم، فيسمعون الصوت فيسعون إليه .
وفي معنى " بحمده " أربعة أقوال:
أحدها: بأمره، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، nindex.php?page=showalam&ids=13036وابن جريج، nindex.php?page=showalam&ids=16327وابن زيد .
والثاني: يخرجون من القبور وهم يقولون: سبحانك وبحمدك، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير . [ ص: 46 ]
والثالث: أن معنى " بحمده " : بمعرفته وطاعته، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج: تستجيبون مقرين أنه خالقكم .
والرابع: تجيبون بحمد الله لا بحمد أنفسكم، ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=15151الماوردي .
قوله تعالى: "
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=52وتظنون إن لبثتم إلا قليلا " في هذا الظن قولان:
أحدهما: أنه بمعنى اليقين .
والثاني: أنه على أصله . وأين يظنون أنهم لبثوا قليلا ؟ فيه ثلاثة أقوال: أحدها: بين النفختين، ومقداره أربعون سنة، ينقطع في ذلك العذاب عنهم، فيرون لبثهم في زمان الراحة قليلا، رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12047أبو صالح عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس . والثاني: في الدنيا، لعلمهم بطول اللبث في الآخرة، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن . والثالث: في القبور، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=17132مقاتل . فعلى هذا إنما قصر اللبث في القبور عندهم ; لأنهم خرجوا إلى ما هو أعظم عذابا من عذاب القبور . وقد ذهب بعض المفسرين إلى أن هذه الآية خطاب للمؤمنين ; لأنهم يجيبون المنادي وهم يحمدون الله على إحسانه إليهم، ويستقلون مدة اللبث في القبور ; لأنهم كانوا غير معذبين .
nindex.php?page=treesubj&link=30454_30549_30612_28988nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=45وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا nindex.php?page=treesubj&link=30454_30549_30612_34513_28988nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=46وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا nindex.php?page=treesubj&link=30549_30612_31780_31788_34200_34211_28988nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=47نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلا رَجُلا مَسْحُورًا nindex.php?page=treesubj&link=30549_30614_31780_31788_34213_28988nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=48انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلا nindex.php?page=treesubj&link=28760_29667_28988nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=49وَقَالُوا أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا nindex.php?page=treesubj&link=33679_34260_28988nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=50قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا nindex.php?page=treesubj&link=28760_30292_30337_30340_30549_33679_28988nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=51أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلِ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا nindex.php?page=treesubj&link=30337_34307_28988nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=52يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلا قَلِيلا .
قَوْلُهُ تَعَالَى: "
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=45حِجَابًا مَسْتُورًا " فِيهِ ثَلَاثَةُ أَقْوَالٍ:
أَحَدُهَا: أَنَّ الْحِجَابَ هُوَ الْأَكِنَّةُ عَلَى قُلُوبِهِمْ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ . [ ص: 41 ]
وَالثَّانِي: أَنَّهُ حِجَابٌ يَسْتُرُهُ فَلَا تَرَوْنَهُ، وَقِيلَ: إِنَّهَا نَزَلَتْ فِي قَوْمٍ كَانُوا يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَرَأَ الْقُرْآَنَ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15097الْكَلْبِيُّ: وَهُمْ
nindex.php?page=showalam&ids=12026أَبُو سُفْيَانَ، وَالنَّضِرُ بْنُ الْحَارِثِ، وَأَبُو جَهْلٍ، وَأُمُّ جَمِيلٍ امْرَأَةُ أَبِي لَهَبٍ، فَحَجَبَ اللَّهُ رَسُولَهُ عَنْ أَبْصَارِهِمْ عِنْدَ قِرَاءَةِ الْقُرْآَنِ، فَكَانُوا يَأْتُونَهُ وَيَمُرُّونَ بِهِ وَلَا يَرَوْنَهُ .
وَالثَّالِثُ: أَنَّهُ مَنَعَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِيَّاهُمْ عَنْ أَذَاهُ، حَكَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ .
وَفِي مَعْنَى "
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=45مَسْتُورًا " قَوْلَانِ:
أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ بِمَعْنَى سَاتِرٍ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ: وَهَذَا قَوْلُ أَهْلِ اللُّغَةِ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13674الْأَخْفَشُ: وَقَدْ يَكُونُ الْفَاعِلُ فِي لَفْظِ الْمَفْعُولِ، كَمَا تَقُولُ: إِنَّكَ مَشْؤُومٌ عَلَيْنَا، وَمَيْمُونٌ عَلَيْنَا، وَإِنَّمَا هُوَ شَائِمٌ وَيَامِنٌ ; لِأَنَّهُ مِنْ ( شَأْمِهِمْ، وَيُمْنِهِمْ ) .
وَالثَّانِي: أَنَّ الْمَعْنَى: حِجَابًا مَسْتُورًا عَنْكُمْ لَا تَرَوْنَهُ، ذَكَرَهُ الْمَاوَرْدِيُّ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ: إِذَا قِيلَ: الْحِجَابُ: هُوَ الطَّبْعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ، فَهُوَ مَسْتُورٌ عَنِ الْأَبْصَارِ، فَيَكُونُ " مَسْتُورًا " بَاقِيًا عَلَى لَفْظِهِ .
قَوْلُهُ تَعَالَى: "
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=46وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ " قَدْ شَرَحْنَاهُ فِي ( الْأَنْعَامِ: 25 ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى: "
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=46وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ " يَعْنِي: قُلْتَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنْتَ تَتْلُو الْقُرْآَنَ، "
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=46وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ " قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12078أَبُو عُبَيْدَةَ: أَيْ: عَلَى أَعْقَابِهِمْ، " نُفُورًا " وَهُوَ: جَمْعُ نَافِرٍ، بِمَنْزِلَةِ قَاعِدٍ وَقُعُودٍ، وَجَالِسٍ وَجُلُوسٍ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ: تَحْتَمِلُ مَذْهَبَيْنِ: أَحَدُهُمَا: الْمَصْدَرُ، فَيَكُونُ الْمَعْنَى: وَلَّوْا نَافِرِينَ نُفُورًا . وَالثَّانِي: أَنْ يَكُونَ " نُفُورًا " جَمْعُ نَافِرٍ .
وَفِي الْمُشَارِ إِلَيْهِمْ قَوْلَانِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّهُمُ الشَّيَاطِينُ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ . وَالثَّانِي: أَنَّهُمُ الْمُشْرِكُونَ، وَهَذَا مَذْهَبُ
ابْنُ زَيْدٍ .
قَوْلُهُ تَعَالَى: "
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=47نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ " قَالَ الْمُفَسِّرُونَ:
أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ ص: 42 ] nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيًّا عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنْ يَتَّخِذَ طَعَامًا وَيَدْعُوَ إِلَيْهِ أَشْرَافَ قُرَيْشٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَفَعَلَ ذَلِكَ، وَدَخَلَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَرَأَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآَنَ، وَدَعَاهُمْ إِلَى التَّوْحِيدِ، وَكَانُوا يَسْتَمِعُونَ وَيَقُولُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ: هُوَ سَاحِرٌ، هُوَ مَسْحُورٌ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآَيَةُ: " nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=47نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ " ; أَيْ: يَسْتَمِعُونَهُ، وَالْبَاءُ زَائِدَةٌ . "
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=47إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى " قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12078أَبُو عُبَيْدَةَ: هِيَ مَصْدَرٌ مِنْ ( نَاجَيْتَ ) وَاسْمٌ مِنْهَا، فَوَصَفَ الْقَوْمَ بِهَا،
وَالْعَرَبُ تَفْعَلُ ذَلِكَ، كَقَوْلِهِمْ: إِنَّمَا هُوَ عَذَابٌ، وَأَنْتُمْ غَمٌّ، فَجَاءَتْ فِي مَوْضِعِ ( مُتَنَاجِينَ ) . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ: وَالْمَعْنَى: وَإِذْ هُمْ ذَوُو نَجْوَى، وَكَانُوا يَسْتَمِعُونَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَقُولُونَ بَيْنَهُمْ: هُوَ سَاحِرٌ، وَهُوَ مَسْحُورٌ، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ مِنَ الْقَوْلِ .
قَوْلُهُ تَعَالَى: "
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=47إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ " يَعْنِي: أُولَئِكَ الْمُشْرِكُونَ، "
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=47إِنْ تَتَّبِعُونَ " ; أَيْ: مَا تَتْبَعُونَ، "
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=47إِلا رَجُلا مَسْحُورًا " وَفِيهِ ثَلَاثَةُ أَقْوَالٍ:
أَحَدُهَا: أَنَّهُ الَّذِي سُحِرَ فَذُهِبَ بِعَقْلِهِ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12047أَبُو صَالِحٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ .
وَالثَّانِي: مَخْدُوعًا مَغْرُورًا، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ .
وَالثَّالِثُ: لَهُ سَحْرٌ ; أَيْ: رِئَةٌ، وَكُلُّ دَابَّةٍ أَوْ طَائِرٍ أَوْ بَشَرٍ يَأْكُلُ فَهُوَ: مَسْحُورٌ وَمُسَحَّرٌ ; لِأَنَّ لَهُ سِحْرًا، قَالَ
لَبِيَدُ: فَإِنْ تَسْأَلِينَا فِيمَ نَحْنُ فَإِنَّنَا عَصَافِيرُ مِنْ هَذَا الْأَنَامِ الْمُسَحَّرِ
وَقَالَ
امْرُؤُ الْقَيْسِ: أَرَانَا مُرْصَدِينِ لِأَمْرِ غَيْبٍ وَنُسْحَرُ بِالطَّعَامِ وَبِالشَّرَابِ
[ ص: 43 ]
أَيْ: نُغَذَّى ; لِأَنَّ أَهْلَ السَّمَاءِ لَا يَأْكُلُونَ، فَأَرَادَ أَنْ يَكُونَ مَلِكًا . فَعَلَى هَذَا يَكُونُ الْمَعْنَى: إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا لَهُ سِحْرٌ، خَلَقَهُ اللَّهُ كَخَلْقِكُمْ، وَلَيْسَ بِمَلِكٍ، وَهَذَا قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=12078أَبِي عُبَيْدَةَ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابْنُ قُتَيْبَةَ: وَالْقَوْلُ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٍ ; [ أَيْ: مَخْدُوعًا ] ; لِأَنَّ السِّحْرَ حِيلَةٌ وَخَدِيعَةٌ، وَمَعْنَى قَوْلِ
لَبِيدٍ: ( الْمُسَحَّرُ ): الْمُعَلَّلُ، وَقَوْلُ
امْرِئِ الْقَيْسِ: ( وَنُسْحَرُ ); أَيْ: نُعَلَّلُ، وَكَأَنَّا نُخْدَعُ، وَالنَّاسُ يَقُولُونَ: سَحَرْتَنِي بِكَلَامِكَ ; أَيْ: خَدَعْتَنِي، وَيَدُلُّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ: "
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=48انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الأَمْثَالَ " ; لِأَنَّهُمْ لَوْ أَرَادُوا رَجُلًا ذَا رِئَةٍ، لَمْ يَكُنْ فِي ذَلِكَ مَثَلٌ ضَرَبُوهُ، فَلَمَّا أَرَادُوا مَخْدُوعًا - كَأَنَّهُ بِالْخَدِيعَةِ سُحِرَ - كَانَ مَثَلًا ضَرَبُوهُ، وَكَأَنَّهُمْ ذَهَبُوا إِلَى أَنَّ قَوْمًا يُعَلِّمُونَهُ وَيَخْدَعُونَهُ . قَالَ الْمُفَسِّرُونَ: وَمَعْنَى "
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=48ضَرَبُوا لَكَ الأَمْثَالَ " : بَيَّنُوا لَكَ الْأَشْبَاهَ، حَتَّى شَبَّهُوكَ بِالسَّاحِرِ وَالشَّاعِرِ وَالْمَجْنُونِ، "
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=48فَضَلُّوا " عَنِ الْحَقِّ، "
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=48فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلا " فِيهِ ثَلَاثَةُ أَقْوَالٍ:
أَحَدُهَا: لَا يَجِدُونَ سَبِيلًا إِلَى تَصْحِيحِ مَا يَعِيبُونَكَ بِهِ .
وَالثَّانِي: لَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا إِلَى الْهُدَى ; لِأَنَّا طَبَعْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ .
وَالثَّالِثُ: لَا يَأْتُونَ سَبِيلَ الْحَقِّ لِثِقَلِهِ عَلَيْهِمْ، وَمِثْلُهُ قَوْلُهُمْ: لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَنْظُرَ إِلَى فُلَانٍ، يَعْنُونَ: أَنَا مُبْغِضٌ لَهُ، فَنَظَرِي إِلَيْهِ يَثْقُلُ، ذَكَرَهُنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ .
قَوْلُهُ تَعَالَى: "
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=49أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا " قَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابْنُ كَثِيرٍ: ( أَيْذَا ) بِهَمْزَةٍ ثُمَّ يَأْتِي بِيَاءٍ سَاكِنَةٍ مِنْ غَيْرِ مَدٍّ، " أَيْنَّا " مِثْلُهُ، وَكَذَلِكَ فِي كُلِّ الْقُرْآَنِ . وَكَذَلِكَ رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=16810قَالُونَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17192نَافِعٍ، إِلَّا أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=17192نَافِعًا كَانَ لَا يَسْتَفْهِمُ فِي ( أَيْنَا )، كَانَ يَجْعَلُ الثَّانِي
[ ص: 44 ] خَبَرًا فِي كُلِّ الْقُرْآَنِ، وَكَذَلِكَ مَذْهَبُ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيِّ، غَيْرَ أَنَّهُ يَهْمِزُ الْأُولَى هَمْزَتَيْنِ . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16273عَاصِمٌ nindex.php?page=showalam&ids=15760وَحَمْزَةُ بِهَمْزَتَيْنِ فِي الْحَرْفَيْنِ جَمِيعًا . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16447ابْنُ عَامِرٍ: ( إِذَا كُنَّا ) بِغَيْرِ اسْتِفْهَامٍ بِهَمْزَةٍ وَاحِدَةٍ، ( آَئِنَّا ) بِهَمْزَتَيْنِ يَمُدُّ بَيْنَهُمَا مَدَّةً .
قَوْلُهُ تَعَالَى: "
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=49وَرُفَاتًا " فِيهِ قَوْلَانِ:
أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ التُّرَابُ، وَلَا وَاحِدَ لَهُ، فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ الدُّقَاقِ وَالْحُطَامِ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14888الْفَرَّاءُ، وَهُوَ مَذْهَبُ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٍ .
وَالثَّانِي: أَنَّهُ الْعِظَامُ مَا لَمْ تَتَحَطَّمْ، وَالرُّفَاتُ: الْحُطَامُ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12078أَبُو عُبَيْدَةَ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ: الرُّفَاتُ: التُّرَابُ . وَالرُّفَاتُ: كُلُّ شَيْءٍ حُطِمَ وَكُسِرَ . وَ "
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=49خَلْقًا جَدِيدًا " فِي مَعْنَى مُجَدَّدًا .
قَوْلُهُ تَعَالَى: "
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=51أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ " فِيهِ ثَلَاثَةُ أَقْوَالٍ:
أَحَدُهَا: أَنَّهُ الْمَوْتُ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنُ عُمَرَ، nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنُ عَبَّاسٍ، nindex.php?page=showalam&ids=14102وَالْحَسَنُ، وَالْأَكْثَرُونَ .
وَالثَّانِي: أَنَّهُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَالْجِبَالُ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ .
وَالثَّالِثُ: [ أَنَّهُ ] مَا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ مِنْ كُلِّ مَا اسْتَعْظَمُوهُ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ تَعَالَى، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ .
فَإِنْ قِيلَ: كَيْفَ قِيلَ لَهُمْ: "
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=50كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا " وَهُمْ لَا يَقْدِرُونَ عَلَى ذَلِكَ ؟ فَعَنْهُ جَوَابَانِ:
أَحَدُهُمَا: إِنْ قَدَرْتُمْ عَلَى تَغَيُّرِ حَالَاتِكُمْ، فَكُونُوا حِجَارَةً أَوْ أَشَدَّ مِنْهَا، فَإِنَّا نُمِيتُكُمْ، وَنُنَفِّذُ أَحْكَامَنَا فِيكُمْ، وَمِثْلُ هَذَا قَوْلُكَ لِلرَّجُلِ: اصْعَدْ إِلَى السَّمَاءِ فَإِنِّي لَاحِقُكَ .
وَالثَّانِي: تَصَوَّرُوا أَنْفُسَكُمْ حِجَارَةً أَوْ أَصْلَبَ مِنْهَا، فَإِنَّا سَنُبِيدُكُمْ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13670الْأَحْوَصُ: [ ص: 45 ] إِذَا كُنْتَ عَزْهَاةً عَنِ اللَّهْوِ وَالصِّبَى فَكُنْ حَجَرًا مِنْ يَابِسِ الصَّخْرِ جَلْمَدًا
مَعْنَاهُ: فَتَصَوَّرْ نَفْسَكَ حَجَرًا، وَهَؤُلَاءِ قَوْمٌ اعْتَرَفُوا أَنَّ اللَّهَ خَالِقُهُمْ وَجَحَدُوا الْبَعْثَ، فَأُعْلِمُوا أَنَّ الَّذِي ابْتَدَأَ خَلْقَهُمْ هُوَ الَّذِي يُحْيِيهُمْ .
قَوْلُهُ تَعَالَى: "
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=51فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ " قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ: يُحَرِّكُونَهَا تَكْذِيبًا وَاسْتِهْزَاءً . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14888الْفَرَّاءُ: يُقَالُ: أَنَغَضَ رَأْسَهُ: إِذَا حَرَّكَهُ إِلَى فَوْقٍ وَإِلَى أَسْفَلٍ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابْنُ قُتَيْبَةَ: الْمَعْنَى: يُحَرِّكُونَهَا، كَمَا يُحَرِّكَ الْآَيِسُ مِنَ الشَّيْءِ وَالْمُسْتَبْعِدُ [ لَهُ ] رَأْسَهُ، يُقَالُ: نَغَضَتْ سِنُّهُ: إِذَا تَحَرَّكَتْ .
قَوْلُهُ تَعَالَى: "
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=51وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ " يَعْنُونَ: الْبَعْثَ، "
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=51قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا " ; أَيْ: هُوَ قَرِيبٌ . ثُمَّ بَيِّنْ مَتَى يَكُونُ، فَقَالَ: "
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=52يَوْمَ يَدْعُوكُمْ " يَعْنِي: مِنَ الْقُبُورِ بِالنِّدَاءِ الَّذِي يَسْمَعُكُمْ، وَهُوَ النَّفْخَةُ الْأَخِيرَةُ " فَتَسْتَجِيبُونَ " ; أَيْ: تُجِيبُونَ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17132مُقَاتِلٌ: يَقُومُ
إِسْرَافِيلُ عَلَى صَخْرَةِ
بَيْتِ الْمَقْدِسِ يَدْعُو أَهْلَ الْقُبُورِ فِي قَرْنٍ، فَيَقُولُ: أَيَّتُهَا الْعِظَامُ الْبَالِيَةُ، وَأَيَّتُهَا اللُّحُومُ الْمُتَمَزِّقَةُ، وَأَيَّتُهَا الشُّعُورُ الْمُتَفَرِّقَةُ، وَأَيَّتُهَا الْعُرُوقُ الْمُتَقَطِّعَةُ، اخْرُجُوا إِلَى فَصْلِ الْقَضَاءِ لِتُجْزَوْا بِأَعْمَالِكُمْ، فَيَسْمَعُونَ الصَّوْتَ فَيَسْعَوْنَ إِلَيْهِ .
وَفِي مَعْنَى " بِحَمْدِهِ " أَرْبَعَةُ أَقْوَالٍ:
أَحَدُهَا: بِأَمْرِهِ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ، nindex.php?page=showalam&ids=13036وَابْنُ جُرَيْجٍ، nindex.php?page=showalam&ids=16327وَابْنُ زَيْدٍ .
وَالثَّانِي: يَخْرُجُونَ مِنَ الْقُبُورِ وَهُمْ يَقُولُونَ: سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ . [ ص: 46 ]
وَالثَّالِثُ: أَنَّ مَعْنَى " بِحَمْدِهِ " : بِمَعْرِفَتِهِ وَطَاعَتِهِ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ: تَسْتَجِيبُونَ مُقِرِّينَ أَنَّهُ خَالِقُكُمْ .
وَالرَّابِعُ: تُجِيبُونَ بِحَمْدِ اللَّهِ لَا بِحَمْدِ أَنْفُسِكُمْ، ذَكَرَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15151الْمَاوَرْدِيُّ .
قَوْلُهُ تَعَالَى: "
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=52وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلا قَلِيلا " فِي هَذَا الظَّنِّ قَوْلَانِ:
أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ بِمَعْنَى الْيَقِينِ .
وَالثَّانِي: أَنَّهُ عَلَى أَصْلِهِ . وَأَيْنَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ لَبِثُوا قَلِيلًا ؟ فِيهِ ثَلَاثَةُ أَقْوَالٍ: أَحَدُهَا: بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ، وَمِقْدَارُهُ أَرْبَعُونَ سَنَةً، يَنْقَطِعُ فِي ذَلِكَ الْعَذَابُ عَنْهُمْ، فَيَرَوْنَ لُبْثَهُمْ فِي زَمَانِ الرَّاحَةِ قَلِيلًا، رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12047أَبُو صَالِحٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ . وَالثَّانِي: فِي الدُّنْيَا، لِعِلْمِهِمْ بِطُولِ اللُّبْثِ فِي الْآَخِرَةِ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ . وَالثَّالِثُ: فِي الْقُبُورِ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=17132مُقَاتِلٌ . فَعَلَى هَذَا إِنَّمَا قَصَرَ اللُّبْثُ فِي الْقُبُورِ عِنْدَهُمْ ; لِأَنَّهُمْ خَرَجُوا إِلَى مَا هُوَ أَعْظَمُ عَذَابًا مِنْ عَذَابِ الْقُبُورِ . وَقَدْ ذَهَبَ بَعْضُ الْمُفَسِّرِينَ إِلَى أَنَّ هَذِهِ الْآَيَةَ خِطَابٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ; لِأَنَّهُمْ يُجِيبُونَ الْمُنَادِيَ وَهُمْ يَحْمَدُونَ اللَّهَ عَلَى إِحْسَانِهِ إِلَيْهِمْ، وَيَسْتَقِلُّونَ مُدَّةَ اللُّبْثِ فِي الْقُبُورِ ; لِأَنَّهُمْ كَانُوا غَيْرَ مُعَذَّبِينَ .