nindex.php?page=treesubj&link=28647ولفظ " الإيمان " أكثر ما يذكر في القرآن مقيدا ; فلا يكون ذلك اللفظ متناولا لجميع ما أمر الله به ; بل يجعل موجبا للوازمه وتمام ما أمر به وحينئذ يتناوله الاسم المطلق قال تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=5139&ayano=57آمنوا بالله ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه فالذين آمنوا منكم وأنفقوا لهم أجر كبير } {
nindex.php?page=tafseer&surano=5140&ayano=57وما لكم لا تؤمنون بالله والرسول يدعوكم لتؤمنوا بربكم وقد أخذ ميثاقكم إن كنتم مؤمنين } {
nindex.php?page=tafseer&surano=5141&ayano=57هو الذي ينزل على عبده آيات بينات ليخرجكم من الظلمات إلى النور } وقال تعالى في آخر السورة : {
nindex.php?page=tafseer&surano=5160&ayano=57يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم والله غفور رحيم } . وقد قال بعض المفسرين في الآية الأولى : إنها خطاب
لقريش ; وفي الثانية إنها خطاب
لليهود والنصارى وليس كذلك ; فإن الله لم يقل قط للكفار : {
nindex.php?page=tafseer&surano=5160&ayano=2يا أيها الذين آمنوا } ثم قال بعد ذلك : {
nindex.php?page=tafseer&surano=5161&ayano=57لئلا يعلم أهل الكتاب ألا يقدرون على شيء من فضل الله } وهذه السورة مدنية باتفاق لم يخاطب بها
المشركين بمكة ; وقد قال : {
nindex.php?page=tafseer&surano=5140&ayano=57وما لكم لا تؤمنون بالله والرسول يدعوكم لتؤمنوا بربكم وقد أخذ ميثاقكم إن كنتم مؤمنين } وهذا لا يخاطب به كافر ; وكفار
مكة لم يكن أخذ ميثاقهم وإنما أخذ ميثاق المؤمنين ببيعتهم له ; فإن كل من كان مسلما مهاجرا كان يبايع النبي صلى الله عليه وسلم كما بايعه
الأنصار ليلة العقبة وإنما دعاهم إلى تحقيق الإيمان وتكميله بأداء ما يجب من تمامه باطنا وظاهرا كما نسأل الله أن يهدينا الصراط المستقيم في كل صلاة ; وإن كان قد هدى المؤمنين للإقرار بما جاء به الرسول جملة لكن الهداية المفصلة في جميع ما يقولونه ويفعلونه في جميع أمورهم لم تحصل وجميع هذه الهداية الخاصة المفصلة هي من الإيمان المأمور به . وبذلك يخرجهم الله من الظلمات إلى النور .
nindex.php?page=treesubj&link=28647وَلَفْظُ " الْإِيمَانِ " أَكْثَرُ مَا يُذْكَرُ فِي الْقُرْآنِ مُقَيَّدًا ; فَلَا يَكُونُ ذَلِكَ اللَّفْظُ مُتَنَاوِلًا لِجَمِيعِ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ ; بَلْ يُجْعَلُ مُوجِبًا لِلَوَازِمِهِ وَتَمَامِ مَا أَمَرَ بِهِ وَحِينَئِذٍ يَتَنَاوَلُهُ الِاسْمُ الْمُطْلَقُ قَالَ تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=5139&ayano=57آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ } {
nindex.php?page=tafseer&surano=5140&ayano=57وَمَا لَكُمْ لَا تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } {
nindex.php?page=tafseer&surano=5141&ayano=57هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إلَى النُّورِ } وَقَالَ تَعَالَى فِي آخِرِ السُّورَةِ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=5160&ayano=57يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } . وَقَدْ قَالَ بَعْضُ الْمُفَسِّرِينَ فِي الْآيَةِ الْأُولَى : إنَّهَا خِطَابٌ
لِقُرَيْشِ ; وَفِي الثَّانِيَةِ إنَّهَا خِطَابٌ
لِلْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَلَيْسَ كَذَلِكَ ; فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَقُلْ قَطُّ لِلْكُفَّارِ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=5160&ayano=2يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا } ثُمَّ قَالَ بَعْدَ ذَلِكَ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=5161&ayano=57لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ } وَهَذِهِ السُّورَةُ مَدَنِيَّةٌ بِاتِّفَاقِ لَمْ يُخَاطِبْ بِهَا
الْمُشْرِكِينَ بِمَكَّةَ ; وَقَدْ قَالَ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=5140&ayano=57وَمَا لَكُمْ لَا تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } وَهَذَا لَا يُخَاطَبُ بِهِ كَافِرٌ ; وَكُفَّارُ
مَكَّةَ لَمْ يَكُنْ أَخَذَ مِيثَاقَهُمْ وَإِنَّمَا أَخَذَ مِيثَاقَ الْمُؤْمِنِينَ بِبَيْعَتِهِمْ لَهُ ; فَإِنَّ كُلَّ مَنْ كَانَ مُسْلِمًا مُهَاجِرًا كَانَ يُبَايِعُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا بَايَعَهُ
الْأَنْصَارُ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ وَإِنَّمَا دَعَاهُمْ إلَى تَحْقِيقِ الْإِيمَانِ وَتَكْمِيلِهِ بِأَدَاءِ مَا يَجِبُ مِنْ تَمَامِهِ بَاطِنًا وَظَاهِرًا كَمَا نَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يَهْدِيَنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ فِي كُلِّ صَلَاةٍ ; وَإِنْ كَانَ قَدْ هَدَى الْمُؤْمِنِينَ لِلْإِقْرَارِ بِمَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ جُمْلَةً لَكِنَّ الْهِدَايَةَ الْمُفَصَّلَةَ فِي جَمِيعِ مَا يَقُولُونَهُ وَيَفْعَلُونَهُ فِي جَمِيعِ أُمُورِهِمْ لَمْ تَحْصُلْ وَجَمِيعُ هَذِهِ الْهِدَايَةِ الْخَاصَّةِ الْمُفَصَّلَةِ هِيَ مِنْ الْإِيمَانِ الْمَأْمُورِ بِهِ . وَبِذَلِكَ يُخْرِجُهُمْ اللَّهُ مِنْ الظُّلُمَاتِ إلَى النُّورِ .