nindex.php?page=treesubj&link=28741الإعجاز التشريعي
أودع الله في الإنسان كثيرا من الغرائز التي تعتمل في النفس وتؤثر عليها في اتجاهات الحياة ، ولئن كان العقل الرشيد يعصم صاحبه من الزلل فإن النزعات النفسية المنحرفة تطغى على سلطان العقل ، ولا يستطيع العقل أن يكبح جماحها في
[ ص: 268 ] كل حال . لهذا كان لا بد لاستقامة الإنسان من تربية خاصة لغرائزه ، تهذبها وتنميها ، وتقودها إلى الخير والفلاح .
والإنسان مدني بالطبع ، فهو في حاجة إلى غيره ، وغيره في حاجة إليه ، وتعاون الإنسان مع أخيه الإنسان ضرورة اجتماعية يفرضها العمران البشري . وكثيرا ما يظلم الإنسان أخاه بدافع الأثرة وحب السيطرة ، فلو ترك أمر الناس دون ضابط يحدد علاقاتهم ، وينظم أحوال معاشهم ، ويصون حقوقهم ، ويحفظ حرماتهم لصار أمرهم فوضى ، ولذا كان لا بد لأي مجتمع بشري من نظام يحكم زمامه ، ويحقق العدل بين أفراده .
وبين تربية الفرد وصلاح الجماعة وشائج قوية لا تنفصم عراها ، فإن هذا يقوم على تلك ، فصلاح الفرد من صلاح الجماعة ، وصلاح الجماعة بصلاح الفرد . .
وقد عرفت البشرية في عصور التاريخ ألوانا مختلفة من المذاهب والنظريات والنظم والتشريعات التي تستهدف سعادة الفرد في مجتمع فاضل ، ولكن واحدا منها لم يبلغ من الروعة والإجلال مبلغ القرآن في إعجازه التشريعي .
إن القرآن يبدأ بتربية الفرد ; لأنه لبنة المجتمع ويقيم تربيته على تحرير وجدانه ، وتحمله التبعة .
يحرر القرآن وجدان المسلم بعقيدة التوحيد الذي تخلصه من سلطان الخرافة والوهم ، وتفك أسره من عبودية الأهواء والشهوات ، حتى يكون عبدا خالصا لله ، يتجرد للإله الخالق المعبود ، ويستعلي بنفسه عما سواه ، فلا حاجة للمخلوق إلا لدى خالقه ، الذي له الكمال المطلق ، ومنه يمنح الخير للخلائق كلها .
إنه خالق واحد وإله واحد . لا أول له ولا آخر ، قدير على كل شيء ، عليم بكل شيء ، محيط بكل شيء ، وليس كمثله شيء .
عالم مخلوق خلقه الله ، ويرجع إلى الله ، ويفنى كما يوجد بمشيئة الله ، وهذه أكمل عقيدة في العقل وأكمل عقيدة في الدين .
[ ص: 269 ] nindex.php?page=tafseer&surano=112&ayano=1قل هو الله أحد nindex.php?page=tafseer&surano=112&ayano=2الله الصمد nindex.php?page=tafseer&surano=112&ayano=3لم يلد ولم يولد nindex.php?page=tafseer&surano=112&ayano=4ولم يكن له كفوا أحد .
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=3هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم .
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=88كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون .
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=102ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء فاعبدوه .
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=27وكان الله على كل شيء قديرا .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=163والله بصير بما يعملون .
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=54ألا إنه بكل شيء محيط .
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=11ليس كمثله شيء وهو السميع البصير .
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=103لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير .
ويؤكد القرآن الكريم وحدانية الله بالحجج القاطعة التي تقوم على المنطق العقلي السليم . فلا تقبل الجدال والمراء :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=22لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا .
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=42قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا .
وإذا صحت عقيدة المسلم كان عليه أن يأخذ بشرائع القرآن في الفرائض والعبادات ، وكل عبادة مفروضة يراد بها صلاح الفرد ولكنها مع ذلك ذات علاقة بصلاح الجماعة .
فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ، والجماعة واجبة على الرأي الراجح إلا لعذر ، وهي شرط في الجمعة والعيدين ، والذي يصلي منفردا لا يغيب عن شعوره
[ ص: 270 ] آصرة القربى بينه وبين الجماعة الإسلامية في أقطار الأرض ، من شمال إلى جنوب ، ومن مشرق إلى مغرب ; لأنه يعلم أنه في تلك اللحظة يتجه وجهة واحدة مع كل مسلم على ظهر الأرض ، يؤدي فريضة الصلاة ، ويستقبل معه قبلة واحدة ، ويدعو بدعاء واحد ، وإن تباعدت بينهم الديار .
وحسب المسلم في تربيته أن يقف بين يدي الله خمس مرات في اليوم الواحد تمتزج حياته بشرع الله ، ويتمثل الوازع الأعلى نصب عينيه ما بين كل صلاة وصلاة :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=45إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر .
والزكاة تقتلع من النفس جذور الشح ، وعبادة المال ، والحرص على الدنيا ، وهي مصلحة للجماعة ، فتقيم دعائم التعاون بين المجدودين والمحرومين ، وتشعر النفس بتكامل الجماعة شعورا يخرجها من ضيق الأثرة والانفراد .
والحج سياحة تروض النفس على المشقة ، وتفتح بصيرتها على أسرار الله في خلقه ، وهو مؤتمر عالمي يجتمع فيه المسلمون على صعيد واحد ، فيتعارفون ويتشاورون .
والصيام ضبط للنفس ، وشحذ لعزيمتها ، وتقوية للإرادة ، وحبس للشهوات ، وهو مظهر اجتماعي يعيش فيه المسلمون شهرا كاملا على نظام واحد في طعامهم . كما تعيش الأسرة في البيت الواحد .
والقيام بهذه العبادات المفروضة يربي المسلم على الشعور بالتبعية الفردية التي يقررها القرآن وينوط بها كل تكليف من تكاليف الدين ، وكل فضيلة من فضائل الأخلاق :
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=38كل نفس بما كسبت رهينة .
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=21كل امرئ بما كسب رهين .
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=286لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت .
وحض القرآن على الفضائل المثلى التي تروض النفس على الوازع الديني ، كالصبر والصدق والعدل والإحسان والحلم والعفو والتواضع .
[ ص: 271 ] ومن تربية الفرد ينتقل الإسلام إلى بناء الأسرة ; لأنها نواة المجتمع ، فشرع القرآن الزواج استجابة لغريزة الجنس وإبقاء على النوع الإنساني في تناسل طاهر نظيف .
ويقوم رباط الأسرة في الزواج على الود والرحمة والسكن النفسي والعشرة بالمعروف ، ومراعاة خصائص الرجل وخصائص المرأة ، والوظيفة الملائمة لكل منهما :
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=21ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة .
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=19وعاشروهن بالمعروف .
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=34الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم .
ثم يأتي نظام الحكم الذي يسود المجتمع المسلم ، وقد قرر القرآن قواعد الحكومة الإسلامية في أصلح أوضاعها .
فهي حكومة الشورى والمساواة ومنع السيطرة الفردية :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=159وشاورهم في الأمر .
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=38وأمرهم شورى بينهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=10إنما المؤمنون إخوة .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=64قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله .
وهي حكومة تقوم على العدل المطلق الذي لا يتأثر بحب الذات ، أو عاطفة القرابة ، أو العوامل الاجتماعية في الغنى والفقر :
[ ص: 272 ] nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=135يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا .
كما لا تؤثر في هذا العدل شهوة الانتقام من الأعداء المبغوضين :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=8يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى .
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=58إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل .
والتشريع في الحكومة الإسلامية ليس متروكا للناس ، فقد قرره القرآن ، والخروج عنه كفر وظلم وفسق :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=44ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون .
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=45ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون .
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=47ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون .
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=50أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون .
وقرر القرآن صيانة الكليات الخمسة الضرورية للحياة الإنسانية : النفس ، والدين ، والعرض ، والمال ، والعقل ، ورتب عليها العقوبات المنصوصة ، التي تعرف في الفقه الإسلامي بالجنايات والحدود :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=179ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب .
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=2الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة .
[ ص: 273 ] nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=4والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين .
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=38والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما .
وقرر القرآن العلاقات الدولية في الحرب والسلم بين المسلمين وجيرانهم أو معاهديهم ، وهي أرفع معاملة عرفت في عصور الحضارة الإنسانية .
وخلاصة القول : إن القرآن دستور تشريعي كامل يقيم الحياة الإنسانية على أفضل صورة وأرقى مثال ، وسيظل إعجازه التشريعي قرينا لإعجازه العلمي وإعجازه اللغوي إلى الأبد . ولا يستطيع أحد أن ينكر أنه أحدث في العالم أثرا غير وجه التاريخ .
nindex.php?page=treesubj&link=28741الْإِعْجَازُ التَّشْرِيعِيُّ
أَوْدَعَ اللَّهُ فِي الْإِنْسَانِ كَثِيرًا مِنَ الْغَرَائِزِ الَّتِي تَعْتَمِلُ فِي النَّفْسِ وَتُؤَثِّرُ عَلَيْهَا فِي اتِّجَاهَاتِ الْحَيَاةِ ، وَلَئِنْ كَانَ الْعَقْلُ الرَّشِيدُ يَعْصِمُ صَاحِبَهُ مِنَ الزَّلَلِ فَإِنَّ النَّزَعَاتِ النَّفْسِيَّةَ الْمُنْحَرِفَةَ تَطْغَى عَلَى سُلْطَانِ الْعَقْلِ ، وَلَا يَسْتَطِيعُ الْعَقْلُ أَنْ يَكْبَحَ جِمَاحَهَا فِي
[ ص: 268 ] كُلِّ حَالٍ . لِهَذَا كَانَ لَا بُدَّ لِاسْتِقَامَةِ الْإِنْسَانِ مِنْ تَرْبِيَةٍ خَاصَّةٍ لِغَرَائِزِهِ ، تُهَذِّبُهَا وَتُنَمِّيهَا ، وَتَقُودُهَا إِلَى الْخَيْرِ وَالْفَلَاحِ .
وَالْإِنْسَانُ مَدَنِيٌّ بِالطَّبْعِ ، فَهُوَ فِي حَاجَةٍ إِلَى غَيْرِهِ ، وَغَيْرُهُ فِي حَاجَةٍ إِلَيْهِ ، وَتَعَاوُنُ الْإِنْسَانِ مَعَ أَخِيهِ الْإِنْسَانِ ضَرُورَةٌ اجْتِمَاعِيَّةٌ يَفْرِضُهَا الْعُمْرَانُ الْبَشَرِيُّ . وَكَثِيرًا مَا يَظْلِمُ الْإِنْسَانُ أَخَاهُ بِدَافِعِ الْأَثَرَةِ وَحُبِّ السَّيْطَرَةِ ، فَلَوْ تُرِكَ أَمْرُ النَّاسِ دُونَ ضَابِطٍ يُحَدِّدُ عَلَاقَاتِهِمْ ، وَيُنَظِّمُ أَحْوَالَ مَعَاشِهِمْ ، وَيَصُونُ حُقُوقَهُمْ ، وَيَحْفَظُ حُرُمَاتِهِمْ لَصَارَ أَمْرُهُمْ فَوْضَى ، وَلِذَا كَانَ لَا بُدَّ لِأَيِّ مُجْتَمَعٍ بَشَرِيٍّ مِنْ نِظَامٍ يَحْكُمُ زِمَامَهُ ، وَيُحَقِّقُ الْعَدْلَ بَيْنَ أَفْرَادِهِ .
وَبَيْنَ تَرْبِيَةِ الْفَرْدِ وَصَلَاحِ الْجَمَاعَةِ وَشَائِجُ قَوِيَّةٌ لَا تَنْفَصِمُ عُرَاهَا ، فَإِنَّ هَذَا يَقُومُ عَلَى تِلْكَ ، فَصَلَاحُ الْفَرْدِ مِنْ صَلَاحِ الْجَمَاعَةِ ، وَصَلَاحُ الْجَمَاعَةِ بِصَلَاحِ الْفَرْدِ . .
وَقَدْ عَرَفَتِ الْبَشَرِيَّةُ فِي عُصُورِ التَّارِيخِ أَلْوَانًا مُخْتَلِفَةً مِنَ الْمَذَاهِبِ وَالنَّظَرِيَّاتِ وَالنُّظُمِ وَالتَّشْرِيعَاتِ الَّتِي تَسْتَهْدِفُ سَعَادَةَ الْفَرْدِ فِي مُجْتَمَعٍ فَاضِلٍ ، وَلَكِنَّ وَاحِدًا مِنْهَا لَمْ يَبْلُغْ مِنَ الرَّوْعَةِ وَالْإِجْلَالِ مَبْلَغَ الْقُرْآنِ فِي إِعْجَازِهِ التَّشْرِيعِيِّ .
إِنَّ الْقُرْآنَ يَبْدَأُ بِتَرْبِيَةِ الْفَرْدِ ; لِأَنَّهُ لَبِنَةُ الْمُجْتَمَعِ وَيُقِيمُ تَرْبِيَتَهُ عَلَى تَحْرِيرِ وِجْدَانِهِ ، وَتَحَمُّلِهِ التَّبِعَةَ .
يُحَرِّرُ الْقُرْآنُ وِجْدَانَ الْمُسْلِمِ بِعَقِيدَةِ التَّوْحِيدِ الَّذِي تُخَلِّصُهُ مِنْ سُلْطَانِ الْخُرَافَةِ وَالْوَهْمِ ، وَتَفُكُّ أَسْرَهُ مِنْ عُبُودِيَّةِ الْأَهْوَاءِ وَالشَّهَوَاتِ ، حَتَّى يَكُونَ عَبْدًا خَالِصًا لِلَّهِ ، يَتَجَرَّدُ لِلْإِلَهِ الْخَالِقِ الْمَعْبُودِ ، وَيَسْتَعْلِي بِنَفْسِهِ عَمَّا سِوَاهُ ، فَلَا حَاجَةَ لِلْمَخْلُوقِ إِلَّا لَدَى خَالِقِهِ ، الَّذِي لَهُ الْكَمَالُ الْمُطْلَقُ ، وَمِنْهُ يَمْنَحُ الْخَيْرَ لِلْخَلَائِقِ كُلِّهَا .
إِنَّهُ خَالِقٌ وَاحِدٌ وَإِلَهٌ وَاحِدٌ . لَا أَوَّلَ لَهُ وَلَا آخِرَ ، قَدِيرٌ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ ، عَلِيمٌ بِكُلِّ شَيْءٍ ، مُحِيطٌ بِكُلِّ شَيْءٍ ، وَلَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ .
عَالَمٌ مَخْلُوقٌ خَلَقَهُ اللَّهُ ، وَيَرْجِعُ إِلَى اللَّهِ ، وَيَفْنَى كَمَا يُوجَدُ بِمَشِيئَةِ اللَّهِ ، وَهَذِهِ أَكْمَلُ عَقِيدَةٍ فِي الْعَقْلِ وَأَكْمَلُ عَقِيدَةٍ فِي الدِّينِ .
[ ص: 269 ] nindex.php?page=tafseer&surano=112&ayano=1قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ nindex.php?page=tafseer&surano=112&ayano=2اللَّهُ الصَّمَدُ nindex.php?page=tafseer&surano=112&ayano=3لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ nindex.php?page=tafseer&surano=112&ayano=4وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ .
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=3هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ .
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=88كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=102ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَهَ إِلا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=27وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=163وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=54أَلا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ .
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=11لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=103لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارُ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ .
وَيُؤَكِّدُ الْقُرْآنُ الْكَرِيمُ وَحْدَانِيَّةَ اللَّهِ بِالْحُجَجِ الْقَاطِعَةِ الَّتِي تَقُومُ عَلَى الْمَنْطِقِ الْعَقْلِيِّ السَّلِيمِ . فَلَا تَقْبَلُ الْجِدَالَ وَالْمِرَاءَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=22لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلا اللَّهُ لَفَسَدَتَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=42قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلا .
وَإِذَا صَحَّتْ عَقِيدَةُ الْمُسْلِمِ كَانَ عَلَيْهِ أَنْ يَأْخُذَ بِشَرَائِعِ الْقُرْآنِ فِي الْفَرَائِضِ وَالْعِبَادَاتِ ، وَكُلُّ عِبَادَةٍ مَفْرُوضَةٍ يُرَادُ بِهَا صَلَاحُ الْفَرْدِ وَلَكِنَّهَا مَعَ ذَلِكَ ذَاتُ عَلَاقَةٍ بِصَلَاحِ الْجَمَاعَةِ .
فَالصَّلَاةُ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ، وَالْجَمَاعَةُ وَاجِبَةٌ عَلَى الرَّأْيِ الرَّاجِحِ إِلَّا لِعُذْرٍ ، وَهِيَ شَرْطٌ فِي الْجُمُعَةِ وَالْعِيدَيْنِ ، وَالَّذِي يُصَلِّي مُنْفَرِدًا لَا يَغِيبُ عَنْ شُعُورِهِ
[ ص: 270 ] آصِرَةُ الْقُرْبَى بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجَمَاعَةِ الْإِسْلَامِيَّةِ فِي أَقْطَارِ الْأَرْضِ ، مِنْ شَمَالٍ إِلَى جَنُوبٍ ، وَمِنْ مَشْرِقٍ إِلَى مَغْرِبٍ ; لِأَنَّهُ يَعْلَمُ أَنَّهُ فِي تِلْكَ اللَّحْظَةِ يَتَّجِهُ وُجْهَةً وَاحِدَةً مَعَ كُلِّ مُسْلِمٍ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ ، يُؤَدِّي فَرِيضَةَ الصَّلَاةِ ، وَيَسْتَقْبِلُ مَعَهُ قِبْلَةً وَاحِدَةً ، وَيَدْعُو بِدُعَاءٍ وَاحِدٍ ، وَإِنْ تَبَاعَدَتْ بَيْنَهُمُ الدِّيَارُ .
وَحَسْبُ الْمُسْلِمَ فِي تَرْبِيَتِهِ أَنْ يَقِفَ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ خَمْسَ مَرَّاتٍ فِي الْيَوْمِ الْوَاحِدِ تَمْتَزِجُ حَيَاتُهُ بِشَرْعِ اللَّهِ ، وَيَتَمَثَّلُ الْوَازِعَ الْأَعْلَى نُصْبَ عَيْنَيْهِ مَا بَيْنَ كُلِّ صَلَاةٍ وَصَلَاةٍ :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=45إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ .
وَالزَّكَاةُ تَقْتَلِعُ مِنَ النَّفْسِ جُذُورَ الشُّحِّ ، وَعِبَادَةَ الْمَالِ ، وَالْحِرْصَ عَلَى الدُّنْيَا ، وَهِيَ مُصْلِحَةٌ لِلْجَمَاعَةِ ، فَتُقِيمُ دَعَائِمَ التَّعَاوُنِ بَيْنَ الْمَجْدُودِينَ وَالْمَحْرُومِينَ ، وَتُشْعِرُ النَّفْسَ بِتَكَامُلِ الْجَمَاعَةِ شُعُورًا يُخْرِجُهَا مِنْ ضِيقِ الْأَثَرَةِ وَالِانْفِرَادِ .
وَالْحَجُّ سِيَاحَةٌ تُرَوِّضُ النَّفْسَ عَلَى الْمَشَقَّةِ ، وَتَفْتَحُ بَصِيرَتَهَا عَلَى أَسْرَارِ اللَّهِ فِي خَلْقِهِ ، وَهُوَ مُؤْتَمَرٌ عَالَمِيٌّ يَجْتَمِعُ فِيهِ الْمُسْلِمُونَ عَلَى صَعِيدٍ وَاحِدٍ ، فَيَتَعَارَفُونَ وَيَتَشَاوَرُونَ .
وَالصِّيَامُ ضَبْطٌ لِلنَّفْسِ ، وَشَحْذٌ لِعَزِيمَتِهَا ، وَتَقْوِيَةٌ لِلْإِرَادَةِ ، وَحَبْسٌ لِلشَّهَوَاتِ ، وَهُوَ مَظْهَرٌ اجْتِمَاعِيٌّ يَعِيشُ فِيهِ الْمُسْلِمُونَ شَهْرًا كَامِلًا عَلَى نِظَامٍ وَاحِدٍ فِي طَعَامِهِمْ . كَمَا تَعِيشُ الْأُسْرَةُ فِي الْبَيْتِ الْوَاحِدِ .
وَالْقِيَامُ بِهَذِهِ الْعِبَادَاتِ الْمَفْرُوضَةِ يُرَبِّي الْمُسْلِمَ عَلَى الشُّعُورِ بِالتَّبَعِيَّةِ الْفَرْدِيَّةِ الَّتِي يُقَرِّرُهَا الْقُرْآنُ وَيَنُوطُ بِهَا كُلُّ تَكْلِيفٍ مِنْ تَكَالِيفِ الدِّينِ ، وَكُلُّ فَضِيلَةٍ مِنْ فَضَائِلِ الْأَخْلَاقِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=38كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ .
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=21كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ .
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=286لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ .
وَحَضَّ الْقُرْآنُ عَلَى الْفَضَائِلِ الْمُثْلَى الَّتِي تُرَوِّضُ النَّفْسَ عَلَى الْوَازِعِ الدِّينِيِّ ، كَالصَّبْرِ وَالصِّدْقِ وَالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَالْحِلْمِ وَالْعَفْوِ وَالتَّوَاضُعِ .
[ ص: 271 ] وَمِنْ تَرْبِيَةِ الْفَرْدِ يَنْتَقِلُ الْإِسْلَامُ إِلَى بِنَاءِ الْأُسْرَةِ ; لِأَنَّهَا نَوَاةُ الْمُجْتَمَعِ ، فَشَرَعَ الْقُرْآنُ الزَّوَاجَ اسْتِجَابَةً لِغَرِيزَةِ الْجِنْسِ وَإِبْقَاءً عَلَى النَّوْعِ الْإِنْسَانِيِّ فِي تَنَاسُلٍ طَاهِرٍ نَظِيفٍ .
وَيَقُومُ رِبَاطُ الْأُسْرَةِ فِي الزَّوَاجِ عَلَى الْوِدِّ وَالرَّحْمَةِ وَالسَّكَنِ النَّفْسِيِّ وَالْعِشْرَةِ بِالْمَعْرُوفِ ، وَمُرَاعَاةِ خَصَائِصِ الرَّجُلِ وَخَصَائِصِ الْمَرْأَةِ ، وَالْوَظِيفَةِ الْمُلَائِمَةِ لِكُلٍّ مِنْهُمَا :
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=21وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً .
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=19وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=34الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ .
ثُمَّ يَأْتِي نِظَامُ الْحُكْمِ الَّذِي يَسُودُ الْمُجْتَمَعَ الْمُسْلِمَ ، وَقَدْ قَرَّرَ الْقُرْآنُ قَوَاعِدَ الْحُكُومَةِ الْإِسْلَامِيَّةِ فِي أَصْلَحِ أَوْضَاعِهَا .
فَهِيَ حُكُومَةُ الشُّورَى وَالْمُسَاوَاةِ وَمَنْعِ السَّيْطَرَةِ الْفَرْدِيَّةِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=159وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=38وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=10إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=64قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلا نَعْبُدَ إِلا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهَ .
وَهِيَ حُكُومَةٌ تَقُومُ عَلَى الْعَدْلِ الْمُطْلَقِ الَّذِي لَا يَتَأَثَّرُ بِحُبِّ الذَّاتِ ، أَوْ عَاطِفَةِ الْقُرَابَةِ ، أَوِ الْعَوَامِلِ الِاجْتِمَاعِيَّةِ فِي الْغِنَى وَالْفَقْرِ :
[ ص: 272 ] nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=135يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوِ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوِ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا .
كَمَا لَا تُؤَثِّرُ فِي هَذَا الْعَدْلِ شَهْوَةُ الِانْتِقَامِ مِنَ الْأَعْدَاءِ الْمَبْغُوضِينَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=8يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى .
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=58إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ .
وَالتَّشْرِيعُ فِي الْحُكُومَةِ الْإِسْلَامِيَّةِ لَيْسَ مَتْرُوكًا لِلنَّاسِ ، فَقَدْ قَرَّرَهُ الْقُرْآنُ ، وَالْخُرُوجُ عَنْهُ كُفْرٌ وَظُلْمٌ وَفِسْقٌ :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=44وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=45وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=47وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=50أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ .
وَقَرَّرَ الْقُرْآنُ صِيَانَةَ الْكُلِّيَّاتِ الْخَمْسَةِ الضَّرُورِيَّةِ لِلْحَيَاةِ الْإِنْسَانِيَّةِ : النَّفْسِ ، وَالدِّينِ ، وَالْعِرْضِ ، وَالْمَالِ ، وَالْعَقْلِ ، وَرَتَّبَ عَلَيْهَا الْعُقُوبَاتِ الْمَنْصُوصَةَ ، الَّتِي تُعْرَفُ فِي الْفِقْهِ الْإِسْلَامِيِّ بِالْجِنَايَاتِ وَالْحُدُودِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=179وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الأَلْبَابِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=2الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ .
[ ص: 273 ] nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=4وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=38وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا .
وَقَرَّرَ الْقُرْآنُ الْعَلَاقَاتِ الدَّوْلِيَّةَ فِي الْحَرْبِ وَالسِّلْمِ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَجِيرَانِهِمْ أَوْ مُعَاهَدِيهِمْ ، وَهِيَ أَرْفَعُ مُعَامَلَةٍ عُرِفَتْ فِي عُصُورِ الْحَضَارَةِ الْإِنْسَانِيَّةِ .
وَخُلَاصَةُ الْقَوْلِ : إِنَّ الْقُرْآنَ دُسْتُورٌ تَشْرِيعِيٌّ كَامِلٌ يُقِيمُ الْحَيَاةَ الْإِنْسَانِيَّةَ عَلَى أَفْضَلِ صُورَةٍ وَأَرْقَى مِثَالٍ ، وَسَيَظَلُّ إِعْجَازُهُ التَّشْرِيعِيُّ قَرِينًا لِإِعْجَازِهِ الْعِلْمِيِّ وَإِعْجَازِهِ اللُّغَوِيِّ إِلَى الْأَبَدِ . وَلَا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يُنْكِرَ أَنَّهُ أَحْدَثُ فِي الْعَالَمِ أَثَرًا غَيَّرَ وَجْهَ التَّارِيخِ .