وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=112بلى من أسلم وجهه لله : (بلى): جواب للجحد بالتكذيب.
وقيل: هي محمولة على المعنى، كأنه قيل: أما يدخل الجنة أحد؟ فقال: (بلى من أسلم وجهه).
nindex.php?page=treesubj&link=28973ومعنى (أسلم وجهه): أخلصه، وخص الوجه؛ لأنه أشرف ما في الإنسان، والعرب تخبر بالوجه عن جملة الشيء.
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : (أسلم وجهه): أخلص عمله.
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن : استسلم لأمر الله.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=113وقالت اليهود ليست النصارى على شيء الآية.
قيل: كانوا يقولون ذلك قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم، ولو قالوه بعد مبعثه؛ لم يكونوا كاذبين، فدل الله تعالى على بطلان إنكارهم ملة الإسلام؛ لكونهم على ذلك في متقدم الأيام، ثم قال:
nindex.php?page=treesubj&link=28861_28973nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=113كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم يعني: مشركي العرب. [ ص: 319 ] وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء : هم أمم كانوا قبل اليهود والنصارى.
nindex.php?page=showalam&ids=14354الربيع بن أنس : المعنى: كذلك قالت اليهود مثل النصارى.
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : قدم
أهل نجران على النبي عليه الصلاة والسلام، فأتتهم أحبار اليهود، فتنازعوا عند النبي عليه الصلاة والسلام، وقالت كل فرقة منهم للأخرى: لستم على شيء، فنزلت الآية.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=113فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون : قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : حكمه: أن يريهم من يدخل الجنة، ومن يدخل النار عيانا.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=114ومن أظلم ممن منع مساجد الله إلى قوله تعالى: {خائفين}.
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابن زيد : يعني: كفار قريش الذين صدوا النبي عليه الصلاة والسلام عن
البيت عام
الحديبية، فمنعهم من عمارة
البيت بالتوحيد تخريب له.
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : يعني: النصارى الذين أعانوا بختنصر المجوسي على تخريب
بيت المقدس .
وقال: (مساجد) وهو يريد الواحد؛ لأن من فعل مثل ذلك الفعل في شيء من المساجد؛ دخل في الآية، أو لأن في المسجد الواحد مواضع، كل موضع منها مسجد.
و (دخولهم خائفين): إن كان في المشركين؛ فبدا النبي عليه الصلاة والسلام
[ ص: 320 ] بإبعادهم عن
المسجد الحرام، وإن كان في النصارى؛ فهم على ذلك في
بيت المقدس إلى اليوم.
و (الخزي الذي لهم في الدنيا): الجزية، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة .
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : قيام المهدي، وفتح القسطنطينية، ورومية.
و (العذاب العظيم في الآخرة): عذاب جهنم، وقد قال
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء : معناه: في آخر الدنيا، وهو ما وعد الله به المسلمين من فتح الروم ولم يكن بعد.
وتقدم القول في:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=115ولله المشرق والمغرب الآية.
ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=115واسع عليم : واسع الرحمة، عليم أين يضعها.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=116وقالوا اتخذ الله ولدا : هذا إخبار عن النصارى.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=116كل له قانتون :
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي، وغيره: أي: يوم القيامة.
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن : كل قائم بالشهادة أنه عبد.
وقيل: كل دائم على حال واحدة.
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء : هو خاص في أهل الطاعة.
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : (القنوت): ما يرى من أثر الصنعة.
[ ص: 321 ] nindex.php?page=treesubj&link=1847وأصل (القنوت): المداومة على الشيء، فهو يستعمل في طول القيام، والسكوت، وجملة الصلاة، وكله راجع إلى الطاعة.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=117بديع السماوات والأرض : منشئهما على غير مثال، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، وغيره.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=117وإذا قضى أمرا أي: أتقنه، وأحكمه، وفرغ منه.
nindex.php?page=treesubj&link=28973ومعنى nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=117فإنما يقول له كن فيكون : يقول من أجله.
وقيل: قال له: (كن) وهو معدوم؛ لأنه بمنزلة الموجود؛ إذ هو عنده معلوم.
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري : (أمره للشيء بـ(كن) لا يتقدم الوجود، ولا يتأخر عنه، فلا يكون الشيء مأمورا بالوجود إلا وهو موجود بالأمر، ولا موجودا إلا وهو مأمور بالوجود).
قال: (ونظيره: قيام الأموات من قبورهم، لا يتقدم دعاء الله، ولا يتأخر عنه، كما قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=25ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون [الروم: 15]).
فـ (الهاء) في (له) تعود على (الأمر)، أو على (القضاء) الذي دل عليه (قضى)، أو على المراد الذي دل عليه الكلام.
وفي هذه الآية دليل على أن كلام الله تعالى غير مخلوق؛ لأنه لو كان مخلوقا؛ لكان قائلا له: (كن)، ولكان قائلا لـ(كن): (كن)، حتى ينتهي ذلك إلى ما لا
[ ص: 322 ] (يتناهى)، وذلك مستحيل، مع ما يؤدي إليه ذلك من أنه لا يوجد من الله تعالى فعل البتة؛ إذ كان لا بد أن يوجد قبله أفعال، وهي أقاويل لا غاية لها، وذلك مستحيل، ولا يجوز أن يحمل على المجاز؛ إذ ذلك إنما يكون في الجمادات، ولا يكون فيمن يصلح منه القول إلا بدليل.
ويقوي ذلك: أن المصدر فيه - الذي هو (قولنا) من قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=40إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون [النحل: 40] - مؤكد بمصدر آخر؛ وهو (أن تقول)، وأهل العربية مجمعون على أنهم إذا أكدوا الفعل بالمصدر؛ كان حقيقة وبذلك جاء قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=164وكلم الله موسى تكليما [النساء: 164]؛ إذ كان الله تعالى متوليا تكليمه.
وقد قيل: إن
nindex.php?page=treesubj&link=28973معنى nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=117فإنما يقول له كن فيكون : فإنما يكونه.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=118وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن : يعني: مشركي العرب، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أيضا: اليهود.
[
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : النصارى، و
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=118الذين من قبلهم : اليهود].
وقيل: (الذين لا يعلمون): العرب، (والذين من قبلهم): الأمم المكذبة.
ومعنى (لولا): هلا.
[ ص: 323 ] nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=118تشابهت قلوبهم : أي: في الكفر، واقتراح الآيات.
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس :
أن رافع بن حريملة قال للنبي عليه الصلاة والسلام: إن كنت رسولا؛ فقل لله يكلمنا حتى نسمع كلامه، فنزلت الآية .
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=119ولا تسأل عن أصحاب الجحيم : قال
nindex.php?page=showalam&ids=14980محمد بن كعب : قال النبي عليه الصلاة والسلام: "
ليت شعري، ما فعل أبواي ؟"، فنزلت الآية .
غيره:
سأل النبي صلى الله عليه وسلم: "أي أبويه أحدث موتا؟"، فنزلت .
nindex.php?page=treesubj&link=28861nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=120ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم : (الملة): النحلة التي تنتحل في الدين، وأصلها: الطريقة.
وسبب الآية: أنهم كانوا يسألون المسالمة والهدنة، ويعدون النبي عليه الصلاة والسلام بالإسلام، فأعلمه الله تعالى أنهم لن يرضوا عنه حتى يتبع ملتهم، وأمره بجهادهم.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=120قل إن هدى الله هو الهدى يعني: الإسلام.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=120ولئن اتبعت أهواءهم : جمع الأهواء؛ لاختلافها، وخاطب الله تعالى نبيه
[ ص: 324 ] بهذا؛ تأديبا لأمته.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=121الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : هم أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام.
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابن زيد : هم المؤمنون بالنبي صلى الله عليه وسلم من بني إسرائيل.
nindex.php?page=treesubj&link=28973ومعنى (يتلونه حق تلاوته) في قول
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود وغيره: [يتبعونه حق اتباعه ولا يحرفونه.
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن : يؤمنون بمتشابهه، ويعملون بمحكمه، ويكلون ما أشكل منه إلى عالمه].
وقيل: يقرؤونه حق قراءته، وهو راجع إلى ما تقدم.
وخبر (الذين) قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=121أولئك يؤمنون به ، ولا يكون الخبر (يتلونه حق تلاوته) إن حمل على العموم، ويجوز ذلك إن جعل خصوصا فيمن آمن من أهل الكتاب، وأخبر بما فيه من صفة النبي عليه الصلاة والسلام، أو في الأنبياء، أو العاملين بما فيه.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=112بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ : (بَلَى): جَوَابٌ لِلْجَحْدِ بِالتَّكْذِيبِ.
وَقِيلَ: هِيَ مَحْمُولَةٌ عَلَى الْمَعْنَى، كَأَنَّهُ قِيلَ: أَمَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَحَدٌ؟ فَقَالَ: (بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ).
nindex.php?page=treesubj&link=28973وَمَعْنَى (أَسْلَمَ وَجْهَهُ): أَخْلَصَهُ، وَخَصَّ الْوَجْهَ؛ لِأَنَّهُ أَشْرَفُ مَا فِي الْإِنْسَانِ، وَالْعَرَبُ تُخْبِرُ بِالْوَجْهِ عَنْ جُمْلَةِ الشَّيْءِ.
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : (أَسْلَمَ وَجْهَهُ): أَخْلَصَ عَمَلَهُ.
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ : اسْتَسْلَمَ لِأَمْرِ اللَّهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=113وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ الْآيَةَ.
قِيلَ: كَانُوا يَقُولُونَ ذَلِكَ قَبْلَ مَبْعَثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَوْ قَالُوهُ بَعْدَ مَبْعَثِهِ؛ لَمْ يَكُونُوا كَاذِبِينَ، فَدَلَّ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى بُطْلَانِ إِنْكَارِهِمْ مِلَّةَ الْإِسْلَامِ؛ لِكَوْنِهِمْ عَلَى ذَلِكَ فِي مُتَقَدِّمِ الْأَيَّامِ، ثُمَّ قَالَ:
nindex.php?page=treesubj&link=28861_28973nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=113كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ يَعْنِي: مُشْرِكِي الْعَرَبِ. [ ص: 319 ] وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16568عَطَاءٌ : هُمْ أُمَمٌ كَانُوا قَبْلَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى.
nindex.php?page=showalam&ids=14354الرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ : الْمَعْنَى: كَذَلِكَ قَالَتِ الْيَهُودُ مِثْلَ النَّصَارَى.
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : قَدِمَ
أَهْلُ نَجْرَانَ عَلَى النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، فَأَتَتْهُمْ أَحْبَارُ الْيَهُودِ، فَتَنَازَعُوا عِنْدَ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وَقَالَتْ كُلُّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ لِلْأُخْرَى: لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ، فَنَزَلَتِ الْآيَةُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=113فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : حُكْمُهُ: أَنْ يُرِيَهُمْ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ، وَمَنْ يَدْخُلُ النَّارَ عِيَانًا.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=114وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {خَائِفِينَ}.
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابْنُ زَيْدٍ : يَعْنِي: كُفَّارُ قُرَيْشٍ الَّذِينَ صَدُّوا النَّبِيَّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَنِ
الْبَيْتِ عَامَ
الْحُدَيْبِيَةِ، فَمَنَعَهُمْ مِنْ عِمَارَةِ
الْبَيْتِ بِالتَّوْحِيدِ تَخْرِيبٌ لَهُ.
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ : يَعْنِي: النَّصَارَى الَّذِينَ أَعَانُوا بُخْتِنَصْرَ الْمَجُوسِيَّ عَلَى تَخْرِيبِ
بَيْتِ الْمَقْدِسِ .
وَقَالَ: (مَسَاجِدُ) وَهُوَ يُرِيدُ الْوَاحِدَ؛ لِأَنَّ مَنْ فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ الْفِعْلِ فِي شَيْءٍ مِنَ الْمَسَاجِدِ؛ دَخَلَ فِي الْآيَةِ، أَوْ لِأَنَّ فِي الْمَسْجِدِ الْوَاحِدِ مَوَاضِعَ، كُلُّ مَوْضِعٍ مِنْهَا مَسْجِدٌ.
وَ (دُخُولُهُمْ خَائِفِينَ): إِنْ كَانَ فِي الْمُشْرِكِينَ؛ فَبَدَا النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ
[ ص: 320 ] بِإِبْعَادِهِمْ عَنِ
الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَإِنْ كَانَ فِي النَّصَارَى؛ فَهُمْ عَلَى ذَلِكَ فِي
بَيْتِ الْمَقْدِسِ إِلَى الْيَوْمِ.
وَ (الْخِزْيُ الَّذِي لَهُمْ فِي الدُّنْيَا): الْجِزْيَةُ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةَ .
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ : قِيَامُ الْمَهْدِيِّ، وَفَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ، وَرُومِيَّةَ.
وَ (الْعَذَابُ الْعَظِيمُ فِي الْآخِرَةِ): عَذَابُ جَهَنَّمَ، وَقَدْ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14888الْفَرَّاءُ : مَعْنَاهُ: فِي آخِرِ الدُّنْيَا، وَهُوَ مَا وَعَدَ اللَّهُ بِهِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ فَتْحِ الرُّومِ وَلَمْ يَكُنْ بَعْدُ.
وَتَقَدَّمَ الْقَوْلُ فِي:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=115وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ الْآيَةَ.
وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=115وَاسِعٌ عَلِيمٌ : وَاسِعُ الرَّحْمَةِ، عَلِيمٌ أَيْنَ يَضَعُهَا.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=116وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا : هَذَا إِخْبَارٌ عَنِ النَّصَارَى.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=116كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ :
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ، وَغَيْرُهُ: أَيْ: يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ : كُلُّ قَائِمٍ بِالشَّهَادَةِ أَنَّهُ عَبْدٌ.
وَقِيلَ: كُلُّ دَائِمٍ عَلَى حَالٍ وَاحِدَةٍ.
nindex.php?page=showalam&ids=14888الْفَرَّاءُ : هُوَ خَاصٌّ فِي أَهْلِ الطَّاعَةِ.
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : (الْقُنُوتُ): مَا يُرَى مِنْ أَثَرِ الصَّنْعَةِ.
[ ص: 321 ] nindex.php?page=treesubj&link=1847وَأَصْلُ (الْقُنُوتِ): الْمُدَاوَمَةُ عَلَى الشَّيْءِ، فَهُوَ يُسْتَعْمَلُ فِي طُولِ الْقِيَامِ، وَالسُّكُوتِ، وَجُمْلَةِ الصَّلَاةِ، وَكُلُّهُ رَاجِعٌ إِلَى الطَّاعَةِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=117بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ : مُنْشِئُهُمَا عَلَى غَيْرِ مِثَالٍ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ، وَغَيْرِهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=117وَإِذَا قَضَى أَمْرًا أَيْ: أَتْقَنَهُ، وَأَحْكَمَهُ، وَفَرَغَ مِنْهُ.
nindex.php?page=treesubj&link=28973وَمَعْنَى nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=117فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ : يَقُولُ مِنْ أَجْلِهِ.
وَقِيلَ: قَالَ لَهُ: (كُنْ) وَهُوَ مَعْدُومٌ؛ لِأَنَّهُ بِمَنْزِلَةِ الْمَوْجُودِ؛ إِذْ هُوَ عِنْدَهُ مَعْلُومٌ.
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطَّبَرِيُّ : (أَمْرُهُ لِلشَّيْءِ بِـ(كُنْ) لَا يَتَقَدَّمُ الْوُجُودَ، وَلَا يَتَأَخَّرُ عَنْهُ، فَلَا يَكُونُ الشَّيْءُ مَأْمُورًا بِالْوُجُودِ إِلَّا وَهُوَ مَوْجُودٌ بِالْأَمْرِ، وَلَا مَوْجُودًا إِلَّا وَهُوَ مَأْمُورٌ بِالْوُجُودِ).
قَالَ: (وَنَظِيرُهُ: قِيَامُ الْأَمْوَاتِ مِنْ قُبُورِهِمْ، لَا يَتَقَدَّمُ دُعَاءَ اللَّهِ، وَلَا يَتَأَخَّرُ عَنْهُ، كَمَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=25ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الأَرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ [الرُّومُ: 15]).
فَـ (الْهَاءُ) فِي (لَهُ) تَعُودُ عَلَى (الْأَمْرِ)، أَوْ عَلَى (الْقَضَاءِ) الَّذِي دَلَّ عَلَيْهِ (قَضَى)، أَوْ عَلَى الْمُرَادِ الَّذِي دَلَّ عَلَيْهِ الْكَلَامُ.
وَفِي هَذِهِ الْآيَةِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ كَلَامَ اللَّهِ تَعَالَى غَيْرُ مَخْلُوقٍ؛ لِأَنَّهُ لَوْ كَانَ مَخْلُوقًا؛ لَكَانَ قَائِلًا لَهُ: (كُنْ)، وَلَكَانَ قَائِلًا لـ(كُنْ): (كُنْ)، حَتَّى يَنْتَهِيَ ذَلِكَ إِلَى مَا لَا
[ ص: 322 ] (يَتَنَاهَى)، وَذَلِكَ مُسْتَحِيلٌ، مَعَ مَا يُؤَدِّي إِلَيْهِ ذَلِكَ مِنْ أَنَّهُ لَا يُوجَدُ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى فِعْلٌ الْبَتَّةَ؛ إِذْ كَانَ لَا بُدَّ أَنْ يُوجَدَ قَبْلَهُ أَفْعَالٌ، وَهِيَ أَقَاوِيلُ لَا غَايَةَ لَهَا، وَذَلِكَ مُسْتَحِيلٌ، وَلَا يَجُوزُ أَنْ يُحْمَلَ عَلَى الْمَجَازِ؛ إِذْ ذَلِكَ إِنَّمَا يَكُونُ فِي الْجَمَادَاتِ، وَلَا يَكُونُ فِيمَنْ يَصْلُحُ مِنْهُ الْقَوْلُ إِلَّا بِدَلِيلٍ.
وَيُقَوِّي ذَلِكَ: أَنَّ الْمَصْدَرَ فِيهِ - الَّذِي هُوَ (قَوْلُنَا) مِنْ قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=40إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ [النَّحْلُ: 40] - مُؤَكَّدٌ بِمَصْدَرٍ آخَرَ؛ وَهُوَ (أَنْ تَقُولَ)، وَأَهْلُ الْعَرَبِيَّةِ مُجْمِعُونَ عَلَى أَنَّهُمْ إِذَا أَكَّدُوا الْفِعْلَ بِالْمَصْدَرِ؛ كَانَ حَقِيقَةً وَبِذَلِكَ جَاءَ قَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=164وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا [النِّسَاءُ: 164]؛ إِذْ كَانَ اللَّهُ تَعَالَى مُتَوَلِّيًا تَكْلِيمَهُ.
وَقَدْ قِيلَ: إِنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28973مَعْنَى nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=117فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ : فَإِنَّمَا يَكُونُهُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=118وَقَالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ لَوْلا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ، nindex.php?page=showalam&ids=14102وَالْحَسَنُ : يَعْنِي: مُشْرِكِي الْعَرَبِ، وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ أَيْضًا: الْيَهُودُ.
[
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ : النَّصَارَى، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=118الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ : الْيَهُودُ].
وَقِيلَ: (الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ): الْعَرَبُ، (وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمُ): الْأُمَمُ الْمُكَذِّبَةُ.
وَمَعْنَى (لَوْلَا): هَلَّا.
[ ص: 323 ] nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=118تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ : أَيْ: فِي الْكُفْرِ، وَاقْتِرَاحِ الْآيَاتِ.
وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ :
أَنَّ رَافِعَ بْنَ حُرَيْمِلَةَ قَالَ لِلنَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: إِنْ كُنْتَ رَسُولًا؛ فَقُلْ لِلَّهِ يُكَلِّمْنَا حَتَّى نَسْمَعَ كَلَامَهُ، فَنَزَلَتِ الْآيَةُ .
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=119وَلا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14980مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ : قَالَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: "
لَيْتَ شِعْرِي، مَا فَعَلَ أَبَوَايَ ؟"، فَنَزَلَتِ الْآيَةُ .
غَيْرُهُ:
سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَيُّ أَبَوَيْهِ أَحْدَثُ مَوْتًا؟"، فَنَزَلَتْ .
nindex.php?page=treesubj&link=28861nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=120وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ : (الْمِلَّةُ): النِّحْلَةُ الَّتِي تُنْتَحَلُ فِي الدِّينِ، وَأَصْلُهَا: الطَّرِيقَةُ.
وَسَبَبُ الْآيَةِ: أَنَّهُمْ كَانُوا يَسْأَلُونَ الْمُسَالَمَةَ وَالْهُدْنَةَ، وَيَعِدُونَ النَّبِيَّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بِالْإِسْلَامِ، فَأَعْلَمَهُ اللَّهُ تَعَالَى أَنَّهُمْ لَنْ يَرْضَوْا عَنْهُ حَتَّى يَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ، وَأَمَرَهُ بِجِهَادِهِمْ.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=120قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى يَعْنِي: الْإِسْلَامُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=120وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ : جَمَعَ الْأَهْوَاءَ؛ لِاخْتِلَافِهَا، وَخَاطَبَ اللَّهُ تَعَالَى نَبِيَّهُ
[ ص: 324 ] بِهَذَا؛ تَأْدِيبًا لِأُمَّتِهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=121الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ : هُمْ أَصْحَابُ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ.
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابْنُ زَيْدٍ : هُمُ الْمُؤْمِنُونَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ.
nindex.php?page=treesubj&link=28973وَمَعْنَى (يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ) فِي قَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ وَغَيْرِهِ: [يَتَّبِعُونَهُ حَقَّ اتِّبَاعِهِ وَلَا يُحَرِّفُونَهُ.
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ : يُؤْمِنُونَ بِمُتَشَابِهِهِ، وَيَعْمَلُونَ بِمُحْكَمِهِ، وَيَكِلُونَ مَا أُشْكِلَ مِنْهُ إِلَى عَالِمِهِ].
وَقِيلَ: يَقْرَؤُونَهُ حَقَّ قِرَاءَتِهِ، وَهُوَ رَاجِعٌ إِلَى مَا تَقَدَّمَ.
وَخَبَرُ (الَّذِينَ) قَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=121أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ، وَلَا يَكُونُ الْخَبَرُ (يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ) إِنْ حُمِلَ عَلَى الْعُمُومِ، وَيَجُوزُ ذَلِكَ إِنْ جُعِلَ خُصُوصًا فِيمَنْ آمَنَ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، وَأَخْبَرَ بِمَا فِيهِ مِنْ صِفَةِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، أَوْ فِي الْأَنْبِيَاءِ، أَوِ الْعَامِلِينَ بِمَا فِيهِ.