[ ص: 462 ] الآية السادسة
قوله تعالى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=224والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون }
فيها ثماني مسائل : المسألة الأولى : قوله : {
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=224والشعراء }
nindex.php?page=treesubj&link=24659_18933الشعر نوع من الكلام . قال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : حسنه كحسن الكلام ، وقبيحه كقبيحه يعني أن الشعر ليس يكره لذاته ، وإنما يكره لمتضمناته . وقد كان عند
العرب عظيم الموقع حتى قال الأول منهم :
وجرح اللسان كجرح اليد
وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الشعر الذي كان يرد به على المشركين : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=12634إنه لأسرع فيهم من النبل } .
وقد أخبرنا
أبو الحسن المبارك بن عبد الجبار ، أنبأنا
البرمكي والقزويني الزاهد ، أنبأنا
ابن حيوة ، أنبأنا
أبو محمد السكري ، أنبأنا
أبو محمد الدينوري ، حدثني
يزيد بن عمرو الغنوي ، حدثنا
زكريا بن يحيى ، حدثنا
عمرو بن زحر بن حصن عن جده
حميد بن منهب قال : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=20376سمعت جدي خريم بن أوس بن حارثة يقول : هاجرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة منصرفه من تبوك ، فسمعت nindex.php?page=showalam&ids=18العباس قال : يا رسول الله ، إني أريد أن أمتدحك . فقال : قل ، لا يفضض الله فاك . فقال nindex.php?page=showalam&ids=18العباس ممتدحا :
من قبلها طبت في الظلال وفي مستودع حيث يخصف الورق
ثم هبطت البلاد لا بشر أنت ولا مضغة ولا علق
[ ص: 463 ] بل نطفة تركب السفين وقد ألجم نسرا وأهله الغرق
تنقل من صالب إلى رحم إذا مضى عالم بدا طبق
حتى استوى بينك المهيمن من خندف علياء تحتها النطق
وأنت لما بعثت أشرقت الأرض وضاءت بنورك الأفق
فنحن في ذلك الضياء وفي النور وسبل الرشاد نخترق
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : لا يفضض الله فاك } .
[ ص: 462 ] الْآيَةُ السَّادِسَةُ
قَوْله تَعَالَى : {
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=224وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمْ الْغَاوُونَ أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ إلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ }
فِيهَا ثَمَانِي مَسَائِلَ : الْمَسْأَلَةُ الْأُولَى : قَوْلُهُ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=224وَالشُّعَرَاءُ }
nindex.php?page=treesubj&link=24659_18933الشِّعْرُ نَوْعٌ مِنْ الْكَلَامِ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ : حَسَنُهُ كَحَسَنِ الْكَلَامِ ، وَقَبِيحُهُ كَقَبِيحِهِ يَعْنِي أَنَّ الشِّعْرَ لَيْسَ يُكْرَهُ لِذَاتِهِ ، وَإِنَّمَا يُكْرَهُ لِمُتَضَمَّنَاتِهِ . وَقَدْ كَانَ عِنْدَ
الْعَرَبِ عَظِيمَ الْمَوْقِعِ حَتَّى قَالَ الْأَوَّلُ مِنْهُمْ :
وَجُرْحُ اللِّسَانِ كَجُرْحِ الْيَدِ
وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الشِّعْرِ الَّذِي كَانَ يُرَدُّ بِهِ عَلَى الْمُشْرِكِينَ : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=12634إنَّهُ لَأَسْرَعُ فِيهِمْ مِنْ النَّبْلِ } .
وَقَدْ أَخْبَرَنَا
أَبُو الْحَسَنِ الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، أَنْبَأَنَا
الْبَرْمَكِيُّ وَالْقَزْوِينِيُّ الزَّاهِدُ ، أَنْبَأَنَا
ابْنُ حَيْوَةَ ، أَنْبَأَنَا
أَبُو مُحَمَّدٍ السُّكَّرِيُّ ، أَنْبَأَنَا
أَبُو مُحَمَّدٍ الدِّينَوَرِيُّ ، حَدَّثَنِي
يَزِيدُ بْنُ عَمْرٍو الْغَنَوِيُّ ، حَدَّثَنَا
زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى ، حَدَّثَنَا
عَمْرُو بْنُ زَحْرِ بْنِ حِصْنٍ عَنْ جَدِّهِ
حُمَيْدِ بْنِ مُنْهِبٍ قَالَ : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=20376سَمِعْت جَدِّي خُرَيْمَ بْنَ أَوْسِ بْنِ حَارِثَةَ يَقُولُ : هَاجَرْت إلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ مُنْصَرَفِهِ مِنْ تَبُوكَ ، فَسَمِعْت nindex.php?page=showalam&ids=18الْعَبَّاسَ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إنِّي أُرِيدُ أَنْ أَمْتَدِحَك . فَقَالَ : قُلْ ، لَا يَفْضُضُ اللَّهُ فَاك . فَقَالَ nindex.php?page=showalam&ids=18الْعَبَّاسُ مُمْتَدِحًا :
مِنْ قَبْلِهَا طِبْت فِي الظِّلَالِ وَفِي مُسْتَوْدَعٍ حَيْثُ يُخْصَفُ الْوَرَقُ
ثُمَّ هَبَطْت الْبِلَادَ لَا بَشَرٌ أَنْتَ وَلَا مُضْغَةٌ وَلَا عَلَقُ
[ ص: 463 ] بَلْ نُطْفَةٌ تَرْكَبُ السَّفِينَ وَقَدْ أَلْجَمَ نَسْرًا وَأَهْلَهُ الْغَرَقُ
تُنْقَلُ مِنْ صَالِبٍ إلَى رَحِمٍ إذَا مَضَى عَالَمٌ بَدَا طَبَقُ
حَتَّى اسْتَوَى بَيْنَك الْمُهَيْمِنُ مِنْ خِنْدِفٍ عَلْيَاءَ تَحْتَهَا النُّطْقُ
وَأَنْتَ لَمَّا بُعِثْت أَشْرَقَتْ الْأَرْضُ وَضَاءَتْ بِنُورِك الْأُفُقُ
فَنَحْنُ فِي ذَلِكَ الضِّيَاءِ وَفِي النُّورِ وَسُبُلِ الرَّشَادِ نَخْتَرِقُ
فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَا يَفْضُضُ اللَّهُ فَاك } .