[ ص: 195 ] nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=26الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات أولئك مبرءون مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم
قال
ابن زيد : المعنى الخبيثات من النساء للخبيثين من الرجال ، وكذا الخبيثون للخبيثات ، وكذا الطيبات للطيبين والطيبون للطيبات . وقال
مجاهد ، nindex.php?page=showalam&ids=13033وابن جبير ، nindex.php?page=showalam&ids=16568وعطاء ، وأكثر المفسرين : المعنى الكلمات الخبيثات من القول للخبيثين من الرجال ، وكذا الخبيثون من الناس للخبيثات من القول ، وكذا الكلمات الطيبات من القول للطيبين من الناس ، والطيبون من الناس للطيبات من القول . قال
النحاس في كتاب معاني القرآن : وهذا أحسن ما قيل في هذه الآية . ودل على صحة هذا القول
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=26أولئك مبرءون مما يقولون أي
عائشة ، وصفوان مما يقول الخبيثون والخبيثات . وقيل : إن هذه الآية مبنية على قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=3الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة الآية ؛ فالخبيثات الزواني ، والطيبات العفائف ، وكذا الطيبون والطيبات . واختار هذا القول
النحاس أيضا ، وهو معنى قول
ابن زيد .
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=26أولئك مبرءون مما يقولون يعني به الجنس . وقيل :
عائشة ، وصفوان فجمع كما قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=11فإن كان له إخوة والمراد أخوان ؛ قاله
الفراء . و ( مبرءون ) يعني منزهين مما رموا به . قال بعض أهل التحقيق : إن
يوسف - عليه السلام - لما رمي بالفاحشة برأه الله على لسان صبي في المهد ، وإن
مريم لما رميت بالفاحشة برأها الله على لسان ابنها
عيسى صلوات الله عليه ، وإن
عائشة لما رميت بالفاحشة برأها الله تعالى بالقرآن ؛ فما رضي لها ببراءة صبي ولا نبي حتى برأها الله بكلامه من القذف والبهتان . وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=16621علي بن زيد بن جدعان ، عن جدته ، عن
عائشة - رضي الله عنها - قالت : لقد أعطيت تسعا ما أعطيتهن امرأة : لقد نزل
جبريل - عليه السلام - بصورتي في راحته حين أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يتزوجني ولقد تزوجني بكرا ، وما تزوج بكرا غيري ، ولقد توفي - صلى الله عليه وسلم - وإن رأسه لفي حجري ، ولقد قبر في بيتي ، ولقد حفت الملائكة بيتي ، وإن كان الوحي لينزل عليه وهو في أهله فينصرفون عنه ، وإن كان لينزل عليه وأنا معه في لحافه فما يبينني عن جسده ، وإني لابنة خليفته وصديقه ، ولقد نزل عذري من السماء ، ولقد خلقت طيبة وعند طيب ، ولقد وعدت مغفرة ورزقا كريما ؛ تعني قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=26لهم مغفرة ورزق كريم وهو الجنة .
[ ص: 195 ] nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=26الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ
قَالَ
ابْنُ زَيْدٍ : الْمَعْنَى الْخَبِيثَاتُ مِنَ النِّسَاءِ لِلْخَبِيثِينَ مِنَ الرِّجَالِ ، وَكَذَا الْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ ، وَكَذَا الطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ . وَقَالَ
مُجَاهِدٌ ، nindex.php?page=showalam&ids=13033وَابْنُ جُبَيْرٍ ، nindex.php?page=showalam&ids=16568وَعَطَاءٌ ، وَأَكْثَرُ الْمُفَسِّرِينَ : الْمَعْنَى الْكَلِمَاتُ الْخَبِيثَاتُ مِنَ الْقَوْلِ لِلْخَبِيثِينَ مِنَ الرِّجَالِ ، وَكَذَا الْخَبِيثُونَ مِنَ النَّاسِ لِلْخَبِيثَاتِ مِنَ الْقَوْلِ ، وَكَذَا الْكَلِمَاتُ الطَّيِّبَاتُ مِنَ الْقَوْلِ لِلطَّيِّبِينَ مِنَ النَّاسِ ، وَالطَّيِّبُونَ مِنَ النَّاسِ لِلطَّيِّبَاتِ مِنَ الْقَوْلِ . قَالَ
النَّحَّاسُ فِي كِتَابِ مَعَانِي الْقُرْآنِ : وَهَذَا أَحْسَنُ مَا قِيلَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ . وَدَلَّ عَلَى صِحَّةِ هَذَا الْقَوْلِ
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=26أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ أَيْ
عَائِشَةُ ، وَصَفْوَانُ مِمَّا يَقُولُ الْخَبِيثُونَ وَالْخَبِيثَاتُ . وَقِيلَ : إِنَّ هَذِهِ الْآيَةَ مَبْنِيَّةٌ عَلَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=3الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً الْآيَةَ ؛ فَالْخَبِيثَاتُ الزَّوَانِي ، وَالطَّيِّبَاتُ الْعَفَائِفُ ، وَكَذَا الطَّيِّبُونَ وَالطَّيِّبَاتُ . وَاخْتَارَ هَذَا الْقَوْلَ
النَّحَّاسُ أَيْضًا ، وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِ
ابْنِ زَيْدٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=26أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ يَعْنِي بِهِ الْجِنْسَ . وَقِيلَ :
عَائِشَةَ ، وَصَفْوَانَ فَجَمَعَ كَمَا قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=11فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ وَالْمُرَادُ أَخَوَانِ ؛ قَالَهُ
الْفَرَّاءُ . وَ ( مُبَرَّءُونَ ) يَعْنِي مُنَزَّهِينَ مِمَّا رُمُوا بِهِ . قَالَ بَعْضُ أَهْلِ التَّحْقِيقِ : إِنَّ
يُوسُفَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - لَمَّا رُمِيَ بِالْفَاحِشَةِ بَرَّأَهُ اللَّهُ عَلَى لِسَانِ صَبِيٍّ فِي الْمَهْدِ ، وَإِنَّ
مَرْيَمَ لَمَّا رُمِيَتْ بِالْفَاحِشَةِ بَرَّأَهَا اللَّهُ عَلَى لِسَانِ ابْنِهَا
عِيسَى صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ ، وَإِنَّ
عَائِشَةَ لَمَّا رُمِيَتْ بِالْفَاحِشَةِ بَرَّأَهَا اللَّهُ تَعَالَى بِالْقُرْآنِ ؛ فَمَا رَضِيَ لَهَا بِبَرَاءَةِ صَبِيٍّ وَلَا نَبِيٍّ حَتَّى بَرَّأَهَا اللَّهُ بِكَلَامِهِ مِنَ الْقَذْفِ وَالْبُهْتَانِ . وَرُوِيَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16621عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ ، عَنْ جَدَّتِهِ ، عَنْ
عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - قَالَتْ : لَقَدْ أُعْطِيتُ تِسْعًا مَا أُعْطِيَتْهُنَّ امْرَأَةٌ : لَقَدْ نَزَلَ
جِبْرِيلُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - بِصُورَتِي فِي رَاحَتِهِ حِينَ أَمَرَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يَتَزَوَّجَنِي وَلَقَدْ تَزَوَّجَنِي بِكْرًا ، وَمَا تَزَوَّجَ بِكْرًا غَيْرِي ، وَلَقَدْ تُوُفِّيَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَإِنَّ رَأْسَهُ لَفِي حِجْرِي ، وَلَقَدْ قُبِرَ فِي بَيْتِي ، وَلَقَدْ حَفَّتِ الْمَلَائِكَةُ بَيْتِي ، وَإِنْ كَانَ الْوَحْيُ لَيَنْزِلُ عَلَيْهِ وَهُوَ فِي أَهْلِهِ فَيَنْصَرِفُونَ عَنْهُ ، وَإِنْ كَانَ لَيَنْزِلُ عَلَيْهِ وَأَنَا مَعَهُ فِي لِحَافِهِ فَمَا يُبِينُنِي عَنْ جَسَدِهِ ، وَإِنِّي لَابْنَةُ خَلِيفَتِهِ وَصِدِّيقِهِ ، وَلَقَدْ نَزَلَ عُذْرِي مِنَ السَّمَاءِ ، وَلَقَدْ خُلِقْتُ طَيِّبَةً وَعِنْدَ طَيِّبٍ ، وَلَقَدْ وُعِدْتُ مَغْفِرَةً وَرِزْقًا كَرِيمًا ؛ تَعْنِي قَوْلَهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=26لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ وَهُوَ الْجَنَّةُ .