(
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=17nindex.php?page=treesubj&link=29015_31911ولقد فتنا قبلهم قوم فرعون وجاءهم رسول كريم ( 17 )
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=18أن أدوا إلي عباد الله إني لكم رسول أمين ( 18 ) )
(
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=19وأن لا تعلوا على الله إني آتيكم بسلطان مبين ( 19 )
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=20وإني عذت بربي وربكم أن ترجمون ( 20 )
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=21وإن لم تؤمنوا لي فاعتزلون ( 21 )
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=22فدعا ربه أن هؤلاء قوم مجرمون ( 22 )
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=23فأسر بعبادي ليلا إنكم متبعون ( 23 )
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=24واترك البحر رهوا إنهم جند مغرقون ( 24 )
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=25كم تركوا من جنات وعيون ( 25 )
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=26وزروع ومقام كريم ( 26 )
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=27ونعمة كانوا فيها فاكهين ( 27 )
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=28كذلك وأورثناها قوما آخرين ( 28 )
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=29فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين ( 29 )
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=30ولقد نجينا بني إسرائيل من العذاب المهين ( 30 )
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=31من فرعون إنه كان عاليا من المسرفين ( 31 )
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=32ولقد اخترناهم على علم على العالمين ( 32 )
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=33وآتيناهم من الآيات ما فيه بلاء مبين ( 33 ) )
يقول تعالى : ولقد
nindex.php?page=treesubj&link=31911اختبرنا قبل هؤلاء المشركين قوم فرعون ، وهم
قبط مصر ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=17وجاءهم رسول كريم ) يعني
موسى كليمه ، عليه السلام ،
(
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=18أن أدوا إلي عباد الله ) ، كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=47فأرسل معنا بني إسرائيل ولا تعذبهم قد جئناك بآية من ربك والسلام على من اتبع الهدى ) [ طه : 47 ] .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=18إني لكم رسول أمين ) أي : مأمون على ما أبلغكموه .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=19وأن لا تعلوا على الله ) أي : لا تستكبروا عن اتباع آياته ، والانقياد لحججه والإيمان ببراهينه ، كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=60إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ) [ غافر : 60 ] .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=19إني آتيكم بسلطان [ مبين ] ) أي : بحجة ظاهرة واضحة ، وهي ما أرسله الله به من الآيات البينات والأدلة القاطعة .
[ ص: 252 ]
(
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=20وإني عذت بربي وربكم أن ترجمون ) قال
ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=12045، وأبو صالح : هو الرجم باللسان وهو الشتم .
وقال
قتادة : [ هو ] الرجم بالحجارة .
أي أعوذ بالله الذي خلقني وخلقكم [ من ] أن تصلوا إلي بسوء من قول أو فعل .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=21وإن لم تؤمنوا لي فاعتزلون ) أي : فلا تتعرضوا إلي ، ودعوا الأمر بيني وبينكم مسالمة إلى أن يقضي الله بيننا . فلما طال مقامه بين أظهرهم ، وأقام حجج الله عليهم ، كل ذلك وما زادهم ذلك إلا كفرا وعنادا ، دعا ربه عليهم دعوة نفذت فيهم ، كما قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=88وقال موسى ربنا إنك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالا في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم قال قد أجيبت دعوتكما فاستقيما ) [ يونس : 88 ، 89 ] . وهكذا قال هاهنا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=22فدعا ربه أن هؤلاء قوم مجرمون ) فعند ذلك أمره الله تعالى أن يخرج
ببني إسرائيل من بين أظهرهم من غير أمر
فرعون ومشاورته واستئذانه ; ولهذا قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=23فأسر بعبادي ليلا إنكم متبعون ) كما قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=77ولقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا لا تخاف دركا ولا تخشى ) [ طه : 77 ] .
وقوله هاهنا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=24nindex.php?page=treesubj&link=31942_31916واترك البحر رهوا إنهم جند مغرقون ) وذلك أن
موسى ، عليه السلام ، لما جاوز هو
وبنو إسرائيل البحر ، أراد
موسى أن يضربه بعصاه حتى يعود كما كان ، ليصير حائلا بينهم وبين
فرعون ، فلا يصل إليهم . فأمره الله أن يتركه على حاله ساكنا ، وبشره بأنهم جند مغرقون فيه ، وأنه لا يخاف دركا ولا يخشى .
قال
ابن عباس : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=24واترك البحر رهوا ) كهيئته وامضه . وقال
مجاهد ) رهوا ) طريقا يبسا كهيئته ، يقول : لا تأمره يرجع ، اتركه حتى يرجع آخرهم . وكذا قال
عكرمة ،
nindex.php?page=showalam&ids=14354والربيع بن أنس ، والضحاك ،
وقتادة ،
وابن زيد nindex.php?page=showalam&ids=16850وكعب الأحبار nindex.php?page=showalam&ids=16052وسماك بن حرب ، وغير واحد .
ثم قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=25كم تركوا من جنات ) وهي البساتين (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=25وعيون وزروع ) والمراد بها الأنهار والآبار ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=26ومقام كريم ) وهي المساكن الكريمة الأنيقة والأماكن الحسنة .
وقال
مجاهد ،
nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=26ومقام كريم ) : المنابر .
وقال
ابن لهيعة ، عن
وهب بن عبد الله المعافري ، عن
عبد الله بن عمرو قال : نيل مصر سيد الأنهار ، سخر الله له كل نهر بين المشرق والمغرب ، وذلله له ، فإذا أراد الله أن يجري نيل مصر أمر كل نهر أن يمده ، فأمدته الأنهار بمائها ، وفجر الله له الأرض عيونا ، فإذا انتهى جريه إلى ما أراد الله ، أوحى الله إلى كل ماء أن يرجع إلى عنصره .
[ ص: 253 ]
وقال في قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=25كم تركوا من جنات وعيون . وزروع ومقام كريم . ونعمة كانوا فيها فاكهين ) قال : كانت الجنان بحافتي هذا النيل من أوله إلى آخره في الشقين جميعا ، ما بين
أسوان إلى
رشيد ، وكان له تسعة خلج : خليج
الإسكندرية ، وخليج
دمياط ، وخليج
سردوس ، وخليج
منف ، وخليج
الفيوم ، وخليج المنهى ، متصلة لا ينقطع منها شيء عن شيء ، وزروع ما بين الجبلين ، كله من أول
مصر إلى آخر ما يبلغه الماء ، وكانت جميع أرض
مصر تروى من ستة عشر ذراعا ، لما قدروا ودبروا من قناطرها وجسورها وخلجها .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=27ونعمة كانوا فيها فاكهين ) أي عيشة كانوا يتفكهون فيها فيأكلون ما شاءوا ويلبسون ما أحبوا مع الأموال والجاهات والحكم في البلاد ، فسلبوا ذلك جميعه في صبيحة واحدة ، وفارقوا الدنيا وصاروا إلى جهنم وبئس المصير ، واستولى على
البلاد المصرية وتلك الحواصل الفرعونية والممالك القبطية
بنو إسرائيل ، كما قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=59كذلك وأورثناها بني إسرائيل ) [ الشعراء : 59 ] وقال في موضع آخر : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=137وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون ) [ الأعراف : 137 ] . وقال هاهنا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=28كذلك وأورثناها قوما آخرين ) وهم
بنو إسرائيل ، كما تقدم .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=29فما بكت عليهم السماء والأرض ) أي : لم تكن لهم أعمال صالحة تصعد في أبواب السماء فتبكي على فقدهم ، ولا لهم في الأرض بقاع عبدوا الله فيها فقدتهم ; فلهذا استحقوا ألا ينظروا ولا يؤخروا لكفرهم وإجرامهم ، وعتوهم وعنادهم .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12201الحافظ أبو يعلى الموصلي في مسنده : حدثنا
أحمد بن إسحاق البصري ، حدثنا
مكي بن إبراهيم ، حدثنا
موسى بن عبيدة ، حدثني
يزيد الرقاشي ، حدثني
أنس بن مالك ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=826101ما من عبد إلا وله في السماء بابان : باب يخرج منه رزقه ، وباب يدخل منه عمله وكلامه ، فإذا مات فقداه وبكيا عليه " وتلا هذه الآية : ( nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=29فما بكت عليهم السماء والأرض ) وذكر أنهم لم يكونوا عملوا على الأرض عملا صالحا يبكي عليهم . ولم يصعد لهم إلى السماء من كلامهم ولا من عملهم كلام طيب ، ولا عمل صالح فتفقدهم فتبكي عليهم .
ورواه
ابن أبي حاتم من حديث
موسى بن عبيدة وهو الربذي .
وقال
ابن جرير : حدثني
يحيى بن طلحة ، حدثني
عيسى بن يونس ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16230صفوان بن عمرو ، عن
شريح بن عبيد الحضرمي قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا . ألا لا غربة على مؤمن ما مات مؤمن في غربة غابت عنه فيها بواكيه إلا بكت عليه السماء والأرض " . ثم [ ص: 254 ] قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=29فما بكت عليهم السماء والأرض ) ثم قال : " إنهما لا يبكيان على الكافر " .
وقال
ابن أبى حاتم : حدثنا
أحمد بن عصام حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=11798أبو أحمد - يعني الزبيري - حدثنا
العلاء بن صالح ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15342المنهال بن عمرو ، عن
عباد بن عبد الله قال : سأل رجل
عليا رضي الله عنه : هل تبكي السماء والأرض على أحد ؟ فقال له : لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد قبلك ، إنه ليس [ من ] عبد إلا له مصلى في الأرض ، ومصعد عمله من السماء . وإن آل فرعون لم يكن لهم عمل صالح في الأرض ، ولا عمل يصعد في السماء ، ثم قرأ علي ، رضي الله عنه (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=29فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين )
وقال
ابن جرير : حدثنا
أبو كريب ، حدثنا
طلق بن غنام ، عن
زائدة ، عن
منصور ، عن
منهال ، عن
سعيد بن جبير قال : أتى
ابن عباس رجل فقال : يا أبا عباس أرأيت قول الله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=29فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين )
nindex.php?page=treesubj&link=29674_29680فهل تبكي السماء والأرض على أحد ؟ قال : نعم إنه ليس أحد من الخلائق إلا وله باب في السماء منه ينزل رزقه ، وفيه يصعد عمله ، فإذا مات المؤمن فأغلق بابه من السماء الذي كان يصعد فيه عمله وينزل منه رزقه بكى عليه ، وإذا فقد مصلاه من الأرض التي كان يصلي فيها ويذكر الله فيها بكت عليه ، وإن قوم فرعون لم تكن لهم في الأرض آثار صالحة ، ولم يكن يصعد إلى الله منهم خير ، فلم تبك عليهم السماء والأرض .
وروى
العوفي ، عن
ابن عباس ، نحو هذا .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري ، عن
أبي يحيى القتات ، عن
مجاهد ، عن
ابن عباس [ رضي الله عنهما ] قال : كان يقال : تبكي الأرض على المؤمن أربعين صباحا . وكذا قال
مجاهد ،
nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير ، وغير واحد .
وقال
مجاهد أيضا : ما مات مؤمن إلا بكت عليه السماء والأرض أربعين صباحا ، قال : فقلت له : أتبكي الأرض ؟ فقال : أتعجب ؟ وما للأرض لا تبكي على عبد ، كان يعمرها بالركوع والسجود ؟ وما للسماء لا تبكي على عبد كان لتكبيره وتسبيحه فيها دوي كدوي النحل ؟
وقال
قتادة : كانوا أهون على الله من أن تبكي عليهم السماء والأرض .
وقال
ابن أبي حاتم : حدثنا
علي بن الحسين ، حدثنا
عبد السلام بن عاصم ، حدثنا
إسحاق بن إسماعيل ، حدثنا
المستورد بن سابق ، عن
عبيد المكتب ، عن
إبراهيم قال : ما بكت السماء منذ كانت الدنيا إلا على اثنين قلت
لعبيد : أليس السماء والأرض تبكي على المؤمن ؟ قال : ذاك مقامه حيث يصعد عمله . قال : وتدري ما بكاء السماء ؟ قلت لا قال : تحمر وتصير وردة كالدهان ، إن يحيى
[ ص: 255 ] بن زكريا لما قتل احمرت السماء وقطرت دما . وإن حسين بن علي لما قتل احمرت السماء .
وحدثنا
علي بن الحسين ، حدثنا
أبو غسان محمد بن عمرو - زنيج - حدثنا
جرير ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17347يزيد بن أبي زياد قال : لما قتل
حسين بن علي ، رضي الله عنهما ، احمرت آفاق السماء أربعة أشهر . قال
يزيد : واحمرارها بكاؤها . وهكذا قال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي الكبير .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16566عطاء الخراساني : بكاؤها : أن تحمر أطرافها .
وذكروا أيضا في مقتل
الحسين أنه ما قلب حجر يومئذ إلا وجد تحته دم عبيط ، وأنه كسفت الشمس ، واحمر الأفق ، وسقطت حجارة . وفي كل من ذلك نظر ، والظاهر أنه من سخف
الشيعة وكذبهم ، ليعظموا الأمر - ولا شك أنه عظيم - ولكن لم يقع هذا الذي اختلقوه وكذبوه ، وقد وقع ما هو أعظم من [ ذلك ] ، قتل
الحسين رضي الله عنه ولم يقع شيء مما ذكروه ، فإنه قد قتل أبوه
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب ، وهو أفضل منه بالإجماع ولم يقع [ شيء من ] ذلك
nindex.php?page=showalam&ids=7، وعثمان بن عفان قتل محصورا مظلوما ، ولم يكن شيء من ذلك .
nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قتل في المحراب في صلاة الصبح ، وكأن المسلمين لم تطرقهم مصيبة قبل ذلك ، ولم يكن شيء من ذلك . وهذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو سيد البشر في الدنيا والآخرة يوم مات لم يكن شيء مما ذكروه .
nindex.php?page=hadith&LINKID=826103ويوم مات إبراهيم ابن النبي - صلى الله عليه وسلم - خسفت الشمس فقال الناس : [ الشمس ] خسفت لموت إبراهيم ، فصلى بهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الكسوف ، وخطبهم وبين لهم أن الشمس والقمر لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=30ولقد نجينا بني إسرائيل من العذاب المهين من فرعون إنه كان عاليا من المسرفين ) يمتن عليهم تعالى بذلك ، حيث أنقذهم مما كانوا فيه من إهانة فرعون وإذلاله لهم ، وتسخيره إياهم في الأعمال المهينة الشاقة .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=31من فرعون إنه كان عاليا [ من المسرفين ] ) أي : مستكبرا جبارا عنيدا ، كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=4إن فرعون علا في الأرض [ وجعل أهلها شيعا ] ) [ القصص : 4 ] .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=46فاستكبروا وكانوا قوما عالين ) [ المؤمنون : 46 ] ، [ وقوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=39فاستكبروا في الأرض وما كانوا سابقين ) ] [ العنكبوت : 39 ] ، [ فكان فرعون ] سرفا في أمره ، سخيف الرأي على نفسه .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=32ولقد اخترناهم على علم على العالمين ) قال
مجاهد : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=32اخترناهم على علم على العالمين ) على من هم بين ظهريه . وقال
قتادة : اختيروا على أهل زمانهم ذلك . وكان يقال : إن
[ ص: 256 ] لكل زمان عالما . وهذه كقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=144قال ياموسى إني اصطفيتك على الناس ) [ الأعراف : 144 ] أي : أهل زمانه ، وكقوله
لمريم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=42واصطفاك على نساء العالمين ) [ آل عمران : 42 ] أي : في زمانها ; فإن
خديجة أفضل منها ، وكذا
آسية بنت مزاحم امرأة
فرعون ، أو مساوية لها في الفضل ،
nindex.php?page=treesubj&link=31368_31361_31330وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=33وآتيناهم من الآيات ) أي : [ من ] الحجج والبراهين وخوارق العادات (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=33ما فيه بلاء مبين ) أي : اختبار ظاهر جلي لمن اهتدى به .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=17nindex.php?page=treesubj&link=29015_31911وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ ( 17 )
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=18أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ( 18 ) )
(
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=19وَأَنْ لَا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ إِنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ ( 19 )
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=20وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ ( 20 )
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=21وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ ( 21 )
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=22فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ ( 22 )
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=23فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلًا إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ ( 23 )
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=24وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ ( 24 )
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=25كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ( 25 )
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=26وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ ( 26 )
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=27وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ ( 27 )
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=28كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ ( 28 )
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=29فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ ( 29 )
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=30وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ ( 30 )
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=31مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا مِنَ الْمُسْرِفِينَ ( 31 )
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=32وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ( 32 )
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=33وَآتَيْنَاهُمْ مِنَ الْآيَاتِ مَا فِيهِ بَلَاءٌ مُبِينٌ ( 33 ) )
يَقُولُ تَعَالَى : وَلَقَدِ
nindex.php?page=treesubj&link=31911اخْتَبَرْنَا قَبْلَ هَؤُلَاءِ الْمُشْرِكِينَ قَوْمَ فِرْعَوْنَ ، وَهُمْ
قِبْطُ مِصْرَ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=17وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ ) يَعْنِي
مُوسَى كَلِيمَهُ ، عَلَيْهِ السَّلَامُ ،
(
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=18أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ ) ، كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=47فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى ) [ طه : 47 ] .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=18إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ) أَيْ : مَأْمُونٌ عَلَى مَا أُبَلِّغُكُمُوهُ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=19وَأَنْ لَا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ ) أَيْ : لَا تَسْتَكْبِرُوا عَنِ اتِّبَاعِ آيَاتِهِ ، وَالِانْقِيَادِ لِحُجَجِهِ وَالْإِيمَانِ بِبَرَاهِينِهِ ، كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=60إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ) [ غَافِرٍ : 60 ] .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=19إِنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطَانٍ [ مُبِينٍ ] ) أَيْ : بِحُجَّةٍ ظَاهِرَةٍ وَاضِحَةٍ ، وَهِيَ مَا أَرْسَلَهُ اللَّهُ بِهِ مِنَ الْآيَاتِ الْبَيِّنَاتِ وَالْأَدِلَّةِ الْقَاطِعَةِ .
[ ص: 252 ]
(
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=20وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ ) قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ nindex.php?page=showalam&ids=12045، وَأَبُو صَالِحٍ : هُوَ الرَّجْمُ بِاللِّسَانِ وَهُوَ الشَّتْمُ .
وَقَالَ
قَتَادَةُ : [ هُوَ ] الرَّجْمُ بِالْحِجَارَةِ .
أَيْ أَعُوذُ بِاللَّهِ الَّذِي خَلَقَنِي وَخَلَقَكُمْ [ مِنْ ] أَنْ تَصِلُوا إِلَيَّ بِسُوءٍ مِنْ قَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=21وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ ) أَيْ : فَلَا تَتَعَرَّضُوا إِلَيَّ ، وَدَعُوا الْأَمْرَ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ مُسَالِمَةً إِلَى أَنْ يَقْضِيَ اللَّهُ بَيْنَنَا . فَلَمَّا طَالَ مَقَامُهُ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ ، وَأَقَامَ حُجَجَ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ، كُلُّ ذَلِكَ وَمَا زَادَهُمْ ذَلِكَ إِلَّا كُفْرًا وَعِنَادًا ، دَعَا رَبَّهُ عَلَيْهِمْ دَعْوَةً نَفَذَتْ فِيهِمْ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=88وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا ) [ يُونُسَ : 88 ، 89 ] . وَهَكَذَا قَالَ هَاهُنَا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=22فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ ) فَعِنْدَ ذَلِكَ أَمَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى أَنْ يَخْرُجَ
بِبَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِهِمْ مِنْ غَيْرِ أَمْرِ
فِرْعَوْنَ وَمُشَاوَرَتِهِ وَاسْتِئْذَانِهِ ; وَلِهَذَا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=23فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلًا إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ ) كَمَا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=77وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى ) [ طه : 77 ] .
وَقَوْلُهُ هَاهُنَا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=24nindex.php?page=treesubj&link=31942_31916وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ ) وَذَلِكَ أَنَّ
مُوسَى ، عَلَيْهِ السَّلَامُ ، لَمَّا جَاوَزَ هُوَ
وَبَنُو إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ ، أَرَادَ
مُوسَى أَنْ يَضْرِبَهُ بِعَصَاهُ حَتَّى يَعُودَ كَمَا كَانَ ، لِيَصِيرَ حَائِلًا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ
فِرْعَوْنَ ، فَلَا يَصِلُ إِلَيْهِمْ . فَأَمَرَهُ اللَّهُ أَنْ يَتْرُكَهُ عَلَى حَالِهِ سَاكِنًا ، وَبَشَّرَهُ بِأَنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ فِيهِ ، وَأَنَّهُ لَا يَخَافُ دَرَكًا وَلَا يَخْشَى .
قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=24وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا ) كَهَيْئَتِهِ وَامْضِهِ . وَقَالَ
مُجَاهِدٌ ) رَهْوًا ) طَرِيقًا يَبْسًا كَهَيْئَتِهِ ، يَقُولُ : لَا تَأْمُرْهُ يَرْجِعُ ، اتْرُكْهُ حَتَّى يَرْجِعَ آخِرُهُمْ . وَكَذَا قَالَ
عِكْرِمَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14354وَالرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ ، وَالضَّحَّاكُ ،
وَقَتَادَةُ ،
وَابْنُ زَيْدٍ nindex.php?page=showalam&ids=16850وَكَعْبُ الْأَحْبَارِ nindex.php?page=showalam&ids=16052وَسِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ .
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=25كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ ) وَهِيَ الْبَسَاتِينُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=25وَعُيُونٍ وَزُرُوعٍ ) وَالْمُرَادُ بِهَا الْأَنْهَارُ وَالْآبَارُ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=26وَمَقَامٍ كَرِيمٍ ) وَهِيَ الْمَسَاكِنُ الْكَرِيمَةُ الْأَنِيقَةُ وَالْأَمَاكِنُ الْحَسَنَةُ .
وَقَالَ
مُجَاهِدٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15992وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=26وَمَقَامٍ كَرِيمٍ ) : الْمَنَابِرُ .
وَقَالَ
ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ
وَهْبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَافِرِيِّ ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : نِيلُ مِصْرَ سَيِّدُ الْأَنْهَارِ ، سَخَّرَ اللَّهُ لَهُ كُلَّ نَهْرٍ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ ، وَذَلَّلَهُ لَهُ ، فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يُجْرِيَ نِيلَ مِصْرَ أَمَرَ كُلَّ نَهْرٍ أَنْ يَمُدَّهُ ، فَأَمَدَّتْهُ الْأَنْهَارُ بِمَائِهَا ، وَفَجَّرَ اللَّهُ لَهُ الْأَرْضَ عُيُونًا ، فَإِذَا انْتَهَى جَرْيُهُ إِلَى مَا أَرَادَ اللَّهُ ، أَوْحَى اللَّهُ إِلَى كُلِّ مَاءٍ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى عُنْصُرِهِ .
[ ص: 253 ]
وَقَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=25كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ . وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ . وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ ) قَالَ : كَانَتِ الْجِنَانُ بِحَافَّتَيْ هَذَا النِّيلِ مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى آخِرِهِ فِي الشِّقَّيْنِ جَمِيعًا ، مَا بَيْنَ
أَسْوَانَ إِلَى
رَشِيدٍ ، وَكَانَ لَهُ تِسْعَةُ خُلُجٍ : خَلِيجُ
الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ ، وَخَلِيجُ
دِمْيَاطَ ، وَخَلِيجُ
سَرْدُوسَ ، وَخَلِيجُ
مَنْفٍ ، وَخَلِيجُ
الْفَيُّومِ ، وَخَلِيجُ الْمَنْهَى ، مُتَّصِلَةٌ لَا يَنْقَطِعُ مِنْهَا شَيْءٌ عَنْ شَيْءٍ ، وَزُرُوعٌ مَا بَيْنَ الْجَبَلَيْنِ ، كُلُّهُ مِنْ أَوَّلِ
مِصْرَ إِلَى آخِرِ مَا يَبْلُغُهُ الْمَاءُ ، وَكَانَتْ جَمِيعُ أَرْضِ
مِصْرَ تُرْوَى مِنْ سِتَّةَ عَشَرَ ذِرَاعًا ، لِمَا قَدَّرُوا وَدَبَّرُوا مِنْ قَنَاطِرِهَا وَجُسُورِهَا وَخُلُجِهَا .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=27وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ ) أَيْ عِيشَةٍ كَانُوا يَتَفَكَّهُونَ فِيهَا فَيَأْكُلُونَ مَا شَاءُوا وَيَلْبَسُونَ مَا أَحَبُّوا مَعَ الْأَمْوَالِ وَالْجَاهَاتِ وَالْحُكْمِ فِي الْبِلَادِ ، فَسُلِبُوا ذَلِكَ جَمِيعُهُ فِي صَبِيحَةٍ وَاحِدَةٍ ، وَفَارَقُوا الدُّنْيَا وَصَارُوا إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ، وَاسْتَوْلَى عَلَى
الْبِلَادِ الْمِصْرِيَّةِ وَتِلْكَ الْحَوَاصِلِ الْفِرْعَوْنِيَّةِ وَالْمَمَالِكِ الْقِبْطِيَّةِ
بَنُو إِسْرَائِيلَ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=59كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ ) [ الشُّعَرَاءِ : 59 ] وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=137وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ ) [ الْأَعْرَافِ : 137 ] . وَقَالَ هَاهُنَا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=28كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ ) وَهُمْ
بَنُو إِسْرَائِيلَ ، كَمَا تَقَدَّمَ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=29فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ ) أَيْ : لَمْ تَكُنْ لَهُمْ أَعْمَالٌ صَالِحَةٌ تَصْعَدُ فِي أَبْوَابِ السَّمَاءِ فَتَبْكِي عَلَى فَقْدِهِمْ ، وَلَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ بِقَاعٌ عَبَدُوا اللَّهَ فِيهَا فَقَدَتْهُمْ ; فَلِهَذَا اسْتَحَقُّوا أَلَّا يُنْظَرُوا وَلَا يُؤَخَّرُوا لِكُفْرِهِمْ وَإِجْرَامِهِمْ ، وَعُتُوِّهِمْ وَعِنَادِهِمْ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12201الْحَافِظُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ فِي مُسْنَدِهِ : حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْبَصْرِيُّ ، حَدَّثَنَا
مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا
مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ ، حَدَّثَنِي
يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ ، حَدَّثَنِي
أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=826101مَا مِنْ عَبْدٍ إِلَّا وَلَهُ فِي السَّمَاءِ بَابَانِ : بَابٌ يَخْرُجُ مِنْهُ رِزْقُهُ ، وَبَابٌ يَدْخُلُ مِنْهُ عَمَلُهُ وَكَلَامُهُ ، فَإِذَا مَاتَ فَقَدَاهُ وَبَكَيَا عَلَيْهِ " وَتَلَا هَذِهِ الْآيَةَ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=29فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ ) وَذَكَرَ أَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا عَمِلُوا عَلَى الْأَرْضِ عَمَلًا صَالِحًا يَبْكِي عَلَيْهِمْ . وَلَمْ يَصْعَدْ لَهُمْ إِلَى السَّمَاءِ مِنْ كَلَامِهِمْ وَلَا مِنْ عَمَلِهِمْ كَلَامٌ طَيِّبٌ ، وَلَا عَمَلٌ صَالِحٌ فَتَفْقِدَهُمْ فَتَبْكِيَ عَلَيْهِمْ .
وَرَوَاهُ
ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ مِنْ حَدِيثِ
مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ وَهُوَ الرَّبَذِيُّ .
وَقَالَ
ابْنُ جَرِيرٍ : حَدَّثَنِي
يَحْيَى بْنُ طَلْحَةَ ، حَدَّثَنِي
عِيسَى بْنُ يُونُسَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16230صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ
شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ الْحَضْرَمِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
إِنَّ الْإِسْلَامَ بَدَأَ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ غَرِيبًا . أَلَا لَا غُرْبَةَ عَلَى مُؤْمِنٍ مَا مَاتَ مُؤْمِنٌ فِي غُرْبَةٍ غَابَتْ عَنْهُ فِيهَا بَوَاكِيهِ إِلَّا بَكَتْ عَلَيْهِ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ " . ثُمَّ [ ص: 254 ] قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : ( nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=29فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ ) ثُمَّ قَالَ : " إِنَّهُمَا لَا يَبْكِيَانِ عَلَى الْكَافِرِ " .
وَقَالَ
ابْنُ أَبَى حَاتِمٍ : حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ عِصَامٍ حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=11798أَبُو أَحْمَدَ - يَعْنِي الزُّبَيْرِيَّ - حَدَّثَنَا
الْعَلَاءُ بْنُ صَالِحٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=15342الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ
عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : سَأَلَ رَجُلٌ
عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : هَلْ تَبْكِي السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ عَلَى أَحَدٍ ؟ فَقَالَ لَهُ : لَقَدْ سَأَلْتَنِي عَنْ شَيْءٍ مَا سَأَلَنِي عَنْهُ أَحَدٌ قَبْلَكَ ، إِنَّهُ لَيْسَ [ مِنْ ] عَبْدٍ إِلَّا لَهُ مُصَلًّى فِي الْأَرْضِ ، وَمَصْعَدُ عَمَلِهِ مِنَ السَّمَاءِ . وَإِنَّ آلَ فِرْعَوْنَ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ عَمَلٌ صَالِحٌ فِي الْأَرْضِ ، وَلَا عَمَلٌ يَصْعَدُ فِي السَّمَاءِ ، ثُمَّ قَرَأَ عَلِيٌّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=29فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ )
وَقَالَ
ابْنُ جَرِيرٍ : حَدَّثَنَا
أَبُو كُرَيْبٍ ، حَدَّثَنَا
طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ ، عَنْ
زَائِدَةَ ، عَنْ
مَنْصُورٍ ، عَنْ
مِنْهَالٍ ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ : أَتَى
ابْنَ عَبَّاسٍ رَجُلٌ فَقَالَ : يَا أَبَا عَبَّاسٍ أَرَأَيْتَ قَوْلَ اللَّهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=29فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ )
nindex.php?page=treesubj&link=29674_29680فَهَلْ تَبْكِي السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ عَلَى أَحَدٍ ؟ قَالَ : نَعَمْ إِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ مِنَ الْخَلَائِقِ إِلَّا وَلَهُ بَابٌ فِي السَّمَاءِ مِنْهُ يَنْزِلُ رِزْقُهُ ، وَفِيهِ يَصْعَدُ عَمَلُهُ ، فَإِذَا مَاتَ الْمُؤْمِنُ فَأُغْلِقَ بَابُهُ مِنَ السَّمَاءِ الَّذِي كَانَ يَصْعَدُ فِيهِ عَمَلُهُ وَيَنْزِلُ مِنْهُ رِزْقُهُ بَكَى عَلَيْهِ ، وَإِذَا فُقِدَ مُصَلَّاهُ مِنَ الْأَرْضِ الَّتِي كَانَ يُصَلِّي فِيهَا وَيَذْكُرُ اللَّهَ فِيهَا بَكَتْ عَلَيْهِ ، وَإِنَّ قَوْمَ فِرْعَوْنَ لَمْ تَكُنْ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ آثَارٌ صَالِحَةٌ ، وَلَمْ يَكُنْ يَصْعَدُ إِلَى اللَّهِ مِنْهُمْ خَيْرٌ ، فَلَمْ تَبْكِ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ .
وَرَوَى
الْعَوْفِيُّ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ ، نَحْوَ هَذَا .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16004سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ، عَنْ
أَبِي يَحْيَى الْقَتَّاتِ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ [ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ] قَالَ : كَانَ يُقَالُ : تَبْكِي الْأَرْضُ عَلَى الْمُؤْمِنِ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا . وَكَذَا قَالَ
مُجَاهِدٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15992وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ .
وَقَالَ
مُجَاهِدٌ أَيْضًا : مَا مَاتَ مُؤْمِنٌ إِلَّا بَكَتْ عَلَيْهِ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا ، قَالَ : فَقُلْتُ لَهُ : أَتَبْكِي الْأَرْضُ ؟ فَقَالَ : أَتَعْجَبُ ؟ وَمَا لِلْأَرْضِ لَا تَبْكِي عَلَى عَبْدٍ ، كَانَ يُعَمِّرُهَا بِالرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ ؟ وَمَا لِلسَّمَاءِ لَا تَبْكِي عَلَى عَبْدٍ كَانَ لِتَكْبِيرِهِ وَتَسْبِيحِهِ فِيهَا دَوِيٌّ كَدَوِيِّ النَّحْلِ ؟
وَقَالَ
قَتَادَةُ : كَانُوا أَهْوَنَ عَلَى اللَّهِ مِنْ أَنْ تَبْكِيَ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ .
وَقَالَ
ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : حَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ عَاصِمٍ ، حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا
الْمُسْتَوْرِدُ بْنُ سَابِقٍ ، عَنْ
عُبَيْدٍ الْمُكْتِبِ ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ قَالَ : مَا بَكَتِ السَّمَاءُ مُنْذُ كَانَتِ الدُّنْيَا إِلَّا عَلَى اثْنَيْنِ قُلْتُ
لِعُبَيْدٍ : أَلَيْسَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ تَبْكِي عَلَى الْمُؤْمِنِ ؟ قَالَ : ذَاكَ مَقَامُهُ حَيْثُ يَصْعَدُ عَمَلُهُ . قَالَ : وَتَدْرِي مَا بُكَاءُ السَّمَاءِ ؟ قُلْتُ لَا قَالَ : تَحْمَرُّ وَتَصِيرُ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ ، إِنَّ يَحْيَى
[ ص: 255 ] بْنَ زَكَرِيَّا لَمَّا قُتِلَ احْمَرَّتِ السَّمَاءُ وَقَطَرَتْ دَمًا . وَإِنَّ حُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ لَمَّا قُتِلَ احْمَرَّتِ السَّمَاءُ .
وَحَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ، حَدَّثَنَا
أَبُو غَسَّانَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو - زُنَيْجٌ - حَدَّثَنَا
جَرِيرٌ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17347يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ قَالَ : لَمَّا قُتِلَ
حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، احْمَرَّتْ آفَاقُ السَّمَاءِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ . قَالَ
يَزِيدُ : وَاحْمِرَارُهَا بُكَاؤُهَا . وَهَكَذَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ الْكَبِيرُ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16566عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ : بُكَاؤُهَا : أَنْ تَحْمَرَّ أَطْرَافُهَا .
وَذَكَرُوا أَيْضًا فِي مَقْتَلِ
الْحُسَيْنِ أَنَّهُ مَا قُلِبَ حَجَرٌ يَوْمَئِذٍ إِلَّا وُجِدَ تَحْتَهُ دَمٌ عَبِيطٌ ، وَأَنَّهُ كَسَفَتِ الشَّمْسُ ، وَاحْمَرَّ الْأُفُقُ ، وَسَقَطَتْ حِجَارَةٌ . وَفِي كُلٍّ مِنْ ذَلِكَ نَظَرٌ ، وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ مِنْ سَخَفِ
الشِّيعَةِ وَكَذِبِهِمْ ، لِيُعَظِّمُوا الْأَمْرَ - وَلَا شَكَّ أَنَّهُ عَظِيمٌ - وَلَكِنْ لَمْ يَقَعْ هَذَا الَّذِي اخْتَلَقُوهُ وَكَذَبُوهُ ، وَقَدْ وَقَعَ مَا هُوَ أَعْظَمُ مِنْ [ ذَلِكَ ] ، قُتِلَ
الْحُسَيْنُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَلَمْ يَقَعْ شَيْءٌ مِمَّا ذَكَرُوهُ ، فَإِنَّهُ قَدْ قُتِلَ أَبُوهُ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، وَهُوَ أَفْضَلُ مِنْهُ بِالْإِجْمَاعِ وَلَمْ يَقَعْ [ شَيْءٌ مِنْ ] ذَلِكَ
nindex.php?page=showalam&ids=7، وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ قُتِلَ مَحْصُورًا مَظْلُومًا ، وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ .
nindex.php?page=showalam&ids=2وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قُتِلَ فِي الْمِحْرَابِ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ ، وَكَأَنَّ الْمُسْلِمِينَ لَمْ تَطْرُقْهُمْ مُصِيبَةٌ قَبْلَ ذَلِكَ ، وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ . وَهَذَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ سَيِّدُ الْبَشَرِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ يَوْمَ مَاتَ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا ذَكَرُوهُ .
nindex.php?page=hadith&LINKID=826103وَيَوْمَ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ ابْنُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَسَفَتِ الشَّمْسُ فَقَالَ النَّاسُ : [ الشَّمْسُ ] خَسَفَتْ لِمَوْتِ إِبْرَاهِيمَ ، فَصَلَّى بِهِمْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَلَاةَ الْكُسُوفِ ، وَخَطَبَهُمْ وَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَا يَنْخَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=30وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا مِنَ الْمُسْرِفِينَ ) يَمْتَنُّ عَلَيْهِمْ تَعَالَى بِذَلِكَ ، حَيْثُ أَنْقَذَهُمْ مِمَّا كَانُوا فِيهِ مِنْ إِهَانَةِ فِرْعَوْنَ وَإِذْلَالِهِ لَهُمْ ، وَتَسْخِيرِهِ إِيَّاهُمْ فِي الْأَعْمَالِ الْمُهِينَةِ الشَّاقَّةِ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=31مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا [ مِنَ الْمُسْرِفِينَ ] ) أَيْ : مُسْتَكْبِرًا جَبَّارًا عَنِيدًا ، كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=4إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ [ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا ] ) [ الْقِصَصِ : 4 ] .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=46فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا عَالِينَ ) [ الْمُؤْمِنُونَ : 46 ] ، [ وَقَوْلُهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=39فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ ) ] [ الْعَنْكَبُوتِ : 39 ] ، [ فَكَانَ فِرْعَوْنَ ] سَرِفًا فِي أَمْرِهِ ، سَخِيفَ الرَّأْيِ عَلَى نَفْسِهِ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=32وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ) قَالَ
مُجَاهِدٌ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=32اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ) عَلَى مَنْ هُمْ بَيْنَ ظَهْرَيْهِ . وَقَالَ
قَتَادَةُ : اخْتِيرُوا عَلَى أَهْلِ زَمَانِهِمْ ذَلِكَ . وَكَانَ يُقَالُ : إِنَّ
[ ص: 256 ] لِكُلِّ زَمَانٍ عَالَمًا . وَهَذِهِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=144قَالَ يَامُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ ) [ الْأَعْرَافِ : 144 ] أَيْ : أَهْلِ زَمَانِهِ ، وَكَقَوْلِهِ
لِمَرْيَمَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=42وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ) [ آلِ عِمْرَانَ : 42 ] أَيْ : فِي زَمَانِهَا ; فَإِنَّ
خَدِيجَةَ أَفْضَلُ مِنْهَا ، وَكَذَا
آسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ امْرَأَةُ
فِرْعَوْنَ ، أَوْ مُسَاوِيَةٌ لَهَا فِي الْفَضْلِ ،
nindex.php?page=treesubj&link=31368_31361_31330وَفَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=33وَآتَيْنَاهُمْ مِنَ الْآيَاتِ ) أَيْ : [ مِنَ ] الْحُجَجِ وَالْبَرَاهِينِ وَخَوَارِقِ الْعَادَاتِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=33مَا فِيهِ بَلَاءٌ مُبِينٌ ) أَيِ : اخْتِبَارٌ ظَاهِرٌ جَلِيٌّ لِمَنِ اهْتَدَى بِهِ .