قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=77قالوا إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم قال أنتم شر مكانا والله أعلم بما تصفون قالوا يا أيها العزيز إن له أبا شيخا كبيرا فخذ أحدنا مكانه إنا نراك من المحسنين قال معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده إنا إذا لظالمون nindex.php?page=treesubj&link=28983قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=77قالوا إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل المعنى : أي اقتدى بأخيه ، ولو اقتدى بنا ما سرق ; وإنما قالوا ذلك ليبرءوا من فعله ، لأنه ليس من أمهم ; وأنه إن سرق فقد جذبه عرق أخيه السارق ; لأن الاشتراك في الأنساب يشاكل في الأخلاق . وقد اختلفوا في السرقة التي نسبوا إلى
يوسف ; فروي عن
مجاهد وغيره أن
عمة يوسف بنت
إسحاق كانت أكبر من
يعقوب ، وكانت صارت إليها منطقة
إسحاق لسنها ; لأنهم كانوا يتوارثون بالسن ، وهذا مما نسخ حكمه بشرعنا ، وكان من سرق استعبد . وكانت عمة
يوسف حضنته وأحبته حبا شديدا ; فلما ترعرع وشب قال لها
يعقوب : سلمي
يوسف إلي ، فلست أقدر أن يغيب عني ساعة ; فولعت به ، وأشفقت من فراقه ; فقالت له : دعه عندي أياما أنظر إليه فلما خرج من عندها
يعقوب عمدت إلى منطقة
إسحاق ، فحزمتها على
يوسف من تحت ثيابه ، ثم قالت : لقد فقدت منطقة
إسحاق ، فانظروا من أخذها ومن أصابها ; فالتمست ثم قالت : اكشفوا أهل البيت فكشفوا ; فوجدت مع
يوسف . فقالت : إنه والله لي سلم أصنع فيه ما شئت ; ثم أتاها
يعقوب [ ص: 209 ] فأخبرته الخبر ، فقال لها : أنت وذلك ، إن كان فعل ذلك فهو سلم لك ; فأمسكته حتى ماتت ; فبذلك عيره إخوته في قولهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=77إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل ومن هاهنا تعلم
يوسف وضع السقاية في رحل أخيه كما عملت به عمته . وقال
سعيد بن جبير : إنما أمرته أن يسرق صنما كان لجده أبي أمه ، فسرقه وكسره وألقاه على الطريق ، وكان ذلك منهما تغييرا للمنكر ; فرموه بالسرقة وعيروه بها ، وقال
قتادة وفي كتاب
الزجاج : أنه كان صنم ذهب . وقال
عطية العوفي : إنه كان مع إخوته على طعام فنظر إلى عرق فخبأه فعيروه بذلك . وقيل : إنه كان يسرق من طعام المائدة للمساكين ; حكاه
ابن عيسى وقيل : إنهم كذبوا عليه فيما نسبوه إليه ; قاله
الحسن
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=77فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم أي أسر في نفسه قولهم
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=77إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل قاله
ابن شجرة وابن عيسى . وقيل : إنه أسر في نفسه قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=77أنتم شر مكانا ثم جهر فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=77والله أعلم بما تصفون . قاله
ابن عباس ،
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=77قال أنتم شر مكانا أي أنتم شر مكانا ممن نسبتموه إلى هذه السرقة .
ومعنى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=77والله أعلم بما تصفون أي الله أعلم أن ما قلتم كذب ، وإن كانت لله رضا . وقد قيل : إن إخوة
يوسف في ذلك الوقت ما كانوا أنبياء .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=78قالوا يا أيها العزيز إن له أبا شيخا كبيرا فخذ أحدنا مكانه خاطبوه باسم العزيز إذ كان في تلك اللحظة بعزل الأول أو موته . وقولهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=78إن له أبا شيخا كبيرا أي كبير القدر ، ولم يريدوا كبر السن ; لأن ذلك معروف من حال الشيخ .
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=78فخذ أحدنا مكانه أي عبدا بدله ; وقد قيل : إن هذا مجاز ; لأنهم يعلمون أنه لا يصح أخذ حر يسترق بدل من قد أحكمت السنة عندهم رقه ; وإنما هذا كما تقول لمن تكره فعله : اقتلني ولا تفعل كذا وكذا ، وأنت لا تريد أن يقتلك ، ولكنك مبالغ في استنزاله . ويحتمل أن يكون قولهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=78فخذ أحدنا مكانه حقيقة ; وبعيد عليهم وهم أنبياء أن يروا استرقاق حر ، فلم يبق إلا أن يريدوا بذلك طريق الحمالة ; أي خذ أحدنا مكانه . حتى ينصرف إليك صاحبك ; ومقصدهم بذلك أن يصل
بنيامين إلى أبيه ; ويعرف يعقوب جلية الأمر ; فمنع
يوسف - عليه السلام - من ذلك ، إذ الحمالة في
[ ص: 210 ] الحدود ونحوها - بمعنى إحضار المضمون فقط - جائزة مع التراضي ، غير لازمة إذا أبى الطالب ; وأما الحمالة في مثل هذا على أن يلزم الحميل ما كان يلزم المضمون من عقوبة ، فلا يجوز إجماعا . وفي " الواضحة " : إن الحمالة في الوجه فقط في جميع الحدود جائزة ، إلا في النفس . وجمهور الفقهاء على جواز
nindex.php?page=treesubj&link=23986الكفالة في النفس . واختلف فيها عن
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ; فمرة ضعفها ، ومرة أجازها .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=78إنا نراك من المحسنين يحتمل أن يريدوا وصفه بما رأوا من إحسانه في جميع أفعاله معهم ، ويحتمل أن يريدوا : إنا نرى لك إحسانا علينا في هذه اليد إن أسديتها إلينا ; وهذا تأويل
ابن إسحاق .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=79قال معاذ الله مصدر . " أن نأخذ " في موضع نصب ; أي من أن نأخذ .
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=79إلا من وجدنا في موضع نصب ب " نأخذ " .
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=79متاعنا عنده أي معاذ الله أن نأخذ البريء بالمجرم ونخالف ما تعاقدنا عليه .
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=79إنا إذا لظالمون أي أن نأخذ غيره .