القول في
nindex.php?page=treesubj&link=28980_8193تأويل قوله ( nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم ( 5 ) )
قال
أبو جعفر : يعني - جل ثناؤه - بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5فإذا انسلخ الأشهر الحرم ) ، فإذا انقضى ومضى وخرج .
[ ص: 134 ]
يقال منه : سلخنا شهر كذا نسلخه سلخا وسلوخا ، بمعنى : خرجنا منه ، ومنه قولهم : "شاة مسلوخة" ، بمعنى : المنزوعة من جلدها ، المخرجة منه .
ويعني ب"الأشهر الحرم" ، ذا القعدة ، وذا الحجة ، والمحرم .
وإنما أريد في هذا الموضع انسلاخ المحرم وحده ، لأن الأذان كان ببراءة يوم الحج الأكبر ، فمعلوم أنهم لم يكونوا أجلوا الأشهر الحرم كلها وقد دللنا على صحة ذلك فيما مضى؛ ولكنه لما كان متصلا بالشهرين الآخرين قبله الحرامين ، وكان هو لهما ثالثا ، وهي كلها متصل بعضها ببعض ، قيل : "فإذا انسلخ الأشهر الحرم" ، ومعنى الكلام : فإذا انقضت الأشهر الحرم الثلاثة عن الذين لا عهد لهم ، أو عن الذين كان لهم عهد فنقضوا عهدهم بمظاهرتهم الأعداء على رسول الله وعلى أصحابه ، أو كان عهدهم إلى أجل غيره معلوم .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5فاقتلوا المشركين ) ، يقول : فاقتلوهم (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5حيث وجدتموهم ) ، يقول : حيث لقيتموهم من الأرض ، في الحرم ، وغير الحرم في الأشهر الحرم وغير الأشهر الحرم ( وخذوهم ) يقول : وأسروهم ( واحصروهم ) ، يقول : وامنعوهم من التصرف في بلاد الإسلام ودخول
مكة (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5واقعدوا لهم كل مرصد ) ، يقول : واقعدوا لهم بالطلب لقتلهم أو أسرهم "كل مرصد" ، يعني : كل طريق ومرقب .
وهو "مفعل" ، من قول القائل : "رصدت فلانا أرصده رصدا" ، بمعنى : رقبته .
( فإن تابوا ) ، يقول : فإن رجعوا عما نهاهم عليه من الشرك بالله وجحود نبوة نبيه
محمد [ ص: 135 ] صلى الله عليه وسلم ، إلى توحيد الله وإخلاص العبادة له دون الآلهة والأنداد ، والإقرار بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5وأقاموا الصلاة ) ، يقول : وأدوا ما فرض الله عليهم من الصلاة بحدودها وأعطوا الزكاة التي أوجبها الله عليهم في أموالهم أهلها (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5فخلوا سبيلهم ) ، يقول : فدعوهم يتصرفون في أمصاركم ، ويدخلون البيت الحرام ( إن الله غفور رحيم ) ، لمن تاب من عباده فأناب إلى طاعته ، بعد الذي كان عليه من معصيته ، ساتر على ذنبه ، رحيم به ، أن يعاقبه على ذنوبه السالفة قبل توبته ، بعد التوبة .
وقد ذكرنا اختلاف المختلفين في الذين أجلوا إلى انسلاخ الأشهر الحرم .
وبنحو ما قلنا في تأويل ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
16475 - حدثنا
عبد الأعلى بن واصل الأسدي قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16527عبيد الله بن موسى قال : أخبرنا
أبو جعفر الرازي ، عن
الربيع ، عن
أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=810572من فارق الدنيا على الإخلاص لله وحده ، وعبادته لا يشرك له شيئا ، فارقها والله عنه راض قال : وقال
أنس : هو دين الله الذي جاءت به الرسل وبلغوه عن ربهم ، قبل هرج الأحاديث ، واختلاف الأهواء . وتصديق ذلك في كتاب الله في آخر ما أنزل الله ، قال الله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم ) ، قال : توبتهم ، خلع الأوثان ، وعبادة ربهم ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، ثم قال في آية أخرى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=11فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين ) ،
[ ص: 136 ] [ سورة التوبة : 11 ] .
16476 - حدثنا
بشر بن معاذ قال : حدثنا
يزيد قال : حدثنا
سعيد ، عن
قتادة قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم ) ، حتى ختم آخر الآية . وكان
قتادة يقول : خلوا سبيل من أمركم الله أن تخلوا سبيله ، فإنما الناس ثلاثة رهط : مسلم عليه الزكاة ، ومشرك عليه الجزية ، وصاحب حرب يأمن بتجارته في المسلمين إذا أعطى عشور ماله .
16477 - حدثني
محمد بن الحسين قال : حدثنا
أحمد بن المفضل قال : حدثنا
أسباط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5فإذا انسلخ الأشهر الحرم ) ، وهي الأربعة التي عددت لك يعني : عشرين من ذي الحجة ، والمحرم ، وصفر ، وربيعا الأول ، وعشرا من شهر ربيع الآخر .
وقال قائلو هذه المقالة : قيل لهذه : "الأشهر الحرم" ، لأن الله عز وجل حرم على المؤمنين فيها دماء المشركين ، والعرض لهم إلا بسبيل خير .
ذكر من قال ذلك :
[ ص: 137 ]
16478 - حدثنا
القاسم قال : حدثنا
الحسين قال : حدثني
حجاج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن
إبراهيم بن أبي بكر : أنه أخبره عن
مجاهد nindex.php?page=showalam&ids=16709وعمرو بن شعيب في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5فإذا انسلخ الأشهر الحرم ) ، أنها الأربعة التي قال الله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=2فسيحوا في الأرض ) ، قال : هي "الحرم" ، من أجل أنهم أومنوا فيها حتى يسيحوها .
16479 - حدثني
يونس قال : أخبرنا
ابن وهب قال : قال
ابن زيد في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=1براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين فسيحوا في الأرض أربعة أشهر ) ، قال : ضرب لهم أجل أربعة أشهر ، وتبرأ من كل مشرك ، ثم أمر إذا انسلخت تلك الأشهر الحرم (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد ) ، لا تتركوهم يضربون في البلاد ، ولا يخرجوا لتجارة ، ضيقوا عليهم بعدها ، ثم أمر بالعفو (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم ) .
16480 - حدثنا
ابن حميد قال : حدثنا
سلمة ، عن
ابن إسحاق : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5فإذا انسلخ الأشهر الحرم ) ، يعني : الأربعة التي ضرب الله لهم أجلا لأهل العهد العام من المشركين (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5فاقتلوهم حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد ) ، الآية .
[ ص: 138 ]
الْقَوْلُ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=28980_8193تَأْوِيلِ قَوْلِهِ ( nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ( 5 ) )
قَالَ
أَبُو جَعْفَرٍ : يَعْنِي - جَلَّ ثَنَاؤُهُ - بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ ) ، فَإِذَا انْقَضَى وَمَضَى وَخَرَجَ .
[ ص: 134 ]
يُقَالُ مِنْهُ : سَلَخْنَا شَهْرَ كَذَا نَسْلَخُهُ سَلْخًا وَسُلُوخًا ، بِمَعْنَى : خَرَجْنَا مِنْهُ ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ : "شَاةٌ مَسْلُوخَةٌ" ، بِمَعْنَى : الْمَنْزُوعَةِ مِنْ جِلْدِهَا ، الْمُخْرَجَةِ مِنْهُ .
وَيَعْنِي بِ"الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ" ، ذَا الْقِعْدَةِ ، وَذَا الْحِجَّةِ ، وَالْمُحَرَّمِ .
وَإِنَّمَا أُرِيدَ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ انْسِلَاخُ الْمُحَرَّمِ وَحْدَهُ ، لِأَنَّ الْأَذَانَ كَانَ بِبَرَاءَةٌ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ ، فَمَعْلُومٌ أَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا أَجَّلُوا الْأَشْهُرَ الْحُرُمَ كُلَّهَا وَقَدْ دَلَّلْنَا عَلَى صِحَّةِ ذَلِكَ فِيمَا مَضَى؛ وَلَكِنَّهُ لَمَّا كَانَ مُتَّصِلًا بِالشَّهْرَيْنِ الْآخَرَيْنِ قَبْلَهُ الْحَرَامَيْنِ ، وَكَانَ هُوَ لَهُمَا ثَالِثًا ، وَهِيَ كُلُّهَا مُتَّصِلٌ بَعْضُهَا بِبَعْضٍ ، قِيلَ : "فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ" ، وَمَعْنَى الْكَلَامِ : فَإِذَا انْقَضَتِ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ الثَّلَاثَةُ عَنِ الَّذِينَ لَا عَهْدَ لَهُمْ ، أَوْ عَنِ الَّذِينَ كَانَ لَهُمْ عَهْدٌ فَنَقَضُوا عَهْدَهُمْ بِمُظَاهَرَتِهِمُ الْأَعْدَاءَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ وَعَلَى أَصْحَابِهِ ، أَوْ كَانَ عَهْدُهُمْ إِلَى أَجَلٍ غَيْرِهِ مَعْلُومٍ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ ) ، يَقُولُ : فَاقْتُلُوهُمْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ ) ، يَقُولُ : حَيْثُ لَقِيتُمُوهُمْ مِنَ الْأَرْضِ ، فِي الْحَرَمِ ، وَغَيْرِ الْحَرَمِ فِي الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ وَغَيْرِ الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ ( وَخُذُوهُمْ ) يَقُولُ : وَأْسِرُوهُمْ ( وَاحْصُرُوهُمْ ) ، يَقُولُ : وَامْنَعُوهُمْ مِنَ التَّصَرُّفِ فِي بِلَادِ الْإِسْلَامِ وَدُخُولِ
مَكَّةَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ) ، يَقُولُ : وَاقْعُدُوا لَهُمْ بِالطَّلَبِ لِقَتْلِهِمْ أَوْ أَسْرِهِمْ "كُلَّ مَرْصَدٍ" ، يَعْنِي : كُلَّ طَرِيقٍ وَمَرْقَبٍ .
وَهُوَ "مَفْعَلٌ" ، مِنْ قَوْلِ الْقَائِلِ : "رَصَدْتُ فُلَانًا أَرْصُدُهُ رَصْدًا" ، بِمَعْنَى : رَقَبْتُهُ .
( فَإِنْ تَابُوا ) ، يَقُولُ : فَإِنْ رَجَعُوا عَمَّا نَهَاهُمْ عَلَيْهِ مِنَ الشِّرْكِ بِاللَّهِ وَجُحُودِ نُبُوَّةِ نَبِيِّهِ
مُحَمَّدٍ [ ص: 135 ] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، إِلَى تَوْحِيدِ اللَّهِ وَإِخْلَاصِ الْعِبَادَةِ لَهُ دُونَ الْآلِهَةِ وَالْأَنْدَادِ ، وَالْإِقْرَارِ بِنُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ ) ، يَقُولُ : وَأَدَّوْا مَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ الصَّلَاةِ بِحُدُودِهَا وَأَعْطَوُا الزَّكَاةَ الَّتِي أَوْجَبَهَا اللَّهُ عَلَيْهِمْ فِي أَمْوَالِهِمْ أَهْلَهَا (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ) ، يَقُولُ : فَدَعُوهُمْ يَتَصَرَّفُونَ فِي أَمْصَارِكُمْ ، وَيَدْخُلُونَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ ( إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) ، لِمَنْ تَابَ مِنْ عِبَادِهِ فَأَنَابَ إِلَى طَاعَتِهِ ، بَعْدَ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ مِنْ مَعْصِيَتِهِ ، سَاتِرٌ عَلَى ذَنْبِهِ ، رَحِيمٌ بِهِ ، أَنْ يُعَاقِبَهُ عَلَى ذُنُوبِهِ السَّالِفَةِ قَبْلَ تَوْبَتِهِ ، بَعْدَ التَّوْبَةِ .
وَقَدْ ذَكَرْنَا اخْتِلَافَ الْمُخْتَلِفِينَ فِي الَّذِينَ أُجِّلُوا إِلَى انْسِلَاخِ الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ .
وَبِنَحْوِ مَا قُلْنَا فِي تَأْوِيلِ ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
16475 - حَدَّثَنَا
عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ وَاصِلٍ الْأَسَدِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16527عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ : أَخْبَرَنَا
أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ ، عَنِ
الرَّبِيعِ ، عَنْ
أَنَسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=810572مَنْ فَارَقَ الدُّنْيَا عَلَى الْإِخْلَاصِ لِلَّهِ وَحْدَهُ ، وَعِبَادَتِهِ لَا يُشْرِكُ لَهُ شَيْئًا ، فَارَقَهَا وَاللَّهُ عَنْهُ رَاضٍ قَالَ : وَقَالَ
أَنَسٌ : هُوَ دِينُ اللَّهِ الَّذِي جَاءَتْ بِهِ الرُّسُلُ وَبَلَّغُوهُ عَنْ رَبِّهِمْ ، قَبْلَ هَرْجِ الْأَحَادِيثِ ، وَاخْتِلَافِ الْأَهْوَاءِ . وَتَصْدِيقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ فِي آخِرِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ ، قَالَ اللَّهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ) ، قَالَ : تَوْبَتُهُمْ ، خَلْعُ الْأَوْثَانِ ، وَعِبَادَةُ رَبِّهِمْ ، وَإِقَامُ الصَّلَاةِ ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ ، ثُمَّ قَالَ فِي آيَةٍ أُخْرَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=11فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ ) ،
[ ص: 136 ] [ سُورَةُ التَّوْبَةِ : 11 ] .
16476 - حَدَّثَنَا
بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
يَزِيدُ قَالَ : حَدَّثَنَا
سَعِيدٌ ، عَنْ
قَتَادَةَ قَوْلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ ) ، حَتَّى خَتَمَ آخِرَ الْآيَةِ . وَكَانَ
قَتَادَةُ يَقُولُ : خَلُّوا سَبِيلَ مَنْ أَمَرَكُمُ اللَّهُ أَنْ تُخَلُّوا سَبِيلَهُ ، فَإِنَّمَا النَّاسُ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ : مُسْلِمٌ عَلَيْهِ الزَّكَاةُ ، وَمُشْرِكٌ عَلَيْهِ الْجِزْيَةُ ، وَصَاحِبُ حَرْبٍ يَأْمَنُ بِتِجَارَتِهِ فِي الْمُسْلِمِينَ إِذَا أَعْطَى عُشُورَ مَالِهِ .
16477 - حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ : حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ قَالَ : حَدَّثَنَا
أَسْبَاطٌ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ ) ، وَهِيَ الْأَرْبَعَةُ الَّتِي عَدَدْتُ لَكَ يَعْنِي : عِشْرِينَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ ، وَالْمُحَرَّمَ ، وَصَفَرَ ، وَرَبِيعًا الْأَوَّلَ ، وَعَشْرًا مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْآخِرِ .
وَقَالَ قَائِلُو هَذِهِ الْمَقَالَةِ : قِيلَ لِهَذِهِ : "الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ" ، لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَرَّمَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ فِيهَا دِمَاءَ الْمُشْرِكِينَ ، وَالْعَرْضَ لَهُمْ إِلَّا بِسَبِيلِ خَيْرٍ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
[ ص: 137 ]
16478 - حَدَّثَنَا
الْقَاسِمُ قَالَ : حَدَّثَنَا
الْحُسَيْنُ قَالَ : حَدَّثَنِي
حَجَّاجٌ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ : أَنَّهُ أَخْبَرَهُ عَنْ
مُجَاهِدٍ nindex.php?page=showalam&ids=16709وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ ) ، أَنَّهَا الْأَرْبَعَةُ الَّتِي قَالَ اللَّهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=2فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ ) ، قَالَ : هِيَ "الْحُرُمُ" ، مِنْ أَجْلِ أَنَّهُمْ أُومِنُوا فِيهَا حَتَّى يَسِيحُوهَا .
16479 - حَدَّثَنِي
يُونُسُ قَالَ : أَخْبَرَنَا
ابْنُ وَهْبٍ قَالَ : قَالَ
ابْنُ زَيْدٍ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=1بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ ) ، قَالَ : ضَرَبَ لَهُمْ أَجَلَ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ ، وَتَبَرَّأَ مِنْ كُلِّ مُشْرِكٍ ، ثُمَّ أَمَرَ إِذَا انْسَلَخَتْ تِلْكَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ) ، لَا تَتْرُكُوهُمْ يَضْرِبُونَ فِي الْبِلَادِ ، وَلَا يَخْرُجُوا لِتِجَارَةٍ ، ضَيِّقُوا عَلَيْهِمْ بَعْدَهَا ، ثُمَّ أَمَرَ بِالْعَفْوِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) .
16480 - حَدَّثَنَا
ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
سَلَمَةُ ، عَنِ
ابْنِ إِسْحَاقَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ ) ، يَعْنِي : الْأَرْبَعَةُ الَّتِي ضَرَبَ اللَّهُ لَهُمْ أَجَلًا لِأَهْلِ الْعَهْدِ الْعَامِّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5فَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ) ، الْآيَةَ .
[ ص: 138 ]