القول في
nindex.php?page=treesubj&link=28987_28784_32405تأويل قوله تعالى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=4خلق الإنسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين ( 4 ) )
يقول تعالى ذكره : ومن حججه عليكم أيضا أيها الناس ، أنه خلق الإنسان من نطفة ، فأحدث من ماء مهين خلقا عجيبا ، قلبه تارات خلقا بعد خلق في ظلمات ثلاث ، ثم أخرجه إلى ضياء الدنيا بعد ما تم خلقه ونفخ فيه الروح ، فغذاه ورزقه القوت ونماه ، حتى إذا استوى على سوقه كفر بنعمة ربه وجحد مدبره وعبد من لا يضر ولا ينفع ، وخاصم إلهه ، فقال (
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=78من يحيي العظام وهي رميم ) ونسي الذي خلقه فسواه خلقا سويا من ماء مهين ، ويعني بالمبين : أنه يبين عن خصومته بمنطقه ، ويجادل بلسانه ، فذلك إبانته ، وعنى بالإنسان : جميع الناس ، أخرج بلفظ الواحد ، وهو في معنى الجميع .
الْقَوْلُ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=28987_28784_32405تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=4خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ ( 4 ) )
يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ : وَمِنْ حُجَجِهِ عَلَيْكُمْ أَيْضًا أَيُّهَا النَّاسُ ، أَنَّهُ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ ، فَأَحْدَثَ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ خَلْقًا عَجِيبًا ، قَلَّبَهُ تَارَاتٍ خَلْقًا بَعْدَ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثُلَاثٍ ، ثُمَّ أَخْرَجَهُ إِلَى ضِيَاءِ الدُّنْيَا بَعْدَ مَا تَمَّ خَلْقُهُ وَنَفَخَ فِيهِ الرُّوحَ ، فَغَذَّاهُ وَرَزَقَهُ الْقُوتَ وَنَمَّاهُ ، حَتَّى إِذَا اسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ كَفَرَ بِنِعْمَةِ رَبِّهِ وَجَحَدَ مُدَبِّرَهُ وَعَبَدَ مَنْ لَا يَضُرُّ وَلَا يَنْفَعُ ، وَخَاصَمَ إِلَهَهُ ، فَقَالَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=78مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ ) وَنَسِيَ الَّذِي خَلَقَهُ فَسَوَّاهُ خَلْقًا سَوِيًّا مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ ، وَيَعْنِي بِالْمُبِينِ : أَنَّهُ يُبِينُ عَنْ خُصُومَتِهِ بِمَنْطِقِهِ ، وَيُجَادِلُ بِلِسَانِهِ ، فَذَلِكَ إِبَانَتُهُ ، وَعَنَى بِالْإِنْسَانِ : جَمِيعَ النَّاسِ ، أُخْرِجَ بِلَفْظِ الْوَاحِدِ ، وَهُوَ فِي مَعْنَى الْجَمِيعِ .