القول في تأويل قوله تعالى : (
nindex.php?page=treesubj&link=28987_19877nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=128إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ( 128 ) )
[ ص: 327 ]
يقول تعالى ذكره ( إن الله ) يا
محمد (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=128مع الذين اتقوا ) الله في محارمه فاجتنبوها ، وخافوا عقابه عليها ، فأحجموا عن التقدم عليها (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=128والذين هم محسنون ) يقول : وهو مع الذين يحسنون رعاية فرائضه ، والقيام بحقوقه ، ولزوم طاعته فيما أمرهم به ونهاهم عنه .
وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
ابن حميد ، قال : ثنا
حكام ، عن
سفيان ، عن رجل ، عن
الحسن (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=128إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ) قال : اتقوا الله فيما حرم عليهم ، وأحسنوا فيما افترض عليهم .
حدثنا
الحسن ، قال : أخبرنا
عبد الرزاق ، قال : أخبرنا
معمر عن رجل ، عن
الحسن ، مثله .
حدثنا
بشر ، قال : ثنا
يزيد ، قال : ثنا
سعيد ، عن قتادة ، قال : ذكر لنا أن nindex.php?page=showalam&ids=17234هرم بن حيان العبدي لما حضره الموت ، قيل له : أوص ، قال : ما أدري ما أوصي ، ولكن بيعوا درعي ، فاقضوا عني ديني ، فإن لم تف ، فبيعوا فرسي ، فإن لم يف فبيعوا غلامي ، وأوصيكم بخواتيم سورة النحل ( nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=125ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين ) ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم لما نزلت هذه الآية قال بل نصبر " .
آخر سورة النحل
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=treesubj&link=28987_19877nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=128إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ( 128 ) )
[ ص: 327 ]
يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ ( إِنَّ اللَّهَ ) يَا
مُحَمَّدُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=128مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوُا ) اللَّهَ فِي مَحَارِمِهِ فَاجْتَنَبُوهَا ، وَخَافُوا عِقَابَهُ عَلَيْهَا ، فَأَحْجَمُوا عَنِ التَّقَدُّمِ عَلَيْهَا (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=128وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ) يَقُولُ : وَهُوَ مَعَ الَّذِينَ يُحْسِنُونَ رِعَايَةَ فَرَائِضِهِ ، وَالْقِيَامَ بِحُقُوقِهِ ، وَلُزُومَ طَاعَتِهِ فِيمَا أَمَرَهُمْ بِهِ وَنَهَاهُمْ عَنْهُ .
وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ ، قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
حَدَّثَنَا
ابْنُ حُمَيْدٍ ، قَالَ : ثَنَا
حَكَّامٌ ، عَنْ
سُفْيَانَ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنِ
الْحَسَنِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=128إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ) قَالَ : اتَّقَوُا اللَّهَ فِيمَا حَرَّمَ عَلَيْهِمْ ، وَأَحْسَنُوا فِيمَا افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ .
حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا
مَعْمَرٌ عَنْ رَجُلٍ ، عَنِ
الْحَسَنِ ، مِثْلَهُ .
حَدَّثَنَا
بِشْرٌ ، قَالَ : ثَنَا
يَزِيدُ ، قَالَ : ثَنَا
سَعِيدٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، قَالَ : ذَكَرَ لَنَا أَنَّ nindex.php?page=showalam&ids=17234هَرَمَ بْنَ حَيَّانَ الْعَبْدِيَّ لَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ ، قِيلَ لَهُ : أَوْصِ ، قَالَ : مَا أَدْرِي مَا أُوصِي ، وَلَكِنْ بِيعُوا دِرْعِي ، فَاقْضُوا عَنِّي دَيْنِي ، فَإِنْ لَمْ تَفِ ، فَبِيعُوا فَرَسِي ، فَإِنْ لَمْ يَفِ فَبِيعُوا غُلَامِي ، وَأُوصِيكُمْ بِخَوَاتِيمِ سُورَةِ النَّحْلِ ( nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=125ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ ) ذُكِرَ لَنَا أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ قَالَ بَلْ نَصْبِرُ " .
آخِرُ سُورَةِ النَّحْلِ