القول في
nindex.php?page=treesubj&link=28973_33197_19609تأويل قوله تعالى ( nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=172يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون ( 172 ) )
قال
أبو جعفر : يعني تعالى ذكره بقوله : " يا أيها الذين آمنوا " ، يا أيها الذين صدقوا الله ورسوله ، وأقروا لله بالعبودية ، وأذعنوا له بالطاعة ، كما : -
2467 - حدثني
المثنى قال : حدثنا
إسحاق قال : حدثنا
أبو زهير عن
[ ص: 317 ] جويبر ، عن
الضحاك في قوله : " يا أيها الذين آمنوا " ، يقول : صدقوا .
"
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=172كلوا من طيبات ما رزقناكم " ، يعني : اطعموا من حلال الرزق الذي أحللناه لكم ، فطاب لكم بتحليلي إياه لكم ، مما كنتم تحرمون أنتم ، ولم أكن حرمته عليكم ، من المطاعم والمشارب . "
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=172واشكروا لله " ، يقول : وأثنوا على الله بما هو أهله منكم ، على النعم التي رزقكم وطيبها لكم . "
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=172إن كنتم إياه تعبدون " ، يقول : إن كنتم منقادين لأمره سامعين مطيعين ، فكلوا مما أباح لكم أكله وحلله وطيبه لكم ، ودعوا في تحريمه خطوات الشيطان .
وقد ذكرنا بعض ما كانوا في جاهليتهم يحرمونه من المطاعم ، وهو الذي ندبهم إلى أكله ونهاهم عن اعتقاد تحريمه ، إذ كان تحريمهم إياه في الجاهلية طاعة منهم للشيطان ، واتباعا لأهل الكفر منهم بالله من الآباء والأسلاف . ثم بين لهم تعالى ذكره ما حرم عليهم ، وفصله لهم مفسرا .
الْقَوْلُ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=28973_33197_19609تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى ( nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=172يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ( 172 ) )
قَالَ
أَبُو جَعْفَرٍ : يَعْنِي تَعَالَى ذِكْرُهُ بِقَوْلِهِ : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا " ، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ صَدَّقُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ ، وَأَقَرُّوا لِلَّهِ بِالْعُبُودِيَّةِ ، وَأَذْعَنُوا لَهُ بِالطَّاعَةِ ، كَمَا : -
2467 - حَدَّثَنِي
الْمُثَنَّى قَالَ : حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ قَالَ : حَدَّثَنَا
أَبُو زُهَيْرٍ عَنْ
[ ص: 317 ] جُوَيْبِرٍ ، عَنِ
الضَّحَّاكِ فِي قَوْلِهِ : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا " ، يَقُولُ : صَدَّقُوا .
"
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=172كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ " ، يَعْنِي : اطَّعِمُوا مِنْ حَلَالِ الرِّزْقِ الَّذِي أَحْلَلْنَاهُ لَكُمْ ، فَطَابَ لَكُمْ بِتَحْلِيلِي إِيَّاهُ لَكُمْ ، مِمَّا كُنْتُمْ تُحَرِّمُونَ أَنْتُمْ ، وَلَمْ أَكُنْ حَرَّمْتُهُ عَلَيْكُمْ ، مِنَ الْمَطَاعِمِ وَالْمَشَارِبِ . "
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=172وَاشْكُرُوا لِلَّهِ " ، يَقُولُ : وَأَثْنَوْا عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ مِنْكُمْ ، عَلَى النِّعَمِ الَّتِي رَزَقَكُمْ وَطَيَّبَهَا لَكُمْ . "
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=172إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ " ، يَقُولُ : إِنْ كُنْتُمْ مُنْقَادِينَ لِأَمْرِهِ سَامِعِينَ مُطِيعِينَ ، فَكُلُوا مِمَّا أَبَاحَ لَكُمْ أَكْلَهُ وَحَلَّلَهُ وَطَيَّبَهُ لَكُمْ ، وَدَعُوا فِي تَحْرِيمِهِ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ .
وَقَدْ ذَكَرْنَا بَعْضَ مَا كَانُوا فِي جَاهِلِيَّتِهِمْ يُحَرِّمُونَهُ مِنَ الْمَطَاعِمِ ، وَهُوَ الَّذِي نَدَبَهُمْ إِلَى أَكْلِهِ وَنَهَاهُمْ عَنِ اعْتِقَادِ تَحْرِيمِهِ ، إِذْ كَانَ تَحْرِيمُهُمْ إِيَّاهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ طَاعَةً مِنْهُمْ لِلشَّيْطَانِ ، وَاتِّبَاعًا لِأَهْلِ الْكُفْرِ مِنْهُمْ بِاللَّهِ مِنَ الْآبَاءِ وَالْأَسْلَافِ . ثُمَّ بَيَّنَ لَهُمْ تَعَالَى ذِكْرُهُ مَا حَرَّمَ عَلَيْهِمْ ، وَفَصَّلَهُ لَهُمْ مُفَسَّرًا .