[ ص: 356 ] القول في
nindex.php?page=treesubj&link=28973_19475_19862تأويل قوله تعالى ( nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=177أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون ( 177 ) )
قال
أبو جعفر : يعني تعالى ذكره بقوله : "
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=177أولئك الذين صدقوا " ، من آمن بالله واليوم الآخر ، ونعتهم النعت الذي نعتهم به في هذه الآية . يقول : فمن فعل هذه الأشياء فهم الذين صدقوا الله في إيمانهم ، وحققوا قولهم بأفعالهم - لا من ولى وجهه قبل المشرق والمغرب وهو يخالف الله في أمره ، وينقض عهده وميثاقه ، ويكتم الناس بيان ما أمره الله ببيانه ، ويكذب رسله .
وأما قوله : " وأولئك هم المتقون " ، فإنه يعني : وأولئك الذين اتقوا عقاب الله ، فتجنبوا عصيانه ، وحذروا وعده ، فلم يتعدوا حدوده . وخافوه ، فقاموا بأداء فرائضه .
وبمثل الذي قلنا في قوله : "
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=177أولئك الذين صدقوا " ، كان
الربيع بن أنس يقول :
2556 - حدثت عن
عمار بن الحسن قال : حدثنا
ابن أبي جعفر ، عن أبيه عن
الربيع : "
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=177أولئك الذين صدقوا " قال : فتكلموا بكلام الإيمان ، فكانت حقيقته العمل ، صدقوا الله . قال : وكان
الحسن يقول : هذا كلام الإيمان ، وحقيقته العمل ، فإن لم يكن مع القول عمل فلا شيء .
[ ص: 356 ] الْقَوْلُ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=28973_19475_19862تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى ( nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=177أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ( 177 ) )
قَالَ
أَبُو جَعْفَرٍ : يَعْنِي تَعَالَى ذِكْرُهُ بِقَوْلِهِ : "
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=177أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا " ، مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ، وَنَعَتَهُمُ النَّعْتَ الَّذِي نَعَتَهُمْ بِهِ فِي هَذِهِ الْآيَةِ . يَقُولُ : فَمَنْ فَعَلَ هَذِهِ الْأَشْيَاءَ فَهُمُ الَّذِينَ صَدَقُوا اللَّهَ فِي إِيمَانِهِمْ ، وَحَقَّقُوا قَوْلَهُمْ بِأَفْعَالِهِمْ - لَا مَنْ وَلَّى وَجْهَهُ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَهُوَ يُخَالِفُ اللَّهَ فِي أَمْرِهِ ، وَيَنْقَضُّ عَهْدَهُ وَمِيثَاقَهُ ، وَيَكْتُمُ النَّاسَ بَيَانَ مَا أَمَرَهُ اللَّهُ بِبَيَانِهِ ، وَيُكَذِّبُ رُسُلَهُ .
وَأَمَّا قَوْلُهُ : " وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ " ، فَإِنَّهُ يَعْنِي : وَأُولَئِكَ الَّذِينَ اتَّقَوْا عِقَابَ اللَّهِ ، فَتَجَنَّبُوا عِصْيَانَهُ ، وَحَذِرُوا وَعْدَهُ ، فَلَمْ يَتَعَدَّوْا حُدُودَهُ . وَخَافُوهُ ، فَقَامُوا بِأَدَاءِ فَرَائِضِهِ .
وَبِمِثْلِ الَّذِي قُلْنَا فِي قَوْلِهِ : "
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=177أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا " ، كَانَ
الرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ يَقُولُ :
2556 - حُدِّثْتُ عَنْ
عَمَّارِ بْنِ الْحَسَنِ قَالَ : حَدَّثَنَا
ابْنُ أَبِي جَعْفَرٍ ، عَنْ أَبِيهِ عَنِ
الرَّبِيعِ : "
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=177أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا " قَالَ : فَتَكَلَّمُوا بِكَلَامِ الْإِيمَانِ ، فَكَانَتْ حَقِيقَتُهُ الْعَمَلَ ، صَدَقُوا اللَّهَ . قَالَ : وَكَانَ
الْحَسَنُ يَقُولُ : هَذَا كَلَامُ الْإِيمَانِ ، وَحَقِيقَتُهُ الْعَمَلُ ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ مَعَ الْقَوْلِ عَمَلٌ فَلَا شَيْءَ .