[ ص: 427 ] nindex.php?page=treesubj&link=28973_28781القول في تأويل قوله تعالى ( nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=224والله سميع عليم ( 224 ) )
قال
أبو جعفر : يعني تعالى ذكره بذلك : "
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=224والله سميع " لما يقوله الحالف منكم بالله إذا حلف فقال : " والله لا أبر ولا أتقي ولا أصلح بين الناس " ، ولغير ذلك من قيلكم وأيمانكم " عليم " بما تقصدون وتبتغون بحلفكم ذلك ، ألخير تريدون أم غيره؟ لأني علام الغيوب وما تضمره الصدور ، لا تخفى علي خافية ، ولا ينكتم عني أمر علن فظهر ، أو خفي فبطن .
وهذا من الله تعالى ذكره تهدد ووعيد . يقول تعالى ذكره : واتقون أيها الناس أن تظهروا بألسنتكم من القول ، أو بأبدانكم من الفعل ، ما نهيتكم عنه - أو تضمروا في أنفسكم وتعزموا بقلوبكم من الإرادات والنيات بفعل ما زجرتكم عنه ، فتستحقوا بذلك مني العقوبة التي قد عرفتكموها ، فإني مطلع على جميع ما تعلنونه أو تسرونه .
[ ص: 427 ] nindex.php?page=treesubj&link=28973_28781الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى ( nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=224وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ( 224 ) )
قَالَ
أَبُو جَعْفَرٍ : يَعْنِي تَعَالَى ذِكْرُهُ بِذَلِكَ : "
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=224وَاللَّهُ سَمِيعٌ " لِمَا يَقُولُهُ الْحَالِفُ مِنْكُمْ بِاللَّهِ إِذَا حَلَفَ فَقَالَ : " وَاللَّهِ لَا أَبَرُّ وَلَا أَتَّقِي وَلَا أُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ " ، وَلِغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ قِيْلِكُمْ وَأَيْمَانِكُمْ " عَلِيمٌ " بِمَا تَقْصِدُونَ وَتَبْتَغُونَ بِحَلِفِكُمْ ذَلِكَ ، أَلْخَيْرُ تُرِيدُونَ أَمْ غَيْرَهُ؟ لِأَنِّي عَلَّامُ الْغُيُوبِ وَمَا تُضْمِرُهُ الصُّدُورُ ، لَا تَخْفَى عَلَيَّ خَافِيَةٌ ، وَلَا يَنْكَتِمُ عَنِّي أَمْرُ عَلَنٍ فَظَهَرَ ، أَوْ خَفِيَ فَبَطَنَ .
وَهَذَا مِنَ اللَّهِ تَعَالَى ذِكْرُهُ تَهَدُّدٌ وَوَعِيدٌ . يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ : وَاتَّقَوْنِ أَيُّهَا النَّاسُ أَنْ تُظْهِرُوا بِأَلْسِنَتِكُمْ مِنَ الْقَوْلِ ، أَوْ بِأَبْدَانِكُمْ مِنَ الْفِعْلِ ، مَا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ - أَوْ تُضْمِرُوا فِي أَنْفُسِكُمْ وَتَعْزِمُوا بِقُلُوبِكُمْ مِنَ الْإِرَادَاتِ وَالنِّيَّاتِ بِفِعْلِ مَا زَجَرَتْكُمْ عَنْهُ ، فَتَسْتَحِقُّوا بِذَلِكَ مِنِّي الْعُقُوبَةَ الَّتِي قَدْ عَرَّفَتْكُمُوهَا ، فَإِنِّي مُطَّلِعٌ عَلَى جَمِيعِ مَا تُعْلِنُونَهُ أَوْ تُسِرُّونَهُ .