(
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم ) [ وحدوه ] ولا تشركوا به شيئا ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117وكنت عليهم شهيدا ما دمت ) أقمت ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117فيهم فلما توفيتني ) قبضتني ورفعتني إليك ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117كنت أنت الرقيب عليهم ) والحفيظ عليهم ، تحفظ أعمالهم ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117وأنت على كل شيء شهيد )
قوله تعالى : (
nindex.php?page=treesubj&link=28976_31983إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ) فإن قيل كيف طلب المغفرة لهم وهم كفار ، وكيف قال : وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ، وهذا لا يليق بسؤال المغفرة ، قيل : أما الأول فمعناه إن تعذبهم بإقامتهم على كفرهم وإن تغفر لهم بعد الإيمان وهذا يستقيم على قول
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : إن هذا السؤال قبل يوم القيامة لأن الإيمان لا ينفع في القيامة .
وقيل : هذا في فريقين منهم ، معناه : إن تعذب من كفر منهم وإن تغفر لمن آمن منهم .
وقيل : ليس هذا على وجه طلب المغفرة ولو كان كذلك لقال : فإنك أنت الغفور الرحيم ، ولكنه على تسليم الأمر وتفويضه إلى مراده .
[ ص: 123 ]
وأما السؤال الثاني : فكان
ابن مسعود رضي الله عنه يقرأ وإن تغفر لهم فإنك أنت الغفور الرحيم ، وكذلك هو في مصحفه ، وأما على القراءة المعروفة قيل فيه تقديم وتأخير تقديره : إن تغفر لهم فإنهم عبادك وإن تعذبهم فإنك أنت العزيز الحكيم .
وقيل : معناه إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز في الملك الحكيم في القضاء لا ينقص من عزك شيء ، ولا يخرج من حكمك شيء ، ويدخل في حكمته ومغفرته وسعة رحمته ومغفرته الكفار ، لكنه أخبر أنه لا يغفر وهو لا يخلف خبره .
أخبرنا
إسماعيل بن عبد القاهر أنا
عبد الغافر بن محمد الفارسي ثنا
محمد بن عيسى الجلودي حدثنا
إبراهيم بن محمد بن سفيان حدثنا
مسلم بن الحجاج حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=17418يونس بن عبد الأعلى حدثنا
ابن وهب أخبرني
عمر بن الحارث أن
بكر بن سوادة حدثه عن
عبد الرحمن بن جبير عن
nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو بن العاص nindex.php?page=hadith&LINKID=814598أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الله تعالى في إبراهيم : " رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه مني " ، الآية . وقول عيسى عليه السلام : " إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم " فرفع يديه وقال : اللهم أمتي وبكى فقال الله عز وجل : يا جبريل اذهب إلى محمد ، - وربك أعلم - فسله ما يبكيه؟ فأتاه جبريل فسأله ، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال ، فقال الله تعالى : nindex.php?page=treesubj&link=30231_29693_28753يا جبريل اذهب إلى محمد فقل : إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك " .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ) [ وَحِّدُوهُ ] وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ ) أَقَمْتُ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي ) قَبَضْتَنِي وَرَفَعْتَنِي إِلَيْكَ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ) وَالْحَفِيظَ عَلَيْهِمْ ، تَحْفَظُ أَعْمَالَهُمْ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ )
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=treesubj&link=28976_31983إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) فَإِنْ قِيلَ كَيْفَ طَلَبَ الْمَغْفِرَةَ لَهُمْ وَهُمْ كُفَّارٌ ، وَكَيْفَ قَالَ : وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ، وَهَذَا لَا يَلِيقُ بِسُؤَالِ الْمَغْفِرَةِ ، قِيلَ : أَمَّا الْأَوَّلُ فَمَعْنَاهُ إِنَّ تُعَذِّبْهُمْ بِإِقَامَتِهِمْ عَلَى كُفْرِهِمْ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَهَذَا يَسْتَقِيمُ عَلَى قَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ : إِنَّ هَذَا السُّؤَالَ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لِأَنَّ الْإِيمَانَ لَا يَنْفَعُ فِي الْقِيَامَةِ .
وَقِيلَ : هَذَا فِي فَرِيقَيْنِ مِنْهُمْ ، مَعْنَاهُ : إِنْ تُعَذِّبْ مَنْ كَفَرَ مِنْهُمْ وَإِنْ تَغْفِرْ لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ .
وَقِيلَ : لَيْسَ هَذَا عَلَى وَجْهِ طَلَبِ الْمَغْفِرَةِ وَلَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَقَالَ : فَإِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ، وَلَكِنَّهُ عَلَى تَسْلِيمِ الْأَمْرِ وَتَفْوِيضِهِ إِلَى مُرَادِهِ .
[ ص: 123 ]
وَأَمَّا السُّؤَالُ الثَّانِي : فَكَانَ
ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقْرَأُ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ، وَكَذَلِكَ هُوَ فِي مُصْحَفِهِ ، وَأَمَّا عَلَى الْقِرَاءَةِ الْمَعْرُوفَةِ قِيلَ فِيهِ تَقْدِيمٌ وَتَأْخِيرٌ تَقْدِيرُهُ : إِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ .
وَقِيلَ : مَعْنَاهُ إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ فِي الْمُلْكِ الْحَكِيمُ فِي الْقَضَاءِ لَا يَنْقُصُ مِنْ عِزِّكَ شَيْءٌ ، وَلَا يَخْرُجُ مَنْ حُكْمِكَ شَيْءٌ ، وَيُدْخِلُ فِي حِكْمَتِهِ وَمَغْفِرَتِهِ وَسِعَةِ رَحْمَتِهِ وَمَغْفِرَتِهِ الْكُفَّارَ ، لَكِنَّهُ أَخْبَرَ أَنَّهُ لَا يَغْفِرُ وَهُوَ لَا يُخْلِفُ خَبَرَهُ .
أَخْبَرَنَا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْقَاهِرِ أَنَا
عَبْدُ الْغَافِرِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَارِسِيُّ ثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الْجُلُودِيُّ حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا
مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ حَدَّثَنِي
nindex.php?page=showalam&ids=17418يُونُسُ بْنُ عَبَدِ الْأَعْلَى حَدَّثَنَا
ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي
عُمَرُ بْنُ الْحَارِثِ أَنَّ
بَكْرَ بْنَ سَوَادَةَ حَدَّثَهُ عَنْ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=13عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ nindex.php?page=hadith&LINKID=814598أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَلَا قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَى فِي إِبْرَاهِيمَ : " رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي " ، الْآيَةَ . وَقَوْلَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ : " إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ " فَرَفَعَ يَدَيْهِ وَقَالَ : اللَّهُمَّ أُمَّتِي وَبَكَى فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ ، - وَرَبُّكَ أَعْلَمُ - فَسَلْهُ مَا يُبْكِيهِ؟ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَسَأَلَهُ ، فَأَخْبَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا قَالَ ، فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى : nindex.php?page=treesubj&link=30231_29693_28753يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ فَقُلْ : إِنَّا سَنُرْضِيكَ فِي أُمَّتِكَ وَلَا نَسُوءُكَ " .