nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=40nindex.php?page=treesubj&link=28984_32026_32028وإن ما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب عطف على جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=39يمحو الله ما يشاء ويثبت باعتبار ما تفيده من إبهام مراد الله في آجال الوعيد ومواقيت إنزال الآيات ، فبينت هذه الجملة أن النبيء - صلى الله عليه وسلم - ليس مأمورا بالاشتغال بذلك ولا بترقبه وإنما هو مبلغ عن الله لعباده والله يعلم ما يحاسب به عباده سواء شهد النبيء - صلى الله عليه وسلم - ذلك أم لم يشهده .
وجعل التوفي كناية عن عدم رؤية حلول الوعيد بقرينة مقابلته بقوله نرينك ، والمعنى : ما عليك إلا البلاغ سواء رأيت عذابهم أم لم تره .
وفي الإتيان بكلمة ( بعض ) إيماء إلى أنه يرى البعض . وفي هذا إنذار لهم بأن الوعيد نازل بهم ولو تأخر ; وأن هذا الدين يستمر بعد وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأنه إذا كان الوعيد الذي أمر بإبلاغه واقعا ولو بعد وفاته فبالأولى أن يكون شرعه الذي لأجله جاء وعيد الكافرين به شرعا مستمرا بعده ، ضرورة أن الوسيلة لا تكون من الأهمية بأشد من المقصد المقصودة لأجله .
وتأكيد الشرط بنون التوكيد و ( ما ) المزيدة بعد إن الشرطية مراد منه تأكيد الربط بين هذا الشرط وجوابه وهو
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=40فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب . على أن نون التوكيد لا يقترن بها فعل الشرط إلا إذا زيدت ( ما ) بعد ( إن ) الشرطية فتكون إرادة التأكيد مقتضية لاجتلاب مؤكدين ، فلا يكون ذلك إلا لغرض تأكيد قوي .
[ ص: 170 ] وقد أرى الله نبيه بعض ما توعد به المشركين من الهلاك بالسيف يوم
بدر ويوم الفتح ويوم
حنين وغيرها من أيام الإسلام في حياة النبيء - صلى الله عليه وسلم - ولم يره بعضه مثل عذاب
أهل الردة فإن معظمهم كان من المكذبين المبطنين الكفر مثل :
مسيلمة الكذاب .
وفي الآية إيماء إلى أن العذاب الذي يحل بالمكذبين لرسوله - صلى الله عليه وسلم - عذاب قاصر على المكذبين لا يصيب غير المكذب لأنه استئصال بالسيف قابل للتجزئة ، واختلاف الأزمان رحمة من الله بأمة
محمد - صلى الله عليه وسلم - .
و ( على ) في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=40عليك البلاغ وعلينا الحساب مستعملة في الإيجاب والإلزام ، وهو في الأول حقيقة وفي الثاني مجاز في الوجوب لله بالتزامه به .
و ( إنما ) للحصر ، والمحصور فيه هو البلاغ لأنه المتأخر في الذكر من الجملة المدخولة لحرف الحصر ، والتقدير : عليك البلاغ لا غيره من إنزال الآيات أو من تعجيل العذاب ، ولهذا قدم الخبر على المبتدأ لتعيين المحصور فيه .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=40وعلينا الحساب عطف على جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=40عليك البلاغ فهي مدخولة في المعنى لحرف الحصر . والتقدير : وإنما علينا الحساب ، أي : محاسبتهم على التكذيب لا غير الحساب من إجابة مقترحاتهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=40nindex.php?page=treesubj&link=28984_32026_32028وَإِنْ مَا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ عُطِفَ عَلَى جُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=39يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ بِاعْتِبَارِ مَا تُفِيدُهُ مِنْ إِبْهَامِ مُرَادِ اللَّهِ فِي آجَالِ الْوَعِيدِ وَمَوَاقِيتِ إِنْزَالِ الْآيَاتِ ، فَبَيَّنَتْ هَذِهِ الْجُمْلَةُ أَنَّ النَّبِيءَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَيْسَ مَأْمُورًا بِالِاشْتِغَالِ بِذَلِكَ وَلَا بِتَرَقُّبِهِ وَإِنَّمَا هُوَ مُبَلِّغٌ عَنِ اللَّهِ لِعِبَادِهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا يُحَاسِبُ بِهِ عِبَادَهُ سَوَاءٌ شَهِدَ النَّبِيءُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ذَلِكَ أَمْ لَمْ يَشْهَدْهُ .
وَجَعَلَ التَّوَفِّيَ كِنَايَةً عَنْ عَدَمِ رُؤْيَةِ حُلُولِ الْوَعِيدِ بِقَرِينَةِ مُقَابَلَتِهِ بُقُولِهِ نُرِيَنَّكَ ، وَالْمَعْنَى : مَا عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ سَوَاءً رَأَيْتَ عَذَابَهُمْ أَمْ لَمْ تَرَهُ .
وَفِي الْإِتْيَانِ بِكَلِمَةِ ( بَعْضَ ) إِيمَاءٌ إِلَى أَنَّهُ يَرَى الْبَعْضَ . وَفِي هَذَا إِنْذَارٌ لَهُمْ بِأَنَّ الْوَعِيدَ نَازِلٌ بِهِمْ وَلَوْ تَأَخَّرَ ; وَأَنَّ هَذَا الدِّينَ يَسْتَمِرُّ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِأَنَّهُ إِذَا كَانَ الْوَعِيدُ الَّذِي أَمَرَ بِإِبْلَاغِهِ وَاقِعًا وَلَوْ بَعْدَ وَفَاتِهِ فَبِالْأَوْلَى أَنْ يَكُونَ شَرْعُهُ الَّذِي لِأَجْلِهِ جَاءَ وَعِيدُ الْكَافِرِينَ بِهِ شَرْعًا مُسْتَمِرًّا بَعْدَهُ ، ضَرُورَةَ أَنَّ الْوَسِيلَةَ لَا تَكُونُ مِنَ الْأَهَمِّيَّةِ بِأَشَدَّ مِنَ الْمَقْصِدِ الْمَقْصُودَةِ لِأَجْلِهِ .
وَتَأْكِيدُ الشَّرْطِ بِنُونِ التَّوْكِيدِ وَ ( مَا ) الْمَزِيدَةِ بَعْدَ إِنْ الشَّرْطِيَّةِ مُرَادٌ مِنْهُ تَأْكِيدُ الرَّبْطِ بَيْنَ هَذَا الشَّرْطِ وَجَوَابِهِ وَهُوَ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=40فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ . عَلَى أَنَّ نُونَ التَّوْكِيدِ لَا يَقْتَرِنُ بِهَا فِعْلُ الشَّرْطِ إِلَّا إِذَا زِيدَتْ ( مَا ) بَعْدَ ( إِنِ ) الشَّرْطِيَّةِ فَتَكُونُ إِرَادَةُ التَّأْكِيدِ مُقْتَضِيَةً لِاجْتِلَابِ مُؤَكِّدَيْنِ ، فَلَا يَكُونُ ذَلِكَ إِلَّا لِغَرَضِ تَأْكِيدٍ قَوِيٍّ .
[ ص: 170 ] وَقَدْ أَرَى اللَّهُ نَبِيَّهُ بَعْضَ مَا تَوَّعَدَ بِهِ الْمُشْرِكِينَ مِنَ الْهَلَاكِ بِالسَّيْفِ يَوْمَ
بَدْرٍ وَيَوْمَ الْفَتْحِ وَيَوْمَ
حُنَيْنٍ وَغَيْرَهَا مِنْ أَيَّامِ الْإِسْلَامِ فِي حَيَاةِ النَّبِيءِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَلَمْ يُرِهِ بَعْضَهُ مِثْلَ عَذَابِ
أَهْلِ الرِّدَّةِ فَإِنَّ مُعْظَمَهُمْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الْمُبْطِنِينَ الْكُفْرَ مِثْلَ :
مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ .
وَفِي الْآيَةِ إِيمَاءٌ إِلَى أَنَّ الْعَذَابَ الَّذِي يَحِلُّ بِالْمُكَذِّبِينَ لِرَسُولِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَذَابٌ قَاصِرٌ عَلَى الْمُكَذِّبِينَ لَا يُصِيبُ غَيْرَ الْمُكَذِّبِ لِأَنَّهُ اسْتِئْصَالٌ بِالسَّيْفِ قَابِلٌ لِلتَّجْزِئَةِ ، وَاخْتِلَافُ الْأَزْمَانِ رَحْمَةٌ مِنَ اللَّهِ بِأُمَّةِ
مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - .
وَ ( عَلَى ) فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=40عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ مُسْتَعْمَلَةٌ فِي الْإِيجَابِ وَالْإِلْزَامِ ، وَهُوَ فِي الْأَوَّلِ حَقِيقَةٌ وَفِي الثَّانِي مُجَازٌ فِي الْوُجُوبِ لِلَّهِ بِالْتِزَامِهِ بِهِ .
وَ ( إِنَّمَا ) لِلْحَصْرِ ، وَالْمَحْصُورُ فِيهِ هُوَ الْبَلَاغُ لِأَنَّهُ الْمُتَأَخِّرُ فِي الذِّكْرِ مِنَ الْجُمْلَةِ الْمَدْخُولَةِ لِحَرْفِ الْحَصْرِ ، وَالتَّقْدِيرُ : عَلَيْكَ الْبَلَاغُ لَا غَيْرُهُ مِنْ إِنْزَالِ الْآيَاتِ أَوْ مِنْ تَعْجِيلِ الْعَذَابِ ، وَلِهَذَا قَدَّمَ الْخَبَرَ عَلَى الْمُبْتَدَأِ لِتَعْيِينِ الْمَحْصُورِ فِيهِ .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=40وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ عَطْفٌ عَلَى جُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=40عَلَيْكَ الْبَلَاغُ فَهِيَ مَدْخُولَةٌ فِي الْمَعْنَى لِحَرْفِ الْحَصْرِ . وَالتَّقْدِيرُ : وَإِنَّمَا عَلَيْنَا الْحِسَابُ ، أَيْ : مُحَاسَبَتُهُمْ عَلَى التَّكْذِيبِ لَا غَيْرَ الْحِسَابِ مِنْ إِجَابَةِ مُقْتَرَحَاتِهِمْ .