nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=80nindex.php?page=treesubj&link=28994_30340_33679_31755_28658وهو الذي يحيي ويميت وله اختلاف الليل والنهار أفلا تعقلون
هو من أسلوب
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=78وهو الذي أنشأ لكم السمع . وأعقب ذكر الحشر بذكر الإحياء ; لأن البعث إحياء إدماجا للاستدلال على إمكان البعث في الاستدلال على عموم التصرف في العالم .
وأما ذكر الإماتة فلمناسبة التضاد ، ولأن فيها دلالة على عظيم القدرة والقهر . ولما كان من الإحياء خلق الإيقاظ ، ومن الإماتة خلق النوم كما قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=42الله يتوفى الأنفس حين موتها الآية ، عطف على ذلك أن بقدرته اختلاف الليل والنهار لتلك المناسبة ، ولأن في تصريف الليل والنهار دلالة على عظيم القدرة ، والعلم دلالة على الانفراد بصفات الإلهية وعلى وقوع البعث كما قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=29كما بدأكم تعودون .
[ ص: 106 ] واللام في
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=6له اختلاف الليل والنهار للملك ، أي : بقدرته تصريف الليل والنهار ، فالنهار يناسب الحياة ولذلك يسمى الهبوب في النهار بعثا ، والليل يناسب الموت ، ولذلك
nindex.php?page=treesubj&link=32887سمى الله النوم وفاة في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=60وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه .
وتقديم المجرور للقصر ، أي : له اختلاف الليل والنهار لا لغيره ، أي : فغيره لا تحق له الإلهية .
ولما كانت هذه الأدلة تفيد من نظر فيها علما بأن الإله واحد وأن البعث واقع وكان المقصودون بالخطاب قد أشركوا به ولم يهتدوا بهذه الأدلة جعلوا بمنزلة غير العقلاء فأنكر عليهم عدم العقل بالاستفهام الإنكاري المفرع على الأدلة الأربعة بالفاء في قوله : أفلا تعقلون .
وهذا تذييل راجع إلى قوله : وإليه تحشرون وما بعده .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=80nindex.php?page=treesubj&link=28994_30340_33679_31755_28658وَهْوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلَافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ
هُوَ مِنْ أُسْلُوبِ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=78وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ . وَأُعْقِبَ ذِكْرُ الْحَشْرِ بِذِكْرِ الْإِحْيَاءِ ; لِأَنَّ الْبَعْثَ إِحْيَاءٌ إِدْمَاجًا لِلِاسْتِدْلَالِ عَلَى إِمْكَانِ الْبَعْثِ فِي الِاسْتِدْلَالِ عَلَى عُمُومِ التَّصَرُّفِ فِي الْعَالَمِ .
وَأَمَّا ذِكْرُ الْإِمَاتَةِ فَلِمُنَاسَبَةِ التَّضَادِّ ، وَلِأَنَّ فِيهَا دَلَالَةً عَلَى عَظِيمِ الْقُدْرَةِ وَالْقَهْرِ . وَلَمَّا كَانَ مِنَ الْإِحْيَاءِ خَلْقُ الْإِيقَاظِ ، وَمِنَ الْإِمَاتَةِ خَلْقُ النَّوْمِ كَمَا قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=42اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا الْآيَةَ ، عُطِفَ عَلَى ذَلِكَ أَنَّ بِقُدْرَتِهِ اخْتِلَافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لِتِلْكَ الْمُنَاسَبَةِ ، وَلِأَنَّ فِي تَصْرِيفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ دَلَالَةً عَلَى عَظِيمِ الْقُدْرَةِ ، وَالْعِلْمُ دَلَالَةٌ عَلَى الِانْفِرَادِ بِصِفَاتِ الْإِلَهِيَّةِ وَعَلَى وُقُوعِ الْبَعْثِ كَمَا قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=29كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ .
[ ص: 106 ] وَاللَّامُ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=6لَهُ اخْتِلَافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لِلْمِلْكِ ، أَيْ : بِقُدْرَتِهِ تَصْرِيفُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ، فَالنَّهَارُ يُنَاسِبُ الْحَيَاةَ وَلِذَلِكَ يُسَمَّى الْهُبُوبُ فِي النَّهَارِ بَعْثًا ، وَاللَّيْلُ يُنَاسِبُ الْمَوْتَ ، وَلِذَلِكَ
nindex.php?page=treesubj&link=32887سَمَّى اللَّهُ النَّوْمَ وَفَاةً فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=60وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ .
وَتَقْدِيمُ الْمَجْرُورِ لِلْقَصْرِ ، أَيْ : لَهُ اخْتِلَافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَا لِغَيْرِهِ ، أَيْ : فَغَيْرُهُ لَا تَحِقُّ لَهُ الْإِلَهِيَّةُ .
وَلَمَّا كَانَتْ هَذِهِ الْأَدِلَّةُ تُفِيدُ مَنْ نَظَرَ فِيهَا عِلْمًا بِأَنَّ الْإِلَهَ وَاحِدٌ وَأَنَّ الْبَعْثَ وَاقِعٌ وَكَانَ الْمَقْصُودُونَ بِالْخِطَابِ قَدْ أَشْرَكُوا بِهِ وَلَمْ يَهْتَدُوا بِهَذِهِ الْأَدِلَّةِ جُعِلُوا بِمَنْزِلَةِ غَيْرِ الْعُقَلَاءِ فَأُنْكِرَ عَلَيْهِمْ عَدَمُ الْعَقْلِ بِالِاسْتِفْهَامِ الْإِنْكَارِيِّ الْمُفَرَّعِ عَلَى الْأَدِلَّةِ الْأَرْبَعَةِ بِالْفَاءِ فِي قَوْلِهِ : أَفَلَا تَعْقِلُونَ .
وَهَذَا تَذْيِيلٌ رَاجِعٌ إِلَى قَوْلِهِ : وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ وَمَا بَعْدَهُ .