nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=83nindex.php?page=treesubj&link=28998_30349ويوم نحشر من كل أمة فوجا ممن يكذب بآياتنا فهم يوزعون nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=84حتى إذا جاءوا قال أكذبتم بآياتي ولم تحيطوا بها علما أم ماذا كنتم تعملون
انتصب ( يوم ) على تقدير ( اذكر ) فهو مفعول به ، أو على أنه ظرف متعلق بقوله قال أكذبتم مقدم عليه للاهتمام به . وهذا حشر خاص بعد حشر جميع
[ ص: 40 ] الخلق المذكور في قوله تعالى بعد هذا
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=87ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الأرض وهو في معنى قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=59وامتازوا اليوم أيها المجرمون فيحشر من كل أمة مكذبو رسولها .
والفوج : الجماعة من الناس . و " من " الداخلة على " كل أمة " تبعيضية . وأما " من " الداخلة على " من يكذب " فيجوز جعلها بيانية فيكون فوج كل أمة . وهذا الفوج هو زعماء المكذبين وأئمتهم فيكونون في الرعيل الأول إلى العذاب .
وهذا قول
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس إذ قال : مثل
أبي جهل والوليد بن المغيرة وشيبة بن ربيعة يساقون بين يدي
أهل مكة ، وكذلك يساق أمام كل طائفة زعماؤها . وتقدم تفسير
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=83فهم يوزعون في قصة
سليمان من هذه السورة .
والمعنى هنا : أنهم يزجرون إغلاظا عليهم كما يفعل بالأسرى .
والقول في
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=84حتى إذا جاءوا كالقول في
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=18حتى إذا أتوا على واد النمل ولم يذكر الموضع الذي جاءوه لظهوره وهو مكان العذاب ، أي جهنم كما قال في الآية
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=20حتى إذا ما جاءوها في سورة فصلت .
و " حتى " في
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=84حتى إذا جاءوا ابتدائية . و " إذا " الواقعة بعد حتى ظرفية والمعنى : حتى حين جاءوا .
وفعل
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=84قال أكذبتم بآياتي هو صدر الجملة في التقدير وما قبله مقدم من تأخير للاهتمام . والتقدير : وقال أكذبتم بآياتي يوم نحشر من كل أمة فوجا وحين جاءوا . وفي " قال " التفات من التكلم إلى الغيبة .
وقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=84أكذبتم بآياتي قول صادر من جانب الله تعالى يسمعونه أو يبلغهم إياه الملائكة .
والاستفهام يجوز أن يكون توبيخا مستعملا في لازمه وهو الإلجاء إلى الاعتراف بأن المستفهم عنه واقع منهم تبكيتا لهم ، ولهذا عطف عليه قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=84أماذا كنتم [ ص: 41 ] تعملون . فحرف " أم " فيه بمعنى ( بل ) للانتقال ومعادل همزة الاستفهام المقدرة محذوف دل عليه قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=84ماذا كنتم تعملون . والتقدير : أكذبتم بآياتي أم لم تكذبوا فماذا كنتم تعملون إن لم تكذبوا فإنكم لم توقنوا فماذا كنتم تعملون في مدة تكرير دعوتكم إلى الإسلام . ومن هنا حصل الإلجاء إلى الاعتراف بأنهم كذبوا .
ومن لطائف البلاغة أنه جاء بالمعادل الأول مصرحا به ؛ لأنه المحقق منهم فقال
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=84أكذبتم بآياتي وحذف معادله الآخر تنبيها على انتفائه كأنه قيل : أهو ما عهد منكم من التكذيب أم حدث حادث آخر ، فجعل هذا المعادل مترددا فيه ، وانتقل الكلام إلى استفهام . وهذا تبكيت لهم . قال في الكشاف ( ومثاله أن تقول لراعيك وقد علمت أنه راعي سوء : أتأكل نعمي أم ماذا تعمل بها ، فتجعل ما ابتدأت به وجعلته أساس كلامك هو الذي صح عندك من أكله وفساده وترمي بقولك : أم ماذا تعمل بها ، مع علمك أنه لا يعمل بها إلا الأكل ؛ لتبهته . ويجوز أن يكون الاستفهام تقريرا وتكون " أم " متصلة وما بعدها هو معادل الاستفهام باعتبار المعنى كأنه قيل : أكذبتم أم لم تكذبوا فماذا كنتم تعملون إن لم تكذبوا فإنكم لم تتبعوا آياتي .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=84ولم تحيطوا بها علما في موضع الحال ، أي كذبتم دون أن تحيطوا علما بدلالة الآيات . وانتصب علما على أنه تمييز نسبة " تحيطوا " ، أي لم يحط علمكم بها ، فعدل عن إسناد الإحاطة إلى العلم إلى إسنادها إلى ذوات المخاطبين ليقع تأكيد الكلام بالإجمال في الإسناد ثم التفصيل بالتمييز .
وإحاطة العلم بالآيات مستعملة في تمكن العلم حتى كأنه ظرف محيط بها وهذا تعبير لهم وتوبيخ بأنهم
nindex.php?page=treesubj&link=30554كذبوا بالآيات قبل التدبر فيها .
و " ماذا " استفهام واسم إشارة وهو بمعنى اسم الموصول إذا وقع بعد ( ما ) . والمشار إليه هو مضمون الجملة بعده في قوله " كنتم تعملون " . ولكون المشار إليه في مثل هذا هو الجملة صار اسم الإشارة بعد الاستفهام في قوة موصول فكأنه قيل : ما الذي كنتم تعملون ؟ فذلك معنى قول النحويين : إن ( ذا ) بعد ( ما ) و ( من ) الاستفهاميتين يكون بمعنى ( ما ) الموصولة فهو بيان معنى لا بيان وضع .
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=83nindex.php?page=treesubj&link=28998_30349وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=84حَتَّى إِذَا جَاءُوا قَالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمْ مَاذَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ
انْتَصَبَ ( يَوْمَ ) عَلَى تَقْدِيرِ ( اذْكُرْ ) فَهُوَ مَفْعُولٌ بِهِ ، أَوْ عَلَى أَنَّهُ ظَرْفٌ مُتَعَلِّقٌ بِقَوْلِهِ قَالَ أَكَذَّبْتُمْ مُقَدَّمٌ عَلَيْهِ لِلِاهْتِمَامِ بِهِ . وَهَذَا حَشْرٌ خَاصٌّ بَعْدَ حَشْرِ جَمِيعِ
[ ص: 40 ] الْخَلْقِ الْمَذْكُورِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى بَعْدَ هَذَا
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=87وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَهُوَ فِي مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=59وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ فَيُحْشَرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ مُكَذِّبُو رَسُولِهَا .
وَالْفَوْجُ : الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ . وَ " مِنَ " الدَّاخِلَةُ عَلَى " كُلِّ أُمَّةٍ " تَبْعِيضِيَّةٌ . وَأَمَّا " مِنَ " الدَّاخِلَةُ عَلَى " مَنْ يُكَذِّبُ " فَيَجُوزُ جَعْلُهَا بَيَانِيَّةً فَيَكُونُ فَوْجُ كُلِّ أُمَّةٍ . وَهَذَا الْفَوْجُ هُوَ زُعَمَاءُ الْمُكَذِّبِينَ وَأَئِمَّتُهُمْ فَيَكُونُونَ فِي الرَّعِيلِ الْأَوَّلِ إِلَى الْعَذَابِ .
وَهَذَا قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ إِذْ قَالَ : مِثْلُ
أَبِي جَهْلٍ وَالْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ وَشَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ يُسَاقُونَ بَيْنَ يَدَيْ
أَهْلِ مَكَّةَ ، وَكَذَلِكَ يُسَاقُ أَمَامَ كُلِّ طَائِفَةٍ زُعَمَاؤُهَا . وَتَقَدَّمَ تَفْسِيرُ
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=83فَهُمْ يُوزَعُونَ فِي قِصَّةِ
سُلَيْمَانَ مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ .
وَالْمَعْنَى هُنَا : أَنَّهُمْ يُزْجَرُونَ إِغْلَاظًا عَلَيْهِمْ كَمَا يُفْعَلُ بِالْأَسْرَى .
وَالْقَوْلُ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=84حَتَّى إِذَا جَاءُوا كَالْقَوْلِ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=18حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ وَلَمْ يُذْكَرِ الْمَوْضِعُ الَّذِي جَاءُوهُ لِظُهُورِهِ وَهُوَ مَكَانُ الْعَذَابِ ، أَيْ جَهَنَّمُ كَمَا قَالَ فِي الْآيَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=20حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا فِي سُورَةِ فُصِّلَتْ .
وَ " حَتَّى " فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=84حَتَّى إِذَا جَاءُوا ابْتِدَائِيَّةٌ . وَ " إِذَا " الْوَاقِعَةُ بَعْدَ حَتَّى ظَرْفِيَّةٌ وَالْمَعْنَى : حَتَّى حِينَ جَاءُوا .
وَفِعْلُ
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=84قَالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآيَاتِي هُوَ صَدْرُ الْجُمْلَةِ فِي التَّقْدِيرِ وَمَا قَبْلَهُ مُقَدَّمٌ مِنْ تَأْخِيرٍ لِلِاهْتِمَامِ . وَالتَّقْدِيرُ : وَقَالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآيَاتِي يَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا وَحِينَ جَاءُوا . وَفِي " قَالَ " الْتِفَاتٌ مِنَ التَّكَلُّمِ إِلَى الْغَيْبَةِ .
وَقَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=84أَكَذَّبْتُمْ بِآيَاتِي قَوْلٌ صَادِرٌ مِنْ جَانِبِ اللَّهِ تَعَالَى يَسْمَعُونَهُ أَوْ يُبَلِّغُهُمْ إِيَّاهُ الْمَلَائِكَةُ .
وَالِاسْتِفْهَامُ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ تَوْبِيخًا مُسْتَعْمَلًا فِي لَازِمِهِ وَهُوَ الْإِلْجَاءُ إِلَى الِاعْتِرَافِ بِأَنَّ الْمُسْتَفْهَمَ عَنْهُ وَاقِعٌ مِنْهُمْ تَبْكِيتًا لَهُمْ ، وَلِهَذَا عَطَفَ عَلَيْهِ قَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=84أَمَّاذَا كُنْتُمْ [ ص: 41 ] تَعْمَلُونَ . فَحَرْفُ " أَمْ " فِيهِ بِمَعْنَى ( بَلْ ) لِلِانْتِقَالِ وَمُعَادِلُ هَمْزَةِ الِاسْتِفْهَامِ الْمُقَدَّرَةِ مَحْذُوفٌ دَلَّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=84مَاذَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ . وَالتَّقْدِيرُ : أَكَذَّبْتُمْ بِآيَاتِي أَمْ لَمْ تُكَذِّبُوا فَمَاذَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنْ لَمْ تُكَذِّبُوا فَإِنَّكُمْ لَمْ تُوقِنُوا فَمَاذَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ فِي مُدَّةِ تَكْرِيرِ دَعْوَتِكُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ . وَمِنْ هُنَا حَصَلَ الْإِلْجَاءُ إِلَى الِاعْتِرَافِ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا .
وَمِنْ لَطَائِفَ الْبَلَاغَةِ أَنَّهُ جَاءَ بِالْمُعَادِلِ الْأَوَّلِ مُصَرَّحًا بِهِ ؛ لِأَنَّهُ الْمُحَقَّقُ مِنْهُمْ فَقَالَ
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=84أَكَذَّبْتُمْ بِآيَاتِي وَحَذَفَ مُعَادِلَهُ الْآخَرَ تَنْبِيهًا عَلَى انْتِفَائِهِ كَأَنَّهُ قِيلَ : أَهْوَ مَا عُهِدَ مِنْكُمْ مِنَ التَّكْذِيبِ أَمْ حَدَثَ حَادِثٌ آخَرُ ، فَجُعِلَ هَذَا الْمُعَادِلُ مُتَرَدَّدًا فِيهِ ، وَانْتَقَلَ الْكَلَامُ إِلَى اسْتِفْهَامٍ . وَهَذَا تَبْكِيتٌ لَهُمْ . قَالَ فِي الْكَشَّافِ ( وَمِثَالُهُ أَنْ تَقُولَ لِرَاعِيكَ وَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّهُ رَاعِي سُوءٍ : أَتَأْكُلُ نَعَمِي أَمْ مَاذَا تَعْمَلُ بِهَا ، فَتَجْعَلُ مَا ابْتَدَأْتَ بِهِ وَجَعَلْتَهُ أَسَاسَ كَلَامِكَ هُوَ الَّذِي صَحَّ عِنْدَكَ مِنْ أَكْلِهِ وَفَسَادِهِ وَتَرْمِي بِقَوْلِكَ : أَمْ مَاذَا تَعْمَلُ بِهَا ، مَعَ عِلْمِكَ أَنَّهُ لَا يَعْمَلُ بِهَا إِلَّا الْأَكْلَ ؛ لِتَبْهَتْهُ . وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الِاسْتِفْهَامُ تَقْرِيرًا وَتَكُونُ " أَمْ " مُتَّصِلَةً وَمَا بَعْدَهَا هُوَ مُعَادِلُ الِاسْتِفْهَامِ بِاعْتِبَارِ الْمَعْنَى كَأَنَّهُ قِيلَ : أَكَذَّبْتُمْ أَمْ لَمْ تُكَذِّبُوا فَمَاذَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنْ لَمْ تُكَذِّبُوا فَإِنَّكُمْ لَمْ تَتَّبِعُوا آيَاتِي .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=84وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا فِي مَوْضِعِ الْحَالِ ، أَيْ كَذَّبْتُمْ دُونَ أَنْ تُحِيطُوا عِلْمًا بِدَلَالَةِ الْآيَاتِ . وَانْتَصَبَ عِلْمًا عَلَى أَنَّهُ تَمْيِيزُ نِسْبَةِ " تُحِيطُوا " ، أَيْ لَمْ يُحِطْ عِلْمُكُمْ بِهَا ، فَعَدَلَ عَنْ إِسْنَادِ الْإِحَاطَةِ إِلَى الْعِلْمِ إِلَى إِسْنَادِهَا إِلَى ذَوَاتِ الْمُخَاطَبِينَ لِيَقَعَ تَأْكِيدُ الْكَلَامِ بِالْإِجْمَالِ فِي الْإِسْنَادِ ثُمَّ التَّفْصِيلُ بِالتَّمْيِيزِ .
وَإِحَاطَةُ الْعِلْمِ بِالْآيَاتِ مُسْتَعْمَلَةٌ فِي تَمَكُّنِ الْعِلْمِ حَتَّى كَأَنَّهُ ظَرْفٌ مُحِيطٌ بِهَا وَهَذَا تَعْبِيرٌ لَهُمْ وَتَوْبِيخٌ بِأَنَّهُمْ
nindex.php?page=treesubj&link=30554كَذَّبُوا بِالْآيَاتِ قَبْلَ التَّدَبُّرِ فِيهَا .
وَ " مَاذَا " اسْتِفْهَامٌ وَاسْمُ إِشَارَةٍ وَهُوَ بِمَعْنَى اسْمِ الْمَوْصُولِ إِذَا وَقَعَ بَعْدَ ( مَا ) . وَالْمُشَارُ إِلَيْهِ هُوَ مَضْمُونُ الْجُمْلَةِ بَعْدَهُ فِي قَوْلِهِ " كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ " . وَلِكَوْنِ الْمُشَارِ إِلَيْهِ فِي مِثْلِ هَذَا هُوَ الْجُمْلَةَ صَارَ اسْمُ الْإِشَارَةِ بَعْدَ الِاسْتِفْهَامِ فِي قُوَّةِ مَوْصُولٍ فَكَأَنَّهُ قِيلَ : مَا الَّذِي كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ؟ فَذَلِكَ مَعْنَى قَوْلِ النَّحْوِيِّينَ : إِنَّ ( ذَا ) بَعْدَ ( مَا ) وَ ( مِنْ ) الِاسْتِفْهَامِيَّتَيْنِ يَكُونُ بِمَعْنَى ( مَا ) الْمَوْصُولَةِ فَهُوَ بَيَانُ مَعْنًى لَا بَيَانُ وَضْعٍ .