nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=12nindex.php?page=treesubj&link=29035_30491_28750_32028وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن توليتم فإنما على رسولنا البلاغ المبين .
عطف على جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=11ومن يؤمن بالله يهد قلبه لأنها تضمنت أن المؤمنين متهيئون لطاعة الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - فيما يدعوانهم إليه من صالح الأعمال كما يدل عليه تذييل الكلام بقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=13وعلى الله فليتوكل المؤمنون ، ولأن طلب الطاعة فرع عن تحقق الإيمان كما في حديث
معاذ أن النبيء - صلى الله عليه وسلم - لما بعثه إلى
اليمن قال له :
nindex.php?page=hadith&LINKID=2002663إنك ستأتي قوما أهل كتاب فأول ما تدعوهم إليه فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم صدقة الحديث .
[ ص: 281 ] وتفريع
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=12فإن توليتم nindex.php?page=treesubj&link=28750تحذير من عصيان الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - .
والتولي مستعار للعصيان وعدم قبول دعوة الرسول .
وحقيقة التولي الانصراف عن المكان المستقر فيه واستعير التولي للعصيان تشنيعا له مبالغة في التحذير منه ، ومثله قوله تعالى في خطاب المؤمنين
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=38وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ، وقال
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=20يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله ولا تولوا عنه وأنتم تسمعون .
والتعريف في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=12رسولنا بالإضافة لقصد تعظيم شأنه بأنه - صلى الله عليه وسلم - رسول رب العالمين . وهذا الضمير التفات من الغيبة إلى التكلم يفيد تشريف الرسول بعز الإضافة إلى المتكلم .
ومعنى الحصر في قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=12فإنما على رسولنا البلاغ المبين ) قصر الرسول - صلى الله عليه وسلم - على كون واجبه البلاغ ، قصر موصوف على صفة فالرسول - صلى الله عليه وسلم - مقصور على لزوم البلاغ له لا يعدو ذلك إلى لزوم شيء آخر . وهو قصر قلب تنزيلا لهم في حالة العصيان المفروض منزلة من يعتقد أن الله لو شاء لألجأهم إلى العمل بما أمرهم به إلهابا لنفوسهم بالحث على الطاعة .
ووصف (
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=12البلاغ ) ب (
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=12المبين ) ، أي الواضح عذر للرسول - صلى الله عليه وسلم - بأنه ادعى ما أمر به على الوجه الأكمل قطعا للمعذر عن عدم امتثال ما أمر به .
وباعتبار مفهوم القصر جملة فإنما على رسولنا البلاغ المبين كانت جوابا للشرط دون حاجة إلى تقدير جواب تكون هذه الجملة دليلا عليه أو علة له .
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=12nindex.php?page=treesubj&link=29035_30491_28750_32028وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ .
عَطْفٌ عَلَى جُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=11وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ لِأَنَّهَا تَضَمَّنَتْ أَنَّ الْمُؤْمِنِينَ مُتَهَيِّئُونَ لِطَاعَةِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِيمَا يَدْعُوَانِهِمْ إِلَيْهِ مِنْ صَالِحِ الْأَعْمَالِ كَمَا يَدُلُّ عَلَيْهِ تَذْيِيلُ الْكَلَامِ بِقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=13وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ، وَلِأَنَّ طَلَبَ الطَّاعَةِ فَرْعٌ عَنْ تَحَقُّقِ الْإِيمَانِ كَمَا فِي حَدِيثِ
مُعَاذٍ أَنَّ النَّبِيءَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمَّا بَعَثَهُ إِلَى
الْيَمَنِ قَالَ لَهُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=2002663إِنَّكَ سَتَأْتِي قَوْمًا أَهْلَ كِتَابٍ فَأَوَّلُ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ فَادْعُهُمْ إِلَى أَنْ يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً الْحَدِيثَ .
[ ص: 281 ] وَتَفْرِيعُ
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=12فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ nindex.php?page=treesubj&link=28750تَحْذِيرٌ مِنْ عِصْيَانِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - .
وَالتَّوَلِّي مُسْتَعَارٌ لِلْعِصْيَانِ وَعَدَمِ قَبُولِ دَعْوَةِ الرَّسُولِ .
وَحَقِيقَةُ التَّوَلِّي الِانْصِرَافُ عَنِ الْمَكَانِ الْمُسْتَقِرِّ فِيهِ وَاسْتُعِيرَ التَّوَلِّي لِلْعِصْيَانِ تَشْنِيعًا لَهُ مُبَالَغَةً فِي التَّحْذِيرِ مِنْهُ ، وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى فِي خِطَابِ الْمُؤْمِنِينَ
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=38وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ، وَقَالَ
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=20يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ .
وَالتَّعْرِيفُ فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=12رَسُولِنَا بِالْإِضَافَةِ لِقَصْدِ تَعْظِيمِ شَأْنِهِ بِأَنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ . وَهَذَا الضَّمِيرُ الْتِفَاتٌ مِنَ الْغَيْبَةِ إِلَى التَّكَلُّمِ يُفِيدُ تَشْرِيفَ الرَّسُولِ بِعِزِّ الْإِضَافَةِ إِلَى الْمُتَكَلِّمِ .
وَمَعْنَى الْحَصْرِ فِي قَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=12فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ) قَصْرُ الرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى كَوْنِ وَاجِبِهِ الْبَلَاغَ ، قَصْرُ مَوْصُوفٍ عَلَى صِفَةٍ فَالرَّسُولُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَقْصُورٌ عَلَى لُزُومِ الْبَلَاغِ لَهُ لَا يَعْدُو ذَلِكَ إِلَى لُزُومِ شَيْءٍ آخَرَ . وَهُوَ قَصْرُ قَلْبٍ تَنْزِيلًا لَهُمْ فِي حَالَةِ الْعِصْيَانِ الْمَفْرُوضِ مَنْزِلَةَ مَنْ يَعْتَقِدُ أَنَّ اللَّهَ لَوْ شَاءَ لَأَلْجَأَهُمْ إِلَى الْعَمَلِ بِمَا أَمَرَهُمْ بِهِ إِلْهَابًا لِنُفُوسِهِمْ بِالْحَثِّ عَلَى الطَّاعَةِ .
وَوَصْفُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=12الْبَلَاغُ ) بِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=12الْمُبِينُ ) ، أَيِ الْوَاضِحُ عُذْرٌ لِلرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِأَنَّهُ ادَّعَى مَا أُمِرَ بِهِ عَلَى الْوَجْهِ الْأَكْمَلِ قَطْعًا لِلْمُعَذَّرِ عَنْ عَدَمِ امْتِثَالِ مَا أُمِرَ بِهِ .
وَبِاعْتِبَارِ مَفْهُومِ الْقَصْرِ جُمْلَةُ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ كَانَتْ جَوَابًا لِلشَّرْطِ دُونَ حَاجَةٍ إِلَى تَقْدِيرِ جَوَابٍ تَكُونُ هَذِهِ الْجُمْلَةُ دَلِيلًا عَلَيْهِ أَوْ عِلَّةً لَهُ .