[ ص: 509 ] قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=81nindex.php?page=treesubj&link=28990_28680واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=82كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا .
ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة : أن الكفار المتقدم ذكرهم في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=72ونذر الظالمين فيها جثيا [ 19 \ 72 ] ، اتخذوا من دون الله آلهة أي معبودات من أصنام وغيرها يعبدونها من دون الله ، وأنهم عبدوهم لأجل أن يكونوا لهم عزا ، أي : أنصارا وشفعاء ينقذونهم من عذاب الله ، كما أوضح تعالى مرادهم ذلك في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=3والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى [ 39 \ 3 ] ، فتقريبهم إياهم إلى الله زلفى في زعمهم هو عزهم الذي أملوه بهم ، وكقوله تعالى عنهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=18ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله الآية [ 10 \ 18 ] ، فالشفاعة عند الله عز لهم بهم يزعمونه كذبا وافتراء على الله ، كما بينه بقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=18قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون [ 10 \ 18 ] .
وقوله في هذه الآية الكريمة : كلا ، زجر وردع لهم عن ذلك الظن الفاسد الباطل ، أي : ليس الأمر كذلك ، لا تكون المعبودات التي عبدتم من دون الله عزا لكم ، بل تكون بعكس ذلك ، فتكون عليكم ضدا ، أي : أعوانا عليكم في خصومتكم وتكذيبكم والتبرؤ منكم ، وأقوال العلماء في الآية تدور حول هذا الذي ذكرنا ، كقول
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=82ضدا أي : أعوانا ، وقول
الضحاك :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=82ضدا ، أي : أعداء ، وقول
قتادة :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=82ضدا ، أي : قرناء في النار يلعن بعضهم بعضا ، وكقول
ابن عطية :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=82ضدا يجيئهم منهم خلاف ما أملوه فيئول بهم ذلك إلى الذل والهوان ، ضد ما أملوه من العز .
وهذا المعنى الذي ذكر الله جل وعلا في هذه الآية الكريمة ، بينه أيضا في غير هذا الموضع ، كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=5ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=6وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين [ 46 \ 5 - 6 ] ، وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=13ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=14إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير [ 35 \ 13 - 14 ] ، إلى غير ذلك من الآيات .
وضمير الفاعل في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=82سيكفرون فيه وجهان للعلماء ، وكلاهما يشهد له قرآن ، إلا أن لأحدهما قرينة ترجحه على الآخر .
[ ص: 510 ] الأول : أن واو الفاعل في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=82سيكفرون ، راجعة إلى المعبودات التي كانوا يعبدونها من دون الله ، أما العاقل منها فلا إشكال فيه ، وأما غير العاقل فالله قادر على أن يخلق له إدراكا يخاطب به من عبده ويكفر به بعبادته إياه ، ويدل لهذا الوجه قوله تعالى عنهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=63تبرأنا إليك ما كانوا إيانا يعبدون [ 28 \ 63 ] ، وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=86وإذا رأى الذين أشركوا شركاءهم قالوا ربنا هؤلاء شركاؤنا الذين كنا ندعوا من دونك فألقوا إليهم القول إنكم لكاذبون [ 16 \ 86 ] ، وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=28وقال شركاؤهم ما كنتم إيانا تعبدون فكفى بالله شهيدا بيننا وبينكم إن كنا عن عبادتكم لغافلين [ 10 \ 28 - 29 ] ، إلى غير ذلك من الآيات .
الوجه الثاني : أن العابدين هم الذين يكفرون بعبادتهم شركاءهم وينكرونها ويدل لهذا الوجه قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=23ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين [ 6 \ 23 ] ، وقوله عنهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=74بل لم نكن ندعو من قبل شيئا الآية [ 40 \ 74 ] إلى غير ذلك من الآيات .
والقرينة المرجحة للوجه الأول ، أن الضمير في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=82ويكونون ، راجع للمعبودات ، وعليه فرجوع الضمير في يكفرون للمعبودات أظهر ; لانسجام الضمائر بعضها مع بعض .
أما على القول الثاني : فإنه يكون ضمير يكفرون للعابدين ، وضمير
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=19يكونون للمعبودين ، وتفريق الضمائر خلاف الظاهر ، والعلم عند الله تعالى .
وقول من قال من العلماء : إن كلا في هذه الآية متعلقة بما بعدها لا بما قبلها ، وأن المعنى : كلا سيكفرون ، أي : حقا سيكفرون بعبادتهم - محتمل ، ولكن الأول أظهر منه وأرجح ، وقائله أكثر ، والعلم عند الله تعالى ، وفي قوله : كلا قراءات شاذة تركنا الكلام عليها لشذوذها .
وقوله في هذه الآية :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=81ليكونوا لهم عزا ، أفرد فيه العز مع أن المراد الجمع ; لأن أصله مصدر على حد قوله في الخلاصة :
ونعتوا بمصدر كثير فالتزموا الإفراد والتذكير والإخبار بالمصدر يجري على حكم النعت به ، وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=82ضدا مفردا أيضا أريد به الجمع ، قال ابن عطية : لأنه مصدر في الأصل ، حكاه عنه
أبو حيان في البحر ، وقال
[ ص: 511 ] nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : الضد : العون ، وحد توحيد قوله عليه السلام ، "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1008275هم يد على من سواهم " لاتفاق كلمتهم ، وأنهم كشيء واحد لفرط تضامنهم وتوافقهم .
[ ص: 509 ] قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=81nindex.php?page=treesubj&link=28990_28680وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=82كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا .
ذَكَرَ جَلَّ وَعَلَا فِي هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ : أَنَّ الْكُفَّارَ الْمُتَقَدِّمَ ذِكْرُهُمْ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=72وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا [ 19 \ 72 ] ، اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً أَيْ مَعْبُودَاتٍ مِنْ أَصْنَامٍ وَغَيْرِهَا يَعْبُدُونَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ ، وَأَنَّهُمْ عَبَدُوهُمْ لِأَجْلِ أَنْ يَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا ، أَيْ : أَنْصَارًا وَشُفَعَاءَ يُنْقِذُونَهُمْ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ ، كَمَا أَوْضَحَ تَعَالَى مُرَادَهُمْ ذَلِكَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=3وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى [ 39 \ 3 ] ، فَتَقْرِيبُهُمْ إِيَّاهُمْ إِلَى اللَّهِ زُلْفَى فِي زَعْمِهِمْ هُوَ عِزُّهُمُ الَّذِي أَمَّلُوهُ بِهِمْ ، وَكَقَوْلِهِ تَعَالَى عَنْهُمْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=18وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ الْآيَةَ [ 10 \ 18 ] ، فَالشَّفَاعَةُ عِنْدَ اللَّهِ عِزٌّ لَهُمْ بِهِمْ يَزْعُمُونَهُ كَذِبًا وَافْتِرَاءً عَلَى اللَّهِ ، كَمَا بَيَّنَهُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=18قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ [ 10 \ 18 ] .
وَقَوْلُهُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ : كَلَّا ، زَجْرٌ وَرَدْعٌ لَهُمْ عَنْ ذَلِكَ الظَّنِّ الْفَاسِدِ الْبَاطِلِ ، أَيْ : لَيْسَ الْأَمْرُ كَذَلِكَ ، لَا تَكُونُ الْمَعْبُودَاتُ الَّتِي عَبَدْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِزًّا لَكُمْ ، بَلْ تَكُونُ بِعَكْسِ ذَلِكَ ، فَتَكُونُ عَلَيْكُمْ ضِدًّا ، أَيْ : أَعْوَانًا عَلَيْكُمْ فِي خُصُومَتِكُمْ وَتَكْذِيبِكُمْ وَالتَّبَرُّؤِ مِنْكُمْ ، وَأَقْوَالُ الْعُلَمَاءِ فِي الْآيَةِ تَدُورُ حَوْلَ هَذَا الَّذِي ذَكَرْنَا ، كَقَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=82ضِدًّا أَيْ : أَعْوَانًا ، وَقَوْلِ
الضَّحَّاكِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=82ضِدًّا ، أَيْ : أَعْدَاءً ، وَقَوْلِ
قَتَادَةَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=82ضِدًّا ، أَيْ : قُرَنَاءُ فِي النَّارِ يَلْعَنُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا ، وَكَقَوْلِ
ابْنِ عَطِيَّةَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=82ضِدًّا يَجِيئُهُمْ مِنْهُمْ خِلَافُ مَا أَمَّلُوهُ فَيَئُولُ بِهِمْ ذَلِكَ إِلَى الذُّلِّ وَالْهَوَانِ ، ضِدِّ مَا أَمَّلُوهُ مِنَ الْعِزِّ .
وَهَذَا الْمَعْنَى الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا فِي هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ ، بَيَّنَهُ أَيْضًا فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ ، كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=5وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=6وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ [ 46 \ 5 - 6 ] ، وَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=13ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=14إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ [ 35 \ 13 - 14 ] ، إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْآيَاتِ .
وَضَمِيرُ الْفَاعِلِ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=82سَيَكْفُرُونَ فِيهِ وَجْهَانِ لِلْعُلَمَاءِ ، وَكِلَاهُمَا يَشْهَدُ لَهُ قُرْآنٌ ، إِلَّا أَنَّ لِأَحَدِهِمَا قَرِينَةً تُرَجِّحُهُ عَلَى الْآخَرِ .
[ ص: 510 ] الْأَوَّلُ : أَنَّ وَاوَ الْفَاعِلِ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=82سَيَكْفُرُونَ ، رَاجِعَةٌ إِلَى الْمَعْبُودَاتِ الَّتِي كَانُوا يَعْبُدُونَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ ، أَمَّا الْعَاقِلُ مِنْهَا فَلَا إِشْكَالَ فِيهِ ، وَأَمَّا غَيْرُ الْعَاقِلِ فَاللَّهُ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ لَهُ إِدْرَاكًا يُخَاطِبُ بِهِ مَنْ عَبَدَهُ وَيَكْفُرُ بِهِ بِعِبَادَتِهِ إِيَّاهُ ، وَيَدُلُّ لِهَذَا الْوَجْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى عَنْهُمْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=63تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ [ 28 \ 63 ] ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=86وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ قَالُوا رَبَّنَا هَؤُلَاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوا مِنْ دُونِكَ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ [ 16 \ 86 ] ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=28وَقَالَ شُرَكَاؤُهُمْ مَا كُنْتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ فَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِنْ كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ [ 10 \ 28 - 29 ] ، إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْآيَاتِ .
الْوَجْه الثَّانِي : أَنَّ الْعَابِدِينَ هُمُ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ شُرَكَاءَهُمْ وَيُنْكِرُونَهَا وَيَدُلُّ لِهَذَا الْوَجْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=23ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ [ 6 \ 23 ] ، وَقَوْلُهُ عَنْهُمْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=74بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُو مِنْ قَبْلُ شَيْئًا الْآيَةَ [ 40 \ 74 ] إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْآيَاتِ .
وَالْقَرِينَةُ الْمُرَجِّحَةُ لِلْوَجْهِ الْأَوَّلِ ، أَنَّ الضَّمِيرَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=82وَيَكُونُونَ ، رَاجِعٌ لِلْمَعْبُودَاتِ ، وَعَلَيْهِ فَرُجُوعُ الضَّمِيرِ فِي يَكْفُرُونَ لِلْمَعْبُودَاتِ أَظْهَرُ ; لِانْسِجَامِ الضَّمَائِرِ بَعْضِهَا مَعَ بَعْضٍ .
أَمَّا عَلَى الْقَوْلِ الثَّانِي : فَإِنَّهُ يَكُونُ ضَمِيرُ يَكْفُرُونَ لِلْعَابِدِينَ ، وَضَمِيرُ
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=19يَكُونُونَ لِلْمَعْبُودِينَ ، وَتَفْرِيقُ الضَّمَائِرِ خِلَافُ الظَّاهِرِ ، وَالْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى .
وَقَوْلُ مَنْ قَالَ مِنَ الْعُلَمَاءِ : إِنَّ كَلَّا فِي هَذِهِ الْآيَةِ مُتَعَلِّقَةٌ بِمَا بَعْدَهَا لَا بِمَا قَبْلَهَا ، وَأَنَّ الْمَعْنَى : كَلَّا سَيَكْفُرُونَ ، أَيْ : حَقًّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ - مُحْتَمَلٌ ، وَلَكِنَّ الْأَوَّلَ أَظْهَرُ مِنْهُ وَأَرْجَحُ ، وَقَائِلُهُ أَكْثَرُ ، وَالْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى ، وَفِي قَوْلِهِ : كَلَّا قِرَاءَاتٌ شَاذَّةٌ تَرَكْنَا الْكَلَامَ عَلَيْهَا لِشُذُوذِهَا .
وَقَوْلُهُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=81لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا ، أَفْرَدَ فِيهِ الْعِزَّ مَعَ أَنَّ الْمُرَادَ الْجَمْعُ ; لِأَنَّ أَصْلَهُ مَصْدَرٌ عَلَى حَدِّ قَوْلِهِ فِي الْخُلَاصَةِ :
وَنَعَتُوا بِمَصْدَرٍ كَثِيرْ فَالْتَزَمُوا الْإِفْرَادَ وَالتَّذْكِيرْ وَالْإِخْبَارُ بِالْمَصْدَرِ يَجْرِي عَلَى حُكْمِ النَّعْتِ بِهِ ، وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=82ضِدًّا مُفْرَدًا أَيْضًا أُرِيدَ بِهِ الْجَمْعُ ، قَالَ ابْنُ عَطِيَّةَ : لِأَنَّهُ مَصْدَرٌ فِي الْأَصْلِ ، حَكَاهُ عَنْهُ
أَبُو حَيَّانَ فِي الْبَحْرِ ، وَقَالَ
[ ص: 511 ] nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : الضِّدُّ : الْعَوْنُ ، وُحِّدَ تَوْحِيدَ قَوْلِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1008275هُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ " لِاتِّفَاقِ كَلِمَتِهِمْ ، وَأَنَّهُمْ كَشَيْءٍ وَاحِدٍ لِفَرْطِ تَضَامُنِهِمْ وَتَوَافُقِهِمْ .