قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=135nindex.php?page=treesubj&link=28991فستعلمون من أصحاب الصراط السوي ومن اهتدى .
ذكر - جل وعلا - في هذه الآية الكريمة أن الكفار سيعلمون في ثاني حال من أصحاب الصراط السوي ومن اهتدى . أي : وفق لطريق الصواب ، والديمومة على ذلك . وأمر نبيه أن يقول ذلك للكفار . والمعنى : سيتضح لكم أنا مهتدون ، وأنا على صراط مستقيم ، وأنكم على ضلال وباطل . وهذا يظهر لهم يوم القيامة إذا عاينوا الحقيقة ، ويظهر لهم في الدنيا لما يرونه من نصر الله لنبيه - صلى الله عليه وسلم - .
[ ص: 132 ] وهذا المعنى الذي ذكره هنا بينه في غير هذا الموضع . كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=42وسوف يعلمون حين يرون العذاب من أضل سبيلا [ 25 \ 42 ] ، وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=26سيعلمون غدا من الكذاب الأشر [ 54 \ 26 ] وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=88ولتعلمن نبأه بعد حين [ 38 \ 88 ] إلى غير ذلك من الآيات . والصراط في لغة العرب : الطريق الواضح . والسوي : المستقيم ، وهو الذي لا اعوجاج فيه . ومنه قول جرير :
أمير المؤمنين على صراط إذا اعوج الموارد مستقيم و " من " في قوله من أصحاب قال بعض العلماء : هي موصولة مفعول به لـ " تعلمون " . وقال بعضهم : هي استفهامية معلقة لفعل العلم ، كما قدمنا إيضاحه في " مريم " ، والعلم عند الله تعالى .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=135nindex.php?page=treesubj&link=28991فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَى .
ذَكَرَ - جَلَّ وَعَلَا - فِي هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ أَنَّ الْكُفَّارَ سَيَعْلَمُونَ فِي ثَانِي حَالٍ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَى . أَيْ : وُفِّقَ لِطَرِيقِ الصَّوَابِ ، وَالدَّيْمُومَةِ عَلَى ذَلِكَ . وَأَمَرَ نَبِيَّهُ أَنْ يَقُولَ ذَلِكَ لِلْكُفَّارِ . وَالْمَعْنَى : سَيَتَّضِحُ لَكُمْ أَنَّا مُهْتَدُونَ ، وَأَنَّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ، وَأَنَّكُمْ عَلَى ضَلَالٍ وَبَاطِلٍ . وَهَذَا يَظْهَرُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِذَا عَايَنُوا الْحَقِيقَةَ ، وَيَظْهَرُ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا لِمَا يَرَوْنَهُ مَنْ نَصْرِ اللَّهِ لِنَبِيِّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - .
[ ص: 132 ] وَهَذَا الْمَعْنَى الَّذِي ذَكَرَهُ هُنَا بَيَّنَهُ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ . كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=42وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا [ 25 \ 42 ] ، وَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=26سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ [ 54 \ 26 ] وَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=88وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ [ 38 \ 88 ] إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْآيَاتِ . وَالصِّرَاطُ فِي لُغَةِ الْعَرَبِ : الطَّرِيقُ الْوَاضِحُ . وَالسَّوِيُّ : الْمُسْتَقِيمُ ، وَهُوَ الَّذِي لَا اعْوِجَاجَ فِيهِ . وَمِنْهُ قَوْلُ جَرِيرٍ :
أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى صِرَاطٍ إِذَا اعْوَجَّ الْمَوَارِدُ مُسْتَقِيمُ وَ " مَنْ " فِي قَوْلِهِ مَنْ أَصْحَابُ قَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ : هِيَ مَوْصُولَةٌ مَفْعُولٌ بِهِ لِـ " تَعْلَمُونَ " . وَقَالَ بَعْضُهُمْ : هِيَ اسْتِفْهَامِيَّةٌ مُعَلِّقَةٌ لِفِعْلِ الْعِلْمِ ، كَمَا قَدَّمْنَا إِيضَاحَهُ فِي " مَرْيَمَ " ، وَالْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى .