وهي مكية كلها في قول
الحسن ،
وعكرمة ،
وعطاء ،
وجابر ، ورواه
ابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وعن
أبي الزبير .
وأخرج
النحاس من طريق
مجاهد عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال :
nindex.php?page=treesubj&link=32285سورة النحل نزلت
بمكة سوى ثلاث آيات من آخرها فإنهن نزلن بين
مكة والمدينة في منصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أحد ، قيل وهي قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=126وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به [ النحل : 126 ] الآية ، وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=127واصبر وما صبرك إلا بالله [ النحل : 127 ] في شأن التمثيل
بحمزة وقتلى أحد ، وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=110ثم إن ربك للذين هاجروا [ النحل : 110 ] الآية ، وقيل الثالثة
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=95ولا تشتروا بعهد الله ثمنا قليلا إلى قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=96بأحسن ما كانوا يعملون [ النحل : 95 ، 96 ]
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=28987_30550_30539أتى أمر الله فلا تستعجلوه سبحانه وتعالى عما يشركون nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=2ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا فاتقون nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=3خلق السماوات والأرض بالحق تعالى عما يشركون nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=4خلق الإنسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=5والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=6ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=7وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس إن ربكم لرءوف رحيم nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=8والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=9وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر ولو شاء لهداكم أجمعين .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=1أتى أمر الله أي عقابه للمشركين ، وقال جماعة من المفسرين : القيامة .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : هو ما وعدهم به من المجازاة على كفرهم ، وعبر عن المستقبل بلفظ الماضي تنبيها على تحقيق وقوعه ، وقيل إن المراد بأمر الله حكمه بذلك ، وقد وقع وأتى ، فأما المحكوم به فإنه لم يقع ؛ لأنه سبحانه حكم بوقوعه في وقت معين ، فقبل مجيء ذلك الوقت لا يخرج إلى الوجود ، وقيل إن المراد بإتيانه إتيان
[ ص: 772 ] مباديه ومقدماته
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=1فلا تستعجلوه نهاهم عن استعجاله ، أي : فلا تطلبوا حضوره قبل ذلك الوقت ، وقد كان
nindex.php?page=treesubj&link=28255المشركون يستعجلون عذاب الله كما قال
النضر بن الحارث nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=32اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك [ الأنفال : 32 ] الآية ، والمعنى : قرب أمر الله فلا تستعجلوه ، وقد كان استعجالهم له على طريقة الاستهزاء من دون استعجال على الحقيقة ، وفي نهيهم عن الاستعجال تهكم بهم
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=18nindex.php?page=treesubj&link=28678_28987سبحانه وتعالى عما يشركون أي تنزه وترفع عن إشراكهم ، أو عن أن يكون له شريك ، وشركهم ههنا هو ما وقع منهم من استعجال العذاب ، أو قيام الساعة استهزاء وتكذيبا ، فإنه يتضمن وصفهم له سبحانه بأنه لا يقدر على ذلك ، وأنه عاجز عنه والعجز وعدم القدرة من صفات المخلوقات لا من صفات الخالق ، فكان ذلك شركا .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=2nindex.php?page=treesubj&link=29565_28987_29747ينزل الملائكة بالروح من أمره قرأ المفضل عن
عاصم ( تنزل الملائكة ) والأصل تتنزل ، فالفعل مسند إلى الملائكة .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش ( تنزل ) على البناء للمفعول ، وقرأ
الجعفي عن
أبي بكر عن
عاصم ( ننزل ) بالنون ، والفاعل هو الله سبحانه .
وقرأ الباقون
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=2ينزل الملائكة بالياء التحتية إلا أن
ابن كثير ،
وأبا عمرو يسكنان النون ، والفاعل هو الله سبحانه ، ووجه اتصال هذه الجملة بما قبلها أنه - صلى الله عليه وسلم - لما أخبرهم عن الله أنه قد قرب أمره ، ونهاهم عن الاستعجال ترددوا في الطريق التي علم بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذلك ، فأخبر أنه علم بها بالوحي على ألسن رسل الله سبحانه من ملائكته ، والروح : الوحي ، ومثله
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=15يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده [ غافر : 15 ] ، وسمي الوحي روحا لأنه يحيي قلوب المؤمنين ، فإن من جملة الوحي القرآن ، وهو نازل من الدين منزلة الروح من الجسد ، وقيل المراد أرواح الخلائق ، وقيل الروح الرحمة ، وقيل الهداية لأنها تحيا بها القلوب كما تحيا الأبدان بالأرواح .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : الروح ما كان فيه من الله حياة بالإرشاد إلى أمره .
وقال
أبو عبيد : الروح هنا
جبريل ، وتكون الباء على هذا بمعنى مع ، و ( من ) في من أمره بيانية ، أي : بأشياء ، أو مبتدئا من أمره . أو صفة للروح ، أو متعلق بـ ( ينزل ) ، ومعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=2على من يشاء من عباده على من اختصه بذلك ، وهم الأنبياء .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=2أن أنذروا قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=2أن أنذروا بدل من الروح أي ينزلهم بأن أنذروا ، و ( أن ) إما مفسرة لأن تنزل الوحي فيه معنى القول ، وإما مخففة من الثقيلة وضمير الشأن مقدر ، أي : بأن الشأن أقول لكم أنذروا ، أي : أعلموا الناس
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=2أنه لا إله إلا أنا أي مروهم بتوحيدي وأعلموهم ذلك مع تخويفهم ، لأن في الإنذار تخويفا وتهديدا ، والضمير في ( أنه ) للشأن
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=2فاتقون الخطاب للمستعجلين على طريق الالتفات ، وهو تحذير لهم من الشرك بالله .
ثم إن الله سبحانه لما أرشدهم إلى توحيده ذكر
nindex.php?page=treesubj&link=28658دلائل التوحيد فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=3خلق السماوات والأرض بالحق أي أوجدهما على هذه الصفة التي هما عليها بالحق ، أي : للدلالة على قدرته ووحدانيته ، وقيل المراد بالحق هنا الفناء والزوال
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=3تعالى الله
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=1عما يشركون أي ترفع وتقدس عن إشراكهم أو عن شركة الذي يجعلونه شريكا له .
ثم لما كان نوع الإنسان أشرف أنواع المخلوقات السفلية قدمه وخصه بالذكر فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=4nindex.php?page=treesubj&link=28661خلق الإنسان وهو اسم لجنس هذا النوع من نطفة من جماد يخرج من حيوان ، وهو المني فنقله أطوارا إلى أن كملت صورته ، ونفخ فيه الروح وأخرجه من بطن أمه إلى هذه الدار فعاش فيها فإذا هو بعد خلقه على هذه الصفة خصيم أي كثير الخصومة والمجادلة ، والمعنى : أنه كالمخاصم لله سبحانه في قدرته ، ومعنى مبين ظاهر الخصومة واضحها ، وقيل يبين عن نفسه ما يخاصم به من الباطل ، والمبين هو المفصح عما في ضميره بمنطقه ومثله قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=77أولم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين [ يس : 77 ] .
ثم عقب ذكر خلق الإنسان
nindex.php?page=treesubj&link=29485_32414بخلق الأنعام لما فيها من النفع لهذا النوع ، فالامتنان بها أكمل من الامتنان بغيرها ، فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=5والأنعام خلقها لكم وهي الإبل والبقر والغنم ، وأكثر ما يقال ( نعم وأنعام ) للإبل ، ويقال للمجموع ، ولا يقال للغنم مفردة ، ومنه قول حسان :
وكانت لا يزال بها أنيس خلال مروجها نعم وشاء
فعطف الشاء على النعم ، وهي هنا الإبل خاصة .
قال
الجوهري : والنعم واحد الأنعام ، وأكثر ما يقع هذا الاسم على الإبل .
ثم لما أخبر سبحانه بأنه خلقها لبني آدم بين المنفعة التي فيها لهم فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=5فيها دفء الدفء : السخانة ، وهو ما استدفئ به من أصوافها وأوبارها وأشعارها ، والجملة في محل نصب على الحال ومنافع معطوف على ( دفء ) وهي درها وركوبها ونتاجها والحراثة بها ونحو ذلك .
وقد قيل إن الدفء : النتاج واللبن .
قال في الصحاح : الدفء نتاج الإبل وألبانها وما ينتفع به منها ، ثم قال : والدفء أيضا السخونة ، وعلى هذا فإن أريد بالدفء المعنى الأول فلا بد من حمل المنافع على ما عداه مما ينتفع به منها ، وإن حمل على المعنى الثاني كان تفسير المنافع بما ذكرناه واضحا ، وقيل المراد بالمنافع النتاج خاصة ، وقيل الركوب
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=5ومنها تأكلون أي من لحومها وشحومها ، وخص هذه المنفعة بالذكر مع دخولها تحت المنافع لأنها أعظمها ، وقيل خصها لأن الانتفاع بلحمها وشحمها تعدم عنده عينها بخلاف غيره من المنافع التي فيها ، وتقديم الظرف المؤذن بالاختصاص للإشارة إلى أن الأكل منها هو الأصل ، وغيره نادر .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=6ولكم فيها جمال أي لكم فيها مع ما تقدم ذكره جمال ، والجمال : ما يتجمل به ويتزين ، والجمال : الحسن ، والمعنى هنا : لكم فيها تجمل وتزين عند الناظرين إليها
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=6حين تريحون وحين تسرحون أي في هذين الوقتين ، وهما وقت ردها من مراعيها ، ووقت تسريحها إليها ، فالرواح رجوعها بالعشي من المراعي ، والسراح : مسيرها إلى مراعيها بالغداة ، يقال سرحت الإبل أسرحها سرحا وسروحا : إذا غدوت بها إلى المرعى ، وقدم الإراحة على التسريح لأن منظرها عند الإراحة أجمل ، وذواتها أحسن
[ ص: 773 ] لكونها في تلك الحالة قد نالت حاجتها من الأكل والشرب ، فعظمت بطونها وانتفخت ضروعها ، وخص هذين الوقتين لأنهما وقت نظر الناظرين إليها لأنها عند استقرارها في الحظائر لا يراها أحد ، وعند كونها في مراعيها هي متفرقة غير مجتمعة كل واحد منها يرعى في جانب .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=7nindex.php?page=treesubj&link=29485_28987وتحمل أثقالكم الأثقال جمع ثقل ، وهو متاع المسافر من طعام وغيره وسمي ثقلا لأنه يثقل الإنسان حمله ، وقيل المراد أبدانهم
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=7إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس أي لم تكونوا واصلين إليه لو لم يكن معكم إبل تحمل أثقالكم إلا بشق الأنفس لبعده عنكم ، وعدم وجود ما يحمل ما لا بد لكم منه في السفر .
وظاهره يتناول كل بلد بعيدة من غير تعيين ، وقيل المراد بالبلد
مكة ، وقيل
اليمن ومصر والشام لأنها متاجر العرب ، و شق الأنفس : مشقتها .
قرأ الجمهور بكسر الشين ، وقرأ أبو جعفر بفتحها .
قال
الجوهري : والشق المشقة ، ومنه قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=7لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس وحكى
أبو عبيدة بفتح الشين ، وهما بمعنى ، ويجوز أن يكون المفتوح مصدرا من شققت عليه أشق شقا ، والمكسور بمعنى النصف ، يقال أخذت شق الشاة وشقة الشاة ، ويكون المعنى على هذا في الآية : لم تكونوا بالغيه إلا بذهاب نصف الأنفس من التعب ، وقد امتن الله سبحانه على عباده بخلق الأنعام على العموم .
ثم خص الإبل بالذكر لما فيها من نعمة حمل الأثقال دون البقر والغنم ، والاستثناء من أعم العام ، أي : لم تكونوا بالغيه بشيء من الأشياء إلا بشق الأنفس
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=8nindex.php?page=treesubj&link=29485_32414_28987والخيل والبغال والحمير بالنصب عطفا على الأنعام ، أي : وخلق لكم هذه الثلاثة الأصناف ، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12356ابن أبي عبلة بالرفع فيها كلها ، وسميت الخيل خيلا لاختيالها في مشيها ، وواحد الخيل خائل كضائن واحد الضأن ، وقيل لا واحد له .
ثم علل سبحانه خلق هذه الثلاثة الأنواع بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=8لتركبوها وهذه العلة هي باعتبار معظم منافعها لأن الانتفاع بها في غير الركوب معلوم كالتحميل عليها و عطف زينة على محل
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=8لتركبوها لأنه في محل نصب على أنه علة لخلقها ولم يقل لتتزينوا بها حتى يطابق لتركبوها ، لأن الركوب فعل المخاطبين ، والزينة فعل الزائن وهو الخالق ، والتحقيق فيه أن الركوب هو المعتبر في المقصود ، بخلاف التزين فإنه لا يلتفت إليه أهل الهمم العالية لأنه يورث العجب ، فكأنه سبحانه قال : خلقتها لتركبوها فتدفعوا عن أنفسكم بواسطتها ضرر الإعياء والمشقة ، وأما التزين بها فهو حاصل في نفس الأمر ولكنه غير مقصود بالذات .
وقد استدل بهذه الآية القائلون بتحريم لحوم الخيل قائلين بأن التعليل بالركوب يدل على أنها مخلوقة لهذه المصلحة دون غيرها .
قالوا : ويؤيد ذلك إفراد هذه الأنواع الثلاثة بالذكر وإخراجها عن الأنعام فيفيد ذلك اتحاد حكمها في تحريم الأكل .
قالوا : ولو كان أكل الخيل جائزا لكان ذكره والامتنان به أولى من ذكر الركوب ؛ لأنه أعظم فائدة منه ، وقد ذهب إلى هذا
مالك وأبو حنيفة وأصحابهما والأوزاعي
ومجاهد ،
وأبو عبيد وغيرهم .
وذهب الجمهور من الفقهاء والمحدثين وغيرهم إلى حل لحوم الخيل ، ولا حجة لأهل القول الأول في التعليل بقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=8لتركبوها لأن ذكر ما هو الأغلب من منافعها لا ينافي غيره ، ولا نسلم أن الأكل أكثر فائدة من الركوب حتى يذكر ويكون ذكره أقدم من ذكر الركوب ، وأيضا لو كانت هذه الآية تدل على تحريم الخيل لدلت على تحريم الحمر الأهلية ، وحينئذ لا يكون ثم حاجة لتحديد التحريم لها عام خيبر ، وقد قدمنا أن هذه السورة مكية .
والحاصل أن الأدلة الصحيحة قد دلت على حل
nindex.php?page=treesubj&link=33205أكل لحوم الخيل ، فلو سلمنا أن في هذه الآية متمسكا للقائلين بالتحريم لكانت السنة المطهرة الثابتة رافعة لهذا الاحتمال ، ودافعة لهذا الاستدلال ، وقد أوضحنا هذه المسألة في مؤلفاتنا بما لا يحتاج الناظر فيه إلى غيره
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=8nindex.php?page=treesubj&link=33679_29485_28987ويخلق ما لا تعلمون أي يخلق ما لا يحيط علمكم به من المخلوقات غير ما قد عدده هاهنا ، وقيل : المراد من أنواع الحشرات والهوام في أسافل الأرض ، وفي البحر مما لم يره البشر ولم يسمعوا به ، وقيل : هو ما أعد الله لعباده في الجنة وفي النار مما لم تره عين ، ولم تسمع به أذن ، ولا خطر على قلب بشر ، وقيل هو خلق السوس في النبات والدود في الفواكه ، وقيل عين تحت العرش ، وقيل نهر من النور ، وقيل أرض بيضاء ، ولا وجه للاقتصار في تفسير هذه الآية على نوع من هذه الأنواع ، بل المراد أنه سبحانه يخلق ما لا يعلم به العباد ، فيشمل كل شيء لا يحيط علمهم به ، والتعبير هنا بلفظ المستقبل لاستحضار الصورة ؛ لأنه سبحانه قد خلق ما لا يعلم به العباد .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=9nindex.php?page=treesubj&link=29485_19960_28987وعلى الله قصد السبيل القصد مصدر بمعنى الفاعل ، فالمعنى : وعلى الله قاصد السبيل ، أي : هداية قاصد الطريق المستقيم بموجب وعده المحتوم وتفضله الواسع ، وقيل هو على حذف مضاف ، والتقدير : وعلى الله بيان قصد السبيل ، والسبيل : الإسلام ، وبيانه بإرسال الرسل وإقامة الحجج والبراهين ، والقصد في السبيل هو كونه موصلا إلى المطلوب ، فالمعنى : وعلى الله بيان الطريق الموصل إلى المطلوب
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=9ومنها جائر الضمير في منها راجع إلى السبيل بمعنى الطريق ، لأنها تذكر وتؤنث ، وقيل راجع إليها بتقدير مضاف ، أي : ومن جنس السبيل جائر مائل عن الحق عادل عنه ، فلا يهتدي به ، ومنه قول
امرئ القيس :
ومن الطريقة جائر وهدى قصد السبيل ومنه ذو دخل
وقيل إن الطريق كناية عن صاحبها ، والمعنى : ومنهم جائر عن سبيل الحق ، أي : عادل عنه ، فلا يهتدي إليه ، قيل وهم أهل الأهواء المختلفة ، وقيل أهل الملل الكفرية ، وفي مصحف
عبد الله ( ومنكم جائر ) وكذا قرأ
علي .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=9ولو شاء لهداكم أجمعين أي ولو شاء أن يهديكم جميعا إلى الطريق الصحيح ، والمنهج الحق لفعل ذلك ، ولكنه لم يشأ ، بل اقتضت مشيئته سبحانه إراءة الطريق والدلالة عليها :
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=10وهديناه النجدين [ البلد : 10 ] وأما الإيصال إليها بالفعل
[ ص: 774 ] فذلك يستلزم أن لا يوجد في العباد كافر ، ولا من يستحق النار من المسلمين ، وقد اقتضت المشيئة الربانية أنه يكون البعض مؤمنا والبعض كافرا كما نطق بذلك القرآن في غير موضع .
وقد أخرج
ابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : لما نزل ( أتى أمر الله ) ذعر أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى نزلت
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=1فلا تستعجلوه فسكنوا .
وأخرج
عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
أبي بكر بن حفص قال لما نزلت
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=1أتى أمر الله قاموا ، فنزلت
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=1فلا تستعجلوه .
وأخرج
ابن مردويه من طريق
الضحاك عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=1أتى أمر الله قال : خروج
محمد صلى الله عليه وسلم .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وابن المنذر عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج قال : لما نزلت هذه الآية
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=1أتى أمر الله قال رجال من المنافقين بعضهم لبعض إن هذا يزعم أن أمر الله أتى ، فأمسكوا عن بعض ما كنتم تعملون حتى تنظروا ما هو كائن ، فلما رأوا أنه لا ينزل شيء قالوا : ما نراه نزل شيء ، فنزلت :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=1اقترب للناس حسابهم [ الأنبياء : 1 ] فقالوا : إن هذا يزعم مثلها أيضا ، فلما رأوا أنه لا ينزل شيء قالوا : ما نراه نزل شيء ، فنزلت
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=8ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة [ هود : 8 ] الآية .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
الضحاك في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=1أتى أمر الله قال : الأحكام والحدود والفرائض .
وأخرج هؤلاء عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=2ينزل الملائكة بالروح قال : بالوحي .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
وأبو الشيخ في العظمة
وابن مردويه ،
والبيهقي عنه قال الروح : أمر من أمر الله وخلق من خلق الله ، وصورهم على صورة بني آدم ، وما ينزل من السماء ملك إلا ومعه واحد من الروح ، ثم تلا
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=38يوم يقوم الروح والملائكة صفا [ النبأ : 38 ] .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عن الحسن
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=2ينزل الملائكة بالروح قال : القرآن .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=5لكم فيها دفء قال : الثياب ومنافع قال : ما تنتفعون به من الأطعمة والأشربة .
وأخرج
عبد الرزاق ،
nindex.php?page=showalam&ids=14906والفريابي ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عنه أيضا قال : نسل كل دابة .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عنه أيضا في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=7وتحمل أثقالكم إلى بلد يعني
مكة nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=7لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس قال : لو تكلفتموه لم تطيقوه إلا بجهد شديد .
وقد ورد في حل أكل لحوم الخيل أحاديث منها في الصحيحين وغيرهما من حديث أسماء قالت : نحرنا فرسا على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأكلناه .
وأخرج
أبو عبيد ،
nindex.php?page=showalam&ids=12508وابن أبي شيبة ،
nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي وصححه
nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
جابر قال
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020580أطعمنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لحوم الخيل ، ونهانا عن لحوم الحمر الأهلية .
وأخرج
أبو داود نحوه من حديثه أيضا ، وهما على شرط
مسلم .
وثبت أيضا في الصحيحين من حديث
جابر قال
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020581نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن لحوم الحمر الأهلية وأذن في الخيل .
وأما ما أخرجه
أبو عبيد ،
وأبو داود ،
nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=22خالد بن الوليد قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020582نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أكل كل ذي ناب من السباع ، وعن لحوم الخيل والبغال والحمير ، ففي إسناده
صالح بن يحيى بن أبي المقدام وفيه مقال .
ولو فرضنا أن الحديث صحيح لم يقو على معارضة أحاديث الحل على أنه يكون أن هذا الحديث المصرح بالتحريم متقدم على يوم خيبر فيكون منسوخا .
وأخرج
الخطيب ،
nindex.php?page=showalam&ids=13359وابن عساكر قال :
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=8ويخلق ما لا تعلمون قال : البراذين .
وأخرج
ابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
إن مما خلق الله أرضا من لؤلؤة بيضاء ثم ساق من أوصافها ما يدل على أن الحديث موضوع ، ثم قال في آخره فذلك قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=8ويخلق ما لا تعلمون .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=9وعلى الله قصد السبيل يقول : على الله أن يبين الهدى والضلالة
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=9ومنها جائر قال السبل المتفرقة .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
قتادة في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=9وعلى الله قصد السبيل قال : على الله بيان حلاله ، وحرامه ، وطاعته ، ومعصيته
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=9ومنها جائر قال : من السبل ناكب عن الحق ، قال : وفي قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ومنكم جائر .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=12590وابن الأنباري في المصاحف عن
علي أنه كان يقرأ هذه الآية ومنكم جائر .
وَهِيَ مَكِّيَّةٌ كُلُّهَا فِي قَوْلِ
الْحَسَنِ ،
وَعِكْرِمَةَ ،
وَعَطَاءٍ ،
وَجَابِرٍ ، وَرَوَاهُ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ وَعَنْ
أَبِي الزُّبَيْرِ .
وَأَخْرَجَ
النَّحَّاسُ مِنْ طَرِيقِ
مُجَاهِدٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=32285سُورَةُ النَّحْلِ نَزَلَتْ
بِمَكَّةَ سِوَى ثَلَاثِ آيَاتٍ مِنْ آخِرِهَا فَإِنَّهُنَّ نَزَلْنَ بَيْنَ
مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ فِي مُنْصَرَفِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ أُحُدٍ ، قِيلَ وَهِيَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=126وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ [ النَّحْلِ : 126 ] الْآيَةَ ، وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=127وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ [ النَّحْلِ : 127 ] فِي شَأْنِ التَّمْثِيلِ
بِحَمْزَةَ وَقَتْلَى أُحُدٍ ، وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=110ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا [ النَّحْلِ : 110 ] الْآيَةَ ، وَقِيلَ الثَّالِثَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=95وَلَا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا إِلَى قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=96بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [ النَّحْلِ : 95 ، 96 ]
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=28987_30550_30539أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=2يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=3خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=4خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=5وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=6وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=7وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=8وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=9وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=1أَتَى أَمْرُ اللَّهِ أَيْ عِقَابُهُ لِلْمُشْرِكِينَ ، وَقَالَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ : الْقِيَامَةُ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : هُوَ مَا وَعَدَهُمْ بِهِ مِنَ الْمُجَازَاةِ عَلَى كُفْرِهِمْ ، وَعَبَّرَ عَنِ الْمُسْتَقْبَلِ بِلَفْظِ الْمَاضِي تَنْبِيهًا عَلَى تَحْقِيقِ وُقُوعِهِ ، وَقِيلَ إِنَّ الْمُرَادَ بِأَمْرِ اللَّهِ حُكْمُهُ بِذَلِكَ ، وَقَدْ وَقَعَ وَأَتَى ، فَأَمَّا الْمَحْكُومُ بِهِ فَإِنَّهُ لَمْ يَقَعْ ؛ لِأَنَّهُ سُبْحَانَهُ حَكَمَ بِوُقُوعِهِ فِي وَقْتٍ مُعَيَّنٍ ، فَقَبْلَ مَجِيءِ ذَلِكَ الْوَقْتِ لَا يَخْرُجُ إِلَى الْوُجُودِ ، وَقِيلَ إِنَّ الْمُرَادَ بِإِتْيَانِهِ إِتْيَانُ
[ ص: 772 ] مَبَادِيهِ وَمُقَدَّمَاتِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=1فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ نَهَاهُمْ عَنِ اسْتِعْجَالِهِ ، أَيْ : فَلَا تَطْلُبُوا حُضُورَهُ قَبْلَ ذَلِكَ الْوَقْتِ ، وَقَدْ كَانَ
nindex.php?page=treesubj&link=28255الْمُشْرِكُونَ يَسْتَعْجِلُونَ عَذَابَ اللَّهِ كَمَا قَالَ
النَّضْرُ بْنُ الْحَارِثِ nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=32اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ [ الْأَنْفَالِ : 32 ] الْآيَةَ ، وَالْمَعْنَى : قَرُبَ أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ ، وَقَدْ كَانَ اسْتِعْجَالُهُمْ لَهُ عَلَى طَرِيقَةِ الِاسْتِهْزَاءِ مِنْ دُونِ اسْتِعْجَالٍ عَلَى الْحَقِيقَةِ ، وَفِي نَهْيِهِمْ عَنِ الِاسْتِعْجَالِ تَهَكُّمٌ بِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=18nindex.php?page=treesubj&link=28678_28987سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ أَيْ تَنَزَّهَ وَتَرَفَّعَ عَنْ إِشْرَاكِهِمْ ، أَوْ عَنْ أَنْ يَكُونَ لَهُ شَرِيكٌ ، وَشِرْكُهُمْ هَهُنَا هُوَ مَا وَقَعَ مِنْهُمْ مَنِ اسْتِعْجَالِ الْعَذَابِ ، أَوْ قِيَامِ السَّاعَةِ اسْتِهْزَاءً وَتَكْذِيبًا ، فَإِنَّهُ يَتَضَمَّنُ وَصْفَهُمْ لَهُ سُبْحَانَهُ بِأَنَّهُ لَا يَقْدِرُ عَلَى ذَلِكَ ، وَأَنَّهُ عَاجِزٌ عَنْهُ وَالْعَجْزُ وَعَدَمُ الْقُدْرَةِ مِنْ صِفَاتِ الْمَخْلُوقَاتِ لَا مِنْ صِفَاتِ الْخَالِقِ ، فَكَانَ ذَلِكَ شِرْكًا .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=2nindex.php?page=treesubj&link=29565_28987_29747يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ قَرَأَ الْمُفَضَّلُ عَنْ
عَاصِمٍ ( تَنْزِلُ الْمَلَائِكَةُ ) وَالْأَصْلُ تَتَنَزَّلُ ، فَالْفِعْلُ مُسْنَدٌ إِلَى الْمَلَائِكَةِ .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الْأَعْمَشُ ( تُنَزَّلُ ) عَلَى الْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ ، وَقَرَأَ
الْجُعْفِيُّ عَنْ
أَبِي بَكْرٍ عَنْ
عَاصِمٍ ( نُنَزِّلُ ) بِالنُّونِ ، وَالْفَاعِلُ هُوَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ .
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=2يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالْيَاءِ التَّحْتِيَّةِ إِلَّا أَنَّ
ابْنَ كَثِيرٍ ،
وَأَبَا عَمْرٍو يُسَكِّنَانِ النُّونَ ، وَالْفَاعِلُ هُوَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ ، وَوَجْهُ اتِّصَالِ هَذِهِ الْجُمْلَةِ بِمَا قَبْلَهَا أَنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمَّا أَخْبَرَهُمْ عَنِ اللَّهِ أَنَّهُ قَدْ قَرُبَ أَمْرُهُ ، وَنَهَاهُمْ عَنِ الِاسْتِعْجَالِ تَرَدَّدُوا فِي الطَّرِيقِ الَّتِي عَلِمَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ذَلِكَ ، فَأَخْبَرَ أَنَّهُ عَلِمَ بِهَا بِالْوَحْيِ عَلَى أَلْسُنِ رُسُلِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ مِنْ مَلَائِكَتِهِ ، وَالرُّوحُ : الْوَحْيُ ، وَمِثْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=15يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ [ غَافِرٍ : 15 ] ، وَسُمِّيَ الْوَحْيُ رُوحًا لِأَنَّهُ يُحْيِي قُلُوبَ الْمُؤْمِنِينَ ، فَإِنَّ مِنْ جُمْلَةِ الْوَحْيِ الْقُرْآنَ ، وَهُوَ نَازِلٌ مِنَ الدِّينِ مَنْزِلَةَ الرُّوحِ مِنَ الْجَسَدِ ، وَقِيلَ الْمُرَادُ أَرْوَاحُ الْخَلَائِقِ ، وَقِيلَ الرُّوحُ الرَّحْمَةُ ، وَقِيلَ الْهِدَايَةُ لِأَنَّهَا تَحْيَا بِهَا الْقُلُوبُ كَمَا تَحْيَا الْأَبْدَانُ بِالْأَرْوَاحِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : الرُّوحُ مَا كَانَ فِيهِ مِنَ اللَّهِ حَيَاةٌ بِالْإِرْشَادِ إِلَى أَمْرِهِ .
وَقَالَ
أَبُو عُبَيْدٍ : الرُّوحُ هُنَا
جِبْرِيلُ ، وَتَكُونُ الْبَاءُ عَلَى هَذَا بِمَعْنَى مَعَ ، وَ ( مِنْ ) فِي مِنْ أَمْرِهِ بَيَانِيَّةٌ ، أَيْ : بِأَشْيَاءَ ، أَوْ مُبْتَدِئًا مِنْ أَمْرِهِ . أَوْ صِفَةٌ لِلرُّوحِ ، أَوْ مُتَعَلِّقٌ بِـ ( يُنَزِّلُ ) ، وَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=2عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ عَلَى مَنِ اخْتَصَّهُ بِذَلِكَ ، وَهُمُ الْأَنْبِيَاءُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=2أَنْ أَنْذِرُوا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=2أَنْ أَنْذِرُوا بَدَلٌ مِنَ الرُّوحِ أَيْ يُنَزِّلُهُمْ بِأَنْ أَنْذِرُوا ، وَ ( أَنْ ) إِمَّا مُفَسِّرَةٌ لِأَنَّ تَنَزُّلَ الْوَحْيِ فِيهِ مَعْنَى الْقَوْلِ ، وَإِمَّا مُخَفَّفَةٌ مِنَ الثَّقِيلَةِ وَضَمِيرُ الشَّأْنِ مُقَدَّرٌ ، أَيْ : بِأَنَّ الشَّأْنَ أَقُولُ لَكُمْ أَنْذِرُوا ، أَيْ : أَعْلِمُوا النَّاسَ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=2أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا أَيْ مُرُوهُمْ بِتَوْحِيدِي وَأَعْلِمُوهُمْ ذَلِكَ مَعَ تَخْوِيفِهِمْ ، لِأَنَّ فِي الْإِنْذَارِ تَخْوِيفًا وَتَهْدِيدًا ، وَالضَّمِيرُ فِي ( أَنَّهُ ) لِلشَّأْنِ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=2فَاتَّقُونِ الْخِطَابُ لِلْمُسْتَعْجِلِينَ عَلَى طَرِيقِ الِالْتِفَاتِ ، وَهُوَ تَحْذِيرٌ لَهُمْ مِنَ الشِّرْكِ بِاللَّهِ .
ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ لَمَّا أَرْشَدَهُمْ إِلَى تَوْحِيدِهِ ذَكَرَ
nindex.php?page=treesubj&link=28658دَلَائِلَ التَّوْحِيدِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=3خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ أَيْ أَوْجَدَهُمَا عَلَى هَذِهِ الصِّفَةِ الَّتِي هُمَا عَلَيْهَا بِالْحَقِّ ، أَيْ : لِلدَّلَالَةِ عَلَى قُدْرَتِهِ وَوَحْدَانِيَّتِهِ ، وَقِيلَ الْمُرَادُ بِالْحَقِّ هُنَا الْفَنَاءُ وَالزَّوَالُ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=3تَعَالَى اللَّهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=1عَمَّا يُشْرِكُونَ أَيْ تَرَفَّعَ وَتَقَدَّسَ عَنْ إِشْرَاكِهِمْ أَوْ عَنْ شَرِكَةِ الَّذِي يَجْعَلُونَهُ شَرِيكًا لَهُ .
ثُمَّ لَمَّا كَانَ نَوْعُ الْإِنْسَانِ أَشْرَفَ أَنْوَاعِ الْمَخْلُوقَاتِ السُّفْلِيَّةِ قَدَّمَهُ وَخَصَّهُ بِالذِّكْرِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=4nindex.php?page=treesubj&link=28661خَلَقَ الْإِنْسَانَ وَهُوَ اسْمٌ لِجِنْسِ هَذَا النَّوْعِ مِنْ نُطْفَةٍ مِنْ جَمَادٍ يَخْرُجُ مِنْ حَيَوَانٍ ، وَهُوَ الْمَنِيُّ فَنَقَلَهُ أَطْوَارًا إِلَى أَنْ كَمُلَتْ صُورَتُهُ ، وَنَفَخَ فِيهِ الرُّوحَ وَأَخْرَجَهُ مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ إِلَى هَذِهِ الدَّارِ فَعَاشَ فِيهَا فَإِذَا هُوَ بَعْدَ خَلْقِهِ عَلَى هَذِهِ الصِّفَةِ خَصِيمٌ أَيْ كَثِيرُ الْخُصُومَةِ وَالْمُجَادَلَةِ ، وَالْمَعْنَى : أَنَّهُ كَالْمُخَاصِمِ لِلَّهِ سُبْحَانَهُ فِي قُدْرَتِهِ ، وَمَعْنَى مُبِينٌ ظَاهِرُ الْخُصُومَةِ وَاضِحُهَا ، وَقِيلَ يُبَيِّنُ عَنْ نَفْسِهِ مَا يُخَاصِمُ بِهِ مِنَ الْبَاطِلِ ، وَالْمُبِينُ هُوَ الْمُفْصِحُ عَمَّا فِي ضَمِيرِهِ بِمَنْطِقِهِ وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=77أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ [ يس : 77 ] .
ثُمَّ عَقَّبَ ذِكْرَ خَلْقِ الْإِنْسَانِ
nindex.php?page=treesubj&link=29485_32414بِخَلْقِ الْأَنْعَامِ لِمَا فِيهَا مِنَ النَّفْعِ لِهَذَا النَّوْعِ ، فَالِامْتِنَانُ بِهَا أَكْمَلُ مِنَ الِامْتِنَانِ بِغَيْرِهَا ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=5وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ وَهِيَ الْإِبِلُ وَالْبَقَرُ وَالْغَنَمُ ، وَأَكْثَرُ مَا يُقَالُ ( نَعَمٌ وَأَنْعَامٌ ) لِلْإِبِلِ ، وَيُقَالُ لِلْمَجْمُوعِ ، وَلَا يُقَالُ لِلْغَنَمِ مُفْرَدَةً ، وَمِنْهُ قَوْلُ حَسَّانَ :
وَكَانَتْ لَا يَزَالُ بِهَا أَنِيسٌ خِلَالَ مُرُوجِهَا نَعَمٌ وَشَاءُ
فَعَطَفَ الشَّاءَ عَلَى النَّعَمِ ، وَهِيَ هُنَا الْإِبِلُ خَاصَّةً .
قَالَ
الْجَوْهَرِيُّ : وَالنَّعَمُ وَاحِدُ الْأَنْعَامِ ، وَأَكْثَرُ مَا يَقَعُ هَذَا الِاسْمُ عَلَى الْإِبِلِ .
ثُمَّ لَمَّا أَخْبَرَ سُبْحَانَهُ بِأَنَّهُ خَلَقَهَا لِبَنِي آدَمَ بَيَّنَ الْمَنْفَعَةَ الَّتِي فِيهَا لَهُمْ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=5فِيهَا دِفْءٌ الدِّفْءُ : السَّخَانَةُ ، وَهُوَ مَا اسْتُدْفِئَ بِهِ مِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا ، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ وَمَنَافِعُ مَعْطُوفٌ عَلَى ( دِفْءٌ ) وَهِيَ دَرُّهَا وَرُكُوبُهَا وَنِتَاجُهَا وَالْحِرَاثَةُ بِهَا وَنَحْوُ ذَلِكَ .
وَقَدْ قِيلَ إِنَّ الدِّفْءَ : النِّتَاجُ وَاللَّبَنُ .
قَالَ فِي الصِّحَاحِ : الدِّفْءُ نِتَاجُ الْإِبِلِ وَأَلْبَانُهَا وَمَا يُنْتَفَعُ بِهِ مِنْهَا ، ثُمَّ قَالَ : وَالدِّفْءُ أَيْضًا السُّخُونَةُ ، وَعَلَى هَذَا فَإِنْ أُرِيدَ بِالدِّفْءِ الْمَعْنَى الْأَوَّلُ فَلَا بُدَّ مِنْ حَمْلِ الْمَنَافِعِ عَلَى مَا عَدَاهُ مِمَّا يُنْتَفَعُ بِهِ مِنْهَا ، وَإِنْ حُمِلَ عَلَى الْمَعْنَى الثَّانِي كَانَ تَفْسِيرُ الْمَنَافِعِ بِمَا ذَكَرْنَاهُ وَاضِحًا ، وَقِيلَ الْمُرَادُ بِالْمَنَافِعِ النِّتَاجُ خَاصَّةً ، وَقِيلَ الرُّكُوبُ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=5وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ أَيْ مِنْ لُحُومِهَا وَشُحُومِهَا ، وَخَصَّ هَذِهِ الْمَنْفَعَةَ بِالذِّكْرِ مَعَ دُخُولِهَا تَحْتَ الْمَنَافِعِ لِأَنَّهَا أَعْظَمُهَا ، وَقِيلَ خَصَّهَا لِأَنَّ الِانْتِفَاعَ بِلَحْمِهَا وَشَحْمِهَا تُعْدَمُ عِنْدَهُ عَيْنُهَا بِخِلَافِ غَيْرِهِ مِنَ الْمَنَافِعِ الَّتِي فِيهَا ، وَتَقْدِيمُ الظَّرْفِ الْمُؤْذِنِ بِالِاخْتِصَاصِ لِلْإِشَارَةِ إِلَى أَنَّ الْأَكْلَ مِنْهَا هُوَ الْأَصْلُ ، وَغَيْرُهُ نَادِرٌ .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=6وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ أَيْ لَكُمْ فِيهَا مَعَ مَا تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ جَمَالٌ ، وَالْجَمَالُ : مَا يُتَجَمَّلُ بِهِ وَيُتَزَيَّنُ ، وَالْجَمَالُ : الْحُسْنُ ، وَالْمَعْنَى هُنَا : لَكُمْ فِيهَا تَجَمُّلٌ وَتَزَيُّنٌ عِنْدَ النَّاظِرَيْنِ إِلَيْهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=6حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ أَيْ فِي هَذَيْنِ الْوَقْتَيْنِ ، وَهُمَا وَقْتُ رَدِّهَا مِنْ مَرَاعِيهَا ، وَوَقْتُ تَسْرِيحِهَا إِلَيْهَا ، فَالرَّوَاحُ رُجُوعُهَا بِالْعَشِيِّ مِنَ الْمَرَاعِي ، وَالسَّرَاحُ : مَسِيرُهَا إِلَى مَرَاعِيهَا بِالْغَدَاةِ ، يُقَالُ سَرَّحْتُ الْإِبِلَ أُسَرِّحُهَا سَرْحًا وَسُرُوحًا : إِذَا غَدَوْتَ بِهَا إِلَى الْمَرْعَى ، وَقَدَّمَ الْإِرَاحَةَ عَلَى التَّسْرِيحِ لِأَنَّ مَنْظَرَهَا عِنْدَ الْإِرَاحَةِ أَجْمَلُ ، وَذَوَاتَهَا أَحْسَنُ
[ ص: 773 ] لِكَوْنِهَا فِي تِلْكَ الْحَالَةِ قَدْ نَالَتْ حَاجَتَهَا مِنَ الْأَكْلِ وَالشُّرْبِ ، فَعَظُمَتْ بُطُونُهَا وَانْتَفَخَتْ ضُرُوعُهَا ، وَخَصَّ هَذَيْنِ الْوَقْتَيْنِ لِأَنَّهُمَا وَقْتُ نَظَرِ النَّاظِرِينَ إِلَيْهَا لِأَنَّهَا عِنْدَ اسْتِقْرَارِهَا فِي الْحَظَائِرِ لَا يَرَاهَا أَحَدٌ ، وَعِنْدَ كَوْنِهَا فِي مَرَاعِيهَا هِيَ مُتَفَرِّقَةٌ غَيْرُ مُجْتَمِعَةٍ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهَا يَرْعَى فِي جَانِبٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=7nindex.php?page=treesubj&link=29485_28987وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ الْأَثْقَالُ جَمْعُ ثِقَلٍ ، وَهُوَ مَتَاعُ الْمُسَافِرِ مِنْ طَعَامٍ وَغَيْرِهِ وَسُمِّيَ ثِقَلًا لِأَنَّهُ يُثْقِلُ الْإِنْسَانَ حَمْلُهُ ، وَقِيلَ الْمُرَادُ أَبْدَانَهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=7إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ أَيْ لَمْ تَكُونُوا وَاصِلِينَ إِلَيْهِ لَوْ لَمْ يَكُنْ مَعَكُمْ إِبِلٌ تَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ لِبُعْدِهِ عَنْكُمْ ، وَعَدَمِ وُجُودِ مَا يَحْمِلُ مَا لَا بُدَّ لَكُمْ مِنْهُ فِي السَّفَرِ .
وَظَاهِرُهُ يَتَنَاوَلُ كُلَّ بَلَدٍ بَعِيدَةٍ مِنْ غَيْرِ تَعْيِينٍ ، وَقِيلَ الْمُرَادُ بِالْبَلَدِ
مَكَّةُ ، وَقِيلَ
الْيَمَنُ وَمِصْرُ وَالشَّامُ لِأَنَّهَا مَتَاجِرُ الْعَرَبِ ، وَ شِقِّ الْأَنْفُسِ : مَشَقَّتُهَا .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ بِكَسْرِ الشِّينِ ، وَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ بِفَتْحِهَا .
قَالَ
الْجَوْهَرِيُّ : وَالشِّقُّ الْمَشَقَّةُ ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=7لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ وَحَكَى
أَبُو عُبَيْدَةَ بِفَتْحِ الشِّينِ ، وَهُمَا بِمَعْنًى ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْمَفْتُوحُ مَصْدَرًا مَنْ شَقَقْتُ عَلَيْهِ أَشُقُّ شَقًّا ، وَالْمَكْسُورُ بِمَعْنَى النِّصْفِ ، يُقَالُ أَخَذْتُ شِقَّ الشَّاةِ وَشَقَّةَ الشَّاةِ ، وَيَكُونُ الْمَعْنَى عَلَى هَذَا فِي الْآيَةِ : لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِذَهَابِ نِصْفِ الْأَنْفُسِ مِنَ التَّعَبِ ، وَقَدِ امْتَنَّ اللَّهُ سُبْحَانَهُ عَلَى عِبَادِهِ بِخَلْقِ الْأَنْعَامِ عَلَى الْعُمُومِ .
ثُمَّ خَصَّ الْإِبِلَ بِالذِّكْرِ لِمَا فِيهَا مِنْ نِعْمَةِ حَمْلِ الْأَثْقَالِ دُونَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ ، وَالِاسْتِثْنَاءُ مِنْ أَعَمِّ الْعَامِّ ، أَيْ : لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ بِشَيْءٍ مِنَ الْأَشْيَاءِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=8nindex.php?page=treesubj&link=29485_32414_28987وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ بِالنَّصْبِ عَطْفًا عَلَى الْأَنْعَامَ ، أَيْ : وَخَلَقَ لَكُمْ هَذِهِ الثَّلَاثَةَ الْأَصْنَافَ ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=12356ابْنُ أَبِي عَبْلَةَ بِالرَّفْعِ فِيهَا كُلِّهَا ، وَسُمِّيَتِ الْخَيْلُ خَيْلًا لِاخْتِيَالِهَا فِي مَشْيِهَا ، وَوَاحِدُ الْخَيْلِ خَائِلٌ كَضَائِنٍ وَاحِدُ الضَّأْنِ ، وَقِيلَ لَا وَاحِدَ لَهُ .
ثُمَّ عَلَّلَ سُبْحَانَهُ خَلْقَ هَذِهِ الثَّلَاثَةِ الْأَنْوَاعِ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=8لِتَرْكَبُوهَا وَهَذِهِ الْعِلَّةُ هِيَ بِاعْتِبَارِ مُعْظَمِ مَنَافِعِهَا لِأَنَّ الِانْتِفَاعَ بِهَا فِي غَيْرِ الرُّكُوبِ مَعْلُومٌ كَالتَّحْمِيلِ عَلَيْهَا وَ عَطْفُ زِينَةً عَلَى مَحَلِّ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=8لِتَرْكَبُوهَا لِأَنَّهُ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى أَنَّهُ عِلَّةٌ لِخَلْقِهَا وَلَمْ يَقُلْ لِتَتَزَيَّنُوا بِهَا حَتَّى يُطَابِقَ لِتَرْكَبُوهَا ، لِأَنَّ الرُّكُوبَ فِعْلُ الْمُخَاطَبِينَ ، وَالزِّينَةُ فِعْلُ الزَّائِنِ وَهُوَ الْخَالِقُ ، وَالتَّحْقِيقُ فِيهِ أَنَّ الرُّكُوبَ هُوَ الْمُعْتَبَرُ فِي الْمَقْصُودِ ، بِخِلَافِ التَّزَيُّنِ فَإِنَّهُ لَا يَلْتَفِتُ إِلَيْهِ أَهْلُ الْهِمَمِ الْعَالِيَةِ لِأَنَّهُ يُورِثُ الْعُجْبَ ، فَكَأَنَّهُ سُبْحَانَهُ قَالَ : خَلَقْتُهَا لِتَرْكَبُوهَا فَتَدْفَعُوا عَنْ أَنْفُسِكُمْ بِوَاسِطَتِهَا ضَرَرَ الْإِعْيَاءِ وَالْمَشَقَّةِ ، وَأَمَّا التَّزَيُّنُ بِهَا فَهُوَ حَاصِلٌ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ وَلَكِنَّهُ غَيْرُ مَقْصُودٍ بِالذَّاتِ .
وَقَدِ اسْتَدَلَّ بِهَذِهِ الْآيَةِ الْقَائِلُونَ بِتَحْرِيمِ لُحُومِ الْخَيْلِ قَائِلِينَ بِأَنَّ التَّعْلِيلَ بِالرُّكُوبِ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهَا مَخْلُوقَةٌ لِهَذِهِ الْمَصْلَحَةِ دُونَ غَيْرِهَا .
قَالُوا : وَيُؤَيِّدُ ذَلِكَ إِفْرَادُ هَذِهِ الْأَنْوَاعِ الثَّلَاثَةِ بِالذِّكْرِ وَإِخْرَاجُهَا عَنِ الْأَنْعَامِ فَيُفِيدُ ذَلِكَ اتِّحَادَ حُكْمِهَا فِي تَحْرِيمِ الْأَكْلِ .
قَالُوا : وَلَوْ كَانَ أَكْلُ الْخَيْلِ جَائِزًا لَكَانَ ذِكْرُهُ وَالِامْتِنَانُ بِهِ أَوْلَى مِنْ ذِكْرِ الرُّكُوبِ ؛ لِأَنَّهُ أَعْظَمُ فَائِدَةً مِنْهُ ، وَقَدْ ذَهَبَ إِلَى هَذَا
مَالِكٌ وَأَبُو حَنِيفَةَ وَأَصْحَابُهُمَا وَالْأَوْزَاعِيُّ
وَمُجَاهِدٌ ،
وَأَبُو عُبَيْدٍ وَغَيْرُهُمْ .
وَذَهَبَ الْجُمْهُورُ مِنَ الْفُقَهَاءِ وَالْمُحَدِّثِينَ وَغَيْرِهِمْ إِلَى حِلِّ لُحُومِ الْخَيْلِ ، وَلَا حُجَّةَ لِأَهْلِ الْقَوْلِ الْأَوَّلِ فِي التَّعْلِيلِ بِقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=8لِتَرْكَبُوهَا لِأَنَّ ذِكْرَ مَا هُوَ الْأَغْلَبُ مِنْ مَنَافِعِهَا لَا يُنَافِي غَيْرَهُ ، وَلَا نُسَلِّمُ أَنَّ الْأَكْلَ أَكْثَرُ فَائِدَةً مِنَ الرُّكُوبِ حَتَّى يُذْكَرَ وَيَكُونُ ذِكْرُهُ أَقْدَمَ مِنْ ذِكْرِ الرُّكُوبِ ، وَأَيْضًا لَوْ كَانَتْ هَذِهِ الْآيَةُ تَدُلُّ عَلَى تَحْرِيمِ الْخَيْلِ لَدَلَّتْ عَلَى تَحْرِيمِ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ ، وَحِينَئِذٍ لَا يَكُونُ ثَمَّ حَاجَةٌ لِتَحْدِيدِ التَّحْرِيمِ لَهَا عَامَ خَيْبَرَ ، وَقَدْ قَدَّمْنَا أَنَّ هَذِهِ السُّورَةَ مَكِّيَّةٌ .
وَالْحَاصِلُ أَنَّ الْأَدِلَّةَ الصَّحِيحَةَ قَدْ دَلَّتْ عَلَى حِلِّ
nindex.php?page=treesubj&link=33205أَكْلِ لُحُومِ الْخَيْلِ ، فَلَوْ سَلَّمْنَا أَنَّ فِي هَذِهِ الْآيَةِ مُتَمَسَّكًا لِلْقَائِلِينَ بِالتَّحْرِيمِ لَكَانَتِ السُّنَّةُ الْمُطَهَّرَةُ الثَّابِتَةُ رَافِعَةً لِهَذَا الِاحْتِمَالِ ، وَدَافِعَةً لِهَذَا الِاسْتِدْلَالِ ، وَقَدْ أَوْضَحْنَا هَذِهِ الْمَسْأَلَةَ فِي مُؤَلَّفَاتِنَا بِمَا لَا يَحْتَاجُ النَّاظِرُ فِيهِ إِلَى غَيْرِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=8nindex.php?page=treesubj&link=33679_29485_28987وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ أَيْ يَخْلُقُ مَا لَا يُحِيطُ عِلْمُكُمْ بِهِ مِنَ الْمَخْلُوقَاتِ غَيْرَ مَا قَدْ عَدَّدَهُ هَاهُنَا ، وَقِيلَ : الْمُرَادُ مِنْ أَنْوَاعِ الْحَشَرَاتِ وَالْهَوَامِّ فِي أَسَافِلِ الْأَرْضِ ، وَفِي الْبَحْرِ مِمَّا لَمْ يَرَهُ الْبَشَرُ وَلَمْ يَسْمَعُوا بِهِ ، وَقِيلَ : هُوَ مَا أَعَدَّ اللَّهُ لِعِبَادِهِ فِي الْجَنَّةِ وَفِي النَّارِ مِمَّا لَمْ تَرَهُ عَيْنٌ ، وَلَمْ تَسْمَعْ بِهِ أُذُنٌ ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ ، وَقِيلَ هُوَ خَلْقُ السُّوسِ فِي النَّبَاتِ وَالدُّودِ فِي الْفَوَاكِهِ ، وَقِيلَ عَيْنٌ تَحْتَ الْعَرْشِ ، وَقِيلَ نَهْرٌ مِنَ النُّورِ ، وَقِيلَ أَرْضٌ بَيْضَاءُ ، وَلَا وَجْهَ لِلِاقْتِصَارِ فِي تَفْسِيرِ هَذِهِ الْآيَةِ عَلَى نَوْعٍ مِنْ هَذِهِ الْأَنْوَاعِ ، بَلِ الْمُرَادُ أَنَّهُ سُبْحَانَهُ يَخْلُقُ مَا لَا يَعْلَمُ بِهِ الْعِبَادُ ، فَيَشْمَلُ كُلَّ شَيْءٍ لَا يُحِيطُ عِلْمُهُمْ بِهِ ، وَالتَّعْبِيرُ هُنَا بِلَفْظِ الْمُسْتَقْبَلِ لِاسْتِحْضَارِ الصُّورَةِ ؛ لِأَنَّهُ سُبْحَانَهُ قَدْ خَلَقَ مَا لَا يَعْلَمُ بِهِ الْعِبَادُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=9nindex.php?page=treesubj&link=29485_19960_28987وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ الْقَصْدُ مَصْدَرٌ بِمَعْنَى الْفَاعِلِ ، فَالْمَعْنَى : وَعَلَى اللَّهِ قَاصِدُ السَّبِيلِ ، أَيْ : هِدَايَةُ قَاصِدِ الطَّرِيقِ الْمُسْتَقِيمِ بِمُوجَبِ وَعْدِهِ الْمَحْتُومِ وَتَفَضُّلِهِ الْوَاسِعِ ، وَقِيلَ هُوَ عَلَى حَذْفِ مُضَافٍ ، وَالتَّقْدِيرُ : وَعَلَى اللَّهِ بَيَانُ قَصْدِ السَّبِيلِ ، وَالسَّبِيلُ : الْإِسْلَامُ ، وَبَيَانُهُ بِإِرْسَالِ الرُّسُلِ وَإِقَامَةِ الْحُجَجِ وَالْبَرَاهِينِ ، وَالْقَصْدُ فِي السَّبِيلِ هُوَ كَوْنُهُ مُوَصِّلًا إِلَى الْمَطْلُوبِ ، فَالْمَعْنَى : وَعَلَى اللَّهِ بَيَانُ الطَّرِيقِ الْمُوَصِّلِ إِلَى الْمَطْلُوبِ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=9وَمِنْهَا جَائِرٌ الضَّمِيرُ فِي مِنْهَا رَاجِعٌ إِلَى السَّبِيلِ بِمَعْنَى الطَّرِيقِ ، لِأَنَّهَا تُذَكَّرُ وَتُؤَنَّثُ ، وَقِيلَ رَاجِعٌ إِلَيْهَا بِتَقْدِيرِ مُضَافٍ ، أَيْ : وَمِنْ جِنْسِ السَّبِيلِ جَائِرٌ مَائِلٌ عَنِ الْحَقِّ عَادِلٌ عَنْهُ ، فَلَا يَهْتَدِي بِهِ ، وَمِنْهُ قَوْلُ
امْرِئِ الْقَيْسِ :
وَمِنَ الطَّرِيقَةِ جَائِرٌ وَهُدَى قَصْدِ السَّبِيلِ وَمِنْهُ ذُو دَخَلِ
وَقِيلَ إِنَّ الطَّرِيقَ كِنَايَةٌ عَنْ صَاحِبِهَا ، وَالْمَعْنَى : وَمِنْهُمْ جَائِرٌ عَنْ سَبِيلِ الْحَقِّ ، أَيْ : عَادِلٌ عَنْهُ ، فَلَا يَهْتَدِي إِلَيْهِ ، قِيلَ وَهُمْ أَهْلُ الْأَهْوَاءِ الْمُخْتَلِفَةِ ، وَقِيلَ أَهْلُ الْمِلَلِ الْكُفْرِيَّةِ ، وَفِي مُصْحَفِ
عَبْدِ اللَّهِ ( وَمِنْكُمْ جَائِرٌ ) وَكَذَا قَرَأَ
عَلِيٌّ .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=9وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ أَيْ وَلَوْ شَاءَ أَنْ يَهْدِيَكُمْ جَمِيعًا إِلَى الطَّرِيقِ الصَّحِيحِ ، وَالْمَنْهَجِ الْحَقِّ لَفَعَلَ ذَلِكَ ، وَلَكِنَّهُ لَمْ يَشَأْ ، بَلِ اقْتَضَتْ مَشِيئَتُهُ سُبْحَانَهُ إِرَاءَةَ الطَّرِيقِ وَالدَّلَالَةَ عَلَيْهَا :
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=10وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ [ الْبَلَدِ : 10 ] وَأَمَّا الْإِيصَالُ إِلَيْهَا بِالْفِعْلِ
[ ص: 774 ] فَذَلِكَ يَسْتَلْزِمُ أَنْ لَا يُوجَدَ فِي الْعِبَادِ كَافِرٌ ، وَلَا مَنْ يَسْتَحِقُّ النَّارَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، وَقَدِ اقْتَضَتِ الْمَشِيئَةُ الرَّبَّانِيَّةُ أَنَّهُ يَكُونُ الْبَعْضُ مُؤْمِنًا وَالْبَعْضُ كَافِرًا كَمَا نَطَقَ بِذَلِكَ الْقُرْآنُ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : لَمَّا نَزَلَ ( أَتَى أَمْرُ اللَّهِ ) ذُعِرَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَتَّى نَزَلَتْ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=1فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ فَسَكَنُوا .
وَأَخْرَجَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ فِي زَوَائِدِ الزُّهْدِ
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=1أَتَى أَمْرُ اللَّهِ قَامُوا ، فَنَزَلَتْ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=1فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ مِنْ طَرِيقِ
الضَّحَّاكِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=1أَتَى أَمْرُ اللَّهِ قَالَ : خُرُوجُ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=1أَتَى أَمْرُ اللَّهِ قَالَ رِجَالٌ مِنَ الْمُنَافِقِينَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ إِنَّ هَذَا يَزْعُمُ أَنَّ أَمْرَ اللَّهِ أَتَى ، فَأَمْسِكُوا عَنْ بَعْضِ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ حَتَّى تَنْظُرُوا مَا هُوَ كَائِنٌ ، فَلَمَّا رَأَوْا أَنَّهُ لَا يَنْزِلُ شَيْءٌ قَالُوا : مَا نَرَاهُ نَزَلَ شَيْءٌ ، فَنَزَلَتْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=1اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ [ الْأَنْبِيَاءِ : 1 ] فَقَالُوا : إِنَّ هَذَا يَزْعُمُ مِثْلَهَا أَيْضًا ، فَلَمَّا رَأَوْا أَنَّهُ لَا يَنْزِلُ شَيْءٌ قَالُوا : مَا نَرَاهُ نَزَلَ شَيْءٌ ، فَنَزَلَتْ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=8وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ [ هُودٍ : 8 ] الْآيَةَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
الضَّحَّاكِ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=1أَتَى أَمْرُ اللَّهِ قَالَ : الْأَحْكَامُ وَالْحُدُودُ وَالْفَرَائِضُ .
وَأَخْرَجَ هَؤُلَاءِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسِ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=2يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ قَالَ : بِالْوَحْيِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16000سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَأَبُو الشَّيْخِ فِي الْعَظَمَةِ
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ عَنْهُ قَالَ الرُّوحُ : أَمْرٌ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ وَخَلْقٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ ، وَصَوَّرَهُمْ عَلَى صُورَةِ بَنِي آدَمَ ، وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكٌ إِلَّا وَمَعَهُ وَاحِدٌ مِنَ الرُّوحِ ، ثُمَّ تَلَا
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=38يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا [ النَّبَأِ : 38 ] .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ الْحَسَنِ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=2يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ قَالَ : الْقُرْآنُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=5لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ قَالَ : الثِّيَابُ وَمَنَافِعُ قَالَ : مَا تَنْتَفِعُونَ بِهِ مِنَ الْأَطْعِمَةِ وَالْأَشْرِبَةِ .
وَأَخْرَجَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14906وَالْفِرْيَابِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ أَيْضًا قَالَ : نَسْلُ كُلِّ دَابَّةٍ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ أَيْضًا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=7وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ يَعْنِي
مَكَّةَ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=7لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ قَالَ : لَوْ تَكَلَّفْتُمُوهُ لَمْ تُطِيقُوهُ إِلَّا بِجُهْدٍ شَدِيدٍ .
وَقَدْ وَرَدَ فِي حِلِّ أَكْلِ لُحُومِ الْخَيْلِ أَحَادِيثُ مِنْهَا فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ أَسْمَاءَ قَالَتْ : نَحَرْنَا فَرَسًا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَكَلْنَاهُ .
وَأَخْرَجَ
أَبُو عُبَيْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12508وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13948وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15397وَالنَّسَائِيُّ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
جَابِرٍ قَالَ
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020580أَطْعَمَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لُحُومَ الْخَيْلِ ، وَنَهَانَا عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ .
وَأَخْرَجَ
أَبُو دَاوُدَ نَحْوَهُ مِنْ حَدِيثِهِ أَيْضًا ، وَهُمَا عَلَى شَرْطِ
مُسْلِمٍ .
وَثَبَتَ أَيْضًا فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ
جَابِرٍ قَالَ
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020581نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ وَأَذِنَ فِي الْخَيْلِ .
وَأَمَّا مَا أَخْرَجَهُ
أَبُو عُبَيْدٍ ،
وَأَبُو دَاوُدَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15397وَالنَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=22خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020582نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ أَكْلِ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ ، وَعَنْ لُحُومِ الْخَيْلِ وَالْبِغَالِ وَالْحَمِيرِ ، فَفِي إِسْنَادِهِ
صَالِحُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي الْمِقْدَامِ وَفِيهِ مَقَالٌ .
وَلَوْ فَرَضْنَا أَنَّ الْحَدِيثَ صَحِيحٌ لَمْ يَقْوَ عَلَى مُعَارَضَةِ أَحَادِيثِ الْحِلِّ عَلَى أَنَّهُ يَكُونُ أَنَّ هَذَا الْحَدِيثَ الْمُصَرِّحَ بِالتَّحْرِيمِ مُتَقَدِّمٌ عَلَى يَوْمِ خَيْبَرَ فَيَكُونُ مَنْسُوخًا .
وَأَخْرَجَ
الْخَطِيبُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13359وَابْنُ عَسَاكِرَ قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي قَوْلِهِ : nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=8وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ قَالَ : الْبَرَاذِينُ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - :
إِنَّ مِمَّا خَلَقَ اللَّهُ أَرْضًا مِنْ لُؤْلُؤَةٍ بَيْضَاءَ ثُمَّ سَاقَ مِنْ أَوْصَافِهَا مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْحَدِيثَ مَوْضُوعٌ ، ثُمَّ قَالَ فِي آخِرِهِ فَذَلِكَ قَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=8وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=9وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ يَقُولُ : عَلَى اللَّهِ أَنْ يُبَيِّنَ الْهُدَى وَالضَّلَالَةَ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=9وَمِنْهَا جَائِرٌ قَالَ السُّبُلَ الْمُتَفَرِّقَةُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=9وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ قَالَ : عَلَى اللَّهِ بَيَانُ حَلَالِهِ ، وَحَرَامِهِ ، وَطَاعَتِهِ ، وَمَعْصِيَتِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=9وَمِنْهَا جَائِرٌ قَالَ : مِنَ السُّبُلِ نَاكِبٌ عَنِ الْحَقِّ ، قَالَ : وَفِي قِرَاءَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ وَمِنْكُمْ جَائِرٌ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12590وَابْنُ الْأَنْبَارِيِّ فِي الْمَصَاحِفِ عَنْ
عَلِيٍّ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ هَذِهِ الْآيَةَ وَمِنْكُمْ جَائِرٌ .