nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=160nindex.php?page=treesubj&link=28997_31880_31881_31882_33955كذبت قوم لوط المرسلين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=161إذ قال لهم أخوهم لوط ألا تتقون nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=162إني لكم رسول أمين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=163فاتقوا الله وأطيعون nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=164وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=165أتأتون الذكران من العالمين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=166وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=167قالوا لئن لم تنته يا لوط لتكونن من المخرجين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=168قال إني لعملكم من القالين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=169رب نجني وأهلي مما يعملون nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=170فنجيناه وأهله أجمعين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=171إلا عجوزا في الغابرين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=172ثم دمرنا الآخرين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=173وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=174إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=175وإن ربك لهو العزيز الرحيم nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=176كذب أصحاب الأيكة المرسلين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=177إذ قال لهم شعيب ألا تتقون nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=178إني لكم رسول أمين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=179فاتقوا الله وأطيعون nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=180وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=181أوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=182وزنوا بالقسطاس المستقيم nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=183ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=184واتقوا الذي خلقكم والجبلة الأولين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=185قالوا إنما أنت من المسحرين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=186وما أنت إلا بشر مثلنا وإن نظنك لمن الكاذبين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=187فأسقط علينا كسفا من السماء إن كنت من الصادقين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=188قال ربي أعلم بما تعملون nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=189فكذبوه فأخذهم عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=190إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=191وإن ربك لهو العزيز الرحيم
ذكر - سبحانه - القصة السادسة من قصص الأنبياء مع .
[ ص: 1065 ] قومهم ، وهي قصة
لوط .
وقد تقدم تفسير قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=177إذ قال لهم إلى قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=180إلا على رب العالمين في هذه السورة ، وتقدم أيضا تفسير قصة
لوط مستوفى في الأعراف ،
nindex.php?page=treesubj&link=31880_28997قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=165أتأتون الذكران من العالمين الذكران جمع الذكر ضد الأنثى ، ومعنى تأتون : تنكحون الذكران من العالمين ، وهم بنو
آدم ، أو كل حيوان ، وقد كانوا يفعلون ذلك بالغرباء على ما تقدم في الأعراف .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=166وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم أي : وتتركون ما خلقه الله لأجل استمتاعكم به من النساء ، وأراد بالأزواج جنس الإناث
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=166بل أنتم قوم عادون أي : مجاوزون للحد في جميع المعاصي ، ومن جملتها هذه المعصية التي ترتكبونها من الذكران .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=167قالوا لئن لم تنته يالوط عن الإنكار علينا وتقبيح أمرنا
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=167لتكونن من المخرجين من بلدنا المنفيين عنها .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=168قال إني لعملكم وهو ما أنتم فيه من إتيان الذكران
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=168من القالين المبغضين له ، والقلي البغض ، قليته أقليه قلا وقلاء ، ومنه قول الشاعر :
فلست بمقلي الخلال ولا قالي
وقال الآخر :
ومالك عندي إن نأيت قلاء
ثم رغب عليه الصلاة والسلام عن محاورتهم ، وطلب من الله - عز وجل - أن ينجيه ، فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=169رب نجني وأهلي مما يعملون أي : من عملهم الخبيث ، أو من عقوبته التي ستصيبهم ، فأجاب الله - سبحانه - دعاءه ، وقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=170nindex.php?page=treesubj&link=33955_28997فنجيناه وأهله أجمعين أي : أهل بيته ، ومن تابعه على دينه ، وأجاب دعوته .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=171nindex.php?page=treesubj&link=33955_28997إلا عجوزا في الغابرين هي امرأة
لوط ، ومعنى من الغابرين من الباقين في العذاب .
وقال
أبو عبيدة : من الباقين في الهرم : أي : بقيت حتى هرمت .
قال
النحاس : يقال : للذاهب غابر وللباقي غابر .
قال الشاعر :
لا تكسع الشول بأغبارها
إنك لا تدري من الناتج
والأغبار بقية الألبان ، وتقول العرب : ما مضى وما غبر : أي : ما مضى وما بقي .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=172nindex.php?page=treesubj&link=28997_33955ثم دمرنا الآخرين أي : أهلكناهم بالخسف والحصب .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=173وأمطرنا عليهم مطرا يعني الحجارة
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=173فساء مطر المنذرين المخصوص بالذم محذوف ، والتقدير مطرهم .
وقد تقدم تفسير
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=190إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=191وإن ربك لهو العزيز الرحيم في هذه السورة .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=176nindex.php?page=treesubj&link=33954_28997كذب أصحاب الأيكة المرسلين قرأ
نافع وابن كثير ، وابن عامر " ليكة " بلام واحدة وفتح التاء جعلوه ، اسما غير معرف بأل مضافا إليه ( أصحاب ) ، وقرأ الباقون الأيكة معرفا ، والأيكة الشجر الملتف ، وهي الغيضة ،
وليكة اسم للقرية ، وقيل : هما بمعنى واحد اسم للغيضة .
قال
القرطبي فأما ما حكاه
أبو عبيد من أن
ليكة اسم القرية التي كانوا فيها ، وأن
الأيكة اسم البلد كله ، فشيء لا يثبت ولا يعرف من قاله ولو عرف لكان فيه نظر ، لأن أهل العلم جميعا على خلافه .
قال
أبو علي الفارسي :
الأيكة تعريف
أيكة ، فإذا حذفت الهمزة تخفيفا ألقيت حركتها على اللام .
قال
الخليل : الأيكة غيضة تنبت السدر والأراك ونحوهما من ناعم الشجر .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=177nindex.php?page=treesubj&link=28997_33954إذ قال لهم شعيب ألا تتقون لم يقل : أخوهم كما قال في الأنبياء قبله ، لأنه لم يكن من
أصحاب الأيكة في النسب ، فلما ذكر
مدين قال : أخاهم
شعيبا لأنه كان منهم ، وقد مضى تحقيق نسبه في الأعراف ، وقد تقدم تفسير قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=178إني لكم رسول أمين إلى قوله - تعالى -
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=180إلا على رب العالمين في هذه السورة .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=181أوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين أي : أتموا الكيل لمن أراده وعامل به ،
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=181ولا تكونوا من المخسرين الناقصين للكيل والوزن ، يقال : أخسرت الكيل والوزن : أي : نقصته ، ومنه قوله - تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=3وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون [ المطففين : 3 ] ثم زاد - سبحانه - في البيان ، فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=182وزنوا بالقسطاس المستقيم أي : أعطوا الحق بالميزان السوي ، وقد مر بيان تفسير هذا في سورة سبحان ، وقد قرئ " بالقسطاس " مضموما ومكسورا .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=183ولا تبخسوا الناس أشياءهم البخس النقص ، يقال : بخسه حقه : إذا نقصه : أي : لا تنقصوا الناس حقوقهم التي لهم ، وهذا تعميم بعد التخصيص ، وقد تقدم تفسيره في سورة هود ، وتقدم أيضا تفسير
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=183ولا تعثوا في الأرض مفسدين فيها وفي غيرها .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=184واتقوا الذي خلقكم والجبلة الأولين قرأ الجمهور بكسر الجيم والباء وتشديد اللام ، وقرأ
أبو حصين ، nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش ، والحسن nindex.php?page=showalam&ids=13723والأعرج وشيبة بضمهما وتشديد اللام ، وقرأ
السلمي بفتح الجيم مع سكون الباء ، والجبلة الخليقة ، قاله
مجاهد وغيره : يعني الأمم المتقدمة ، يقال : جبل فلان على كذا : أي : خلق .
قال
النحاس : الخلق يقال له : جبلة بكسر الحرفين الأولين ، وبضمهما مع تشديد اللام فيهما ، وبضم الجيم وسكون الباء وضمه وفتحها ، قال
الهروي : الجبلة والجبلة والجبل والجبل لغات ، وهو الجمع ذو العدد الكثير من الناس ، ومنه قوله - تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=62جبلا كثيرا [ يس : 62 ] أي : خلقا كثيرا ، ومن ذلك قول الشاعر :
والموت أعظم حادث فيما يمر على الجبلة
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=185قالوا إنما أنت من المسحرين وما أنت إلا بشر مثلنا قد تقدم تفسيره مستوفى في هذه السورة
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=186وإن نظنك لمن الكاذبين إن هي المخففة من الثقيلة عملت في ضمير شأن مقدر ، واللام هي الفارقة أي : فيما تدعيه علينا من الرسالة ، وقيل : هي النافية ، واللام بمعنى إلا أي : ما نظنك من الكاذبين ، والأول أولى .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=187فأسقط علينا كسفا من السماء كان
شعيب يتوعدهم بالعذاب إن لم يؤمنوا ، فقالوا له هذا القول نعتا ، واستبعادا وتعجيزا . والكسف : القطعة . قال
أبو عبيدة : الكسف جمع كسفة مثل سدر وسدرة . قال
الجوهري : الكسفة القطعة من الشيء ، يقال : أعطني كسفة من ثوبك والجمع كسف ، وقد مضى تحقيق هذا في سورة سبحان .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=187إن كنت من الصادقين في دعواك .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=188قال ربي أعلم بما تعملون من الشرك والمعاصي ، فهو مجازيكم
[ ص: 1066 ] على ذلك إن شاء ، وفي هذا تهديد شديد .
فكذبوه فاستمروا على تكذيبه وأصروا على ذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=189فأخذهم عذاب يوم الظلة والظلة السحاب ، أقامها الله فوق رءوسهم فأمطرت عليهم نارا فهلكوا ، وقد أصابهم الله بما اقترحوا ، لأنهم إن أرادوا بالكسف القطعة من السحاب فظاهر ، وإن أرادوا بها القطعة من السماء فقد نزل عليهم العذاب من جهتها ، وأضاف العذاب إلى يوم الظلة لا إلى الظلة تنبيها على أن لهم في ذلك اليوم عذابا غير عذاب الظلة ، كذا قيل .
ثم وصف - سبحانه - هذا العذاب الذي أصابهم بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=189إنه كان عذاب يوم عظيم لما فيه من الشدة عليهم التي لا يقادر قدرها .
وقد تقدم تفسير قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=190إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=191وإن ربك لهو العزيز الرحيم في هذه السورة مستوفى فلا نعيده ، وفي هذا التكرير لهذه الكلمات في آخر هذه القصص من التهديد والزجر والتقرير والتأكيد ما لا يخفى على من يفهم مواقع الكلام ويعرف أساليبه .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14906الفريابي nindex.php?page=showalam&ids=12508وابن أبي شيبة nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد ، nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ، وابن المنذر ، nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عن
مجاهد في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=166وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم قال : تركتم أقبال النساء إلى أدبار الرجال وأدبار النساء .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد ، وابن المنذر ، عن
عكرمة نحوه .
وأخرجا أيضا عن
قتادة nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=171إلا عجوزا في الغابرين قال : هي امرأة
لوط غبرت في عذاب الله .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد عن
مجاهد "
ليكة " قال : هي الأيكة .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=11979إسحاق بن بشر nindex.php?page=showalam&ids=13359وابن عساكر عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=176كذب أصحاب الأيكة المرسلين قال : كانوا أصحاب غيضة من ساحل البحر إلى مدين
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=177إذ قال لهم شعيب ولم يقل : أخوهم
شعيب ، لأنه لم يكن من جنسهم
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=177ألا تتقون كيف لا تتقون ، وقد علمتم أني رسول أمين لا تعتبرون من هلاك
مدين وقد أهلكوا فيما يأتون ، وكان
أصحاب الأيكة مع ما كانوا فيه من الشرك استنوا بسنة
أصحاب مدين ، فقال لهم
شعيب : إني لكم رسول أمين فاتقوا الله وأطيعون وما أسألكم على ما أدعوكم إليه من أجر في العاجل من أموالكم إن أجري إلا على رب العالمين واتقوا الذي خلقكم والجبلة الأولين يعني القرون الأولين الذين أهلكوا بالمعاصي ولا تهلكوا مثلهم
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=185قالوا إنما أنت من المسحرين يعني من المخلوقين
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=186وما أنت إلا بشر مثلنا وإن نظنك لمن الكاذبين فأسقط علينا كسفا من السماء يعني قطعا من السماء
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=189فأخذهم عذاب يوم الظلة أرسل الله إليهم سموما من جهنم ، فأطاف بهم سبعة أيام حتى أنضجهم الحر ، فحميت بيوتهم وغلت مياههم في الآبار والعيون فخرجوا من منازلهم ومحلتهم هاربين ، والسموم معهم ، فسلط الله عليهم الشمس من فوق رءوسهم فغشيتهم حتى تقلقلت فيها جماجمهم ، وسلط الله عليهم الرمضاء من تحت أرجلهم حتى تساقطت لحوم أرجلهم ، ثم نشأت لهم ظلة كالسحابة السوداء ، فلما رأوها ابتدروا يستغيثون بظلها حتى إذا كانوا جميعا أطبقت عليهم فهلكوا ونجى الله
شعيبا والذين آمنوا معه .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ، وابن المنذر ، nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عنه قال
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=184والجبلة الأولين الخلق الأولين . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد و
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ، وابن المنذر ، nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، والحاكم عنه أيضا أنه سئل عن قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=189فأخذهم عذاب يوم الظلة قال : بعث الله عليهم حرا شديدا فأخذ بأنفاسهم ، فدخلوا أجواف البيوت فدخل عليهم أجوافها فأخذ بأنفسهم ، فخرجوا من البيوت هربا إلى البرية ، فبعث الله عليهم سحابة فأظلتهم من الشمس فوجدوا لها بردا ولذة ، فنادى بعضهم بعضا حتى إذا اجتمعوا تحتها أسقط الله عليهم نارا ، فذلك عذاب يوم الظلة .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ، nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، والحاكم عنه أيضا قال : من حدثك من العلماء عذاب يوم الظلة فكذبه .
أقول : فما نقول له - رضي الله عنه - فيما حدثنا به من ذلك مما نقلناه عنه هاهنا ؟ ويمكن أن يقال : إنه لما كان هو البحر الذي علمه الله تأويل كتابه بدعوة نبيه - صلى الله عليه وآله وسلم - كان مختصا بمعرفة هذا الحديث دون غيره من أهل العلم ، فمن حدث بحديث عذاب الظلة على وجه غير هذا الوجه الذي حدثنا به فقد وصانا بتكذيبه ، لأنه قد علمه ولم يعلمه غيره .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=160nindex.php?page=treesubj&link=28997_31880_31881_31882_33955كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=161إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=162إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=163فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=164وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=165أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=166وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=167قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=168قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=169رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=170فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=171إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=172ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=173وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=174إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=175وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=176كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=177إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=178إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=179فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=180وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=181أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=182وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=183وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=184وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=185قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=186وَمَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=187فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=188قَالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=189فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=190إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=191وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ
ذَكَرَ - سُبْحَانَهُ - الْقِصَّةَ السَّادِسَةَ مِنْ قَصَصِ الْأَنْبِيَاءِ مَعَ .
[ ص: 1065 ] قَوْمِهِمْ ، وَهِيَ قِصَّةُ
لُوطٍ .
وَقَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=177إِذْ قَالَ لَهُمْ إِلَى قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=180إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ فِي هَذِهِ السُّورَةِ ، وَتَقَدَّمَ أَيْضًا تَفْسِيرُ قِصَّةِ
لُوطٍ مُسْتَوْفًى فِي الْأَعْرَافِ ،
nindex.php?page=treesubj&link=31880_28997قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=165أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ الذُّكْرَانُ جَمْعُ الذَّكَرِ ضِدُّ الْأُنْثَى ، وَمَعْنَى تَأْتُونَ : تَنْكِحُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِيْنَ ، وَهُمْ بَنُو
آدَمٍ ، أَوْ كُلُّ حَيَوَانٍ ، وَقَدْ كَانُوا يَفْعَلُونَ ذَلِكَ بِالْغُرَبَاءِ عَلَى مَا تَقَدَّمَ فِي الْأَعْرَافِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=166وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ أَيْ : وَتَتْرُكُونَ مَا خَلَقَهُ اللَّهُ لِأَجْلِ اسْتِمْتَاعِكُمْ بِهِ مِنَ النِّسَاءِ ، وَأَرَادَ بِالْأَزْوَاجِ جِنْسَ الْإِنَاثِ
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=166بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ أَيْ : مُجَاوِزُونَ لِلْحَدِّ فِي جَمِيعِ الْمَعَاصِي ، وَمِنْ جُمْلَتِهَا هَذِهِ الْمَعْصِيَةُ الَّتِي تَرْتَكِبُونَهَا مِنَ الذُّكْرَانِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=167قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَالُوطُ عَنِ الْإِنْكَارِ عَلَيْنَا وَتَقْبِيحِ أَمْرِنَا
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=167لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ مِنْ بَلَدِنَا الْمَنْفِيِّينَ عَنْهَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=168قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ وَهُوَ مَا أَنْتُمْ فِيهِ مِنْ إِتْيَانِ الذُّكْرَانِ
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=168مِنَ الْقَالِينَ الْمُبْغِضِينَ لَهُ ، وَالْقَلْيُ الْبُغْضُ ، قَلَيْتُهُ أَقْلِيهِ قَلًا وَقِلَاءً ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
فَلَسْتُ بِمَقْلِيِّ الْخِلَالِ وَلَا قَالِي
وَقَالَ الْآخَرُ :
وَمَالَكَ عِنْدِي إِنْ نَأَيْتَ قِلَاءُ
ثُمَّ رَغِبَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَنْ مُحَاوَرَتِهِمْ ، وَطَلَبَ مِنَ اللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - أَنْ يُنَجِّيَهُ ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=169رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ أَيْ : مِنْ عَمَلِهِمُ الْخَبِيثِ ، أَوْ مِنْ عُقُوبَتِهِ الَّتِي سَتُصِيبُهُمْ ، فَأَجَابَ اللَّهُ - سُبْحَانَهُ - دُعَاءَهُ ، وَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=170nindex.php?page=treesubj&link=33955_28997فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ أَيْ : أَهْلَ بَيْتِهِ ، وَمَنْ تَابَعَهُ عَلَى دِينِهِ ، وَأَجَابَ دَعْوَتَهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=171nindex.php?page=treesubj&link=33955_28997إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ هِيَ امْرَأَةُ
لُوطٍ ، وَمَعْنَى مِنَ الْغَابِرِينَ مِنَ الْبَاقِينَ فِي الْعَذَابِ .
وَقَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ : مِنَ الْبَاقِينَ فِي الْهَرَمِ : أَيْ : بَقِيَتْ حَتَّى هَرِمَتْ .
قَالَ
النَّحَّاسُ : يُقَالُ : لِلذَّاهِبِ غَابِرٌ وَلِلْبَاقِي غَابِرٌ .
قَالَ الشَّاعِرُ :
لَا تَكْسَعِ الشَّوْلَ بِأَغْبَارِهَا
إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَنِ النَّاتِجُ
وَالْأَغْبَارُ بَقِيَّةُ الْأَلْبَانِ ، وَتَقُولُ الْعَرَبُ : مَا مَضَى وَمَا غَبَرَ : أَيْ : مَا مَضَى وَمَا بَقِيَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=172nindex.php?page=treesubj&link=28997_33955ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ أَيْ : أَهْلَكْنَاهُمْ بِالْخَسْفِ وَالْحَصْبِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=173وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا يَعْنِي الْحِجَارَةَ
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=173فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ الْمَخْصُوصُ بِالذَّمِّ مَحْذُوفٌ ، وَالتَّقْدِيرُ مَطَرُهُمْ .
وَقَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُ
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=190إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=191وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ فِي هَذِهِ السُّورَةِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=176nindex.php?page=treesubj&link=33954_28997كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ قَرَأَ
نَافِعٌ وَابْنُ كَثِيرٍ ، وَابْنُ عَامِرٍ " لَيْكَةَ " بِلَامٍ وَاحِدَةٍ وَفَتْحِ التَّاءِ جَعَلُوهُ ، اسْمًا غَيْرَ مُعَرَّفٍ بِأَلْ مُضَافًا إِلَيْهِ ( أَصْحَابُ ) ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ الْأَيْكَةِ مُعَرَّفًا ، وَالْأَيْكَةُ الشَّجَرُ الْمُلْتَفُّ ، وَهِيَ الْغَيْضَةُ ،
وَلَيْكَةُ اسْمٌ لِلْقَرْيَةِ ، وَقِيلَ : هُمَا بِمَعْنًى وَاحِدٍ اسْمٌ لِلْغَيْضَةِ .
قَالَ
الْقُرْطُبِيُّ فَأَمَّا مَا حَكَاهُ
أَبُو عُبَيْدٍ مِنْ أَنَّ
لَيْكَةَ اسْمُ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانُوا فِيهَا ، وَأَنَّ
الْأَيْكَةَ اسْمُ الْبَلَدِ كُلِّهِ ، فَشَيْءٌ لَا يَثْبُتُ وَلَا يُعْرَفُ مَنْ قَالَهُ وَلَوْ عُرِفَ لَكَانَ فِيهِ نَظَرٌ ، لِأَنَّ أَهْلَ الْعِلْمِ جَمِيعًا عَلَى خِلَافِهِ .
قَالَ
أَبُو عَلِيٍّ الْفَارِسِيِّ :
الْأَيْكَةُ تَعْرِيفُ
أَيْكَةٍ ، فَإِذَا حُذِفَتِ الْهَمْزَةُ تَخْفِيفًا أُلْقِيَتْ حَرَكَتُهَا عَلَى اللَّامِ .
قَالَ
الْخَلِيلُ : الْأَيْكَةُ غَيْضَةٌ تُنْبِتُ السِّدْرَ وَالْأَرَاكَ وَنَحْوَهُمَا مِنْ نَاعِمِ الشَّجَرِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=177nindex.php?page=treesubj&link=28997_33954إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ لَمْ يَقُلْ : أَخُوهُمْ كَمَا قَالَ فِي الْأَنْبِيَاءِ قَبْلَهُ ، لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مِنْ
أَصْحَابِ الْأَيْكَةِ فِي النَّسَبِ ، فَلَمَّا ذَكَرَ
مَدْيَنَ قَالَ : أَخَاهُمْ
شُعَيْبًا لِأَنَّهُ كَانَ مِنْهُمْ ، وَقَدْ مَضَى تَحْقِيقُ نَسَبِهِ فِي الْأَعْرَافِ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=178إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ إِلَى قَوْلِهِ - تَعَالَى -
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=180إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ فِي هَذِهِ السُّورَةِ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=181أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ أَيْ : أَتِمُّوا الْكَيْلَ لِمَنْ أَرَادَهُ وَعَامَلَ بِهِ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=181وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ النَّاقِصِينَ لِلْكَيْلِ وَالْوَزْنِ ، يُقَالُ : أَخْسَرْتُ الْكَيْلَ وَالْوَزْنَ : أَيْ : نَقَصْتُهُ ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ - تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=3وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ [ الْمُطَفِّفِينَ : 3 ] ثُمَّ زَادَ - سُبْحَانَهُ - فِي الْبَيَانِ ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=182وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ أَيْ : أَعْطُوا الْحَقَّ بِالْمِيزَانِ السَّوِيِّ ، وَقَدْ مَرَّ بَيَانُ تَفْسِيرِ هَذَا فِي سُورَةِ سُبْحَانَ ، وَقَدْ قُرِئَ " بِالْقُسْطَاسِ " مَضْمُومًا وَمَكْسُورًا .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=183وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ الْبَخْسُ النَّقْصُ ، يُقَالُ : بَخَسَهُ حَقَّهُ : إِذَا نَقَصَهُ : أَيْ : لَا تَنْقُصُوا النَّاسَ حُقُوقَهُمُ الَّتِي لَهُمْ ، وَهَذَا تَعْمِيمٌ بَعْدَ التَّخْصِيصِ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُهُ فِي سُورَةِ هُودٍ ، وَتَقَدَّمَ أَيْضًا تَفْسِيرُ
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=183وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ فِيهَا وَفِي غَيْرِهَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=184وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ قَرَأَ الْجُمْهُورُ بِكَسْرِ الْجِيمِ وَالْبَاءِ وَتَشْدِيدِ اللَّامِ ، وَقَرَأَ
أَبُو حُصَيْنٍ ، nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ ، وَالْحَسَنُ nindex.php?page=showalam&ids=13723وَالْأَعْرَجُ وَشَيْبَةُ بِضَمِّهِمَا وَتَشْدِيدِ اللَّامِ ، وَقَرَأَ
السُّلَمِيُّ بِفَتْحِ الْجِيمِ مَعَ سُكُونِ الْبَاءِ ، وَالْجِبِلَّةُ الْخَلِيقَةُ ، قَالَهُ
مُجَاهِدٌ وَغَيْرُهُ : يَعْنِي الْأُمَمَ الْمُتَقَدِّمَةَ ، يُقَالُ : جُبِلَ فُلَانٌ عَلَى كَذَا : أَيْ : خُلِقَ .
قَالَ
النَّحَّاسُ : الْخَلْقُ يُقَالُ لَهُ : جِبِلَّةٌ بِكَسْرِ الْحَرْفَيْنِ الْأَوَّلِينَ ، وَبِضَمِّهِمَا مَعَ تَشْدِيدِ اللَّامِ فِيهِمَا ، وَبِضَمِّ الْجِيمِ وَسُكُونِ الْبَاءِ وَضَمُّهُ وَفَتْحُهَا ، قَالَ
الْهَرَوِيُّ : الْجِبِلَّةُ وَالْجُبُلَّةُ وَالْجُبْلُ وَالْجُبَلُ لُغَاتٌ ، وَهُوَ الْجَمْعُ ذُو الْعَدَدِ الْكَثِيرِ مِنَ النَّاسِ ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ - تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=62جِبِلًّا كَثِيرًا [ يس : 62 ] أَيْ : خَلْقَا كَثِيرًا ، وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
وَالْمَوْتُ أَعْظَمُ حَادِثٍ فِيمَا يَمُرُّ عَلَى الْجِبِلَّةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=185قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ وَمَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا قَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُهُ مُسْتَوْفًى فِي هَذِهِ السُّورَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=186وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ إِنْ هِيَ الْمُخَفَّفَةُ مِنَ الثَّقِيلَةِ عَمِلَتْ فِي ضَمِيرِ شَأْنٍ مُقَدَّرٍ ، وَاللَّامُ هِيَ الْفَارِقَةُ أَيْ : فِيمَا تَدَّعِيهِ عَلَيْنَا مِنَ الرِّسَالَةِ ، وَقِيلَ : هِيَ النَّافِيَةُ ، وَاللَّامُ بِمَعْنَى إِلَّا أَيْ : مَا نَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=187فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ كَانَ
شُعَيْبٌ يَتَوَعَّدُهُمْ بِالْعَذَابِ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا ، فَقَالُوا لَهُ هَذَا الْقَوْلَ نَعْتًا ، وَاسْتِبْعَادًا وَتَعْجِيزًا . وَالْكِسَفُ : الْقِطْعَةُ . قَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ : الْكِسَفُ جَمْعُ كِسْفَةٍ مَثْلُ سِدْرٍ وَسِدْرَةٍ . قَالَ
الْجَوْهَرِيُّ : الْكِسْفَةُ الْقِطْعَةُ مِنَ الشَّيْءِ ، يُقَالُ : أَعْطِنِي كِسْفَةً مِنْ ثَوْبِكَ وَالْجَمْعُ كِسَفٌ ، وَقَدْ مَضَى تَحْقِيقُ هَذَا فِي سُورَةِ سُبْحَانَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=187إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ فِي دَعْوَاكَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=188قَالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ مِنَ الشِّرْكِ وَالْمَعَاصِي ، فَهُوَ مُجَازِيكُمْ
[ ص: 1066 ] عَلَى ذَلِكَ إِنْ شَاءَ ، وَفِي هَذَا تَهْدِيدٌ شَدِيدٌ .
فَكَذَّبُوهُ فَاسْتَمَرُّوا عَلَى تَكْذِيبِهِ وَأَصَرُّوا عَلَى ذَلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=189فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ وَالظُّلَّةُ السَّحَابُ ، أَقَامَهَا اللَّهُ فَوْقَ رُءُوسِهِمْ فَأَمْطَرَتْ عَلَيْهِمْ نَارًا فَهَلَكُوا ، وَقَدْ أَصَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا اقْتَرَحُوا ، لِأَنَّهُمْ إِنْ أَرَادُوا بِالْكِسَفِ الْقِطْعَةَ مِنَ السَّحَابِ فَظَاهِرٌ ، وَإِنْ أَرَادُوا بِهَا الْقِطْعَةَ مِنَ السَّمَاءِ فَقَدْ نَزَلَ عَلَيْهِمُ الْعَذَابُ مِنْ جِهَتِهَا ، وَأَضَافَ الْعَذَابَ إِلَى يَوْمِ الظُّلَّةِ لَا إِلَى الظُّلَّةِ تَنْبِيهًا عَلَى أَنَّ لَهُمْ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ عَذَابًا غَيْرَ عَذَابِ الظُّلَّةِ ، كَذَا قِيلَ .
ثُمَّ وَصَفَ - سُبْحَانَهُ - هَذَا الْعَذَابَ الَّذِي أَصَابَهُمْ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=189إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ لِمَا فِيهِ مِنَ الشِّدَّةِ عَلَيْهِمُ الَّتِي لَا يُقَادَرُ قَدْرُهَا .
وَقَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=190إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=191وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ فِي هَذِهِ السُّورَةِ مُسْتَوْفًى فَلَا نُعِيدُهُ ، وَفِي هَذَا التَّكْرِيرِ لِهَذِهِ الْكَلِمَاتِ فِي آخِرِ هَذِهِ الْقِصَصِ مِنَ التَّهْدِيدِ وَالزَّجْرِ وَالتَّقْرِيرِ وَالتَّأْكِيدِ مَا لَا يَخْفَى عَلَى مَنْ يَفْهَمُ مَوَاقِعَ الْكَلَامِ وَيَعْرِفُ أَسَالِيبَهُ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14906الْفِرْيَابِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=12508وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ ، nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=166وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ قَالَ : تَرَكْتُمْ أَقْبَالَ النِّسَاءِ إِلَى أَدْبَارِ الرِّجَالِ وَأَدْبَارِ النِّسَاءِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ ، عَنْ
عِكْرِمَةَ نَحْوَهُ .
وَأَخْرَجَا أَيْضًا عَنْ
قَتَادَةَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=171إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ قَالَ : هِيَ امْرَأَةُ
لُوطٍ غُبِرَتْ فِي عَذَابِ اللَّهِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ
مُجَاهِدٍ "
لَيْكَةِ " قَالَ : هِيَ الْأَيْكَةُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=11979إِسْحَاقُ بْنُ بِشْرٍ nindex.php?page=showalam&ids=13359وَابْنُ عَسَاكِرَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=176كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ قَالَ : كَانُوا أَصْحَابَ غَيْضَةٍ مِنْ سَاحِلِ الْبَحْرِ إِلَى مَدْيَنَ
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=177إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ وَلَمْ يَقُلْ : أَخُوهُمْ
شُعَيْبٌ ، لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مِنْ جِنْسِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=177أَلَا تَتَّقُونَ كَيْفَ لَا تَتَّقُونَ ، وَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنِّي رَسُولٌ أَمِينٌ لَا تَعْتَبِرُونَ مِنْ هَلَاكِ
مَدْيَنَ وَقَدْ أُهْلِكُوا فِيمَا يَأْتُونَ ، وَكَانَ
أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ مَعَ مَا كَانُوا فِيهِ مِنَ الشِّرْكِ اسْتَنُّوا بِسُنَّةِ
أَصْحَابِ مَدْيَنَ ، فَقَالَ لَهُمْ
شُعَيْبٌ : إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَى مَا أَدْعُوكُمْ إِلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ فِي الْعَاجِلِ مِنْ أَمْوَالِكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ يَعْنِي الْقُرُونَ الْأَوَّلِينَ الَّذِينَ أُهْلِكُوا بِالْمَعَاصِي وَلَا تَهْلَكُوا مِثْلَهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=185قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ يَعْنِي مِنَ الْمَخْلُوقِينَ
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=186وَمَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ يَعْنِي قِطَعًا مِنَ السَّمَاءِ
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=189فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ أَرْسَلَ اللَّهُ إِلَيْهِمْ سَمُومًا مِنْ جَهَنَّمَ ، فَأَطَافَ بِهِمْ سَبْعَةَ أَيَّامٍ حَتَّى أَنْضَجَهُمُ الْحُرُّ ، فَحَمِيَتْ بُيُوتُهُمْ وَغَلَتْ مِيَاهُهُمْ فِي الْآبَارِ وَالْعُيُونِ فَخَرَجُوا مِنْ مَنَازِلِهِمْ وَمَحَلَّتِهِمْ هَارِبِينَ ، وَالسَّمُومُ مَعَهُمْ ، فَسَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الشَّمْسَ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمْ فَغَشِيَتْهُمْ حَتَّى تَقَلْقَلَتْ فِيهَا جَمَاجِمُهُمْ ، وَسَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الرَّمْضَاءَ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ حَتَّى تَسَاقَطَتْ لُحُومُ أَرْجُلِهِمْ ، ثُمَّ نَشَأَتْ لَهُمْ ظُلَّةٌ كَالسَّحَابَةِ السَّوْدَاءِ ، فَلَمَّا رَأَوْهَا ابْتَدَرُوا يَسْتَغِيثُونَ بِظِلِّهَا حَتَّى إِذَا كَانُوا جَمِيعًا أَطْبَقَتْ عَلَيْهِمْ فَهَلَكُوا وَنَجَّى اللَّهُ
شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ ، nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْهُ قَالَ
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=184وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ الْخَلْقُ الْأَوَّلِينَ . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ ، nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، وَالْحَاكِمُ عَنْهُ أَيْضًا أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=189فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ قَالَ : بَعَثَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ حَرًّا شَدِيدًا فَأَخَذَ بِأَنْفَاسِهِمْ ، فَدَخَلُوا أَجْوَافَ الْبُيُوتِ فَدَخَلَ عَلَيْهِمْ أَجْوَافَهَا فَأَخَذَ بِأَنْفُسِهِمْ ، فَخَرَجُوا مِنَ الْبُيُوتِ هَرَبًا إِلَى الْبَرِّيَّةِ ، فَبَعَثَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ سَحَابَةً فَأَظَلَّتْهُمْ مِنَ الشَّمْسِ فَوَجَدُوا لَهَا بَرْدًا وَلَذَّةً ، فَنَادَى بَعْضُهُمْ بَعْضًا حَتَّى إِذَا اجْتَمَعُوا تَحْتَهَا أَسْقَطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ نَارًا ، فَذَلِكَ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ، nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، وَالْحَاكِمُ عَنْهُ أَيْضًا قَالَ : مَنْ حَدَّثَكَ مِنَ الْعُلَمَاءِ عَذَابَ يَوْمِ الظُّلَّةِ فَكَذِّبْهُ .
أَقُولُ : فَمَا نَقُولُ لَهُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فِيمَا حَدَّثَنَا بِهِ مِنْ ذَلِكَ مِمَّا نَقَلْنَاهُ عَنْهُ هَاهُنَا ؟ وَيُمْكِنُ أَنْ يُقَالَ : إِنَّهُ لَمَّا كَانَ هُوَ الْبَحْرَ الَّذِي عَلَّمَهُ اللَّهُ تَأْوِيلَ كِتَابِهِ بِدَعْوَةِ نَبِيِّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - كَانَ مُخْتَصًّا بِمَعْرِفَةِ هَذَا الْحَدِيثِ دُونَ غَيْرِهِ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ ، فَمَنْ حَدَّثَ بِحَدِيثِ عَذَابِ الظُّلَّةِ عَلَى وَجْهٍ غَيْرِ هَذَا الْوَجْهِ الَّذِي حَدَّثَنَا بِهِ فَقَدْ وَصَّانَا بِتَكْذِيبِهِ ، لِأَنَّهُ قَدْ عَلِمَهُ وَلَمْ يَعْلَمْهُ غَيْرُهُ .