nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=28ضرب لكم مثلا من أنفسكم هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركاء في ما رزقناكم فأنتم فيه سواء تخافونهم كخيفتكم أنفسكم كذلك نفصل الآيات لقوم يعقلون nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=29بل اتبع الذين ظلموا أهواءهم بغير علم فمن يهدي من أضل الله وما لهم من ناصرين nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=30فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=31منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=32من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=33وإذا مس الناس ضر دعوا ربهم منيبين إليه ثم إذا أذاقهم منه رحمة إذا فريق منهم بربهم يشركون nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=34ليكفروا بما آتيناهم فتمتعوا فسوف تعلمون nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=35أم أنزلنا عليهم سلطانا فهو يتكلم بما كانوا به يشركون nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=36وإذا أذقنا الناس رحمة فرحوا بها وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=37أولم يروا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون [ ص: 1133 ] nindex.php?page=treesubj&link=29001قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=28ضرب لكم مثلا قد تقدم تحقيق معنى المثل ، ومن في من أنفسكم لابتداء الغاية وهي ومجرورها في محل نصب صفة لمثلا أي : مثلا منتزعا ومأخوذا من أنفسكم فإنها أقرب شيء منكم ، وأبين من غيرها عندكم ، فإذا ضرب لكم المثل بها في بطلان الشرك كان أظهر دلالة وأعظم وضوحا .
ثم بين المثل المذكور فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=28nindex.php?page=treesubj&link=29001هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركاء في ما رزقناكم " من " في " مما ملكت " للتبعيض ، وفي من شركاء زائدة للتأكيد ، والمعنى هل لكم شركاء فيما رزقناكم كائنون من النوع الذي ملكت أيمانكم ، وهم العبيد والإماء ، والاستفهام للإنكار ، وجملة فأنتم فيه سواء جواب للاستفهام الذي بمعنى النفي ، ومحققة لمعنى الشركة بينهم وبين العبيد والإماء المملوكين لهم في أموالهم أي : هل ترضون لأنفسكم ، والحال أن عبيدكم وإماءكم أمثالكم في البشرية أن يساووكم في التصرف بما رزقناكم من الأموال ، ويشاركوكم فيها من غير فرق بينكم وبينهم
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=28تخافونهم كخيفتكم أنفسكم الكاف نعت مصدر محذوف أي : تخافون الأحرار المشابهين لكم في الحرية وملك الأموال وجواز التصرف ، والمقصود نفي الأشياء الثلاثة الشركة بينهم وبين المملوكين والاستواء معهم وخوفهم إياهم .
وليس المراد ثبوت الشركة ونفي الاستواء والخوف كما قيل في قولهم : ما تأتينا فتحدثنا .
والمراد : إقامة الحجة على المشركين فإنهم لا بد أن يقولوا لا نرضى بذلك ، فيقال لهم : فكيف تنزهون أنفسكم عن مشاركة المملوكين لكم وهم أمثالكم في البشرية ، وتجعلون عبيد الله شركاء له ؟ فإذا بطلت الشركة بين العبيد وساداتهم فيما يملكه السادة بطلت الشركة بين الله وبين أحد من خلقه ، والخلق كلهم عبيد الله - تعالى - ، ولم يبق إلا أنه الرب وحده لا شريك له .
قرأ الجمهور " أنفسكم " بالنصب على أنه معمول المصدر المضاف إلى فاعله ، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12356ابن أبي عبلة بالرفع على إضافة المصدر إلى مفعوله .
كذلك نفصل الآيات تفصيلا واضحا وبيانا جليا لقوم يعقلون ؛ لأنهم الذين ينتفعون بالآيات التنزيلية والتكوينية باستعمال عقولهم في تدبرها والتفكر فيها .
ثم أضرب - سبحانه - عن مخاطبة المشركين وإرشادهم إلى الحق بما ضربه لهم من المثل فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=29nindex.php?page=treesubj&link=29001بل اتبع الذين ظلموا أهواءهم بغير علم أي : لم يعقلوا الآيات بل اتبعوا أهواءهم الزائغة ، وآراءهم الفاسدة الزائفة ، ومحل " بغير علم " النصب على الحال أي : جاهلين بأنهم على ضلالة
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=29فمن يهدي من أضل الله أي : لا أحد يقدر على هدايته ، لأن
nindex.php?page=treesubj&link=19881_32050الرشاد والهداية بتقدير الله وإرادته وما لهم من ناصرين أي : ما لهؤلاء الذين أضلهم الله من ناصرين ينصرونهم ويحولون بينهم وبين عذاب الله - سبحانه - .
ثم أمر رسوله - صلى الله عليه وآله وسلم - بتوحيده وعبادته كما أمره فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=30فأقم وجهك للدين حنيفا شبه الإقبال على الدين بتقويم وجهه إليه وإقباله عليه ، وانتصاب حنيفا على الحال من فاعل أقم أو من مفعوله أي : مائلا إليه مستقيما عليه غير ملتفت إلى غيره من الأديان الباطلة
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=30nindex.php?page=treesubj&link=29001_28644_29619فطرة الله التي فطر الناس عليها الفطرة في الأصل : الخلقة ، والمراد بها هنا الملة ، وهي الإسلام والتوحيد .
قال
الواحدي : هذا قول المفسرين في فطرة الله ، والمراد بالناس هنا : الذين فطرهم الله على الإسلام ، لأن المشرك لم يفطر على الإسلام ، وهذا الخطاب وإن كان خاصا برسول الله فأمته داخلة معه فيه .
قال
القرطبي باتفاق من أهل التأويل : والأولى حمل الناس على العموم من غير فرق بين مسلمهم وكافرهم ، وأنهم جميعا مفطورون على ذلك لولا عوارض تعرض لهم فيبقون بسببها على الكفر كما في حديث
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة الثابت في الصحيح قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021072ما من مولود إلا يولد على الفطرة .
وفي رواية
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021073على هذه الملة ، ولكن أبواه يهودانه ، وينصرانه ويمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء ؟ ثم يقول
nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة : واقرءوا إن شئتم
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=30فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله .
وفي رواية
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021074حتى تكونوا أنتم تجدعونها .
وسيأتي في آخر البحث ما ورد معاضدا لحديث
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة هذا ، فكل فرد من أفراد الناس مفطور أي : مخلوق على ملة الإسلام ، ولكن
nindex.php?page=treesubj&link=29619_28644لا اعتبار بالإيمان والإسلام الفطريين ، وإنما يعتبر الإيمان والإسلام الشرعيان ، وهذا قول جماعة من الصحابة ومن بعدهم ، وقول جماعة من المفسرين وهو الحق .
والقول بأن المراد بالفطرة هنا الإسلام هو مذهب جمهور السلف .
وقال آخرون : هي البداءة التي ابتدأهم الله عليها ، فإنه ابتدأهم للحياة والموت والسعادة والشقاوة .
والفاطر في كلام العرب هو المبتدئ ، وهذا مصير من القائلين به إلى معنى الفطرة لغة ، وإهمال معناها شرعا .
والمعنى الشرعي مقدم على المعنى اللغوي باتفاق أهل الشرع ، ولا ينافي ذلك ورود الفطرة في الكتاب أو السنة في بعض المواضع مرادا بها المعنى اللغوي كقوله - تعالى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=1الحمد لله فاطر السماوات والأرض [ فاطر : 1 ] أي : خالقهما ومبتديهما ، وكقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=22وما لي لا أعبد الذي فطرني [ يس : 22 ] إذ لا نزاع في أن المعنى اللغوي هو هذا ، ولكن النزاع في المعنى الشرعي للفطرة وهو ما ذكره الأولون كما بيناه ، وانتصاب " فطرة " على أنها مصدر مؤكد للجملة التي قبلها .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : " فطرة " منصوب بمعنى اتبع فطرة الله ، قال : لأن معنى فأقم وجهك للدين اتبع الدين واتبع فطرة الله .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير : هي مصدر من معنى فأقم وجهك لأن معنى ذلك فطرة الله الناس على الدين ، وقيل :
[ ص: 1134 ] هي منصوبة على الإغراء أي : الزموا فطرة الله ، أو عليكم فطرة الله ، ورد هذا الوجه
أبو حيان وقال : إن كلمة الإغراء لا تضمر إذ هي عوض عن الفعل ، فلو حذفها لزم حذف العوض والمعوض عنه وهو إجحاف .
وأجيب بأن هذا رأي
البصريين ، وأما
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي وأتباعه فيجيزون ذلك ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=30لا تبديل لخلق الله تعليل لما قبلها من الأمر بلزوم الفطرة أي : هذه الفطرة التي فطر الله الناس عليها لا تبديل لها من جهة الخالق - سبحانه - .
وقيل : هو نفي معناه النهي أي : لا تبدلوا خلق الله .
قال
مجاهد nindex.php?page=showalam&ids=12354وإبراهيم النخعي : معناه لا تبديل لدين الله .
قال
قتادة nindex.php?page=showalam&ids=13033وابن جبير ،
والضحاك وابن زيد : هذا في المعتقدات .
وقال
عكرمة : إن المعنى لا تغيير لخلق في البهائم بأن تخصى فحولها
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=30ذلك الدين القيم أي : ذلك الدين المأمور بإقامة الوجه له هو الدين القيم ، أو لزوم الفطرة هو الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون ذلك حتى يفعلوه ويعملوا به .
منيبين إليه أي : راجعين إليه بالتوبة والإخلاص ، ومطيعين له في أوامره ونواهيه .
ومنه قول
أبي قيس بن الأسلت :
فإن تابوا فإن بني سليم وقومهم هوازن قد أنابوا
قال
الجوهري : أناب إلى الله : أقبل وتاب ، وانتصابه على الحال من فاعل أقم .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد : لأن معنى أقم وجهك : أقيموا وجوهكم .
قال
الفراء : المعنى فأقم وجهك ومن معك منيبين ، وكذا قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج وقال تقديره : فأقم وجهك وأمتك ، فالحال من الجميع .
وجاز حذف المعطوف لدلالة منيبين عليه .
وقيل : هو منصوب على القطع ، وقيل : على أنه خبر لكان محذوفة أي : وكونوا منيبين إليه لدلالة
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=31ولا تكونوا من المشركين على ذلك .
ثم أمرهم - سبحانه - بالتقوى بعد أمرهم بالإنابة فقال : واتقوه أي : باجتناب معاصيه وهو معطوف على الفعل المقدر ناصبا لمنيبين ، وأقيموا الصلاة التي أمرتم بها ولا تكونوا من المشركين بالله .
nindex.php?page=treesubj&link=29001_31931_31948وقوله : nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=32من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا هو بدل مما قبله بإعادة الجار ، والشيع الفرق أي : لا تكونوا من الذين تفرقوا فرقا في الدين يشايع بعضهم بعضا من أهل البدع والأهواء .
وقيل : المراد بالذين فرقوا دينهم شيعا
اليهود والنصارى .
وقرأ
حمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي " فرقوا دينهم " ورويت هذه القراءة عن
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب أي : فارقوا دينهم الذي يجب اتباعه ، وهو التوحيد .
وقد تقدم تفسير هذه الآية في آخر سورة الأنعام
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=32كل حزب بما لديهم فرحون أي : كل فريق بما لديهم من الدين المبني على غير الصواب مسرورون مبتهجون يظنون أنهم على الحق وليس بأيديهم منه شيء .
وقال
الفراء : يجوز أن يكون قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=32من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا مستأنفا كما يجوز أن يكون متصلا بما قبله .
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=33وإذا مس الناس ضر أي : قحط وشدة دعوا ربهم أن يرفع ذلك عنهم واستغاثوا به منيبين إليه أي : راجعين إليه ملتجئين به لا يعولون على غيره ، وقيل : مقبلين عليه بكل قلوبهم
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=33ثم إذا أذاقهم منه رحمة بإجابة دعائهم ورفع تلك الشدائد عنهم
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=33إذا فريق منهم بربهم يشركون إذا هي الفجائية وقعت جواب الشرط لأنها كالفاء في إفادة التعقيب أي : فاجأ فريق منهم الإشراك وهم الذين دعوه فخلصهم مما كانوا فيه .
وهذا الكلام مسوق للتعجيب من أحوالهم وما صاروا عليه من
nindex.php?page=treesubj&link=18273_31825الاعتراف بوحدانية الله - سبحانه - عند نزول الشدائد والرجوع إلى الشرك عند رفع ذلك عنهم .
واللام في
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=34ليكفروا بما آتيناهم هي لام كي ، وقيل : لام الأمر لقصد الوعيد والتهديد ، وقيل : هي لام العاقبة .
ثم خاطب - سبحانه - هؤلاء الذين وقع منهم ما وقع فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=34فتمتعوا فسوف تعلمون ما يتعقب هذا التمتع الزائل من العذاب الأليم .
قرأ الجمهور " فتمتعوا " على الخطاب .
وقرأ
أبو العالية بالتحتية على البناء للمفعول ، وفي مصحف
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود " فليتمتعوا " .
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=35أم أنزلنا عليهم سلطانا أم هي المنقطعة ، والاستفهام للإنكار والسلطان الحجة الظاهرة فهو يتكلم أي : يدل كما في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=29هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق [ الجاثية : 29 ] قال
الفراء : إن العرب تؤنث السلطان ، يقولون : قضت به عليك السلطان .
فأما البصريون فالتذكير عندهم أفصح ، وبه جاء القرآن ، والتأنيث عندهم جائز لأنه بمعنى الحجة ، وقيل : المراد بالسلطان هنا الملك
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=35بما كانوا به يشركون أي : ينطق بإشراكهم بالله - سبحانه - ويجوز أن تكون الباء سببية أي : بالأمر الذي بسببه يشركون .
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=36وإذا أذقنا الناس رحمة أي : خصبا ونعمة وسعة وعافية فرحوا بها فرح بطر وأشر ، لا فرح شكر بها وابتهاج بوصولها إليهم
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=58قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا [ يونس : 58 ] ثم قال - سبحانه - : " وإن تصبهم سيئة " ، أي شدة على أي صفة بما قدمت أيديهم أي : بسبب ذنوبهم إذا هم يقنطون ، القنوط الإياس من الرحمة ، كذا قال الجمهور .
وقال
الحسن : القنوط ترك فرائض الله - سبحانه - .
قرأ الجمهور " يقنطون " بضم النون ، وقرأ
أبو عمرو nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي ويعقوب بكسرها .
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=37أولم يروا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويوسع له ، ويقدر أي : يضيق على من يشاء لمصلحة في التوسيع لمن وسع له وفي التضييق على من ضيق عليه ، إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون ، فيستدلون على الحق لدلالتها على كمال القدرة وبديع الصنع وغريب الخلق .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني وابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : كان يلبي أهل الشرك .
لبيك لا شريك لك إلا شريك هو لك تملكه وما ملك ، فأنزل الله
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=28هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركاء الآية .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عنه في الآية قال هي في الآلهة ، وفيه يقول : تخافونهم أن يرثوكم كما يرث بعضكم بعضا .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عنه أيضا في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=30لا تبديل لخلق الله قال : دين الله
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=30ذلك الدين القيم قال : القضاء القيم .
وأخرج ،
عبد الرزاق ،
nindex.php?page=showalam&ids=12508وابن أبي شيبة وأحمد ،
nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي والحاكم وصححه
وابن مردويه عن
[ ص: 1135 ] الأسود بن سريع "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021075أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بعث سرية إلى خيبر فقاتلوا المشركين ، فانتهى القتل إلى الذرية ، فلما جاءوا قال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - : ما حملكم على قتل الذرية ؟ قالوا : يا رسول الله إنما كانوا أولاد المشركين ، قال : وهل خياركم إلا أولاد المشركين ؟ والذي نفسي بيده ما من نسمة تولد إلا على الفطرة حتى يعرب عنها لسانها " .
وأخرج
أحمد من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021076كل مولود يولد على الفطرة حتى يعبر عنه لسانه ، فإذا عبر عنه لسانه إما شاكرا وإما كفورا .
رواه
أحمد عن
nindex.php?page=showalam&ids=14354الربيع بن أنس عن
الحسن عن
جابر .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد في المسند : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17314يحيى بن سعيد ، حدثنا
هشام ، حدثنا
قتادة عن
مطرف عن
عياض بن حماد :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021077 " أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - خطب يوما فقال في خطبته حاكيا عن الله - سبحانه - : وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم ، وإنهم أتتهم الشياطين فأضلتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما أحللت لهم " . الحديث .
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=28ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلًا مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=29بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=30فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=31مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=32مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=33وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=34لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=35أَمْ أَنْزَلْنَا عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِمَا كَانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=36وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنُطُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=37أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ [ ص: 1133 ] nindex.php?page=treesubj&link=29001قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=28ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلًا قَدْ تَقَدَّمَ تَحْقِيقُ مَعْنَى الْمَثَلِ ، وَمِنْ فِي مِنْ أَنْفُسِكُمْ لِابْتِدَاءِ الْغَايَةِ وَهِيَ وَمَجْرُورُهَا فِي مَحَلِّ نَصْبٍ صِفَةً لِمَثَلًا أَيْ : مَثَلًا مُنْتَزَعًا وَمَأْخُوذًا مِنْ أَنْفُسِكُمْ فَإِنَّهَا أَقْرَبُ شَيْءٍ مِنْكُمْ ، وَأَبْيَنُ مِنْ غَيْرِهَا عِنْدَكُمْ ، فَإِذَا ضَرَبَ لَكُمُ الْمَثَلَ بِهَا فِي بُطْلَانِ الشِّرْكِ كَانَ أَظْهَرَ دَلَالَةً وَأَعْظَمَ وُضُوحًا .
ثُمَّ بَيَّنَ الْمَثَلَ الْمَذْكُورَ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=28nindex.php?page=treesubj&link=29001هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ " مِنْ " فِي " مِمَّا مَلَكَتْ " لِلتَّبْعِيضِ ، وَفِي مِنْ شُرَكَاءَ زَائِدَةٌ لِلتَّأْكِيدِ ، وَالْمَعْنَى هَلْ لَكُمْ شُرَكَاءُ فِيمَا رَزَقْنَاكُمْ كَائِنُونَ مِنَ النَّوْعِ الَّذِي مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ، وَهُمُ الْعَبِيدُ وَالْإِمَاءُ ، وَالِاسْتِفْهَامُ لِلْإِنْكَارِ ، وَجُمْلَةُ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ جَوَابٌ لِلِاسْتِفْهَامِ الَّذِي بِمَعْنَى النَّفْيِ ، وَمُحَقِّقَةٌ لِمَعْنَى الشَّرِكَةِ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْعَبِيدِ وَالْإِمَاءِ الْمَمْلُوكِينَ لَهُمْ فِي أَمْوَالِهِمْ أَيْ : هَلْ تَرْضَوْنَ لِأَنْفُسِكُمْ ، وَالْحَالُ أَنَّ عَبِيدَكُمْ وَإِمَاءَكُمْ أَمْثَالُكُمْ فِي الْبَشَرِيَّةِ أَنْ يُسَاوُوكُمْ فِي التَّصَرُّفِ بِمَا رَزَقْنَاكُمْ مِنَ الْأَمْوَالِ ، وَيُشَارِكُوكُمْ فِيهَا مِنْ غَيْرِ فَرْقٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=28تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ الْكَافُ نَعْتُ مَصْدَرٍ مَحْذُوفٍ أَيْ : تَخَافُونَ الْأَحْرَارَ الْمُشَابِهِينَ لَكُمْ فِي الْحُرِّيَّةِ وَمِلْكِ الْأَمْوَالِ وَجَوَازِ التَّصَرُّفِ ، وَالْمَقْصُودُ نَفْيُ الْأَشْيَاءِ الثَّلَاثَةِ الشَّرِكَةِ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْمَمْلُوكِينَ وَالِاسْتِوَاءِ مَعَهُمْ وَخَوْفِهِمْ إِيَّاهُمْ .
وَلَيْسَ الْمُرَادُ ثُبُوتَ الشَّرِكَةِ وَنَفْيَ الِاسْتِوَاءِ وَالْخَوْفَ كَمَا قِيلَ فِي قَوْلِهِمْ : مَا تَأْتِينَا فَتُحَدِّثَنَا .
وَالْمُرَادُ : إِقَامَةُ الْحُجَّةِ عَلَى الْمُشْرِكِينَ فَإِنَّهُمْ لَا بُدَّ أَنْ يَقُولُوا لَا نَرْضَى بِذَلِكَ ، فَيُقَالُ لَهُمْ : فَكَيْفَ تُنَزِّهُونَ أَنْفُسَكُمْ عَنْ مُشَارَكَةِ الْمَمْلُوكِينَ لَكُمْ وَهُمْ أَمْثَالُكُمْ فِي الْبَشَرِيَّةِ ، وَتَجْعَلُونَ عَبِيدَ اللَّهِ شُرَكَاءَ لَهُ ؟ فَإِذَا بَطَلَتِ الشَّرِكَةُ بَيْنَ الْعَبِيدِ وَسَادَاتِهِمْ فِيمَا يَمْلِكُهُ السَّادَةُ بَطَلَتِ الشَّرِكَةُ بَيْنَ اللَّهِ وَبَيْنَ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ ، وَالْخَلْقُ كُلُّهُمْ عَبِيدُ اللَّهِ - تَعَالَى - ، وَلَمْ يَبْقَ إِلَّا أَنَّهُ الرَّبُّ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ " أَنْفُسَكُمْ " بِالنَّصْبِ عَلَى أَنَّهُ مَعْمُولُ الْمَصْدَرِ الْمُضَافِ إِلَى فَاعِلِهِ ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=12356ابْنُ أَبِي عَبْلَةَ بِالرَّفْعِ عَلَى إِضَافَةِ الْمَصْدَرِ إِلَى مَفْعُولِهِ .
كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ تَفْصِيلًا وَاضِحًا وَبَيَانًا جَلِيًّا لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ؛ لِأَنَّهُمُ الَّذِينَ يَنْتَفِعُونَ بِالْآيَاتِ التَّنْزِيلِيَّةِ وَالتَّكْوِينِيَّةِ بِاسْتِعْمَالِ عُقُولِهِمْ فِي تَدَبُّرِهَا وَالتَّفَكُّرِ فِيهَا .
ثُمَّ أَضْرَبَ - سُبْحَانَهُ - عَنْ مُخَاطَبَةِ الْمُشْرِكِينَ وَإِرْشَادِهِمْ إِلَى الْحَقِّ بِمَا ضَرَبَهُ لَهُمْ مِنَ الْمَثَلِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=29nindex.php?page=treesubj&link=29001بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَيْ : لَمْ يَعْقِلُوا الْآيَاتِ بَلِ اتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمُ الزَّائِغَةَ ، وَآرَاءَهُمُ الْفَاسِدَةَ الزَّائِفَةَ ، وَمَحَلُّ " بِغَيْرِ عِلْمٍ " النَّصْبُ عَلَى الْحَالِ أَيْ : جَاهِلِينَ بِأَنَّهُمْ عَلَى ضَلَالَةٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=29فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ أَيْ : لَا أَحَدَ يَقْدِرُ عَلَى هِدَايَتِهِ ، لِأَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=19881_32050الرَّشَادَ وَالْهِدَايَةَ بِتَقْدِيرِ اللَّهِ وَإِرَادَتِهِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ أَيْ : مَا لِهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَضَلَّهُمُ اللَّهُ مِنْ نَاصِرِينَ يَنْصُرُونَهُمْ وَيَحُولُونَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ عَذَابِ اللَّهِ - سُبْحَانَهُ - .
ثُمَّ أَمَرَ رَسُولَهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - بِتَوْحِيدِهِ وَعِبَادَتِهِ كَمَا أَمَرَهُ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=30فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا شَبَّهَ الْإِقْبَالَ عَلَى الدِّينِ بِتَقْوِيمِ وَجْهِهِ إِلَيْهِ وَإِقْبَالِهِ عَلَيْهِ ، وَانْتِصَابُ حَنِيفًا عَلَى الْحَالِ مِنْ فَاعِلِ أَقِمْ أَوْ مِنْ مَفْعُولِهِ أَيْ : مَائِلًا إِلَيْهِ مُسْتَقِيمًا عَلَيْهِ غَيْرَ مُلْتَفِتٍ إِلَى غَيْرِهِ مِنَ الْأَدْيَانِ الْبَاطِلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=30nindex.php?page=treesubj&link=29001_28644_29619فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا الْفِطْرَةُ فِي الْأَصْلِ : الْخِلْقَةُ ، وَالْمُرَادُ بِهَا هُنَا الْمِلَّةُ ، وَهِيَ الْإِسْلَامُ وَالتَّوْحِيدُ .
قَالَ
الْوَاحِدِيُّ : هَذَا قَوْلُ الْمُفَسِّرِينَ فِي فِطْرَةِ اللَّهِ ، وَالْمُرَادُ بِالنَّاسِ هُنَا : الَّذِينَ فَطَرَهُمُ اللَّهُ عَلَى الْإِسْلَامِ ، لِأَنَّ الْمُشْرِكَ لَمْ يُفْطَرْ عَلَى الْإِسْلَامِ ، وَهَذَا الْخِطَابُ وَإِنْ كَانَ خَاصًّا بِرَسُولِ اللَّهِ فَأُمَّتُهُ دَاخِلَةٌ مَعَهُ فِيهِ .
قَالَ
الْقُرْطُبِيُّ بِاتِّفَاقٍ مِنْ أَهْلِ التَّأْوِيلِ : وَالْأَوْلَى حَمْلُ النَّاسِ عَلَى الْعُمُومِ مِنْ غَيْرِ فَرْقٍ بَيْنَ مُسْلِمِهِمْ وَكَافِرِهِمْ ، وَأَنَّهُمْ جَمِيعًا مَفْطُورُونَ عَلَى ذَلِكَ لَوْلَا عَوَارِضُ تَعْرِضُ لَهُمْ فَيَبْقَوْنَ بِسَبَبِهَا عَلَى الْكُفْرِ كَمَا فِي حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ الثَّابِتِ فِي الصَّحِيحِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021072مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلَّا يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ .
وَفِي رِوَايَةٍ
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021073عَلَى هَذِهِ الْمِلَّةِ ، وَلَكِنْ أَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ ، وَيُنَصِّرَانِهِ وَيُمَجِّسَانِهِ كَمَا تُنْتَجُ الْبَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ ؟ ثُمَّ يَقُولُ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبُو هُرَيْرَةَ : وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=30فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ .
وَفِي رِوَايَةٍ
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021074حَتَّى تَكُونُوا أَنْتُمْ تَجْدَعُونَهَا .
وَسَيَأْتِي فِي آخِرِ الْبَحْثِ مَا وَرَدَ مُعَاضِدًا لِحَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ هَذَا ، فَكُلُّ فَرْدٍ مِنْ أَفْرَادِ النَّاسِ مَفْطُورٌ أَيْ : مَخْلُوقٌ عَلَى مِلَّةِ الْإِسْلَامِ ، وَلَكِنْ
nindex.php?page=treesubj&link=29619_28644لَا اعْتِبَارَ بِالْإِيمَانِ وَالْإِسْلَامِ الْفِطْرِيَّيْنِ ، وَإِنَّمَا يُعْتَبَرُ الْإِيمَانُ وَالْإِسْلَامُ الشَّرْعِيَّانِ ، وَهَذَا قَوْلُ جَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ وَمَنْ بَعْدَهُمْ ، وَقَوْلُ جَمَاعَةٍ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ وَهُوَ الْحَقُّ .
وَالْقَوْلُ بِأَنَّ الْمُرَادَ بِالْفِطْرَةِ هُنَا الْإِسْلَامُ هُوَ مَذْهَبُ جُمْهُورِ السَّلَفِ .
وَقَالَ آخَرُونَ : هِيَ الْبَدَاءَةُ الَّتِي ابْتَدَأَهُمُ اللَّهُ عَلَيْهَا ، فَإِنَّهُ ابْتَدَأَهُمْ لِلْحَيَاةِ وَالْمَوْتِ وَالسَّعَادَةِ وَالشَّقَاوَةِ .
وَالْفَاطِرُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ هُوَ الْمُبْتَدِئُ ، وَهَذَا مَصِيرٌ مِنَ الْقَائِلِينَ بِهِ إِلَى مَعْنَى الْفِطْرَةِ لُغَةً ، وَإِهْمَالُ مَعْنَاهَا شَرْعًا .
وَالْمَعْنَى الشَّرْعِيُّ مُقَدَّمٌ عَلَى الْمَعْنَى اللُّغَوِيِّ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ الشَّرْعِ ، وَلَا يُنَافِي ذَلِكَ وُرُودُ الْفِطْرَةِ فِي الْكِتَابِ أَوِ السُّنَّةِ فِي بَعْضِ الْمَوَاضِعِ مُرَادًا بِهَا الْمَعْنَى اللُّغَوِيُّ كَقَوْلِهِ - تَعَالَى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=1الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ [ فَاطِرٍ : 1 ] أَيْ : خَالِقُهُمَا وَمُبْتَدِيهِمَا ، وَكَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=22وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي [ يس : 22 ] إِذْ لَا نِزَاعَ فِي أَنَّ الْمَعْنَى اللُّغَوِيَّ هُوَ هَذَا ، وَلَكِنَّ النِّزَاعَ فِي الْمَعْنَى الشَّرْعِيِّ لِلْفِطْرَةِ وَهُوَ مَا ذَكَرَهُ الْأَوَّلُونَ كَمَا بَيَّنَاهُ ، وَانْتِصَابُ " فِطْرَةَ " عَلَى أَنَّهَا مَصْدَرٌ مُؤَكِّدٌ لِلْجُمْلَةِ الَّتِي قَبْلَهَا .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : " فِطْرَةَ " مَنْصُوبٌ بِمَعْنَى اتَّبِعْ فِطْرَةَ اللَّهِ ، قَالَ : لِأَنَّ مَعْنَى فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ اتَّبِعِ الدِّينَ وَاتَّبِعْ فِطْرَةَ اللَّهِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ : هِيَ مَصْدَرٌ مِنْ مَعْنَى فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِأَنَّ مَعْنَى ذَلِكَ فِطْرَةُ اللَّهِ النَّاسَ عَلَى الدِّينِ ، وَقِيلَ :
[ ص: 1134 ] هِيَ مَنْصُوبَةٌ عَلَى الْإِغْرَاءِ أَيِ : الْزَمُوا فِطْرَةَ اللَّهِ ، أَوْ عَلَيْكُمْ فِطْرَةَ اللَّهِ ، وَرَدَّ هَذَا الْوَجْهَ
أَبُو حَيَّانَ وَقَالَ : إِنَّ كَلِمَةَ الْإِغْرَاءِ لَا تُضْمَرُ إِذْ هِيَ عِوَضٌ عَنِ الْفِعْلِ ، فَلَوْ حَذَفَهَا لَزِمَ حَذْفُ الْعِوَضِ وَالْمُعَوَّضُ عَنْهُ وَهُوَ إِجْحَافٌ .
وَأُجِيبُ بِأَنَّ هَذَا رَأْيُ
الْبَصْرِيِّينَ ، وَأَمَّا
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ وَأَتْبَاعُهُ فَيُجِيزُونَ ذَلِكَ ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=30لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ تَعْلِيلٌ لِمَا قَبْلَهَا مِنَ الْأَمْرِ بِلُزُومِ الْفِطْرَةِ أَيْ : هَذِهِ الْفِطْرَةُ الَّتِي فَطَرَ اللَّهُ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لَهَا مِنْ جِهَةِ الْخَالِقِ - سُبْحَانَهُ - .
وَقِيلَ : هُوَ نَفْيٌ مَعْنَاهُ النَّهْيُ أَيْ : لَا تُبَدِّلُوا خَلْقَ اللَّهِ .
قَالَ
مُجَاهِدٌ nindex.php?page=showalam&ids=12354وَإِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ : مَعْنَاهُ لَا تَبْدِيلَ لِدِينِ اللَّهِ .
قَالَ
قَتَادَةُ nindex.php?page=showalam&ids=13033وَابْنُ جُبَيْرٍ ،
وَالضَّحَّاكُ وَابْنُ زَيْدٍ : هَذَا فِي الْمُعْتَقَدَاتِ .
وَقَالَ
عِكْرِمَةُ : إِنَّ الْمَعْنَى لَا تَغْيِيرَ لِخَلْقٍ فِي الْبَهَائِمِ بِأَنْ تُخْصَى فَحُولُهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=30ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ أَيْ : ذَلِكَ الدِّينُ الْمَأْمُورُ بِإِقَامَةِ الْوَجْهِ لَهُ هُوَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ، أَوْ لُزُومُ الْفِطْرَةِ هُوَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ذَلِكَ حَتَّى يَفْعَلُوهُ وَيَعْمَلُوا بِهِ .
مُنِيبِينَ إِلَيْهِ أَيْ : رَاجِعِينَ إِلَيْهِ بِالتَّوْبَةِ وَالْإِخْلَاصِ ، وَمُطِيعِينَ لَهُ فِي أَوَامِرِهِ وَنَوَاهِيهِ .
وَمِنْهُ قَوْلُ
أَبِي قَيْسِ بْنِ الْأَسْلَتِ :
فَإِنْ تَابُوا فَإِنَّ بَنِي سُلَيْمٍ وَقَوْمَهُمْ هَوَازِنَ قَدْ أَنَابُوا
قَالَ
الْجَوْهَرِيُّ : أَنَابَ إِلَى اللَّهِ : أَقْبَلَ وَتَابَ ، وَانْتِصَابُهُ عَلَى الْحَالِ مِنْ فَاعِلِ أَقِمْ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15153الْمُبَرِّدُ : لِأَنَّ مَعْنَى أَقِمْ وَجْهَكَ : أَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ .
قَالَ
الْفَرَّاءُ : الْمَعْنَى فَأَقِمْ وَجْهَكَ وَمَنْ مَعَكَ مُنِيبِينَ ، وَكَذَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ وَقَالَ تَقْدِيرُهُ : فَأَقِمْ وَجْهَكَ وَأُمَّتَكَ ، فَالْحَالُ مِنَ الْجَمِيعِ .
وَجَازَ حَذْفُ الْمَعْطُوفِ لِدَلَالَةِ مُنِيبِينَ عَلَيْهِ .
وَقِيلَ : هُوَ مَنْصُوبٌ عَلَى الْقَطْعِ ، وَقِيلَ : عَلَى أَنَّهُ خَبَرٌ لَكَانَ مَحْذُوفَةً أَيْ : وَكُونُوا مُنِيبِينَ إِلَيْهِ لِدَلَالَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=31وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ عَلَى ذَلِكَ .
ثُمَّ أَمَرَهُمْ - سُبْحَانَهُ - بِالتَّقْوَى بَعْدَ أَمْرِهِمْ بِالْإِنَابَةِ فَقَالَ : وَاتَّقُوهُ أَيْ : بِاجْتِنَابِ مَعَاصِيهِ وَهُوَ مَعْطُوفٌ عَلَى الْفِعْلِ الْمُقَدَّرِ نَاصِبًا لِمُنِيبِينَ ، وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ الَّتِي أُمِرْتُمْ بِهَا وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ بِاللَّهِ .
nindex.php?page=treesubj&link=29001_31931_31948وَقَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=32مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا هُوَ بَدَلٌ مِمَّا قَبْلَهُ بِإِعَادَةِ الْجَارِ ، وَالشِّيَعُ الْفِرَقُ أَيْ : لَا تَكُونُوا مِنَ الَّذِينَ تَفَرَّقُوا فِرَقًا فِي الدِّينِ يُشَايِعُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا مِنْ أَهْلِ الْبِدَعِ وَالْأَهْوَاءِ .
وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِالَّذِينَ فَرَّقُوا دَيْنَهُمْ شِيَعًا
الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى .
وَقَرَأَ
حَمْزَةُ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ " فَرَّقُوا دَيْنَهُمْ " وَرُوِيَتْ هَذِهِ الْقِرَاءَةُ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَيْ : فَارَقُوا دِينَهُمُ الَّذِي يَجِبُ اتِّبَاعُهُ ، وَهُوَ التَّوْحِيدُ .
وَقَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُ هَذِهِ الْآيَةِ فِي آخِرِ سُورَةِ الْأَنْعَامِ
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=32كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ أَيْ : كُلُّ فَرِيقٍ بِمَا لَدَيْهِمْ مِنَ الدِّينِ الْمَبْنِيِّ عَلَى غَيْرِ الصَّوَابِ مَسْرُورُونَ مُبْتَهِجُونَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ عَلَى الْحَقِّ وَلَيْسَ بِأَيْدِيهِمْ مِنْهُ شَيْءٌ .
وَقَالَ
الْفَرَّاءُ : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ قَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=32مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا مُسْتَأْنَفًا كَمَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مُتَّصِلًا بِمَا قَبْلَهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=33وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ أَيْ : قَحْطٌ وَشِدَّةٌ دَعَوْا رَبَّهُمْ أَنْ يَرْفَعَ ذَلِكَ عَنْهُمْ وَاسْتَغَاثُوا بِهِ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ أَيْ : رَاجِعِينَ إِلَيْهِ مُلْتَجِئِينَ بِهِ لَا يُعَوِّلُونَ عَلَى غَيْرِهِ ، وَقِيلَ : مُقْبِلِينَ عَلَيْهِ بِكُلِّ قُلُوبِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=33ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً بِإِجَابَةِ دُعَائِهِمْ وَرَفْعِ تِلْكَ الشَّدَائِدِ عَنْهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=33إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ إِذَا هِيَ الْفُجَائِيَّةُ وَقَعَتْ جَوَابَ الشَّرْطِ لِأَنَّهَا كَالْفَاءِ فِي إِفَادَةِ التَّعْقِيبِ أَيْ : فَاجَأَ فَرِيقٌ مِنْهُمُ الْإِشْرَاكَ وَهُمُ الَّذِينَ دَعَوْهُ فَخَلَّصَهُمْ مِمَّا كَانُوا فِيهِ .
وَهَذَا الْكَلَامُ مَسُوقٌ لِلتَّعْجِيبِ مِنْ أَحْوَالِهِمْ وَمَا صَارُوا عَلَيْهِ مِنَ
nindex.php?page=treesubj&link=18273_31825الِاعْتِرَافِ بِوَحْدَانِيَّةِ اللَّهِ - سُبْحَانَهُ - عِنْدَ نُزُولِ الشَّدَائِدِ وَالرُّجُوعِ إِلَى الشِّرْكِ عِنْدَ رَفْعِ ذَلِكَ عَنْهُمْ .
وَاللَّامُ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=34لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ هِيَ لَامُ كَيْ ، وَقِيلَ : لَامُ الْأَمْرِ لِقَصْدِ الْوَعِيدِ وَالتَّهْدِيدِ ، وَقِيلَ : هِيَ لَامُ الْعَاقِبَةِ .
ثُمَّ خَاطَبَ - سُبْحَانَهُ - هَؤُلَاءِ الَّذِينَ وَقَعَ مِنْهُمْ مَا وَقَعَ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=34فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَا يَتَعَقَّبُ هَذَا التَّمَتُّعَ الزَّائِلَ مِنَ الْعَذَابِ الْأَلِيمِ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ " فَتَمَتَّعُوا " عَلَى الْخِطَابِ .
وَقَرَأَ
أَبُو الْعَالِيَةِ بِالتَّحْتِيَّةِ عَلَى الْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ ، وَفِي مُصْحَفِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ " فَلْيَتَمَتَّعُوا " .
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=35أَمْ أَنْزَلْنَا عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا أَمْ هِيَ الْمُنْقَطِعَةُ ، وَالِاسْتِفْهَامُ لِلْإِنْكَارِ وَالسُّلْطَانُ الْحُجَّةُ الظَّاهِرَةُ فَهُوَ يَتَكَلَّمُ أَيْ : يَدُلُّ كَمَا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=29هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ [ الْجَاثِيَةِ : 29 ] قَالَ
الْفَرَّاءُ : إِنَّ الْعَرَبَ تُؤَنِّثُ السُّلْطَانَ ، يَقُولُونَ : قَضَتْ بِهِ عَلَيْكَ السُّلْطَانُ .
فَأَمَّا الْبَصْرِيُّونَ فَالتَّذْكِيرُ عِنْدَهُمْ أَفْصَحُ ، وَبِهِ جَاءَ الْقُرْآنُ ، وَالتَّأْنِيثُ عِنْدَهُمْ جَائِزٌ لِأَنَّهُ بِمَعْنَى الْحُجَّةِ ، وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِالسُّلْطَانِ هُنَا الْمَلِكُ
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=35بِمَا كَانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ أَيْ : يَنْطِقُ بِإِشْرَاكِهِمْ بِاللَّهِ - سُبْحَانَهُ - وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ الْبَاءُ سَبَبِيَّةً أَيْ : بِالْأَمْرِ الَّذِي بِسَبَبِهِ يُشْرِكُونَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=36وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً أَيْ : خِصْبًا وَنِعْمَةً وَسَعَةً وَعَافِيَةً فَرِحُوا بِهَا فَرَحَ بَطَرٍ وَأَشَرٍ ، لَا فَرَحَ شُكْرٍ بِهَا وَابْتِهَاجٍ بِوُصُولِهَا إِلَيْهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=58قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا [ يُونُسَ : 58 ] ثُمَّ قَالَ - سُبْحَانَهُ - : " وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ " ، أَيْ شِدَّةٌ عَلَى أَيِّ صِفَةٍ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ أَيْ : بِسَبَبِ ذُنُوبِهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنُطُونَ ، الْقُنُوطُ الْإِيَاسُ مِنَ الرَّحْمَةِ ، كَذَا قَالَ الْجُمْهُورُ .
وَقَالَ
الْحَسَنُ : الْقُنُوطُ تَرْكُ فَرَائِضِ اللَّهِ - سُبْحَانَهُ - .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ " يَقْنُطُونَ " بِضَمِّ النُّونِ ، وَقَرَأَ
أَبُو عَمْرٍو nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ وَيَعْقُوبُ بِكَسْرِهَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=37أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيُوَسِّعُ لَهُ ، وَيَقْدِرُ أَيْ : يُضَيِّقُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ لِمَصْلَحَةٍ فِي التَّوْسِيعِ لِمَنْ وُسِّعَ لَهُ وَفِي التَّضْيِيقِ عَلَى مَنْ ضُيِّقَ عَلَيْهِ ، إِنَّ فِي ذَلِكَ لِآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ، فَيَسْتَدِلُّونَ عَلَى الْحَقِّ لِدَلَالَتِهَا عَلَى كَمَالِ الْقُدْرَةِ وَبَدِيعِ الصُّنْعِ وَغَرِيبِ الْخَلْقِ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطَّبَرَانِيُّ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : كَانَ يُلَبِّي أَهْلُ الشِّرْكِ .
لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ إِلَّا شَرِيكَ هُوَ لَكَ تَمْلِكُهُ وَمَا مَلَكَ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=28هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ الْآيَةَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنْهُ فِي الْآيَةِ قَالَ هِيَ فِي الْآلِهَةِ ، وَفِيهِ يَقُولُ : تَخَافُونَهُمْ أَنْ يَرِثُوكُمْ كَمَا يَرِثُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ أَيْضًا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=30لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ قَالَ : دِينُ اللَّهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=30ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ قَالَ : الْقَضَاءُ الْقَيِّمُ .
وَأَخْرَجَ ،
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12508وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَحْمَدُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15397وَالنَّسَائِيُّ وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْ
[ ص: 1135 ] الْأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021075أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - بَعَثَ سَرِيَّةً إِلَى خَيْبَرَ فَقَاتَلُوا الْمُشْرِكِينَ ، فَانْتَهَى الْقَتْلُ إِلَى الذُّرِّيَّةِ ، فَلَمَّا جَاءُوا قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - : مَا حَمَلَكُمْ عَلَى قَتْلِ الذُّرِّيَّةِ ؟ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّمَا كَانُوا أَوْلَادَ الْمُشْرِكِينَ ، قَالَ : وَهَلْ خِيَارُكُمْ إِلَّا أَوْلَادُ الْمُشْرِكِينَ ؟ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا مِنْ نَسَمَةٍ تُولَدُ إِلَّا عَلَى الْفِطْرَةِ حَتَّى يُعْرِبَ عَنْهَا لِسَانُهَا " .
وَأَخْرَجَ
أَحْمَدُ مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021076كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ حَتَّى يُعَبِّرَ عَنْهُ لِسَانُهُ ، فَإِذَا عَبَّرَ عَنْهُ لِسَانُهُ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا .
رَوَاهُ
أَحْمَدُ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14354الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ عَنِ
الْحَسَنِ عَنْ
جَابِرٍ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12251الْإِمَامُ أَحْمَدُ فِي الْمُسْنَدِ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17314يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا
هِشَامُ ، حَدَّثَنَا
قَتَادَةُ عَنْ
مُطَرِّفٍ عَنْ
عِيَاضِ بْنِ حَمَّادٍ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021077 " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - خَطَبَ يَوْمًا فَقَالَ فِي خُطْبَتِهِ حَاكِيًا عَنِ اللَّهِ - سُبْحَانَهُ - : وَإِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ ، وَإِنَّهُمْ أَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَأَضَلَّتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ وَحَرَّمْتُ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ لَهُمْ " . الْحَدِيثَ .