[ ص: 1144 ] nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=20ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=21وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا أولو كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=22ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى وإلى الله عاقبة الأمور nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=23ومن كفر فلا يحزنك كفره إلينا مرجعهم فننبئهم بما عملوا إن الله عليم بذات الصدور nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=24نمتعهم قليلا ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=25ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=26لله ما في السماوات والأرض إن الله هو الغني الحميد nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=27ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=28ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة إن الله سميع بصير
لما فرغ - سبحانه - من قصة
لقمان رجع إلى توبيخ المشركين وتبكيتهم وإقامة الحجج عليهم فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=20nindex.php?page=treesubj&link=29002ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : معنى تسخيرها للآدميين الانتفاع بها . انتهى ، فمن مخلوقات السماوات المسخرة لبني آدم أي : التي ينتفعون بها الشمس والقمر والنجوم ونحو ذلك .
ومن جملة ذلك
nindex.php?page=treesubj&link=29655الملائكة فإنهم حفظة لبني آدم بأمر الله - سبحانه - ، ومن مخلوقات الأرض المسخرة لبني آدم الأحجار والتراب والزرع والشجر والثمر والحيوانات التي ينتفعون بها والعشب الذي يرعون فيه دوابهم وغير ذلك مما لا يحصى كثرة ، فالمراد بالتسخير جعل المسخر بحيث ينتفع به المسخر له ، سواء كان منقادا له وداخلا تحت تصرفه أم لا
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=20وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة أي : أتم وأكمل عليكم نعمه ، يقال : سبغت النعمة إذا تمت وكملت .
قرأ الجمهور " أسبغ " بالسين ، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ويحيى بن عمارة أصبغ ، بالصاد مكان السين .
والنعم جمع نعمة على قراءة
نافع وأبي عمرو وحفص ، وقرأ الباقون " نعمة " بسكون العين على الإفراد والتنوين ، اسم جنس يراد به الجمع ويدل به على الكثرة ، كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=34وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها [ إبراهيم : 34 ] وهي قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
والمراد بالنعم الظاهرة ما يدرك بالعقل أو الحس ويعرفه من يتعرفه ، وبالباطنة ما لا يدرك للناس ويخفى عليهم .
وقيل : الظاهرة : الصحة ، وكمال الخلق ، والباطنة المعرفة والعقل .
وقيل : الظاهرة ما يرى بالأبصار من المال ، والجاه ، والجمال ، وفعل الطاعات ، والباطنة ما يجده المرء في نفسه من العلم بالله وحسن اليقين وما يدفعه الله عن البعد من الآفات .
وقيل : الظاهرة نعم الدنيا ، والباطنة نعم الآخرة .
وقيل : الظاهرة الإسلام والجمال ، والباطنة ما ستره الله على العبد من الأعمال السيئة
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=20ومن الناس من يجادل في الله أي : في شأن الله - سبحانه - في توحيده وصفاته مكابرة وعنادا بعد ظهور الحق له وقيام الحجة عليه ، ولهذا قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=20بغير علم من عقل ولا نقل
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=20ولا هدى يهتدي به إلى طريق الصواب
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=20ولا كتاب منير أنزله الله - سبحانه - ، بل مجرد تعنت ومحض عناد ، وقد تقدم تفسير هذه الآية في سورة البقرة .
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=21وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله أي : إذا قيل لهؤلاء المجادلين ، والجمع باعتبار معنى من ، اتبعوا ما أنزل الله على رسوله من الكتاب تمسكوا بمجرد
nindex.php?page=treesubj&link=22311التقليد البحت ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=21قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا فنعبد ما كانوا يعبدونه من الأصنام ، ونمشي في الطريق التي كانوا يمشون بها في دينهم ، ثم قال على طريق الاستفهام للاستبعاد والتبكيت
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=21أولو كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير أي : يدعو آباءهم الذين اقتدوا بهم في دينهم أي : يتبعونهم في الشرك ، ولو كان الشيطان يدعوهم فيما هم عليه من الشرك ، ويجوز أن يراد أنه يدعو هؤلاء الأتباع إلى عذاب السعير ، لأنه زين لهم اتباع آبائهم والتدين بدينهم ، ويجوز أن يراد أنه يدعو جميع التابعين والمتبوعين إلى العذاب ، فدعاؤه للمتبوعين بتزيينه لهم الشرك ، ودعاؤه للتابعين بتزيينه لهم دين آبائهم ، وجواب لو محذوف أي : يدعوهم فيتبعونهم ، ومحل الجملة النصب على الحال .
وما أقبح التقليد ، وأكثر ضرره على صاحبه ، وأوخم عاقبته ، وأشأم عائدته على من وقع فيه .
فإن الداعي له إلى ما أنزل الله على رسوله كمن يريد أن يذود الفراش عن لهب النار لئلا تحترق ، فتأبى ذلك وتتهافت في نار الحريق وعذاب السعير .
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=22ومن يسلم وجهه إلى الله أي : يفوض إليه أمره ، ويخلص له عبادته ويقبل عليه بكليته
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=22وهو محسن في أعماله ؛ لأن العبادة من غير إحسان لها ولا معرفة بما يحتاج إليه فيها لا تقع بالموقع الذي تقع به عبادة المحسنين .
وقد صح عن الصادق المصدوق لما سأله
جبريل عن
nindex.php?page=treesubj&link=28855الإحسان أنه قال له
nindex.php?page=hadith&LINKID=1019409أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ،
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=22فقد استمسك بالعروة الوثقى أي : اعتصم بالعهد الأوثق وتعلق به ، وهو تمثيل لحال من أسلم وجهه إلى الله بحال من أراد أن يترقى إلى شاهق جبل ، فتمسك بأوثق عرى حبل متدل منه
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=22وإلى الله عاقبة الأمور أي : مصيرها إليه لا إلى غيره .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب ،
والسلمي ،
وعبد الله بن مسلم بن يسار " ومن يسلم " بالتشديد قال
النحاس : والتخفيف في هذا أعرف كما قال - عز وجل -
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=20فقل أسلمت وجهي لله [ آل عمران : 20 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=23ومن كفر فلا يحزنك كفره أي : لا تحزن لذلك ، فإن كفره لا يضرك ، بين - سبحانه - حال الكافرين بعد فراغه من بيان حال المؤمنين ، ثم توعدهم بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=23إلينا مرجعهم فننبئهم بما عملوا أي : نخبرهم بقبائح أعمالهم ونجازيهم عليها
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=23إن الله عليم بذات الصدور أي : بما تسره صدورهم لا تخفى عليه من ذلك خافية فالسر عنده كالعلانية .
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=24نمتعهم قليلا أي : نبقيهم في الدنيا مدة قليلة يتمتعون بها . فإن النعيم الزائل هو أقل قليل بالنسبة إلى النعيم الدائم .
وانتصاب قليلا على أنه صفة لمصدر محذوف أي : تمتيعا قليلا
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=24ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ أي : نلجئهم إلى عذاب النار . فإنه لا أثقل منه على من وقع فيه وأصيب به ، فلهذا استعير له الغلظ .
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=25ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله أي : يعترفون بالله خالق ذلك لوضوح الأمر فيه عندهم . وهذا اعتراف منهم بما يدل على التوحيد وبطلان الشرك ولهذا قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=25قل الحمد لله أي : قل
يا محمد الحمد
[ ص: 1145 ] لله على اعترافكم ، فكيف تعبدون غيره وتجعلونه شريكا له ؟ أو المعنى : فقل الحمد لله على ما هدانا له من دينه ولا حمد لغيره ، ثم أضرب عن ذلك فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=25بل أكثرهم لا يعلمون أي : لا ينظرون ولا يتدبرون حتى يعلموا أن خالق هذه الأشياء هو الذي تجب له العبادة دون غيره .
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=26لله ما في السماوات والأرض ملكا وخلقا فلا يستحق العبادة غيره
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=26إن الله هو الغني عن غيره الحميد أي :
nindex.php?page=treesubj&link=33144المستحق للحمد أو المحمود من عباده بلسان المقال أو بلسان الحال .
ثم لما ذكر - سبحانه - أن له ما في السماوات والأرض أتبعه بما يدل على أن له وراء ذلك ما لا يحيط به عدد ولا يحصر بحد فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=27ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام أي : لو أن جميع ما في الأرض من الشجر أقلام ، ووحد الشجرة لما تقرر في علم المعاني أن استغراق المفرد أشمل ، فكأنه قال : كل شجرة شجرة حتى لا يبقى من جنس الشجر واحدة إلا وقد بريت أقلاما ، وجمع الأقلام لقصد التكثير أي : لو أن يعد كل شجرة من الشجر أقلاما ، قال
أبو حيان : وهو من وقوع المفرد موقع الجمع ، والنكرة موقع المعرفة كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=106ما ننسخ من آية [ البقرة : 106 ] ، ثم قال - سبحانه -
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=27والبحر يمده من بعده سبعة أبحر أي : يمده من بعد نفاده سبعة أبحر .
قرأ الجمهور " والبحر " بالرفع على أنه مبتدأ ، و " يمده " خبره ، والجملة في محل الحال أي : والحال أن البحر المحيط مع سعته يمده السبعة الأبحر مدا لا ينقطع ، كذا قال
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد : إن البحر مرتفع بفعل مقدر تقديره ولو ثبت البحر حال كونه تمده من بعده سبعة أبحر ، وقيل : هو مرتفع بالعطف على أن ، وما في حيزها .
وقرأ
أبو عمرو ،
وابن أبي إسحاق " والبحر " بالنصب عطفا على اسم أن ، أو بفعل مضمر يفسره يمده .
وقرأ
ابن هرمز ،
والحسن يمده بضم حرف المضارعة وكسر الميم ، من أمد .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15639جعفر بن محمد والبحر " مداده " وجواب لو
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=27ما نفدت كلمات الله أي : كلماته التي هي عبارة عن معلوماته .
قال
أبو علي الفارسي : المراد بالكلمات والله أعلم ما في المقدور دون ما خرج منه إلى الوجود ، ووافقه
القفال فقال : المعنى أن الأشجار لو كانت أقلاما ، والبحار مدادا فكتب بها عجائب صنع الله الدالة على قدرته ووحدانيته لم تنفذ تلك العجائب .
قال
القشيري : رد
القفال معنى الكلمات إلى المقدورات ، وحمل الآية على الكلام القديم أولى .
قال
النحاس : قد تبين أن الكلمات هاهنا يراد بها العلم وحقائق الأشياء ، لأنه جل وعلا علم قبل أن يخلق الخلق ما هو خالق في السماوات والأرض من شيء ، وعلم ما فيه من مثاقيل الذر ، وعلم الأجناس كلها وما فيها من شعرة وعضو وما في الشجرة من ورقة وما فيها من ضروب الخلق .
وقيل : إن
قريشا قالت : ما أكثر كلام
محمد ، فنزلت ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي ، وقيل : إنها لما نزلت
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=85وما أوتيتم من العلم إلا قليلا [ الإسراء : 85 ] في
اليهود ، قالوا كيف وقد أوتينا التوراة فيها كلام الله وأحكامه ، فنزلت .
قال
أبو عبيدة : المراد بالبحر هنا الماء العذب الذي ينبت الأقلام ، وأما الماء المالح فلا ينبت الأقلام .
قلت : ما أسقط هذا الكلام وأقل جدواه
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=27إن الله عزيز حكيم أي : غالب لا يعجزه شيء ، ولا يخرج عن حكمته وعلمه فرد من أفراد مخلوقاته .
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=28ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة أي : إلا كخلق نفس واحدة وبعثها .
قال
النحاس : كذا قدره
النحويون كخلق نفس ، مثل قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=82واسأل القرية [
يوسف : 82 ] .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج أي :
nindex.php?page=treesubj&link=30336قدرة الله على بعث الخلق كلهم وعلى خلقهم كقدرته على خلق نفس واحدة وبعث نفس واحدة
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=28إن الله سميع لكل ما يسمع بصير بكل ما يبصر .
وقد أخرج
البيهقي في الشعب عن
عطاء قال : سألت
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس عن قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=20وأسبغ عليكم الآية ، قال هذه من كنوز علمي سألت عنها رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فقال :
أما الظاهرة فما سوى من خلقك ، وأما الباطنة فما ستر من عورتك ، ولو أبداها لقلاك أهلك فمن سواهم .
وأخرج
ابن مردويه ،
والبيهقي في الشعب
والديلمي وابن النجار عنه قال : " سألت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - عن قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=20وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة فقال :
أما الظاهرة فالإسلام وما سوى من خلقك وما أسبغ عليك من رزقه ، وأما الباطنة فما ستر من مساوي عملك .
وأخرج
ابن مردويه عنه أيضا قال : النعمة الظاهرة الإسلام ، والنعمة الباطنة كل ما يستر عليكم من الذنوب والعيوب والحدود .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14906الفريابي nindex.php?page=showalam&ids=12508وابن أبي شيبة ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عنه أيضا أنه قال في تفسير الآية هي : لا إله إلا الله .
وأخرج
ابن أبي إسحاق ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عنه أيضا في
قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=27ولو أنما في الأرض الآية " أن أحبار اليهود قالوا لرسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بالمدينة : يا محمد أرأيت قولك nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=85وما أوتيتم من العلم إلا قليلا [ الإسراء : 85 ] إيانا تريد أم قومك ؟ فقال كلا ، فقالوا : ألست تتلو فيما جاءك أنا قد أوتينا التوراة ، وفيها تبيان كل شيء ؟ فقال : إنها في علم الله قليل ، وأنزل الله nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=27ولو أنما في الأرض الآية " . وأخرجه
ابن مردويه عنه بأطول منه . وأخرج
ابن مردويه أيضا عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود نحوه .
[ ص: 1144 ] nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=20أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=21وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=22وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=23وَمَنْ كَفَرَ فَلَا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=24نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلًا ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَى عَذَابٍ غَلِيظٍ nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=25وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=26لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=27وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=28مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ
لَمَّا فَرَغَ - سُبْحَانَهُ - مِنْ قِصَّةِ
لُقْمَانَ رَجَعَ إِلَى تَوْبِيخِ الْمُشْرِكِينَ وَتَبْكِيتِهِمْ وَإِقَامَةِ الْحُجَجِ عَلَيْهِمْ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=20nindex.php?page=treesubj&link=29002أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : مَعْنَى تَسْخِيرِهَا لِلْآدَمِيِّينَ الِانْتِفَاعُ بِهَا . انْتَهَى ، فَمِنْ مَخْلُوقَاتِ السَّمَاوَاتِ الْمُسَخَّرَةِ لِبَنِي آدَمَ أَيِ : الَّتِي يَنْتَفِعُونَ بِهَا الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَنَحْوُ ذَلِكَ .
وَمِنْ جُمْلَةِ ذَلِكَ
nindex.php?page=treesubj&link=29655الْمَلَائِكَةُ فَإِنَّهُمْ حَفَظَةٌ لِبَنِي آدَمَ بِأَمْرِ اللَّهِ - سُبْحَانَهُ - ، وَمِنْ مَخْلُوقَاتِ الْأَرْضِ الْمُسَخَّرَةِ لِبَنِي آدَمَ الْأَحْجَارُ وَالتُّرَابُ وَالزَّرْعُ وَالشَّجَرُ وَالثَّمَرُ وَالْحَيَوَانَاتُ الَّتِي يَنْتَفِعُونَ بِهَا وَالْعُشْبُ الَّذِي يَرْعَوْنَ فِيهِ دَوَابَّهُمْ وَغَيْرُ ذَلِكَ مِمَّا لَا يُحْصَى كَثْرَةً ، فَالْمُرَادُ بِالتَّسْخِيرِ جَعْلُ الْمُسَخَّرِ بِحَيْثُ يَنْتَفِعُ بِهِ الْمُسَخَّرُ لَهُ ، سَوَاءٌ كَانَ مُنْقَادًا لَهُ وَدَاخِلًا تَحْتَ تَصَرُّفِهِ أَمْ لَا
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=20وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً أَيْ : أَتَمَّ وَأَكْمَلَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ، يُقَالُ : سَبَغَتِ النِّعْمَةُ إِذَا تَمَّتْ وَكَمُلَتْ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ " أَسْبَغَ " بِالسِّينِ ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ وَيَحْيَى بْنُ عُمَارَةَ أَصْبَغَ ، بِالصَّادِ مَكَانِ السِّينِ .
وَالنِّعَمُ جَمْعُ نِعْمَةٍ عَلَى قِرَاءَةِ
نَافِعٍ وَأَبِي عَمْرٍو وَحَفْصٍ ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ " نِعْمَةً " بِسُكُونِ الْعَيْنِ عَلَى الْإِفْرَادِ وَالتَّنْوِينِ ، اسْمُ جِنْسٍ يُرَادُ بِهِ الْجَمْعُ وَيُدَلُّ بِهِ عَلَى الْكَثْرَةِ ، كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=34وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا [ إِبْرَاهِيمَ : 34 ] وَهِيَ قِرَاءَةُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ .
وَالْمُرَادُ بِالنِّعَمِ الظَّاهِرَةِ مَا يُدْرَكُ بِالْعَقْلِ أَوِ الْحِسِّ وَيَعْرِفُهُ مَنْ يَتَعَرَّفُهُ ، وَبِالْبَاطِنَةِ مَا لَا يُدْرَكُ لِلنَّاسِ وَيَخْفَى عَلَيْهِمْ .
وَقِيلَ : الظَّاهِرَةُ : الصِّحَّةُ ، وَكَمَالُ الْخَلْقِ ، وَالْبَاطِنَةُ الْمَعْرِفَةُ وَالْعَقْلُ .
وَقِيلَ : الظَّاهِرَةُ مَا يُرَى بِالْأَبْصَارِ مِنَ الْمَالِ ، وَالْجَاهِ ، وَالْجَمَالِ ، وَفَعْلِ الطَّاعَاتِ ، وَالْبَاطِنَةُ مَا يَجِدُهُ الْمَرْءُ فِي نَفْسِهِ مِنَ الْعِلْمِ بِاللَّهِ وَحُسْنِ الْيَقِينِ وَمَا يَدْفَعُهُ اللَّهُ عَنِ الْبُعْدِ مِنَ الْآفَاتِ .
وَقِيلَ : الظَّاهِرَةُ نِعَمُ الدُّنْيَا ، وَالْبَاطِنَةُ نِعَمُ الْآخِرَةِ .
وَقِيلَ : الظَّاهِرَةُ الْإِسْلَامُ وَالْجَمَالُ ، وَالْبَاطِنَةُ مَا سَتَرَهُ اللَّهُ عَلَى الْعَبْدِ مِنَ الْأَعْمَالِ السَّيِّئَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=20وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ أَيْ : فِي شَأْنِ اللَّهِ - سُبْحَانَهُ - فِي تَوْحِيدِهِ وَصِفَاتِهِ مُكَابَرَةً وَعِنَادًا بَعْدَ ظُهُورِ الْحَقِّ لَهُ وَقِيَامِ الْحُجَّةِ عَلَيْهِ ، وَلِهَذَا قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=20بِغَيْرِ عِلْمٍ مِنْ عَقْلٍ وَلَا نَقْلٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=20وَلَا هُدًى يَهْتَدِي بِهِ إِلَى طَرِيقِ الصَّوَابِ
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=20وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ أَنْزَلَهُ اللَّهُ - سُبْحَانَهُ - ، بَلْ مُجَرَّدُ تَعَنُّتٍ وَمَحْضُ عِنَادٍ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُ هَذِهِ الْآيَةِ فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=21وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ أَيْ : إِذَا قِيلَ لِهَؤُلَاءِ الْمُجَادِلِينَ ، وَالْجَمْعُ بِاعْتِبَارِ مَعْنَى مَنْ ، اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنَ الْكِتَابِ تَمَسَّكُوا بِمُجَرَّدِ
nindex.php?page=treesubj&link=22311التَّقْلِيدِ الْبَحْتِ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=21قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا فَنَعْبُدَ مَا كَانُوا يَعْبُدُونَهُ مِنَ الْأَصْنَامِ ، وَنَمْشِي فِي الطَّرِيقِ الَّتِي كَانُوا يَمْشُونَ بِهَا فِي دِينِهِمْ ، ثُمَّ قَالَ عَلَى طَرِيقِ الِاسْتِفْهَامِ لِلِاسْتِبْعَادِ وَالتَّبْكِيتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=21أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ أَيْ : يَدْعُو آبَاءَهُمُ الَّذِينَ اقْتَدَوْا بِهِمْ فِي دِينِهِمْ أَيْ : يَتْبَعُونَهُمْ فِي الشِّرْكِ ، وَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ فِيمَا هُمْ عَلَيْهِ مِنَ الشِّرْكِ ، وَيَجُوزُ أَنْ يُرَادَ أَنَّهُ يَدْعُو هَؤُلَاءِ الْأَتْبَاعَ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ ، لِأَنَّهُ زَيَّنَ لَهُمُ اتِّبَاعَ آبَائِهِمْ وَالتَّدَيُّنَ بِدِينِهِمْ ، وَيَجُوزُ أَنْ يُرَادَ أَنَّهُ يَدْعُو جَمِيعَ التَّابِعِينَ وَالْمَتْبُوعِينَ إِلَى الْعَذَابِ ، فَدُعَاؤُهُ لِلْمَتْبُوعِينَ بِتَزْيِينِهِ لَهُمُ الشِّرْكَ ، وَدُعَاؤُهُ لِلتَّابِعِينَ بِتَزْيِينِهِ لَهُمْ دِينَ آبَائِهِمْ ، وَجَوَابُ لَوْ مَحْذُوفٌ أَيْ : يَدْعُوهُمْ فَيَتَّبِعُونَهُمْ ، وَمَحَلُّ الْجُمْلَةِ النَّصْبُ عَلَى الْحَالِ .
وَمَا أَقْبَحَ التَّقْلِيدَ ، وَأَكْثَرَ ضَرَرَهُ عَلَى صَاحِبِهِ ، وَأَوْخَمَ عَاقِبَتَهُ ، وَأَشْأَمَ عَائِدَتَهُ عَلَى مَنْ وَقَعَ فِيهِ .
فَإِنَّ الدَّاعِيَ لَهُ إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ كَمَنْ يُرِيدُ أَنْ يَذُودَ الْفِرَاشَ عَنْ لَهَبِ النَّارِ لِئَلَّا تَحْتَرِقَ ، فَتَأْبَى ذَلِكَ وَتَتَهَافَتُ فِي نَارِ الْحَرِيقِ وَعَذَابِ السَّعِيرِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=22وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ أَيْ : يُفَوِّضُ إِلَيْهِ أَمْرَهُ ، وَيُخْلِصُ لَهُ عِبَادَتَهُ وَيُقْبِلُ عَلَيْهِ بِكُلِّيَّتِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=22وَهُوَ مُحْسِنٌ فِي أَعْمَالِهِ ؛ لِأَنَّ الْعِبَادَةَ مِنْ غَيْرِ إِحْسَانٍ لَهَا وَلَا مَعْرِفَةٍ بِمَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ فِيهَا لَا تَقَعُ بِالْمَوْقِعِ الَّذِي تَقَعُ بِهِ عِبَادَةُ الْمُحْسِنِينَ .
وَقَدْ صَحَّ عَنِ الصَّادِقِ الْمَصْدُوقِ لَمَّا سَأَلَهُ
جِبْرِيلُ عَنِ
nindex.php?page=treesubj&link=28855الْإِحْسَانِ أَنَّهُ قَالَ لَهُ
nindex.php?page=hadith&LINKID=1019409أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=22فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى أَيِ : اعْتَصَمَ بِالْعَهْدِ الْأَوْثَقِ وَتَعَلَّقَ بِهِ ، وَهُوَ تَمْثِيلٌ لِحَالِ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ بِحَالِ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَتَرَقَّى إِلَى شَاهِقِ جَبَلٍ ، فَتَمَسَّكَ بِأَوْثَقِ عُرَى حَبْلٍ مُتَدَلٍّ مِنْهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=22وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ أَيْ : مَصِيرُهَا إِلَيْهِ لَا إِلَى غَيْرِهِ .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ،
وَالسُّلَمِيُّ ،
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ " وَمَنْ يُسَلِّمْ " بِالتَّشْدِيدِ قَالَ
النَّحَّاسُ : وَالتَّخْفِيفُ فِي هَذَا أَعْرَفُ كَمَا قَالَ - عَزَّ وَجَلَّ -
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=20فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ [ آلِ عِمْرَانَ : 20 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=23وَمَنْ كَفَرَ فَلَا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ أَيْ : لَا تَحْزَنْ لِذَلِكَ ، فَإِنَّ كُفْرَهُ لَا يَضُرُّكَ ، بَيَّنَ - سُبْحَانَهُ - حَالَ الْكَافِرِينَ بَعْدَ فَرَاغِهِ مِنْ بَيَانِ حَالِ الْمُؤْمِنِينَ ، ثُمَّ تَوَعَّدَهُمْ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=23إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَيْ : نُخْبِرُهُمْ بِقَبَائِحِ أَعْمَالِهِمْ وَنُجَازِيهِمْ عَلَيْهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=23إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ أَيْ : بِمَا تُسِرُّهُ صُدُورُهُمْ لَا تَخْفَى عَلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ خَافِيَةٌ فَالسِّرُّ عِنْدَهُ كَالْعَلَانِيَةِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=24نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلًا أَيْ : نُبْقِيهِمْ فِي الدُّنْيَا مُدَّةً قَلِيلَةً يَتَمَتَّعُونَ بِهَا . فَإِنَّ النَّعِيمَ الزَّائِلَ هُوَ أَقَلُّ قَلِيلٍ بِالنِّسْبَةِ إِلَى النَّعِيمِ الدَّائِمِ .
وَانْتِصَابُ قَلِيلًا عَلَى أَنَّهُ صِفَةٌ لِمَصْدَرٍ مَحْذُوفٍ أَيْ : تَمْتِيعًا قَلِيلًا
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=24ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَى عَذَابٍ غَلِيظٍ أَيْ : نُلْجِئُهُمْ إِلَى عَذَابِ النَّارِ . فَإِنَّهُ لَا أَثْقَلَ مِنْهُ عَلَى مَنْ وَقَعَ فِيهِ وَأُصِيبَ بِهِ ، فَلِهَذَا اسْتُعِيرَ لَهُ الْغِلَظُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=25وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ أَيْ : يَعْتَرِفُونَ بِاللَّهِ خَالِقِ ذَلِكَ لِوُضُوحِ الْأَمْرِ فِيهِ عِنْدَهُمْ . وَهَذَا اعْتِرَافٌ مِنْهُمْ بِمَا يَدُلُّ عَلَى التَّوْحِيدِ وَبُطْلَانِ الشِّرْكِ وَلِهَذَا قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=25قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ أَيْ : قُلْ
يَا مُحَمَّدُ الْحَمْدُ
[ ص: 1145 ] لِلَّهِ عَلَى اعْتِرَافِكُمْ ، فَكَيْفَ تَعْبُدُونَ غَيْرَهُ وَتَجْعَلُونَهُ شَرِيكًا لَهُ ؟ أَوِ الْمَعْنَى : فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى مَا هَدَانَا لَهُ مِنْ دِينِهِ وَلَا حَمْدَ لِغَيْرِهِ ، ثُمَّ أَضْرَبَ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=25بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ أَيْ : لَا يَنْظُرُونَ وَلَا يَتَدَبَّرُونَ حَتَّى يَعْلَمُوا أَنَّ خَالِقَ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ هُوَ الَّذِي تَجِبُ لَهُ الْعِبَادَةُ دُونَ غَيْرِهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=26لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مُلْكًا وَخَلْقًا فَلَا يَسْتَحِقُّ الْعِبَادَةَ غَيْرُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=26إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ عَنْ غَيْرِهِ الْحَمِيدُ أَيِ :
nindex.php?page=treesubj&link=33144الْمُسْتَحِقُّ لِلْحَمْدِ أَوِ الْمَحْمُودُ مِنْ عِبَادِهِ بِلِسَانِ الْمَقَالِ أَوْ بِلِسَانِ الْحَالِ .
ثُمَّ لَمَّا ذَكَرَ - سُبْحَانَهُ - أَنَّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَتْبَعَهُ بِمَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ لَهُ وَرَاءَ ذَلِكَ مَا لَا يُحِيطُ بِهِ عَدَدٌ وَلَا يُحْصَرُ بِحَدٍّ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=27وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ أَيْ : لَوْ أَنَّ جَمِيعَ مَا فِي الْأَرْضِ مِنَ الشَّجَرِ أَقْلَامٌ ، وَوَحَّدَ الشَّجَرَةَ لِمَا تَقَرَّرَ فِي عِلْمِ الْمَعَانِي أَنَّ اسْتِغْرَاقَ الْمُفْرَدِ أَشْمَلُ ، فَكَأَنَّهُ قَالَ : كُلُّ شَجَرَةٍ شَجَرَةٍ حَتَّى لَا يَبْقَى مِنْ جِنْسِ الشَّجَرِ وَاحِدَةٌ إِلَّا وَقَدْ بُرِيَتْ أَقْلَامًا ، وَجَمَعَ الْأَقْلَامَ لِقَصْدِ التَّكْثِيرِ أَيْ : لَوْ أَنْ يَعُدَّ كُلَّ شَجَرَةٍ مِنَ الشَّجَرِ أَقْلَامًا ، قَالَ
أَبُو حَيَّانَ : وَهُوَ مِنْ وُقُوعِ الْمُفْرَدِ مَوْقِعَ الْجَمْعِ ، وَالنَّكِرَةِ مَوْقِعَ الْمَعْرِفَةِ كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=106مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ [ الْبَقَرَةِ : 106 ] ، ثُمَّ قَالَ - سُبْحَانُهُ -
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=27وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ أَيْ : يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِ نَفَادِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ " وَالْبَحْرُ " بِالرَّفْعِ عَلَى أَنَّهُ مُبْتَدَأٌ ، وَ " يَمُدُّهُ " خَبَرُهُ ، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ الْحَالِ أَيْ : وَالْحَالُ أَنَّ الْبَحْرَ الْمُحِيطَ مَعَ سِعَتِهِ يَمُدُّهُ السَّبْعَةُ الْأَبْحُرِ مَدًّا لَا يَنْقَطِعُ ، كَذَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15153الْمُبَرِّدُ : إِنَّ الْبَحْرَ مُرْتَفِعٌ بِفِعْلٍ مُقَدَّرٍ تَقْدِيرُهُ وَلَوْ ثَبَتَ الْبَحْرُ حَالَ كَوْنِهِ تَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ، وَقِيلَ : هُوَ مُرْتَفِعٌ بِالْعَطْفِ عَلَى أَنَّ ، وَمَا فِي حَيِّزِهَا .
وَقَرَأَ
أَبُو عَمْرٍو ،
وَابْنُ أَبِي إِسْحَاقَ " وَالْبَحْرَ " بِالنَّصْبِ عَطْفًا عَلَى اسْمِ أَنَّ ، أَوْ بِفِعْلٍ مُضْمَرٍ يُفَسِّرُهُ يَمُدُّهُ .
وَقَرَأَ
ابْنُ هُرْمُزَ ،
وَالْحَسَنُ يُمِدُّهُ بِضَمِّ حَرْفِ الْمُضَارَعَةِ وَكَسْرِ الْمِيمِ ، مِنْ أَمَدَّ .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=15639جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَالْبَحْرُ " مِدَادُهُ " وَجَوَابُ لَوْ
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=27مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ أَيْ : كَلِمَاتُهُ الَّتِي هِيَ عِبَارَةٌ عَنْ مَعْلُومَاتِهِ .
قَالَ
أَبُو عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ : الْمُرَادُ بِالْكَلِمَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ مَا فِي الْمَقْدُورِ دُونَ مَا خَرَجَ مِنْهُ إِلَى الْوُجُودِ ، وَوَافَقَهُ
الْقَفَّالُ فَقَالَ : الْمَعْنَى أَنَّ الْأَشْجَارَ لَوْ كَانَتْ أَقْلَامًا ، وَالْبِحَارَ مِدَادًا فَكُتِبَ بِهَا عَجَائِبُ صُنْعِ اللَّهِ الدَّالَّةُ عَلَى قُدْرَتِهِ وَوَحْدَانِيَّتِهِ لَمْ تَنْفَذْ تِلْكَ الْعَجَائِبُ .
قَالَ
الْقُشَيْرِيُّ : رَدَّ
الْقَفَّالُ مَعْنَى الْكَلِمَاتِ إِلَى الْمُقَدُورَاتِ ، وَحَمْلُ الْآيَةِ عَلَى الْكَلَامِ الْقَدِيمِ أَوْلَى .
قَالَ
النَّحَّاسُ : قَدْ تَبَيَّنَ أَنَّ الْكَلِمَاتِ هَاهُنَا يُرَادُ بِهَا الْعِلْمُ وَحَقَائِقُ الْأَشْيَاءِ ، لِأَنَّهُ جَلَّ وَعَلَا عَلِمَ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ الْخَلْقَ مَا هُوَ خَالِقٌ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ ، وَعَلِمَ مَا فِيهِ مِنْ مَثَاقِيلِ الذَّرِّ ، وَعَلِمَ الْأَجْنَاسَ كُلَّهَا وَمَا فِيهَا مِنْ شَعْرَةٍ وَعُضْوٍ وَمَا فِي الشَّجَرَةِ مِنْ وَرَقَةٍ وَمَا فِيهَا مِنْ ضُرُوبِ الْخَلْقِ .
وَقِيلَ : إِنَّ
قُرَيْشًا قَالَتْ : مَا أَكْثَرَ كَلَامَ
مُحَمَّدٍ ، فَنَزَلَتْ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ ، وَقِيلَ : إِنَّهَا لَمَّا نَزَلَتْ
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=85وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا [ الْإِسْرَاءِ : 85 ] فِي
الْيَهُودِ ، قَالُوا كَيْفَ وَقَدْ أُوتِينَا التَّوْرَاةَ فِيهَا كَلَامُ اللَّهِ وَأَحْكَامُهُ ، فَنَزَلَتْ .
قَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ : الْمُرَادُ بِالْبَحْرِ هُنَا الْمَاءُ الْعَذْبُ الَّذِي يُنْبِتُ الْأَقْلَامَ ، وَأَمَّا الْمَاءُ الْمَالِحُ فَلَا يُنْبِتُ الْأَقْلَامَ .
قُلْتُ : مَا أَسْقَطَ هَذَا الْكَلَامَ وَأَقَلَّ جَدْوَاهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=27إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ أَيْ : غَالِبٌ لَا يُعْجِزُهُ شَيْءٌ ، وَلَا يَخْرُجُ عَنْ حِكْمَتِهِ وَعِلْمِهِ فَرْدٌ مِنْ أَفْرَادِ مَخْلُوقَاتِهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=28مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ أَيْ : إِلَّا كَخَلْقِ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَبَعْثِهَا .
قَالَ
النَّحَّاسُ : كَذَا قَدَّرَهُ
النَّحْوِيُّونَ كَخَلْقِ نَفْسٍ ، مِثْلُ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=82وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ [
يُوسُفَ : 82 ] .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ أَيْ :
nindex.php?page=treesubj&link=30336قُدْرَةُ اللَّهِ عَلَى بَعْثِ الْخَلْقِ كُلِّهِمْ وَعَلَى خَلْقِهِمْ كَقُدْرَتِهِ عَلَى خَلْقِ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَبَعْثِ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=28إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ لِكُلِّ مَا يَسْمَعُ بَصِيرٌ بِكُلِّ مَا يُبْصِرُ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
الْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ عَنْ
عَطَاءٍ قَالَ : سَأَلْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=20وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ الْآيَةَ ، قَالَ هَذِهِ مِنْ كُنُوزِ عِلْمِي سَأَلْتُ عَنْهَا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ :
أَمَّا الظَّاهِرَةُ فَمَا سَوَّى مِنْ خَلْقِكَ ، وَأَمَّا الْبَاطِنَةُ فَمَا سَتَرَ مِنْ عَوْرَتِكَ ، وَلَوْ أَبْدَاهَا لَقَلَاكَ أَهْلُكَ فَمَنْ سِوَاهُمْ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ
وَالدَّيْلَمِيُّ وَابْنُ النَّجَّارِ عَنْهُ قَالَ : " سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - عَنْ قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=20وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً فَقَالَ :
أَمَّا الظَّاهِرَةُ فَالْإِسْلَامُ وَمَا سَوَّى مِنْ خَلْقِكَ وَمَا أَسْبَغَ عَلَيْكَ مِنْ رِزْقِهِ ، وَأَمَّا الْبَاطِنَةُ فَمَا سَتَرَ مِنْ مُسَاوِي عَمَلِكَ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْهُ أَيْضًا قَالَ : النِّعْمَةُ الظَّاهِرَةُ الْإِسْلَامُ ، وَالنِّعْمَةُ الْبَاطِنَةُ كُلُّ مَا يَسْتُرُ عَلَيْكُمْ مِنَ الذُّنُوبِ وَالْعُيُوبِ وَالْحُدُودِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14906الْفِرْيَابِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=12508وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْهُ أَيْضًا أَنَّهُ قَالَ فِي تَفْسِيرِ الْآيَةِ هِيَ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ أَبِي إِسْحَاقَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ أَيْضًا فِي
قَوْلِهِ : nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=27وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ الْآيَةَ " أَنَّ أَحْبَارَ الْيَهُودِ قَالُوا لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - بِالْمَدِينَةِ : يَا مُحَمَّدُ أَرَأَيْتَ قَوْلَكَ nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=85وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا [ الْإِسْرَاءِ : 85 ] إِيَّانَا تُرِيدُ أَمْ قَوْمَكَ ؟ فَقَالَ كُلًّا ، فَقَالُوا : أَلَسْتَ تَتْلُو فِيمَا جَاءَكَ أَنَّا قَدْ أُوتِينَا التَّوْرَاةَ ، وَفِيهَا تِبْيَانُ كُلِّ شَيْءٍ ؟ فَقَالَ : إِنَّهَا فِي عِلْمِ اللَّهِ قَلِيلٌ ، وَأَنْزَلَ اللَّهُ nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=27وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ الْآيَةَ " . وَأَخْرَجَهُ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْهُ بِأَطْوَلَ مِنْهُ . وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ أَيْضًا عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ نَحْوَهُ .