nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=18nindex.php?page=treesubj&link=29004_29326قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لإخوانهم هلم إلينا ولا يأتون البأس إلا قليلا ( 18 )
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=19أشحة عليكم فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد أشحة على الخير أولئك لم يؤمنوا فأحبط الله أعمالهم وكان ذلك على الله يسيرا ( 19 )
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=20يحسبون الأحزاب لم يذهبوا وإن يأت الأحزاب يودوا لو أنهم بادون في الأعراب يسألون عن أنبائكم ولو كانوا فيكم ما قاتلوا إلا قليلا ( 20 )
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=21لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا ( 21 )
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=22ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما ( 22 )
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=23من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ( 23 )
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=24ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم إن الله كان غفورا رحيما ( 24 )
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=25ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا ( 25 )
[ ص: 1162 ] قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=18قد يعلم الله المعوقين منكم يقال : عاقه واعتاقه وعوقه : إذا صرفه عن الوجه الذي يريده .
قال
الواحدي قال المفسرون : هؤلاء قوم من المنافقين كانوا يثبطون أنصار النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ، وذلك أنهم قالوا لهم : ما
محمد وأصحابه إلا أكلة رأس ، ولو كانوا لحما لالتقمهم
أبو سفيان وحزبه ، فخلوهم وتعالوا إلينا ، وقيل : إن القائل هذه المقالة اليهود قالوا لإخوانهم من المنافقين هلم إلينا ومعنى هلم أقبل واحضر
وأهل الحجاز يسوون فيه بين الواحد والجماعة والمذكر والمؤنث ، وغيرهم من العرب يقولون : هلم للواحد المذكر ، وهلمي للمؤنث ، وهلما للاثنين ، وهلموا للجماعة ، وقد مر الكلام على هذا في سورة الأنعام ولا يأتون البأس أي : الحرب إلا قليلا خوفا من الموت ، وقيل : المعنى : لا يحضرون القتال إلا رياء وسمعة من غير احتساب .
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=19أشحة عليكم أي : بخلاء عليكم لا يعاونونكم بحفر
الخندق ولا بالنفقة في سبيل الله ، قاله
مجاهد ،
وقتادة .
وقيل : أشحة بالقتال معكم ، وقيل : بالنفقة على فقرائكم ومساكينكم ، وقيل : أشحة بالغنائم إذا أصابوها . قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي .
وانتصابه على الحال من فاعل يأتون ، أو من المعوقين .
وقال
الفراء : يجوز في نصبه أربعة أوجه : منها النصب على الذم ، ومنها بتقدير فعل محذوف : أي : يأتونه أشحة .
قال
النحاس : ولا يجوز أن يكون العامل فيه للمعوقين ولا القائلين لئلا يفرق بين الصلة والموصول
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=19فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم أي : تدور يمينا وشمالا ، وذلك سبيل الجبان إذا شاهد ما يخافه
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=19كالذي يغشى عليه من الموت أي : كعين الذي يغشى عليه من الموت ، وهو الذي نزل به الموت وغشيته أسبابه ، فيذهل ويذهب عقله ويشخص بصره فلا يطرف ، كذلك هؤلاء تشخص أبصارهم لما يلحقهم من الخوف ، ويقال : للميت إذا شخص بصره : دارت عيناه ، ودارت حماليق عينيه ، والكاف نعت مصدر محذوف
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=19فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد يقال : سلق فلان فلانا بلسانه : إذا أغلظ له في القول مجاهرا .
قال
الفراء أي : آذوهم بالكلام في الأمن بألسنة سليطة ذربة ، ويقال : خطيب مسلاق ومصلاق إذا كان بليغا ، ومنه قول
الأعشى :
فيهم المجد والسماحة والنج دة فيهم والخاطب المسلاق
قال
القتيبي : المعنى آذوكم بالكلام الشديد ، والسلق الأذى ، ومنه قول الشاعر :
لقد سلقت هوازنا بنو أهل حتى انحنينا
قال
قتادة : معنى الآية : بسطوا ألسنتهم فيكم في وقت قسمة الغنيمة يقولون : أعطنا فإنه قد شهدنا معكم ، فعند الغنيمة أشح قوم وأبسطهم لسانا ووقت البأس أجبن قوم وأخوفهم .
قال
النحاس : وهذا قول حسن ، وانتصاب
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=19أشحة على الخير على الحالية من فاعل سلقوكم ، ويجوز أن يكون نصبه على الذم .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12356ابن أبي عبلة برفع ( أشحة ) ، والمراد هنا أنهم أشحة على الغنيمة يشاحون المسلمين عند القسمة ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=17317يحيى بن سلام .
وقيل : على المال أن ينفقوه في سبيل الله . قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي .
ويمكن أن يقال : معناه : أنهم قليلو الخير من غير تقييد بنوع من أنواعه والإشارة بقوله : أولئك إلى الموصوفين بتلك الصفات
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=19لم يؤمنوا إيمانا خالصا بل هم منافقون : يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=19فأحبط الله أعمالهم أي : أبطلها بمعنى أظهر بطلانها ، لأنها لم تكن لهم أعمال تقتضي الثواب حتى يبطلها الله .
قال
مقاتل : أبطل جهادهم لأنه لم يكن في إيمان
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=19وكان ذلك على الله يسيرا أي : وكان ذلك الإحباط لأعمالهم ، أو كان نفاقهم على الله هينا .
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=20nindex.php?page=treesubj&link=29004_29326يحسبون الأحزاب لم يذهبوا أي : يحسب هؤلاء المنافقون لجبنهم أن الأحزاب باقون في معسكرهم لم يذهبوا إلى ديارهم ، وذلك لما نزل بهم من الفشل والروع
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=20وإن يأت الأحزاب مرة أخرى بعد هذه المرة
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=20يودوا لو أنهم بادون في الأعراب أي : يتمنون أنهم في بادية الأعراب لما حل بهم من الرهبة ، والبادي خلاف الحاضر ، يقال : بدا يبدو بداوة إذا خرج إلى البادية
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=20يسألون عن أنبائكم أي : عن أخباركم وما جرى لكم ، كل قادم عليهم من جهتكم ، أو يسأل بعضهم بعضا عن الأخبار التي بلغته من أخبار الأحزاب ورسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - .
والمعنى : أنهم يتمنون أنهم بعيد عنكم يسألون عن أخباركم من غير مشاهدة للقتال لفرط جبنهم وضعف نياتهم
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=20ولو كانوا فيكم ما قاتلوا إلا قليلا أي : لو كانوا معكم في هذه الغزوة مشاهدين للقتال ما قاتلوا معكم إلا قتالا قليلا خوفا من العار وحمية على الديار .
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=21nindex.php?page=treesubj&link=29004_28750لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة أي : قدوة صالحة ، يقال : لي في فلان أسوة أي : لي به ، والأسوة من الائتساء ، كالقدوة من الاقتداء : اسم يوضع موضع المصدر .
قال
الجوهري : والأسوة والإسوة بالضم والكسر ، والجمع أسى وإسى .
قرأ الجمهور أسوة بالضم للهمزة ، وقرأ
عاصم بكسرها ، وهما لغتان كما قال
الفراء وغيره .
وفي هذه الآية عتاب للمتخلفين عن القتال مع رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أي : لقد كان لكم في رسول الله حيث بذل نفسه للقتال وخرج إلى
الخندق لنصرة دين الله أسوة ، وهذه الآية وإن كان سببها خاصا فهي عامة في كل شيء ، ومثلها
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=7وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا [ الحشر : 7 ] ، وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=31قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله [ آل عمران : 31 ] ، واللام في
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=21لمن كان يرجو الله واليوم الآخر متعلق بـ حسنة ، أو بمحذوف هو صفة ل حسنة أي :
[ ص: 1163 ] كائنة لمن يرجو الله .
وقيل : إن الجملة بدل من الكاف في لكم ، ورده
أبو حيان وقال : إنه لا يبدل من ضمير المخاطب بإعادة الجار .
ويجاب عنه بأنه قد أجاز ذلك
الكوفيون والأخفش وإن منعه
البصريون ، والمراد بمن كان يرجو الله : المؤمنون ، فإنهم الذين يرجون الله ويخافون عذابه ، ومعنى يرجون الله : يرجون ثوابه أو لقاءه ، ومعنى يرجون اليوم الآخر : أنهم يرجون رحمة الله فيه أو يصدقون بحصوله وأنه كائن لا محالة ، وهذه الجملة تخصيص بعد التعميم بالجملة الأولى
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=21وذكر الله كثيرا معطوف على كان أي : ولمن ذكر الله في جميع أحواله ذكرا كثيرا ، وجمع بين الرجاء لله والذكر له ، فإن بذلك تتحقق الأسوة الحسنة برسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - .
ثم بين - سبحانه - ما وقع من المؤمنين المخلصين عند رؤيتهم للأحزاب ومشاهدتهم لتلك الجيوش التي أحاطت بهم كالبحر العباب فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=22nindex.php?page=treesubj&link=29004_30826ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله الإشارة بقوله هذا إلى ما رأوه من الجيوش ، أو إلى الخطب الذي نزل والبلاء الذي دهم ، وهذا القول منهم قالوه استبشارا بحصول ما وعدهم الله ورسوله من مجيء هذه الجنود ، وإنه يتعقب مجيئهم إليهم نزول النصر والظفر من عند الله ، و ما في
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=22ما وعدنا الله هي الموصولة ، أو المصدرية ، ثم أردفوا ما قالوه بقولهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=22وصدق الله ورسوله أي : ظهر صدق خبر الله ورسوله
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=22وما زادهم إلا إيمانا وتسليما أي : ما زادهم ما رأوه إلا إيمانا بالله وتسليما لأمره .
قال
الفراء : ما زادهم النظر إلى الأحزاب إلا إيمانا وتسليما .
قال
علي بن سليمان : رأى يدل على الرؤية وتأنيث الرؤية غير حقيقي ، والمعنى : ما زادهم الرؤية إلا إيمانا للرب وتسليما للقضاء ، ولو قال ما زادتهم لجاز .
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=23nindex.php?page=treesubj&link=29004_29326_31542من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه أي : من المؤمنين المخلصين رجال صدقوا أتوا بالصدق ، من صدقني إذا قال الصدق ، ومحل
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=23ما عاهدوا الله عليه النصب بنزع الخافض ، والمعنى : أنهم وفوا بما عاهدوا عليه رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ليلة العقبة من الثبات معه ، والمقاتلة لمن قاتله ، بخلاف من كذب في عهده وخان الله ورسوله وهم المنافقون ، وقيل : هم الذين نذروا أنهم إذا لقوا حربا مع رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ثبتوا له ولم يفروا ، ووجه إظهار الاسم الشريف ، والرسول في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=22وعدنا الله ورسوله بعد قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=22ما وعدنا الله ورسوله هو قصد التعظيم كما في قول الشاعر :
أرى الموت لا يسبق الموت شيء
وأيضا لو أضمرهما لجمع بين ضمير الله وضمير رسوله في لفظ واحد .
وقال صدقا ، وقد ورد النهي عن جمعهما كما في حديث "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021130بئس خطيب القوم أنت " لمن قال : ومن يعصهما فقد غوى .
ثم فصل - سبحانه - حال الصادقين بما وعدوا الله ورسوله وقسمهم إلى قسمين فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=23فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر النحب : ما التزمه الإنسان واعتقد الوفاء به ، ومنه قول الشاعر :
عشية فر الحارثيون بعدما قضى نحبه في ملتقى القوم هوبر
وقال الآخر :
بطخفة جالدنا الملوك وخيلنا عشية بسطام جرين على نحب
أي : على أمر عظيم ، والنحب يطلق على النذر والقتل والموت .
قال
ابن قتيبة : قضى نحبه أي : قتل وأصل النحب النذر .
كانوا يوم
بدر نذروا إن لقوا العدو أن يقاتلوا حتى يقتلوا أو يفتح الله لهم فقتلوا ، فقيل : فلان قضى نحبه أي : قتل ، والنحب أيضا الحاجة وإدراك الأمنية ، يقول قائلهم : مالي عندهم نحب ، والنحب العهد ، ومنه قول الشاعر :
لقد نحبت كلب على الناس أنهم أحق بتاج الماجد المتكرم
وقال آخر :
قد نحب المجد علينا نحبا
ومن ورود النحب في الحاجة وإدراك الأمنية قول الشاعر :
أنحب فيقضى أم ضلال وباطل
ومعنى الآية : أن من المؤمنين رجالا أدركوا أمنيتهم وقضوا حاجتهم ووفوا بنذرهم فقاتلوا حتى قتلوا ، وذلك يوم
أحد كحمزة nindex.php?page=showalam&ids=104ومصعب بن عمير وأنس بن النضر ومنهم من ينتظر قضاء نحبه حتى يحضر أجله
nindex.php?page=showalam&ids=7كعثمان بن عفان ،
وطلحة ،
والزبير وأمثالهم فإنهم مستمرون على الوفاء بما عاهدوا الله عليه من الثبات مع رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - والقتال لعدوه ، ومنتظرون لقضاء حاجتهم وحصول أمنيتهم بالقتل وإدراك فضل الشهادة ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=23وما بدلوا تبديلا معطوفة على صدقوا أي : ما غيروا عهدهم الذي عاهدوا الله عليه كما غير المنافقون عهدهم ، بل ثبتوا عليه ثبوتا مستمرا أما الذين قضوا نحبهم فظاهر ، وأما الذين ينتظرون قضاء نحبهم فقد استمروا على ذلك حتى فارقوا الدنيا ولم يغيروا ولا بدلوا .
واللام في
nindex.php?page=treesubj&link=29004_19476قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=24ليجزي الله الصادقين بصدقهم يجوز أن يتعلق بـ صدقوا أو بـ زادهم ، أو بـ ما بدلوا ، أو بمحذوف ، كأنه قيل : وقع جميع ما وقع ; ليجزي الله الصادقين بصدقهم
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=24ويعذب المنافقين إن شاء بما صدر عنهم من التغيير والتبديل ، جعل المنافقين كأنهم قصدوا عاقبة السوء وأرادوها بسبب تبديلهم وتغييرهم كما قصد الصادقون عاقبة الصدق بوفائهم ، فكل من الفريقين مسوق إلى عاقبته من الثواب والعقاب ، فكأنهما استويا في طلبها والسعي لتحصيلها ، ومفعول " إن شاء " وجوابها محذوفان أي : إن شاء تعذيبهم عذبهم ، وذلك إذا أقاموا على النفاق ولم يتركوه ويتوبوا عنه
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=24الله كان غفورا رحيما أي : لمن تاب منهم وأقلع عما كان عليهم من النفاق .
ثم رجع - سبحانه - إلى حكاية بقية القصة وما امتن به على رسوله والمؤمنين من النعمة فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=25nindex.php?page=treesubj&link=29004_30828ورد الله الذين كفروا وهم الأحزاب ، والجملة معطوفة على
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=9فأرسلنا عليهم ريحا [ الأحزاب : 9 ] أو على المقدر عاملا في
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=24ليجزي الله الصادقين بصدقهم ، كأنه قيل : وقع ما وقع من الحوادث ورد الله الذين كفروا ،
[ ص: 1164 ] ومحل
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=25بغيظهم النصب على الحال ، والباء للمصاحبة أي : حال كونهم متلبسين بغيظهم ومصاحبين له ، ويجوز أن تكون للسببية ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=25لم ينالوا خيرا في محل نصب على الحال أيضا من الموصول ، أو من الحال الأولى على التعاقب ، أو التداخل .
والمعنى : أن الله ردهم بغيظهم لم يشف صدورهم ولا نالوا خيرا في اعتقادهم ، وهو الظفر بالمسلمين ، أو لم ينالوا خيرا أي خير ، بل رجعوا خاسرين لم يربحوا إلا عناء السفر وغرم النفقة
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=25nindex.php?page=treesubj&link=29004_30828وكفى الله المؤمنين القتال بما أرسله من الريح والجنود من الملائكة
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=25وكان الله قويا عزيزا على كل ما يريده إذا قال له كن كان ، عزيزا غالبا قاهرا لا يغالبه أحد من خلقه ولا يعارضه معارض في سلطانه وجبروته .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=19سلقوكم قال : استقبلوكم .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عنه
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=19وكان ذلك على الله يسيرا قال : هينا .
وأخرج
ابن مردويه والخطيب nindex.php?page=showalam&ids=13359وابن عساكر وابن النجار عن
عمر في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=21لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة قال : في جوع رسول الله ، وقد استدل بهذه الآية جماعة من الصحابة في مسائل كثيرة اشتملت عليها كتب السنة ، وهي خارجة عما نحن بصدده .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وابن مردويه ،
والبيهقي في الدلائل عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=22ولما رأى المؤمنون الأحزاب إلى آخر الآية ، قال : إن الله قال لهم في سورة البقرة
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=214أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء [ البقرة : 214 ] فلما مسهم البلاء حيث رابطوا الأحزاب في
الخندق nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=22قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله فتأول المسلمون ذلك فلم يزدهم
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=22إلا إيمانا وتسليما .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري وغيره عن
أنس قال : نرى هذه الآية نزلت في أنس بن النضر
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=23من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه .
وأخرج ابن سعد
وأحمد ،
ومسلم ،
nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي ،
nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي والبغوي في معجمه ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
وابن مردويه وأبو نعيم ،
والبيهقي عن
أنس قال : غاب عمي
أنس بن النضر عن
بدر فشق عليه ، وقال : أول مشهد شهده رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - غبت عنه لئن أراني الله مشهدا مع رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فيما بعد ليرين الله ما أصنع ، فشهد يوم
أحد ، فاستقبله
nindex.php?page=showalam&ids=307سعد بن معاذ فقال : يا
أبا عمرو وأين ؟ قال : واها لريح الجنة أجدها دون
أحد ، فقاتل حتى قتل ، فوجد في جسده بضع وثمانون ما بين ضربة وطعنة ورمية ، ونزلت هذه الآية
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=23رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه وكانوا يرون أنها نزلت فيه وفي أصحابه .
وقد روي عنه نحوه من طريق أخرى عند
الترمذي وصححه ،
nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي وغيرهما .
وأخرج
الحاكم وصححه ،
والبيهقي في الدلائل عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - حين انصرف من
أحد مر على
nindex.php?page=showalam&ids=104مصعب بن عمير وهو مقتول فوقف عليه ودعا له ، ثم قرأ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=23من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه الآية ، ثم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021131أشهد أن هؤلاء شهداء عند الله فأتوهم وزوروهم ، والذي نفسي بيده لا يسلم عليهم أحد إلى يوم القيامة إلا ردوا عليه .
وقد تعقب
الحاكم في تصحيحه
الذهبي كما ذكر ذلك
السيوطي ، ولكنه قد أخرج
الحاكم حديثا آخر وصححه .
وأخرجه أيضا
البيهقي في الدلائل عن
أبي ذر قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021132لما فرغ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يوم أحد مر على nindex.php?page=showalam&ids=104مصعب بن عمير مقتولا على طريقه ، فقرأ nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=23من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه الآية .
وأخرج
ابن مردويه من حديث
خباب مثله ، وهما يشهدان لحديث
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة .
وأخرج
الترمذي وحسنه
وأبو يعلى ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني وابن مردويه عن
طلحة أن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قالوا لأعرابي جاهل : سله عمن قضى نحبه من هو ؟ وكانوا لا يجترئون على مسألته يوقرونه ويهابونه ، فسأله الأعرابي فأعرض عنه ، ثم سأله فأعرض عنه ، ثم إني اطلعت من باب المسجد ، فقال : أين السائل عمن قضى نحبه ؟ قال الأعرابي : أنا ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021133هذا ممن قضى نحبه .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني وابن مردويه من حديثه نحوه .
وأخرج
الترمذي ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
وابن مردويه عن
معاوية قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021134طلحة ممن قضى نحبه .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور وأبو يعلى وأبو نعيم ،
وابن المنذر ،
وابن مردويه عن
عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021135من سره أن ينظر إلى رجل يمشي على الأرض قد قضى نحبه فلينظر إلى طلحة .
وأخرج
ابن مردويه من حديث
جابر مثله . وأخرج
ابن منده ،
nindex.php?page=showalam&ids=13359وابن عساكر من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=64أسماء بنت أبي بكر نحوه .
وأخرج
أبو الشيخ nindex.php?page=showalam&ids=13359وابن عساكر عن
علي أن هذه الآية نزلت في
طلحة .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
وابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=23فمنهم من قضى نحبه قال : الموت على ما عاهدوا الله عليه ، ومنهم من ينتظر الموت على ذلك .
وأخرج
أحمد nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري وابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=123سليمان بن صرد قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يوم الأحزاب :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021136الآن نغزوهم ولا يغزونا .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=23فمنهم من قضى نحبه قال : مات على ما هو عليه من التصديق والإيمان
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=23ومنهم من ينتظر ذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=23وما بدلوا تبديلا لم يغيروا كما غير المنافقون .
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=18nindex.php?page=treesubj&link=29004_29326قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا ( 18 )
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=19أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا ( 19 )
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=20يَحْسَبُونَ الْأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا فِيكُمْ مَا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا ( 20 )
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=21لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ( 21 )
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=22وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا ( 22 )
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=23مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ( 23 )
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=24لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا ( 24 )
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=25وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا ( 25 )
[ ص: 1162 ] قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=18قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ يُقَالُ : عَاقَهُ وَاعْتَاقَهُ وَعَوَّقَهُ : إِذَا صَرَفَهُ عَنِ الْوَجْهِ الَّذِي يُرِيدُهُ .
قَالَ
الْوَاحِدِيُّ قَالَ الْمُفَسِّرُونَ : هَؤُلَاءِ قَوْمٌ مِنَ الْمُنَافِقِينَ كَانُوا يُثَبِّطُونَ أَنْصَارَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - ، وَذَلِكَ أَنَّهُمْ قَالُوا لَهُمْ : مَا
مُحَمَّدٌ وَأَصْحَابُهُ إِلَّا أَكْلَةُ رَأْسٍ ، وَلَوْ كَانُوا لَحْمًا لَالْتَقَمَهُمْ
أَبُو سُفْيَانَ وَحِزْبُهُ ، فَخَلُّوهُمْ وَتَعَالَوْا إِلَيْنَا ، وَقِيلَ : إِنَّ الْقَائِلَ هَذِهِ الْمَقَالَةِ الْيَهُودُ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ مِنَ الْمُنَافِقِينَ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَمَعْنَى هَلُمَّ أَقْبِلْ واحْضُرْ
وَأَهْلُ الْحِجَازِ يُسَوُّونَ فِيهِ بَيْنَ الْوَاحِدِ وَالْجَمَاعَةِ وَالْمُذَكَّرِ وَالْمُؤَنَّثِ ، وَغَيْرُهُمْ مِنَ الْعَرَبِ يَقُولُونَ : هَلُمَّ لِلْوَاحِدِ الْمُذَكَّرِ ، وَهَلُمِّي لِلْمُؤَنَّثِ ، وَهَلُمَّا لِلِاثْنَيْنِ ، وَهَلُمُّوا لِلْجَمَاعَةِ ، وَقَدْ مَرَّ الْكَلَامُ عَلَى هَذَا فِي سُورَةِ الْأَنْعَامِ وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ أَيِ : الْحَرْبَ إِلَّا قَلِيلًا خَوْفًا مِنَ الْمَوْتِ ، وَقِيلَ : الْمَعْنَى : لَا يَحْضُرُونَ الْقِتَالَ إِلَّا رِيَاءً وَسُمْعَةً مِنْ غَيْرِ احْتِسَابٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=19أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ أَيْ : بُخَلَاءَ عَلَيْكُمْ لَا يُعَاوِنُونَكُمْ بِحَفْرِ
الْخَنْدَقِ وَلَا بِالنَّفَقَةِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، قَالَهُ
مُجَاهِدٌ ،
وَقَتَادَةُ .
وَقِيلَ : أَشِحَّةٌ بِالْقِتَالِ مَعَكُمْ ، وَقِيلَ : بِالنَّفَقَةِ عَلَى فُقَرَائِكُمْ وَمَسَاكِينِكُمْ ، وَقِيلَ : أَشِحَّةٌ بِالْغَنَائِمِ إِذَا أَصَابُوهَا . قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ .
وَانْتِصَابُهُ عَلَى الْحَالِ مِنْ فَاعِلِ يَأْتُونَ ، أَوْ مِنَ الْمُعَوِّقِينَ .
وَقَالَ
الْفَرَّاءُ : يَجُوزُ فِي نَصْبِهِ أَرْبَعَةُ أَوْجُهٍ : مِنْهَا النَّصْبُ عَلَى الذَّمِّ ، وَمِنْهَا بِتَقْدِيرِ فِعْلٍ مَحْذُوفٍ : أَيْ : يَأْتُونَهُ أَشِحَّةً .
قَالَ
النَّحَّاسُ : وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْعَامِلُ فِيهِ لِلْمُعَوِّقِينَ وَلَا الْقَائِلِينَ لِئَلَّا يُفَرَّقَ بَيْنَ الصِّلَةِ وَالْمَوْصُولِ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=19فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ أَيْ : تَدُورُ يَمِينًا وَشِمَالًا ، وَذَلِكَ سَبِيلُ الْجَبَانِ إِذَا شَاهَدَ مَا يَخَافُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=19كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ أَيْ : كَعَيْنِ الَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ ، وَهُوَ الَّذِي نَزَلَ بِهِ الْمَوْتُ وَغَشِيَتْهُ أَسْبَابُهُ ، فَيُذْهَلُ وَيَذْهَبُ عَقْلُهُ وَيَشْخَصُ بَصَرُهُ فَلَا يَطْرِفُ ، كَذَلِكَ هَؤُلَاءِ تَشْخَصُ أَبْصَارُهُمْ لِمَا يَلْحَقُهُمْ مِنَ الْخَوْفِ ، وَيُقَالُ : لِلْمَيِّتِ إِذَا شَخَصَ بَصَرُهُ : دَارَتْ عَيْنَاهُ ، وَدَارَتْ حَمَالِيقُ عَيْنَيْهِ ، وَالْكَافُ نَعْتُ مَصْدَرٍ مَحْذُوفٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=19فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ يُقَالُ : سَلَقَ فُلَانٌ فَلَانًا بِلِسَانِهِ : إِذَا أَغْلَظَ لَهُ فِي الْقَوْلِ مُجَاهِرًا .
قَالَ
الْفَرَّاءُ أَيْ : آذَوْهُمْ بِالْكَلَامِ فِي الْأَمْنِ بِأَلْسِنَةٍ سَلِيطَةٍ ذَرِبَةٍ ، وَيُقَالُ : خَطِيبٌ مِسْلَاقٌ وَمِصْلَاقٌ إِذَا كَانَ بَلِيغًا ، وَمِنْهُ قَوْلُ
الْأَعْشَى :
فِيهِمُ الْمَجْدُ وَالسَّمَاحَةُ وَالنَّجْ دَةُ فِيهِمْ وَالْخَاطِبُ الْمِسْلَاقُ
قَالَ
الْقُتَيْبِيُّ : الْمَعْنَى آذَوْكُمْ بِالْكَلَامِ الشَّدِيدِ ، وَالسَّلْقُ الْأَذَى ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
لَقَدْ سَلَقَتْ هَوَازِنًا بَنُو أَهْلٍ حَتَّى انْحَنَيْنَا
قَالَ
قَتَادَةُ : مَعْنَى الْآيَةِ : بَسَطُوا أَلْسِنَتَهُمْ فِيكُمْ فِي وَقْتِ قِسْمَةِ الْغَنِيمَةِ يَقُولُونَ : أَعْطِنَا فَإِنَّهُ قَدْ شَهِدْنَا مَعَكُمْ ، فَعِنْدَ الْغَنِيمَةِ أَشَحُّ قَوْمٍ وَأَبْسَطُهُمْ لِسَانًا وَوَقْتَ الْبَأْسِ أَجْبَنُ قَوْمٍ وَأَخْوَفُهُمْ .
قَالَ
النَّحَّاسُ : وَهَذَا قَوْلٌ حَسَنٌ ، وَانْتِصَابُ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=19أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ عَلَى الْحَالِيَّةِ مِنْ فَاعِلِ سَلَقُوكُمْ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ نَصْبُهُ عَلَى الذَّمِّ .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=12356ابْنُ أَبِي عَبْلَةَ بِرَفْعِ ( أَشِحَّةٌ ) ، وَالْمُرَادُ هُنَا أَنَّهُمْ أَشِحَّةٌ عَلَى الْغَنِيمَةِ يُشَاحُّونَ الْمُسْلِمِينَ عِنْدَ الْقِسْمَةِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=17317يَحْيَى بْنُ سَلَامٍ .
وَقِيلَ : عَلَى الْمَالِ أَنْ يُنْفِقُوهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ . قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ .
وَيُمْكِنُ أَنْ يُقَالَ : مَعْنَاهُ : أَنَّهُمْ قَلِيلُو الْخَيْرِ مِنْ غَيْرِ تَقْيِيدٍ بِنَوْعٍ مِنْ أَنْوَاعِهِ وَالْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ : أُولَئِكَ إِلَى الْمَوْصُوفِينَ بِتِلْكَ الصِّفَاتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=19لَمْ يُؤْمِنُوا إِيمَانًا خَالِصًا بَلْ هُمْ مُنَافِقُونَ : يُظْهِرُونَ الْإِيمَانَ وَيُبْطِنُونَ الْكُفْرَ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=19فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ أَيْ : أَبْطَلَهَا بِمَعْنَى أَظْهَرَ بُطْلَانَهَا ، لِأَنَّهَا لَمْ تَكُنْ لَهُمْ أَعْمَالٌ تَقْتَضِي الثَّوَابَ حَتَّى يُبْطِلَهَا اللَّهُ .
قَالَ
مُقَاتِلٌ : أَبْطَلَ جِهَادَهُمْ لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ فِي إِيمَانٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=19وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا أَيْ : وَكَانَ ذَلِكَ الْإِحْبَاطُ لِأَعْمَالِهِمْ ، أَوْ كَانَ نِفَاقُهُمْ عَلَى اللَّهِ هَيِّنًا .
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=20nindex.php?page=treesubj&link=29004_29326يَحْسَبُونَ الْأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا أَيْ : يَحْسَبُ هَؤُلَاءِ الْمُنَافِقُونَ لِجُبْنِهِمْ أَنَّ الْأَحْزَابَ بَاقُونَ فِي مُعَسْكَرِهِمْ لَمْ يَذْهَبُوا إِلَى دِيَارِهِمْ ، وَذَلِكَ لِمَا نَزَلَ بِهِمْ مِنَ الْفَشَلِ وَالرَّوْعِ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=20وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزَابُ مَرَّةً أُخْرَى بَعْدَ هَذِهِ الْمَرَّةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=20يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ أَيْ : يَتَمَنَّوْنَ أَنَّهُمْ فِي بَادِيَةِ الْأَعْرَابِ لِمَا حَلَّ بِهِمْ مِنَ الرَّهْبَةِ ، وَالْبَادِي خِلَافُ الْحَاضِرِ ، يُقَالُ : بَدَا يَبْدُو بَدَاوَةً إِذَا خَرَجَ إِلَى الْبَادِيَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=20يَسْأَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ أَيْ : عَنْ أَخْبَارِكُمْ وَمَا جَرَى لَكُمْ ، كُلَّ قَادِمٍ عَلَيْهِمْ مِنْ جِهَتِكُمْ ، أَوْ يَسْأَلُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا عَنِ الْأَخْبَارِ الَّتِي بَلَغَتْهُ مِنْ أَخْبَارِ الْأَحْزَابِ وَرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - .
وَالْمَعْنَى : أَنَّهُمْ يَتَمَنَّوْنَ أَنَّهُمْ بَعِيدٌ عَنْكُمْ يَسْأَلُونَ عَنْ أَخْبَارِكُمْ مِنْ غَيْرِ مُشَاهِدَةٍ لِلْقِتَالٍ لِفَرْطِ جُبْنِهِمْ وَضَعْفِ نِيَّاتِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=20وَلَوْ كَانُوا فِيكُمْ مَا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا أَيْ : لَوْ كَانُوا مَعَكُمْ فِي هَذِهِ الْغَزْوَةِ مُشَاهِدِينَ لِلْقِتَالِ مَا قَاتَلُوا مَعَكُمْ إِلَّا قِتَالًا قَلِيلًا خَوْفًا مِنَ الْعَارِ وَحَمِيَّةً عَلَى الدِّيَارِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=21nindex.php?page=treesubj&link=29004_28750لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ أَيْ : قُدْوَةٌ صَالِحَةٌ ، يُقَالُ : لِي فِي فُلَانٍ أُسْوَةٌ أَيْ : لِي بِهِ ، وَالْأُسْوَةُ مِنَ الِائْتِسَاءِ ، كَالْقُدْوَةِ مِنَ الِاقْتِدَاءِ : اسْمٌ يُوضَعُ مَوْضِعَ الْمَصْدَرِ .
قَالَ
الْجَوْهَرِيُّ : وَالْأُسْوَةُ وَالْإِسْوَةُ بِالضَّمِّ وَالْكَسْرِ ، وَالْجَمْعُ أُسًى وَإِسًى .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ أُسْوَةٌ بِالضَّمِّ لِلْهَمْزَةِ ، وَقَرَأَ
عَاصِمٌ بِكَسْرِهَا ، وَهُمَا لُغَتَانِ كَمَا قَالَ
الْفَرَّاءُ وَغَيْرُهُ .
وَفِي هَذِهِ الْآيَةِ عِتَابٌ لِلْمُتَخَلِّفِينَ عَنِ الْقِتَالِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - أَيْ : لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ حَيْثُ بَذَلَ نَفْسَهُ لِلْقِتَالِ وَخَرَجَ إِلَى
الْخَنْدَقِ لِنُصْرَةِ دِينِ اللَّهِ أُسْوَةٌ ، وَهَذِهِ الْآيَةُ وَإِنْ كَانَ سَبَبُهَا خَاصًّا فَهِيَ عَامَّةٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ ، وَمِثْلُهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=7وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا [ الْحَشْرِ : 7 ] ، وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=31قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ [ آلِ عِمْرَانَ : 31 ] ، وَاللَّامُ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=21لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ مُتَعَلِّقٌ بِـ حَسَنَةٌ ، أَوْ بِمَحْذُوفٍ هُوَ صِفَةٌ لِ حَسَنَةٌ أَيْ :
[ ص: 1163 ] كَائِنَةٌ لِمَنْ يَرْجُو اللَّهَ .
وَقِيلَ : إِنَّ الْجُمْلَةَ بَدَلٌ مِنَ الْكَافِ فِي لَكُمْ ، وَرَدَّهُ
أَبُو حَيَّانَ وَقَالَ : إِنَّهُ لَا يُبْدَلُ مِنْ ضَمِيرِ الْمُخَاطَبِ بِإِعَادَةِ الْجَارِّ .
وَيُجَابُ عَنْهُ بِأَنَّهُ قَدْ أَجَازَ ذَلِكَ
الْكُوفِيُّونَ وَالْأَخْفَشُ وَإِنْ مَنَعَهُ
الْبَصْرِيُّونَ ، وَالْمُرَادُ بِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ : الْمُؤْمِنُونَ ، فَإِنَّهُمُ الَّذِينَ يَرْجُونَ اللَّهَ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ، وَمَعْنَى يَرْجُونَ اللَّهَ : يَرْجُونَ ثَوَابَهُ أَوْ لِقَاءَهُ ، وَمَعْنَى يَرْجُونَ الْيَوْمَ الْآخِرَ : أَنَّهُمْ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ فِيهِ أَوْ يُصَدِّقُونَ بِحُصُولِهِ وَأَنَّهُ كَائِنٌ لَا مَحَالَةَ ، وَهَذِهِ الْجُمْلَةُ تَخْصِيصٌ بَعْدَ التَّعْمِيمِ بِالْجُمْلَةِ الْأُولَى
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=21وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا مَعْطُوفٌ عَلَى كَانَ أَيْ : وَلِمَنْ ذَكَرَ اللَّهَ فِي جَمِيعِ أَحْوَالِهِ ذِكْرًا كَثِيرًا ، وَجَمَعَ بَيْنَ الرَّجَاءِ لِلَّهِ وَالذِّكْرِ لَهُ ، فَإِنَّ بِذَلِكَ تَتَحَقَّقُ الْأُسْوَةُ الْحَسَنَةُ بِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - .
ثُمَّ بَيَّنَ - سُبْحَانَهُ - مَا وَقَعَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ الْمُخْلِصِينَ عِنْدَ رُؤْيَتِهِمْ لِلْأَحْزَابِ وَمُشَاهَدَتِهِمْ لِتِلْكَ الْجُيُوشِ الَّتِي أَحَاطَتْ بِهِمْ كَالْبَحْرِ الْعُبَابِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=22nindex.php?page=treesubj&link=29004_30826وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ الْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ هَذَا إِلَى مَا رَأَوْهُ مِنَ الْجُيُوشِ ، أَوْ إِلَى الْخَطْبِ الَّذِي نَزَلَ وَالْبَلَاءِ الَّذِي دَهَمَ ، وَهَذَا الْقَوْلُ مِنْهُمْ قَالُوهُ اسْتِبْشَارًا بِحُصُولٍ مَا وَعَدَهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ مَجِيءِ هَذِهِ الْجُنُودِ ، وَإِنَّهُ يَتَعَقَّبُ مَجِيئَهُمْ إِلَيْهِمْ نُزُولُ النَّصْرِ وَالظَّفَرِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ، وَ مَا فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=22مَا وَعَدَنَا اللَّهُ هِيَ الْمَوْصُولَةُ ، أَوِ الْمَصْدَرِيَّةُ ، ثُمَّ أَرْدَفُوا مَا قَالُوهُ بِقَوْلِهِمْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=22وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَيْ : ظَهَرَ صِدْقُ خَبَرِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=22وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا أَيْ : مَا زَادَهُمْ مَا رَأَوْهُ إِلَّا إِيمَانًا بِاللَّهِ وَتَسْلِيمًا لِأَمْرِهِ .
قَالَ
الْفَرَّاءُ : مَا زَادَهُمُ النَّظَرُ إِلَى الْأَحْزَابِ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا .
قَالَ
عَلِيُّ بْنُ سُلَيْمَانَ : رَأَى يَدُلُّ عَلَى الرُّؤْيَةِ وَتَأْنِيثُ الرُّؤْيَةِ غَيْرُ حَقِيقِيٍّ ، وَالْمَعْنَى : مَا زَادَهُمُ الرُّؤْيَةُ إِلَّا إِيمَانًا لِلرَّبِّ وَتَسْلِيمًا لِلْقَضَاءِ ، وَلَوْ قَالَ مَا زَادَتْهُمْ لَجَازَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=23nindex.php?page=treesubj&link=29004_29326_31542مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ أَيْ : مِنَ الْمُؤْمِنِينَ الْمُخْلِصِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا أَتَوْا بِالصِّدْقِ ، مِنْ صَدَقَنِي إِذَا قَالَ الصِّدْقَ ، وَمَحَلُّ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=23مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ النَّصْبُ بِنَزْعِ الْخَافِضِ ، وَالْمَعْنَى : أَنَّهُمْ وَفَّوْا بِمَا عَاهَدُوا عَلَيْهِ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ مِنَ الثَّبَاتِ مَعَهُ ، وَالْمُقَاتَلَةِ لِمَنْ قَاتَلَهُ ، بِخِلَافِ مَنْ كَذَبَ فِي عَهْدِهِ وَخَانَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَهُمُ الْمُنَافِقُونَ ، وَقِيلَ : هُمُ الَّذِينَ نَذَرُوا أَنَّهُمْ إِذَا لَقُوا حَرْبًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - ثَبَتُوا لَهُ وَلَمْ يَفِرُّوا ، وَوَجْهُ إِظْهَارِ الِاسْمِ الشَّرِيفِ ، وَالرَّسُولِ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=22وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ بَعْدَ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=22مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ هُوَ قَصْدُ التَّعْظِيمِ كَمَا فِي قَوْلِ الشَّاعِرِ :
أَرَى الْمَوْتَ لَا يَسْبِقُ الْمَوْتَ شَيْءٌ
وَأَيْضًا لَوْ أَضْمَرَهُمَا لَجَمَعَ بَيْنَ ضَمِيرِ اللَّهِ وَضَمِيرِ رَسُولِهِ فِي لَفْظٍ وَاحِدٍ .
وَقَالَ صَدَقَا ، وَقَدْ وَرَدَ النَّهْيُ عَنْ جَمْعِهِمَا كَمَا فِي حَدِيثِ "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021130بِئْسَ خَطِيبُ الْقَوْمِ أَنْتَ " لِمَنْ قَالَ : وَمَنْ يَعْصِهِمَا فَقَدْ غَوَى .
ثُمَّ فَصَّلَ - سُبْحَانَهُ - حَالَ الصَّادِقِينَ بِمَا وَعَدُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَقَسَّمَهُمْ إِلَى قِسْمَيْنِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=23فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ النَّحْبُ : مَا الْتَزَمَهُ الْإِنْسَانُ وَاعْتَقَدَ الْوَفَاءَ بِهِ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
عَشِيَّةَ فَرَّ الْحَارِثِيُّونَ بَعْدَمَا قَضَى نَحْبَهُ فِي مُلْتَقَى الْقَوْمِ هَوْبَرُ
وَقَالَ الْآخَرُ :
بِطِخْفَةَ جَالَدْنَا الْمُلُوكَ وَخَيْلُنَا عَشِيَّةَ بِسِطَامٍ جَرَيْنَ عَلَى نَحْبِ
أَيْ : عَلَى أَمْرٍ عَظِيمٍ ، وَالنَّحْبُ يُطْلَقُ عَلَى النَّذْرِ وَالْقَتْلِ وَالْمَوْتِ .
قَالَ
ابْنُ قُتَيْبَةَ : قَضَى نَحْبَهُ أَيْ : قُتِلَ وَأَصْلُ النَّحْبِ النَّذْرُ .
كَانُوا يَوْمَ
بَدْرٍ نَذَرُوا إِنْ لَقُوا الْعَدُوَّ أَنْ يُقَاتِلُوا حَتَّى يُقْتَلُوا أَوْ يَفْتَحَ اللَّهُ لَهُمْ فَقُتِلُوا ، فَقِيلَ : فُلَانٌ قَضَى نَحْبَهُ أَيْ : قُتِلَ ، وَالنَّحْبُ أَيْضًا الْحَاجَةُ وَإِدْرَاكُ الْأُمْنِيَةِ ، يَقُولُ قَائِلُهُمْ : مَالِي عِنْدَهُمْ نَحْبٌ ، وَالنَّحْبُ الْعَهْدُ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
لَقَدْ نَحَبَتْ كَلْبٌ عَلَى النَّاسِ أَنَّهُمْ أَحَقُّ بِتَاجِ الْمَاجِدِ الْمُتَكَرِّمِ
وَقَالَ آخَرُ :
قَدْ نَحَبَ الْمَجْدُ عَلَيْنَا نَحْبَا
وَمِنْ وُرُودِ النَّحْبِ فِي الْحَاجَةِ وَإِدْرَاكِ الْأُمْنِيَةِ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
أَنَحْبٌ فَيُقْضَى أَمْ ضَلَالٌ وَبَاطِلُ
وَمَعْنَى الْآيَةِ : أَنَّ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالًا أَدْرَكُوا أُمْنِيَتَهُمْ وَقَضَوْا حَاجَتَهُمْ وَوَفَّوْا بِنَذْرِهِمْ فَقَاتَلُوا حَتَّى قُتِلُوا ، وَذَلِكَ يَوْمَ
أُحُدٍ كَحَمْزَةَ nindex.php?page=showalam&ids=104وَمُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ وَأَنَسِ بْنِ النَّضْرِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ قَضَاءَ نَحْبِهِ حَتَّى يَحْضُرَ أَجْلُهُ
nindex.php?page=showalam&ids=7كَعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ،
وَطَلْحَةَ ،
وَالزُّبَيْرِ وَأَمْثَالِهِمْ فَإِنَّهُمْ مُسْتَمِرُّونَ عَلَى الْوَفَاءِ بِمَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ مِنَ الثَّبَاتِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - وَالْقِتَالِ لِعَدُوِّهِ ، وَمُنْتَظِرُونَ لِقَضَاءِ حَاجَتِهِمْ وَحُصُولِ أُمْنِيَتِهِمْ بِالْقَتْلِ وَإِدْرَاكِ فَضْلِ الشَّهَادَةِ ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=23وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا مَعْطُوفَةٌ عَلَى صَدَقُوا أَيْ : مَا غَيَّرُوا عَهْدَهُمُ الَّذِي عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ كَمَا غَيَّرَ الْمُنَافِقُونَ عَهْدَهُمْ ، بَلْ ثَبَتُوا عَلَيْهِ ثُبُوتًا مُسْتَمِرًّا أَمَّا الَّذِينَ قَضَوْا نَحْبَهُمْ فَظَاهِرٌ ، وَأَمَّا الَّذِينَ يَنْتَظِرُونَ قَضَاءَ نَحْبِهِمْ فَقَدِ اسْتَمَرُّوا عَلَى ذَلِكَ حَتَّى فَارَقُوا الدُّنْيَا وَلَمْ يُغَيِّرُوا وَلَا بَدَّلُوا .
وَاللَّامُ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=29004_19476قَوْلِهِ : nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=24لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ يَجُوزُ أَنْ يَتَعَلَّقَ بِـ صَدَقُوا أَوْ بِـ زَادَهُمْ ، أَوْ بِـ مَا بَدَّلُوا ، أَوْ بِمَحْذُوفٍ ، كَأَنَّهُ قِيلَ : وَقَعَ جَمِيعُ مَا وَقَعَ ; لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=24وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ بِمَا صَدَرَ عَنْهُمْ مِنَ التَّغْيِيرِ وَالتَّبْدِيلِ ، جَعَلَ الْمُنَافِقِينَ كَأَنَّهُمْ قَصَدُوا عَاقِبَةَ السُّوءِ وَأَرَادُوهَا بِسَبَبِ تَبْدِيلِهِمْ وَتَغْيِيرِهِمْ كَمَا قَصَدَ الصَّادِقُونَ عَاقِبَةَ الصِّدْقِ بِوَفَائِهِمْ ، فَكُلٌّ مِنَ الْفَرِيقَيْنِ مَسُوقٌ إِلَى عَاقِبَتِهِ مِنَ الثَّوَابِ وَالْعِقَابِ ، فَكَأَنَّهُمَا اسْتَوَيَا فِي طَلَبِهَا وَالسَّعْيِ لِتَحْصِيلِهَا ، وَمَفْعُولُ " إِنْ شَاءَ " وَجَوَابُهَا مَحْذُوفَانِ أَيْ : إِنْ شَاءَ تَعْذِيبَهُمْ عَذَّبَهُمْ ، وَذَلِكَ إِذَا أَقَامُوا عَلَى النِّفَاقِ وَلَمْ يَتْرُكُوهُ وَيَتُوبُوا عَنْهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=24اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا أَيْ : لِمَنْ تَابَ مِنْهُمْ وَأَقْلَعَ عَمَّا كَانَ عَلَيْهِمْ مِنَ النِّفَاقِ .
ثُمَّ رَجَعَ - سُبْحَانَهُ - إِلَى حِكَايَةِ بَقِيَّةِ الْقِصَّةِ وَمَا امْتَنَّ بِهِ عَلَى رَسُولِهِ وَالْمُؤْمِنِينَ مِنَ النِّعْمَةِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=25nindex.php?page=treesubj&link=29004_30828وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَهُمُ الْأَحْزَابُ ، وَالْجُمْلَةُ مَعْطُوفَةٌ عَلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=9فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا [ الْأَحْزَابِ : 9 ] أَوْ عَلَى الْمُقَدَّرِ عَامِلًا فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=24لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ ، كَأَنَّهُ قِيلَ : وَقَعَ مَا وَقَعَ مِنَ الْحَوَادِثِ وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ،
[ ص: 1164 ] وَمَحَلُّ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=25بِغَيْظِهِمْ النَّصْبُ عَلَى الْحَالِ ، وَالْبَاءُ لِلْمُصَاحَبَةِ أَيْ : حَالَ كَوْنِهِمْ مُتَلَبِّسِينَ بِغَيْظِهِمْ وَمُصَاحِبِينَ لَهُ ، وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ لِلسَّبَبِيَّةِ ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=25لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ أَيْضًا مِنَ الْمَوْصُولِ ، أَوْ مِنَ الْحَالِ الْأُولَى عَلَى التَّعَاقُبِ ، أَوِ التَّدَاخُلِ .
وَالْمَعْنَى : أَنَّ اللَّهَ رَدَّهُمْ بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَشْفِ صُدُورَهُمْ وَلَا نَالُوا خَيْرًا فِي اعْتِقَادِهِمْ ، وَهُوَ الظَّفَرُ بِالْمُسْلِمِينَ ، أَوْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا أَيَّ خَيْرٍ ، بَلْ رَجَعُوا خَاسِرِينَ لَمْ يَرْبَحُوا إِلَّا عَنَاءَ السَّفَرِ وَغُرْمَ النَّفَقَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=25nindex.php?page=treesubj&link=29004_30828وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ بِمَا أَرْسَلَهُ مِنَ الرِّيحِ وَالْجُنُودِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=25وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا عَلَى كُلِّ مَا يُرِيدُهُ إِذَا قَالَ لَهُ كُنْ كَانَ ، عَزِيزًا غَالِبًا قَاهِرًا لَا يُغَالِبُهُ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِهِ وَلَا يُعَارِضُهُ مُعَارِضٌ فِي سُلْطَانِهِ وَجَبَرُوتِهِ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=19سَلَقُوكُمْ قَالَ : اسْتَقْبَلُوكُمْ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=19وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا قَالَ : هَيِّنًا .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ وَالْخَطِيبُ nindex.php?page=showalam&ids=13359وَابْنُ عَسَاكِرَ وَابْنُ النَّجَّارِ عَنْ
عُمَرَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=21لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ قَالَ : فِي جُوعِ رَسُولِ اللَّهِ ، وَقَدِ اسْتَدَلَّ بِهَذِهِ الْآيَةِ جَمَاعَةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ فِي مَسَائِلَ كَثِيرَةٍ اشْتَمَلَتْ عَلَيْهَا كُتُبُ السُّنَّةِ ، وَهِيَ خَارِجَةٌ عَمَّا نَحْنُ بِصَدَدِهِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الدَّلَائِلِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=22وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ إِلَى آخِرِ الْآيَةِ ، قَالَ : إِنَّ اللَّهَ قَالَ لَهُمْ فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=214أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ [ الْبَقَرَةِ : 214 ] فَلَمَّا مَسَّهُمُ الْبَلَاءُ حَيْثُ رَابَطُوا الْأَحْزَابَ فِي
الْخَنْدَقِ nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=22قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ فَتَأَوَّلَ الْمُسْلِمُونَ ذَلِكَ فَلَمْ يَزِدْهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=22إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ وَغَيْرُهُ عَنْ
أَنَسٍ قَالَ : نَرَى هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِي أَنَسِ بْنِ النَّضْرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=23مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ .
وَأَخْرَجَ ابْنُ سَعْدٍ
وَأَحْمَدُ ،
وَمُسْلِمٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13948وَالتِّرْمِذِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15397وَالنَّسَائِيُّ وَالْبَغَوِيُّ فِي مُعْجَمِهِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ وَأَبُو نُعَيْمٍ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ عَنْ
أَنَسٍ قَالَ : غَابَ عَمِّي
أَنْسُ بْنُ النَّضْرِ عَنْ
بَدْرٍ فَشَقَّ عَلَيْهِ ، وَقَالَ : أَوَّلُ مَشْهَدٍ شَهِدَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - غِبْتُ عَنْهُ لَئِنْ أَرَانِي اللَّهُ مَشْهَدًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - فِيمَا بَعْدُ لَيَرَيَنَّ اللَّهُ مَا أَصْنَعُ ، فَشَهِدَ يَوْمَ
أُحُدٍ ، فَاسْتَقْبَلَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=307سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ فَقَالَ : يَا
أَبَا عَمْرٍو وَأَيْنَ ؟ قَالَ : وَاهًا لِرِيحِ الْجَنَّةِ أَجِدُهَا دُونَ
أُحُدٍ ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ ، فَوُجِدَ فِي جَسَدِهِ بِضْعٌ وَثَمَانُونَ مَا بَيْنَ ضَرْبَةٍ وَطَعْنَةٍ وَرَمْيَةٍ ، وَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=23رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ وَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّهَا نَزَلَتْ فِيهِ وَفِي أَصْحَابِهِ .
وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ نَحْوُهُ مِنْ طَرِيقٍ أُخْرَى عِنْدَ
التِّرْمِذِيِّ وَصَحَّحَهُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15397وَالنَّسَائِيِّ وَغَيْرِهِمَا .
وَأَخْرَجَ
الْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الدَّلَائِلِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - حِينَ انْصَرَفَ مِنْ
أُحُدٍ مَرَّ عَلَى
nindex.php?page=showalam&ids=104مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ وَهُوَ مَقْتُولٌ فَوَقَفَ عَلَيْهِ وَدَعَا لَهُ ، ثُمَّ قَرَأَ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=23مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ الْآيَةَ ، ثُمَّ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021131أَشْهَدُ أَنَّ هَؤُلَاءِ شُهَدَاءُ عِنْدَ اللَّهِ فَأْتُوهُمْ وَزُورُوهُمْ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يُسَلِّمُ عَلَيْهِمْ أَحَدٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِلَّا رَدُّوا عَلَيْهِ .
وَقَدْ تَعَقَّبَ
الْحَاكِمُ فِي تَصْحِيحِهِ
الذَّهَبِيَّ كَمَا ذَكَرَ ذَلِكَ
السُّيُوطِيُّ ، وَلَكِنَّهُ قَدْ أَخْرَجَ
الْحَاكِمُ حَدِيثًا آخَرَ وَصَحَّحَهُ .
وَأَخْرَجَهُ أَيْضًا
الْبَيْهَقِيُّ فِي الدَّلَائِلِ عَنْ
أَبِي ذَرٍّ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021132لَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - يَوْمَ أُحُدٍ مَرَّ عَلَى nindex.php?page=showalam&ids=104مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ مَقْتُولًا عَلَى طَرِيقِهِ ، فَقَرَأَ nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=23مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ الْآيَةَ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ مِنْ حَدِيثِ
خَبَّابٍ مِثْلَهُ ، وَهُمَا يَشْهَدَانِ لِحَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ .
وَأَخْرَجَ
التِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ
وَأَبُو يَعْلَى ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=14687وَالطَّبَرَانِيُّ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْ
طَلْحَةَ أَنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - قَالُوا لِأَعْرَابِيٍّ جَاهِلٍ : سَلْهُ عَمَّنْ قَضَى نَحْبَهُ مَنْ هُوَ ؟ وَكَانُوا لَا يَجْتَرِئُونَ عَلَى مَسْأَلَتِهِ يُوَقِّرُونَهُ وَيَهَابُونَهُ ، فَسَأَلَهُ الْأَعْرَابِيُّ فَأَعْرَضَ عَنْهُ ، ثُمَّ سَأَلَهُ فَأَعْرَضَ عَنْهُ ، ثُمَّ إِنِّي اطَّلَعْتُ مِنْ بَابِ الْمَسْجِدِ ، فَقَالَ : أَيْنَ السَّائِلُ عَمَّنْ قَضَى نَحْبَهُ ؟ قَالَ الْأَعْرَابِيُّ : أَنَا ، قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021133هَذَا مِمَّنْ قَضَى نَحْبَهُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687وَالطَّبَرَانِيُّ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ مِنْ حَدِيثِهِ نَحْوَهُ .
وَأَخْرَجَ
التِّرْمِذِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْ
مُعَاوِيَةَ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021134طَلْحَةُ مِمَّنْ قَضَى نَحْبَهُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16000سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ وَأَبُو يَعْلَى وَأَبُو نُعَيْمٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْ
عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021135مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ قَدْ قَضَى نَحْبَهُ فَلْيَنْظُرْ إِلَى طَلْحَةَ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ مِنْ حَدِيثِ
جَابِرٍ مِثْلَهُ . وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَنْدَهْ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13359وَابْنُ عَسَاكِرَ مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=64أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ نَحْوَهُ .
وَأَخْرَجَ
أَبُو الشَّيْخِ nindex.php?page=showalam&ids=13359وَابْنُ عَسَاكِرَ عَنْ
عَلِيٍّ أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِي
طَلْحَةَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=23فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ قَالَ : الْمَوْتُ عَلَى مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ الْمَوْتَ عَلَى ذَلِكَ .
وَأَخْرَجَ
أَحْمَدُ nindex.php?page=showalam&ids=12070وَالْبُخَارِيُّ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=123سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - يَوْمَ الْأَحْزَابِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021136الْآنَ نَغْزُوهُمْ وَلَا يَغْزُونَا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنِ عُمَرَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=23فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ قَالَ : مَاتَ عَلَى مَا هُوَ عَلَيْهِ مِنَ التَّصْدِيقِ وَالْإِيمَانِ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=23وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ ذَلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=23وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا لَمْ يُغَيِّرُوا كَمَا غَيَّرَ الْمُنَافِقُونَ .