السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب أبلغ من العمر ستة وعشرين عامًا، أعمل في المجال الطبي، وأفكر في الزواج والعفة والاستقرار، -والحمد لله- لدي المؤهلات اللازمة للزواج.
أنا الآن في حالة حيرة في الاختيار بين فتاتين، إحداهما قريبة مني، تصغرني بست سنوات، تدرس في مجال العلوم الإسلامية واللغة، ولم يتبق لها سوى سنة على التخرج، أعرفها جيدًا، وكذلك أعرف أهلها بحكم القرابة، وهي تتمتع بجمال حسن، وخلق كريم، وطبع طيب، وقد تم ترشيحها لي من قبل أغلب أفراد العائلة تقريبًا، لما يرونه من مناسبتنا لبعضنا، وهم يلحون علي في الأمر.
أما الثانية: فهي بمثابة صديقة لأختي، تعرفت إليها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهي في نفس عمر الفتاة الأولى، تدرس الصيدلة ولم يتبق لها سوى سنتان على التخرج، وتتمتع بدرجة جيدة من الدين والأخلاق، وشكلها مقبول، لكنها تتفوق على الأولى في ثقافتها ومهاراتها؛ فهي قارئة ومثقفة، ومع ذلك لا أعرف أهلها، ويجب التعرف عليهم.
ما يجعلني في هذه الحيرة هو أنني أرغب في الزواج من فتاة يكون بيننا توافق فكري وتشارك بعض الاهتمامات والثقافة، وأشعر أن ذلك من وسائل حفاظي على العفة؛ وذلك لأنني منعت نفسي -بفضل الله- من أي ارتباط أو حديث مع أي فتاة، ابتغاء وجه الله، وأتمنى أن يعوضني الله ذلك في حياتي الزوجية.
وأرى في الفتاة الثانية هذا التوافق؛ نظرًا لتقارب مجالاتنا العلمية والثقافية، وفي الوقت نفسه فقريبتي أعرفها جيدًا، وكذلك أعرف أهلها، وهم أناس محترمون، ولا يعيبها شيء سوى بعض النقص في الثقافة، والمستوى الفكري الذي أطمح إليه، وأشعر أن هذا قد يشكل فجوة ومصدراً للملل في حياتنا.
الفتاتان تسكنان في منطقتين بعيدتين عن مسكني، لكن هذا لا يشكل أي مشكلة، لقد تعبت من التفكير والمقارنات التي تدور في ذهني، وأخشى أن أتقدم لواحدة منهما، فأشعر بالندم على ما فاتني من صفات الأخرى، وأبدأ في المقارنة من جديد.
أرجو منكم أن تمنحوني نصيحة قيمة، وأن تفيضوا علي من خبرتكم في الزواج والعلاقات الأسرية، ما يساعدني في اتخاذ القرار الصحيح، لأنني أرغب في الخيار الأصح لا الأسهل، ثم أرجو منكم توضيح هذه التساؤلات، والتي هي ليس بسبب ميل لإحدى الفتاتين دون الأخرى:
- هل يمكن للنقص أن يٌعوض ويختفي الملل؟
- هل تزول المقارنات بعد الزواج؟
وجزاكم الله خيرًا.