الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الاجتماع لختم القرآن في صلاة كالتراويح تُسمى: الختمة الشهرية

السؤال

في بلدي، يجتمع بعض القرّاء من بعد وقت الضحى إلى صلاة الصبح في اليوم التالي، ويختمون القرآن في صلاة تشبه صلاة التراويح، ويسمّونها "الختمة الشهرية". يقولون إنها سنّة حسنة، وقد فعلها بعض الصحابة، وتساعد على تقوية الحفظ، وتعويد الشباب على الوقوف في المحراب. فهل لهذا الفعل أصل في الشريعة؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهيئة هذه الصلاة ووقتها وصفتها، لم نقف على من فعلها من الصحابة -رضوان الله عنهم-، ولم تنقل عن السلف الصالح فيما نعلم، ومع اعتقاد من يفعلها أنها سنة حسنة، فذلك يؤكد أنها من الابتداع في الدين.

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى: صلاة التطوع في جماعة نوعان:
أحدهما: ما تسن له الجماعة الراتبة -كالكسوف، والاستسقاء، وقيام رمضان-؛ فهذا يفعل في الجماعة دائمًا، كما مضت به السنة.
الثاني: ما لا تسن له الجماعة الراتبة -كقيام الليل، والسنن الرواتب، وصلاة الضحى، وتحية المسجد، ونحو ذلك-؛ فهذا إذا فعل جماعة أحيانا جاز.
وأما الجماعة الراتبة في ذلك، فغير مشروعة، بل بدعة مكروهة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم، والصحابة، والتابعين، لم يكونوا يعتادون الاجتماع للرواتب على ما دون هذا.
والنبي صلى الله عليه وسلم إنما تطوع في ذلك في جماعة قليلة أحياناً، فإنه كان يقوم الليل وحده؛ لكن لما بات ابن عباس عنده، صلى معه، وليلة أخرى صلى معه حذيفة، وليلة أخرى صلى معه ابن مسعود ...
فأمّا إنشاء صلاة بعدد مقدّر، وقراءة مقدّرة، في وقت معيّن، تُصَلّى جماعة راتبة كهذه الصلوات المسؤول عنها -كصلاة الرغائب في أول جمعة من رجب، والألفية في أول رجب، ونصف شعبان، وليلة سبع وعشرين من شهر رجب، وأمثال ذلك-؛ فهذا غير مشروع باتفاق أئمة الإسلام، كما نصّ على ذلك العلماء المعتبرون، ولا ينشئ مثل هذا إلا جاهل مبتدع، وفتحُ مثل هذا الباب يوجب تغيير شرائع الإسلام، وأخذُ نصيب من حال الذين شرعوا من الدين ما لم يأذن به الله. والله أعلم
. اهـ.

وعليه؛ فإن الصلاة التي سألت عنها مبتدعة، فينبغي نصح من يفعلونها بتركها، ويكون ذلك بحكمة ورفق. وراجع لمزيد الفائدة الفتوى: 27933.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني