5 - ( 327 ) : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17221هارون بن إسحاق الهمداني ، قال : ثنا
عبدة عن
سعيد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12158أبي معشر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12354إبراهيم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17073مسروق ، قال : قالت
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها :
nindex.php?page=hadith&LINKID=657267nindex.php?page=treesubj&link=28977_30175_30176_30600_30625_30639_31374ثلاث من قال واحدة منهن فقد أعظم على الله الفرية ، من زعم أنه يعلم ما في غد فقد أعظم على الله الفرية ، والله يقول : nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=34وما تدري نفس ماذا تكسب غدا ، ومن زعم أن محمدا كتم شيئا من الوحي فقد أعظم على الله الفرية ، والله تعالى بقول : nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=67يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك الآية . ومن زعم أن محمدا رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية ، والله يقول : nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=103لا تدركه الأبصار ، وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير .
[ ص: 556 ] والله يقول : nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=51وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب فقال مسروق لعائشة : يا أم المؤمنين - رضي الله عنها - أو لم يقل : nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=13ولقد رآه نزلة أخرى وقال الله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=23ولقد رآه بالأفق المبين فقالت عائشة - رضي الله عنها - : " أنا سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك ، فقال : رأيت جبريل ، نزل في الأفق ، على خلقه وهيئته ، أو خلقه وصورته سادا ما بين الأفق " .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13114أبو بكر : هذه لفظة ، أحسب
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة تكلمت بها ، في وقت غضب كانت لفظة أحسن منها يكون فيها دركا لبغيتها ، كان أجمل بها ، ليس يحسن في اللفظ : أن يقول قائل : أو قائلة - فقد أعظم
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس الفرية ،
nindex.php?page=showalam&ids=1584وأبو ذر ، nindex.php?page=showalam&ids=9وأنس بن مالك ، وجماعات من الناس الفرية على ربهم ، ولكن قد يتكلم المرء عند الغضب باللفظة التي يكون غيرها أحسن وأجمل منها ، أكثر ما في هذا أن
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها
وأبا ذر ، nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس رضي الله عنهما ،
nindex.php?page=showalam&ids=9وأنس بن مالك رضي الله عنه قد اختلفوا : هل رأى النبي - صلى الله عليه وسلم ربه ؟
nindex.php?page=treesubj&link=31374_30639فقالت nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة - رضي الله عنها (لم ير النبي - صلى الله عليه وسلم ربه) ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=1584أبو ذر nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس رضي الله عنهما : قد رأى النبي صلى الله عليه وسلم ربه ، وقد أعلمت في مواضع في كتبنا أن النفي لا يوجب علما ، والإثبات هو الذي يوجب العلم ، لم تحك
[ ص: 557 ] nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة عن النبي - صلى الله عليه وسلم أنه خبرها أنه لم ير ربه - عز وجل - ، وإنما تلت قوله عز وجل :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=103لا تدركه الأبصار وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=51وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا . ومن تدبر هاتين الآيتين ووفق لإدراك الصواب ، علم أنه ليس في واحدة من الآيتين ما يستحق من قال : أن
محمدا رأى ربه الرمي بالفرية على الله ، كيف بأن يقول : (قد أعظم الفرية على الله ؟ ) .
لأن قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=103لا تدركه الأبصار قد يحتمل معنيين : على مذهب من يثبت رؤية النبي - صلى الله عليه وسلم خالقه ، عز وجل ، قد يحتمل بأن يكون معنى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=103لا تدركه الأبصار على ما قال ترجمان القرآن : لمولاه
nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة ذاك نوره الذي هو نوره ، إذا تجلى بنوره لا يدركه شيء .
والمعنى الثاني : أى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=103لا تدركه الأبصار أبصار الناس ، لأن الأعم والأظهر من لغة العرب أن الأبصار إنما يقع على أبصار جماعة ، لا أحسب غريبا يجيء من طريق
[ ص: 558 ] اللغة أن يقول : لبصر امرئ واحد أبصار ، وإنما يقال لبصر امرئ واحد بصر ، ولا سمعنا غريبا يقول : لعين امرئ واحد بصرين ، فكيف أبصار .
ولو قلنا إن الأبصار ترى ربنا في الدنيا لكنا قد قلنا الباطل والبهتان فأما من قال : إن النبي صلى الله عليه وسلم قد رأى ربه دون سائر الخلق ، فلم يقل : إن الأبصار قد رأت ربها في الدنيا ، فكيف يكون - يا ذوي الحجا - من يثبت أن النبي - صلى الله عليه وسلم قد رأى ربه ، دون سائر الخلق مثبتا أن الأبصار قد رأت ربها ، فتفهموا يا ذوي الحجا هذه النكتة تعلموا أن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما
وأبا ذر nindex.php?page=showalam&ids=9وأنس بن مالك ومن وافقهم لم يعظموا الفرية على الله ، ولا خالفوا حرفا من كتاب الله في هذه المسألة .
فأما ذكرها :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=51وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب فلم يقل
nindex.php?page=showalam&ids=1584أبو ذر nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس رضي الله عنهما
nindex.php?page=showalam&ids=9وأنس بن مالك ولا واحد منهم ولا أحد ممن يثبت رؤية النبي - صلى الله عليه وسلم خالقه - عز وجل - أن الله كلمه في ذلك الوقت الذي كان يرى ربه فيه ، فيلزم أن يقال : قد خالفتهم هذه الآية ، ومن قال : إن النبي - صلى الله عليه وسلم قد رأى ربه ، لم يخالف قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=51وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب ،
[ ص: 559 ] وإنما يكون مخالفا لهذه الآية من يقول : رأى النبي صلى الله عليه وسلم ربه فكلمه الله في ذلك الوقت ، (و)
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر مع جلالته وعلمه وورعه وفقهه وموضعه من الإسلام والعلم يلتمس علم هذه المسألة من ترجمان القرآن ابن عم النبي - صلى الله عليه وسلم - يرسل إليه ليسأله ، هل رأى النبي - صلى الله عليه وسلم ربه ؟ ، علما منه بمعرفة
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس بهذه المسألة يقتبس هذا منه .
فقد ثبت عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس إثباته أن النبي - صلى الله عليه وسلم قد رأى ربه ، وبيقين يعلم كل عالم أن هذا من الجنس الذي لا يدرك بالعقول ، والآراء والجنان والظنون ، ولا يدرك مثل هذا العلم إلا من طريق النبوة ، إما بكتاب أو بقول نبي مصطفى ، ولا أظن أحدا من أهل العلم يتوهم أن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : رأى النبي صلى الله عليه وسلم ربه برأى وظن ، لا ولا
nindex.php?page=showalam&ids=1584أبو ذر ، لا ولا
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك ، نقول : كما قال
nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر بن راشد لما ذكر اختلاف
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها
nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس رضي الله عنهما في هذه المسألة : (ما
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة عندنا أعلم من
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، نقول :
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة الصديقة بنت الصديق ، حبيبة حبيب الله عالمة فقيهة كذلك
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، رضي الله عنهما ، ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم ، قد دعا النبي - صلى الله عليه وسلم له أن يرزق الحكمة ، والعلم ، وهذا المعني من الدعاء وهو المسمى بترجمان القرآن ، ومن كان الفاروق رضي الله عنه يسأله عن بعض معاني
[ ص: 560 ] القرآن ، فيقبل منه ، وإن خالفه غيره ، ممن هو أكبر سنا منه ، وأقدم صحبة للنبي صلى الله عليه وسلم ، وإذا اختلفا فمحال أن يقال قد أعظم
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس الفرية على الله ، لأنه قد أثبت شيئا ، نفته
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها ، والعلماء لا يطلقون هذه اللفظة وإن غلط بعض العلماء في معنى آية من كتاب الله أو خالف سنة أو سننا من سنن النبي - صلى الله عليه وسلم لم تبلغ المرء تلك السنن فكيف يجوز أن يقال أعظم الفرية على الله من يثبت شيئا لم ينفه كتاب ولا سنة فتفهموا هذا ، لا تغالطوا .
(ذكر حكاية
nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر : سمعت عمي يحكيه عن
nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر في خبر ليس إسناده من شرطنا) .
5 - ( 327 ) : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17221هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ ، قَالَ : ثَنَا
عَبْدَةُ عَنْ
سَعِيدٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12158أَبِي مَعْشَرٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12354إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17073مَسْرُوقٍ ، قَالَ : قَالَتْ
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا :
nindex.php?page=hadith&LINKID=657267nindex.php?page=treesubj&link=28977_30175_30176_30600_30625_30639_31374ثَلَاثٌ مَنْ قَالَ وَاحِدَةً مِنْهُنَّ فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللَّهِ الْفِرْيَةَ ، مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللَّهِ الْفِرْيَةَ ، وَاللَّهُ يَقُولُ : nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=34وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا ، وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ مُحَمَّدًا كَتَمَ شَيْئًا مِنَ الْوَحْيِ فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللَّهِ الْفِرْيَةَ ، وَاللَّهُ تَعَالَى بَقُولُ : nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=67يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْآيَةَ . وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ مُحَمَّدًا رَأَى رَبَّهُ فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللَّهِ الْفِرْيَةَ ، وَاللَّهُ يَقُولُ : nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=103لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ ، وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارُ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ .
[ ص: 556 ] وَاللَّهُ يَقُولُ : nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=51وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ فَقَالَ مَسْرُوقٌ لِعَائِشَةَ : يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - أَوْ لَمْ يَقُلْ : nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=13وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=23وَلَقَدْ رَآهُ بِالأُفُقِ الْمُبِينِ فَقَالَتْ عَائِشَةُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - : " أَنَا سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ ذَلِكَ ، فَقَالَ : رَأَيْتُ جِبْرِيلَ ، نَزَلَ فِي الْأُفُقِ ، عَلَى خَلْقِهِ وَهَيْئَتِهِ ، أَوْ خَلْقِهِ وَصُورَتِهِ سَادًّا مَا بَيْنَ الْأُفُقِ " .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13114أَبُو بَكْرٍ : هَذِهِ لَفْظَةٌ ، أَحْسِبُ
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ تَكَلَّمَتْ بِهَا ، فِي وَقْتِ غَضَبٍ كَانَتْ لَفْظَةٌ أَحْسَنَ مِنْهَا يَكُونُ فِيهَا دَرَكًا لِبُغْيَتِهَا ، كَانَ أَجْمَلَ بِهَا ، لَيْسَ يَحْسُنُ فِي اللَّفْظِ : أَنْ يَقُولَ قَائِلٌ : أَوْ قَائِلَةٌ - فَقَدْ أَعْظَمَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ الْفِرْيَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=1584وَأَبُو ذَرٍّ ، nindex.php?page=showalam&ids=9وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ، وَجَمَاعَاتٌ مِنَ النَّاسِ الْفِرْيَةَ عَلَى رَبِّهِمْ ، وَلَكِنْ قَدْ يَتَكَلَّمُ الْمَرْءُ عِنْدَ الْغَضَبِ بِاللَّفْظَةِ الَّتِي يَكُونُ غَيْرُهَا أَحْسَنَ وَأَجْمَلَ مِنْهَا ، أَكْثَرُ مَا فِي هَذَا أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا
وَأَبَا ذَرٍّ ، nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ،
nindex.php?page=showalam&ids=9وَأَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَدِ اخْتَلَفُوا : هَلْ رَأَى النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَبَّهُ ؟
nindex.php?page=treesubj&link=31374_30639فَقَالَتْ nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا (لَمْ يَرَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَبَّهُ) ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=1584أَبُو ذَرٍّ nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : قَدْ رَأَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَبَّهُ ، وَقَدْ أَعْلَمْتُ فِي مَوَاضِعَ فِي كُتُبِنَا أَنَّ النَّفْيَ لَا يُوجِبُ عِلْمًا ، وَالْإِثْبَاتُ هُوَ الَّذِي يُوجِبُ الْعِلْمَ ، لَمْ تَحْكِ
[ ص: 557 ] nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةُ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ خَبَّرَهَا أَنَّهُ لَمْ يَرَ رَبَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - ، وَإِنَّمَا تَلَتْ قَوْلَهُ عَزَّ وَجَلَّ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=103لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=51وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلا وَحْيًا . وَمَنْ تَدَبَّرَ هَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ وَوُفِّقَ لِإِدْرَاكِ الصَّوَابِ ، عَلِمَ أَنَّهُ لَيْسَ فِي وَاحِدَةٍ مِنَ الْآيَتَيْنِ مَا يَسْتَحِقُّ مَنْ قَالَ : أَنَّ
مُحَمَّدًا رَأَى رَبَّهُ الرَّمْيَ بِالْفِرْيَةِ عَلَى اللَّهِ ، كَيْفَ بِأَنْ يَقُولَ : (قَدْ أَعْظَمَ الْفِرْيَةَ عَلَى اللَّهِ ؟ ) .
لِأَنَّ قَوْلَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=103لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ قَدْ يَحْتَمِلُ مَعْنَيَيْنِ : عَلَى مَذْهَبِ مَنْ يُثْبِتُ رُؤْيَةَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَالِقَهُ ، عَزَّ وَجَلَّ ، قَدْ يَحْتَمِلُ بِأَنْ يَكُونَ مَعْنَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=103لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ عَلَى مَا قَالَ تُرْجُمَانُ الْقُرْآنِ : لِمَوْلَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16584عِكْرِمَةَ ذَاكَ نُورُهُ الَّذِي هُوَ نَوَّرَهُ ، إِذَا تَجَلَّى بِنُورِهِ لَا يُدْرِكُهُ شَيْءٌ .
وَالْمَعْنَى الثَّانِي : أَىْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=103لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ أَبْصَارُ النَّاسِ ، لِأَنَّ الْأَعَمَّ وَالْأَظْهَرَ مِنْ لُغَةِ الْعَرَبِ أَنَّ الْأَبْصَارَ إِنَّمَا يَقَعُ عَلَى أَبْصَارِ جَمَاعَةٍ ، لَا أَحْسِبُ غَرِيبًا يَجِيءُ مِنْ طَرِيقِ
[ ص: 558 ] اللُّغَةِ أَنْ يَقُولَ : لِبَصَرِ امْرِئٍ وَاحِدٍ أَبْصَارٌ ، وَإِنَّمَا يُقَالُ لِبَصَرِ امْرِئٍ وَاحِدٍ بَصَرٌ ، وَلَا سَمِعْنَا غَرِيبًا يَقُولُ : لِعَيْنِ امْرِئٍ وَاحِدٍ بَصَرَيْنِ ، فَكَيْفَ أَبْصَارٌ .
وَلَوْ قُلْنَا إِنَّ الْأَبْصَارَ تَرَى رَبَّنَا فِي الدُّنْيَا لَكِنَّا قَدْ قُلْنَا الْبَاطِلَ وَالْبُهْتَانَ فَأَمَّا مَنْ قَالَ : إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ رَأَى رَبَّهُ دُونَ سَائِرِ الْخَلْقِ ، فَلَمْ يَقُلْ : إِنَّ الْأَبْصَارَ قَدْ رَأَتْ رَبَّهَا فِي الدُّنْيَا ، فَكَيْفَ يَكُونُ - يَا ذَوِي الْحِجَا - مَنْ يُثْبِتُ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ رَأَى رَبَّهُ ، دُونَ سَائِرِ الْخَلْقِ مُثْبِتًا أَنَّ الْأَبْصَارَ قَدْ رَأَتْ رَبَّهَا ، فَتَفَهَّمُوا يَا ذَوِي الْحِجَا هَذِهِ النُّكْتَةَ تَعْلَمُوا أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
وَأَبَا ذَرٍّ nindex.php?page=showalam&ids=9وَأَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَمَنْ وَافَقَهُمْ لَمْ يُعْظِمُوا الْفِرْيَةَ عَلَى اللَّهِ ، وَلَا خَالَفُوا حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ .
فَأَمَّا ذِكْرُهَا :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=51وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ فَلَمْ يَقُلْ
nindex.php?page=showalam&ids=1584أَبُو ذَرٍّ nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
nindex.php?page=showalam&ids=9وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ وَلَا وَاحِدٌ مِنْهُمْ وَلَا أَحَدٌ مِمَّنْ يُثْبِتُ رُؤْيَةَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَالِقَهُ - عَزَّ وَجَلَّ - أَنَّ اللَّهَ كَلَّمَهُ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ الَّذِي كَانَ يَرَى رَبَّهُ فِيهِ ، فَيَلْزَمُ أَنْ يُقَالَ : قَدْ خَالَفَتْهُمْ هَذِهِ الْآيَةُ ، وَمَنْ قَالَ : إِنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ رَأَى رَبَّهُ ، لَمْ يُخَالِفْ قَوْلَهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=51وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ،
[ ص: 559 ] وَإِنَّمَا يَكُونُ مُخَالِفًا لِهَذِهِ الْآيَةِ مَنْ يَقُولُ : رَأَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَبَّهُ فَكَلَّمَهُ اللَّهُ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ ، (وَ)
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنُ عُمَرَ مَعَ جَلَالَتِهِ وَعِلْمِهِ وَوَرَعِهِ وَفِقْهِهِ وَمَوْضِعِهِ مِنَ الْإِسْلَامِ وَالْعِلْمِ يَلْتَمِسُ عِلْمَ هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ مِنْ تُرْجُمَانِ الْقُرْآنِ ابْنِ عَمِّ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُرْسِلُ إِلَيْهِ لَيَسْأَلَهُ ، هَلْ رَأَى النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَبَّهُ ؟ ، عِلْمًا مِنْهُ بِمَعْرِفَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ بِهَذِهِ الْمَسْأَلَةِ يُقْتَبَسُ هَذَا مِنْهُ .
فَقَدْ ثَبَتَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ إِثْبَاتُهُ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ رَأَى رَبَّهُ ، وَبِيَقِينٍ يَعْلَمُ كُلُّ عَالِمٍ أَنَّ هَذَا مِنَ الْجِنْسِ الَّذِي لَا يُدْرَكُ بِالْعُقُولِ ، وَالْآرَاءِ وَالْجِنَانِ وَالظُّنُونِ ، وَلَا يُدْرَكُ مِثْلُ هَذَا الْعِلْمِ إِلَّا مِنْ طَرِيقِ النُّبُوَّةِ ، إِمَّا بِكِتَابٍ أَوْ بِقَوْلِ نَبِيٍّ مُصْطَفًى ، وَلَا أَظُنُّ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ يَتَوَهَّمُ أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ : رَأَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَبَّهُ بِرَأْىٍ وَظَنٍّ ، لَا وَلَا
nindex.php?page=showalam&ids=1584أَبُو ذَرٍّ ، لَا وَلَا
nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ، نَقُولُ : كَمَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17124مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ لَمَّا ذُكِرَ اخْتِلَافُ
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا
nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ : (مَا
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةُ عِنْدَنَا أَعْلَمُ مِنَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، نَقُولُ :
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةُ الصِّدِّيقَةُ بِنْتُ الصِّدِّيقِ ، حَبِيبَةُ حَبِيبِ اللَّهِ عَالِمَةٌ فَقِيهَةٌ كَذَلِكَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، ابْنُ عَمِّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَدْ دَعَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ أَنْ يُرْزَقَ الْحِكْمَةَ ، وَالْعِلْمَ ، وَهَذَا الْمَعْنِيُّ مِنَ الدُّعَاءِ وَهُوَ الْمُسَمَّى بِتُرْجُمَانِ الْقُرْآنِ ، وَمَنْ كَانَ الْفَارُوقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَسْأَلُهُ عَنْ بَعْضِ مَعَانِي
[ ص: 560 ] الْقُرْآنِ ، فَيَقْبَلُ مِنْهُ ، وَإِنْ خَالَفَهُ غَيْرُهُ ، مِمَّنْ هُوَ أَكْبَرُ سِنًّا مِنْهُ ، وَأَقْدَمُ صُحْبَةً لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَإِذَا اخْتَلَفَا فَمُحَالٌ أَنْ يُقَالَ قَدْ أَعْظَمَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ الْفِرْيَةَ عَلَى اللَّهِ ، لِأَنَّهُ قَدْ أَثْبَتَ شَيْئًا ، نَفَتْهُ
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، وَالْعُلَمَاءُ لَا يُطْلِقُونَ هَذِهِ اللَّفْظَةَ وَإِنْ غَلَطَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ فِي مَعْنَى آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ أَوْ خَالَفَ سُنَّةً أَوْ سُنَنًا مِنْ سُنَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ تَبْلُغِ الْمَرْءَ تِلْكَ السُّنَنُ فَكَيْفَ يَجُوزُ أَنْ يُقَالَ أَعْظَمَ الْفِرْيَةَ عَلَى اللَّهِ مَنْ يُثْبِتُ شَيْئًا لَمْ يَنْفِهِ كِتَابٌ وَلَا سُنَّةٌ فَتَفَهَّمُوا هَذَا ، لَا تُغَالِطُوا .
(ذِكْرُ حِكَايَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=17124مَعْمَرٍ : سَمِعْتُ عَمِّي يَحْكِيهِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16360عَبْدِ الرَّزَّاقِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17124مَعْمَرٍ فِي خَبَرٍ لَيْسَ إِسْنَادُهُ مِنْ شَرْطِنَا) .