nindex.php?page=treesubj&link=32025ومن أعظم أسباب ظهور الإيمان والدين ، وبيان حقيقة أنباء المرسلين ظهور المعارضين لهم من أهل الإفك المبين .
كما قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=112وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=113ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة وليرضوه وليقترفوا ما هم مقترفون nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=114أفغير الله أبتغي حكما وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلا والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق فلا تكونن من الممترين nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=115وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم .
وقال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=27ويوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=28ياويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=29لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=30وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=31وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين وكفى بربك هاديا ونصيرا .
وذلك أن
nindex.php?page=treesubj&link=32025الحق إذا جحد وعورض بالشبهات أقام الله تعالى له مما يحق به الحق ، ويبطل به الباطل من الآيات البينات
[ ص: 86 ] بما يظهره من أدلة الحق وبراهينه الواضحة ، وفساد ما عارضه من الحجج الداحضة .
فالقرآن لما كذب به المشركون ، واجتهدوا على إبطاله بكل طريق مع أنه تحداهم بالإتيان بمثله ، ثم بالإتيان بعشر سور ، ثم بالإتيان بسورة واحدة ، كان ذلك مما دل ذوي الألباب على عجزهم عن المعارضة ، مع شدة الاجتهاد ، وقوة الأسباب ، ولو اتبعوه من غير معارضة وإصرار على التبطيل ، لم يظهر عجزهم عن معارضته التي بها يتم الدليل .
وكذلك السحرة لما عارضوا
موسى عليه السلام ، وأبطل الله ما جاءوا به ، كان ذلك مما بين الله تبارك وتعالى به صدق ما جاء به
موسى عليه السلام ، وهذا من
nindex.php?page=treesubj&link=28752الفروق بين آيات الأنبياء وبراهينهم التي تسمى بالمعجزات ، وبين ما قد يشتبه بها من خوارق السحرة ، وما للشيطان من التصرفات ، فإن بين هذين فروقا متعددة ، منها ما ذكره الله تعالى في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=221هل أنبئكم على من تنزل الشياطين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=222تنزل على كل أفاك أثيم .
ومنها ما بينه في آيات التحدي ، من أن
nindex.php?page=treesubj&link=28752آيات الأنبياء عليهم السلام لا يمكن أن تعارض بالمثل فضلا عن الأقوى ، ولا يمكن أحدا إبطالها بخلاف خوارق السحرة والشياطين ; فإنه يمكن معارضتها بمثلها وأقوى منها ويمكن إبطالها .
nindex.php?page=treesubj&link=32025وَمِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ ظُهُورِ الْإِيْمَانِ وَالدِّينِ ، وَبَيَانِ حَقِيقَةِ أَنْبَاءِ الْمُرْسَلِينَ ظُهُورُ الْمُعَارِضِينَ لَهُمْ مِنْ أَهْلِ الْإِفْكِ الْمُبِينِ .
كَمَا قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=112وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=113وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=114أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=115وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ .
وَقَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=27وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=28يَاوَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=29لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=30وَقَالَ الرَّسُولُ يَارَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=31وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا .
وَذَلِكَ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=32025الْحَقَّ إِذَا جُحِدَ وَعُورِضَ بِالشُّبُهَاتِ أَقَامَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ مِمَّا يُحِقُّ بِهِ الْحَقَّ ، وَيُبْطِلُ بِهِ الْبَاطِلَ مِنَ الْآيَاتِ الْبَيِّنَاتِ
[ ص: 86 ] بِمَا يُظْهِرُهُ مِنْ أَدِلَّةِ الْحَقِّ وَبَرَاهِينِهِ الْوَاضِحَةِ ، وَفَسَادِ مَا عَارَضَهُ مِنَ الْحُجَجِ الدَّاحِضَةِ .
فَالْقُرْآنُ لَمَّا كَذَّبَ بِهِ الْمُشْرِكُونَ ، وَاجْتَهَدُوا عَلَى إِبْطَالِهِ بِكُلِّ طَرِيقٍ مَعَ أَنَّهُ تَحَدَّاهُمْ بِالْإِتْيَانِ بِمِثْلِهِ ، ثُمَّ بِالْإِتْيَانِ بِعَشْرِ سُوَرٍ ، ثُمَّ بِالْإِتْيَانِ بِسُورَةٍ وَاحِدَةٍ ، كَانَ ذَلِكَ مِمَّا دَلَّ ذَوِي الْأَلْبَابِ عَلَى عَجْزِهِمْ عَنِ الْمُعَارَضَةِ ، مَعَ شِدَّةِ الِاجْتِهَادِ ، وَقُوَّةِ الْأَسْبَابِ ، وَلَوِ اتَّبَعُوهُ مِنْ غَيْرِ مُعَارِضَةٍ وَإِصْرَارٍ عَلَى التَّبْطِيلِ ، لَمْ يَظْهَرْ عَجْزُهُمْ عَنْ مُعَارَضَتِهِ الَّتِي بِهَا يَتِمُّ الدَّلِيلُ .
وَكَذَلِكَ السَّحَرَةُ لَمَّا عَارَضُوا
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ ، وَأَبْطَلَ اللَّهُ مَا جَاءُوا بِهِ ، كَانَ ذَلِكَ مِمَّا بَيَّنَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِهِ صِدْقَ مَا جَاءَ بِهِ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ ، وَهَذَا مِنَ
nindex.php?page=treesubj&link=28752الْفُرُوقِ بَيْنَ آيَاتِ الْأَنْبِيَاءِ وَبَرَاهِينِهِمُ الَّتِي تُسَمَّى بِالْمُعْجِزَاتِ ، وَبَيْنَ مَا قَدْ يُشْتَبَهُ بِهَا مِنْ خَوَارِقِ السَّحَرَةِ ، وَمَا لِلشَّيْطَانِ مِنَ التَّصَرُّفَاتِ ، فَإِنَّ بَيْنَ هَذَيْنِ فُرُوقًا مُتَعَدِّدَةً ، مِنْهَا مَا ذَكَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=221هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=222تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ .
وَمِنْهَا مَا بَيَّنَهُ فِي آيَاتِ التَّحَدِّي ، مِنْ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28752آيَاتِ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ لَا يُمْكِنُ أَنْ تُعَارَضَ بِالْمِثْلِ فَضْلًا عَنِ الْأَقْوَى ، وَلَا يُمْكِنُ أَحَدًا إِبْطَالُهَا بِخِلَافِ خَوَارِقِ السَّحَرَةِ وَالشَّيَاطِينِ ; فَإِنَّهُ يُمْكِنُ مُعَارَضَتُهَا بِمِثْلِهَا وَأَقْوَى مِنْهَا وَيُمْكِنُ إِبْطَالُهَا .