[ ص: 251 ] الفصل العاشر : في
nindex.php?page=treesubj&link=30374_30373_31044_25036تفضيله - صلى الله عليه وسلم - بالشفاعة ، والمقام المحمود
قال الله - تعالى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=79عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا [ الإسراء : 79 ] .
[ أخبرنا الشيخ
nindex.php?page=showalam&ids=14050أبو علي الغساني الجياني فيما كتب إلي بخطه ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13213سراج بن عبد الله القاضي ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13722أبو محمد الأصيلي ، حدثنا
أبو زيد ،
وأبو أحمد ، قالا : حدثنا
محمد بن يوسف ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12070محمد بن إسماعيل ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12426إسماعيل بن أبان حدثنا
أبو الأحوص ] ، عن
آدم بن علي ، قال : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر يقول : إن الناس يصيرون يوم القيامة جثى ، كل أمة تتبع نبيها ، يقولون : يا فلان اشفع لنا ، يا فلان اشفع لنا ، حتى تنتهي الشفاعة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فذلك يوم يبعثه الله المقام المحمود .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة :
nindex.php?page=hadith&LINKID=989444سئل عنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعني قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=79nindex.php?page=treesubj&link=28988عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا [ الإسراء : 79 ] ، فقال : الشفاعة .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=331كعب بن مالك ، عنه - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=989445يحشر الناس يوم القيامة فأكون أنا ، وأمتي على تل ، ويكسوني ربي حلة خضراء ، ثم يؤذن لي فأقول ما شاء الله أن أقول ، فذلك المقام المحمود .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر - رضي الله عنه - ، وذكر حديث الشفاعة قال : فيمشي حتى يأخذ بحلقة الجنة ، فيومئذ يبعثه الله المقام المحمود الذي وعده .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود عنه - صلى الله عليه وسلم -
nindex.php?page=hadith&LINKID=989446أنه قيامه عن يمين العرش مقاما لا يقومه غيره ، يغبطه فيه الأولون ، والآخرون .
ونحوه عن
كعب ،
والحسن .
وفي رواية :
nindex.php?page=hadith&LINKID=989447هو المقام الذي أشفع لأمتي فيه .
[ ص: 252 ] وعن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=989448إني لقائم المقام المحمود . قيل : وما هو ؟ قال : ذلك يوم ينزل الله تبارك وتعالى على كرسيه الحديث .
وعن
أبي موسى - رضي الله عنه - ، عنه - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=989449خيرت بين أن يدخل نصف أمتي الجنة ، وبين الشفاعة فاخترت الشفاعة ، لأنها أعم ، أترونها للمتقين ؟ ولكنها للمذنبين الخطائين .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - رضي الله عنه - ، قال : قلت :
nindex.php?page=hadith&LINKID=989450يا رسول الله ، ماذا ورد عليك في الشفاعة ؟ فقال : nindex.php?page=treesubj&link=30373شفاعتي لمن شهد أن لا إله إلا الله مخلصا ، يصدق لسانه قلبه .
وعن
أم حبيبة ، قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=989451أريت ما تلقى أمتي من بعدي ، وسفك بعضهم دماء بعض ، وسبق لهم من الله ما سبق لأمم قبلهم ، فسألت الله أن يؤتيني شفاعة يوم القيامة فيهم ، ففعل .
وقال
حذيفة : يجمع الله الناس ، في صعيد واحد حيث يسمعهم الداعي ، وينفذهم البصر ، حفاة عراة كما خلقوا ، سكوتا لا تكلم نفس إلا بإذنه ، فينادى
محمد فيقول : لبيك ، وسعديك ، والخير في يديك ، والشر ليس إليك ، والمهتدي من هديت ، وعبدك بين يديك ، ولك وإليك ، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك ، تباركت وتعاليت ، سبحانك رب البيت قال : فذلك المقام المحمود الذي ذكر الله .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس - رضي الله عنه - : إذا دخل أهل النار النار ، وأهل الجنة الجنة ، فتبقى آخر زمرة من الجنة ، وآخر زمرة من النار ، فتقول زمرة النار لزمرة الجنة : ما نفعكم إيمانكم ، فيدعون
[ ص: 253 ] ربهم ، ويضجون ، فيسمعهم أهل الجنة فيسألون
آدم ، وغيره بعده في الشفاعة لهم ، فكل يعتذر حتى يأتوا
محمدا - صلى الله عليه وسلم - ، فيشفع لهم ، فذلك المقام المحمود .
ونحوه عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود أيضا ، ،
ومجاهد .
وذكره
علي بن الحسين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله ليزيد الفقير : سمعت بمقام
محمد يعني الذي يبعثه الله فيه ؟ قال : قلت : نعم . قال : فإنه مقام
محمد المحمود الذي يخرج الله به من يخرج يعني من النار ، وذكر حديث الشفاعة في إخراج الجهنميين .
وعن
أنس نحوه ، وقال : فهذا
nindex.php?page=treesubj&link=31044المقام المحمود الذي وعده .
وفي رواية
أنس ،
nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة ، وغيرهما ، دخل حديث بعضهم في حديث بعض : قال - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=989452يجمع الله الأولين ، والآخرين يوم القيامة فيهتمون أو قال : فيلهمون فيقولون : nindex.php?page=treesubj&link=30376_30373لو استشفعنا إلى ربنا .
ومن طريق آخر ، عنه : ماج الناس بعضهم في بعض .
وعن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة : وتدنو الشمس ، فيبلغ الناس من الغم ما لا يطيقون ، ولا يحتملون ، فيقولون : ألا تنظرون من يشفع لكم ، فيأتون آدم فيقولون ، زاد بعضهم : أنت آدم أبو البشر ، خلقك الله بيده ، ونفخ فيك من روحه ، وأسكنك جنته ، وأسجد لك ملائكته ، وعلمك أسماء كل شيء ، اشفع لنا عند ربك حتى يريحنا من مكاننا ، ألا ترى ما نحن فيه ؟ .
[ ص: 254 ] فيقول : إن ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب مثله ، ولا يغضب بعده مثله ، ونهاني عن الشجرة فعصيت ، نفسي ، نفسي ، اذهبوا إلى غيري ، اذهبوا إلى نوح .
فيأتون نوحا فيقولون : أنت أول الرسل إلى أهل الأرض ، وسماك الله عبدا شكورا ، ألا ترى ما نحن فيه ، ألا ترى ما بلغنا ؟ ! ألا تشفع لنا إلى ربك ؟ فيقول : إن ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ، ولا يغضب بعده مثله ، نفسي ! نفسي !
قال في رواية أنس : ويذكر خطيئته التي أصاب : سؤاله ربه بغير علم .
وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - رضي الله عنه - : وقد كانت لي دعوة دعوتها على قومي ، اذهبوا إلى غيري . اذهبوا إلى إبراهيم ، فإنه خليل الله .
فيأتون إبراهيم ، فيقولون : أنت نبي الله ، وخليله من أهل الأرض ، اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى ما نحن فيه ؟
فيقول : إن ربي قد غضب اليوم غضبا . . . فذكر مثله ، ويذكر ثلاث كلمات كذبهن . نفسي ، نفسي ، لست لها ، ولكن عليكم بموسى ، فإنه كليم الله .
وفي رواية : فإنه عبد آتاه الله التوراة ، وكلمه ، وقربه نجيا .
قال : فيأتون موسى ، فيقول : لست لها ، ويذكر خطيئته التي أصاب ، وقتله النفس ، نفسي نفسي ، ولكن عليكم بعيسى ، فإنه روح الله ، وكلمته .
فيأتون عيسى ، فيقول : لست لها ، ولكن عليكم بمحمد ، عبد غفر الله له ما تقدم من ذنبه ، وما تأخر .
فأوتى ، فأقول : أنا لها . فأنطلق فأستأذن على ربي ، فيؤذن لي ، فإذا رأيته ، وقعت ساجدا .
وفي رواية : فآتي تحت العرش ، فأخر ساجدا .
وفي رواية : فأقوم بين يديه ، فأحمد بمحامد لا أقدر عليها إلا أن يلهمنيها الله .
وفي رواية : فيفتح الله علي من محامده ، وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه على أحد قبلي .
قال في رواية nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة : فيقال : يا محمد ، ارفع رأسك ، سل تعطه ، واشفع تشفع . فأرفع رأسي ، فأقول : يا رب أمتي ، يا رب أمتي . فيقول : أدخل من أمتك من لا حساب عليه من الباب الأيمن من أبواب الجنة ، وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب .
ولم يذكر في رواية أنس هذا الفصل ، وقال مكانه : ثم أخر ساجدا ، فيقال لي : يا محمد ، ارفع رأسك ، وقل يسمع لك ، واشفع تشفع ، وسل تعطه . فأقول : يا رب أمتي أمتي . فيقال : انطلق ، فمن كان في قلبه مثقال حبة من برة أو شعيرة من إيمان فأخرجه ، فأنطلق فأفعل . ثم [ ص: 255 ] أرجع إلى ربي ، فأحمده بتلك المحامد وذكر مثل الأول ، وقال فيه : مثقال حبة من خردل . قال : فأفعل ، ثم أرجع . . . وذكر مثل ما تقدم ، وقال فيه : من كان في قلبه أدنى أدنى أدنى من مثقال حبة من خردل ، فأفعل .
وذكر في المرة الرابعة : فيقال لي : ارفع رأسك ، وقل يسمع لك ، واشفع تشفع ، وسل تعطه . فأقول : يا رب ، ائذن لي فيمن قال : لا إله إلا الله . قال : ليس ذلك إليك . ولكن ، وعزتي ، وكبريائي ، وعظمتي ، وجبريائي لأخرجن من النار من قال : لا إله إلا الله .
ومن رواية قتادة عنه ، قال : فأقول يا رب ، ما بقي في النار إلا من حبسه القرآن أي وجب عليه الخلود .
وعن
أبي بكر ،
nindex.php?page=showalam&ids=27وعقبة بن عامر ،
وأبي سعيد ،
وحذيفة مثله ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=989453فيأتون محمدا فيؤذن له ، وتأتي الأمانة ، والرحم فتقومان جنبتي الصراط .
وذكر في رواية
أبي مالك ، عن
حذيفة :
nindex.php?page=hadith&LINKID=989454فيأتون محمدا فيشفع ، فيضرب nindex.php?page=treesubj&link=30368الصراط فيمرون : أولهم كالبرق ، ثم كالريح ، والطير ، وشد الرجال ، ونبيكم - صلى الله عليه وسلم - على الصراط يقول : اللهم سلم سلم ، حتى يجتاز الناس . وذكر آخرهم جوازا . . . الحديث .
وفي رواية
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة : فأكون أول من يجيز .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، عنه - صلى الله عليه وسلم - :
يوضع للأنبياء منابر يجلسون عليها ، ويبقى منبري لا أجلس عليه قائما ، بين يدي ربي منتصبا ، فيقول الله - تبارك وتعالى - : ما تريد بأمتك ؟ فأقول : يا رب ، عجل حسابهم ، فيدعى بهم ، فيحاسبون . فمنهم من يدخل برحمته ، ومنهم من يدخل الجنة بشفاعتي ، ولا أزال أشفع حتى أعطى صكاكا برجال قد أمر بهم إلى النار ، حتى إن خازن النار ليقول : يا محمد ، ما تركت لغضب ربك في أمتك من نقمة .
ومن طريق
زياد النميري ، عن
[ ص: 256 ] أنس أن
nindex.php?page=treesubj&link=31046_31047_25037رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=989456أنا أول من تنفلق الأرض عن جمجمته ، ولا فخر ، وأنا سيد الناس يوم القيامة ، ولا فخر ، ومعي لواء الحمد يوم القيامة ، وأنا أول من تفتح له الجنة ، ولا فخر ، فآتي فآخذ بحلقة الجنة ، فيقال : من هذا ؟ فأقول : محمد ، فيفتح لي ، فيستقبلني الجبار - تعالى - ، فأخر له ساجدا . . . وذكر نحو ما تقدم .
ومن رواية
أنيس : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول :
لأشفعن يوم القيامة لأكثر مما في الأرض من حجر ، وشجر .
فقد اجتمع من اختلاف ألفاظ هذه الآثار أن شفاعته - صلى الله عليه وسلم - ، ومقامه المحمود من أول الشفاعات إلى آخرها ، من حين يجتمع الناس للحشر ، وتضيق بهم الحناجر ، ويبلغ منهم العرق ، والشمس ، والوقوف مبلغه ، وذلك قبل الحساب ، فيشفع حينئذ لإراحة الناس من الموقف ، ثم يوضع الصراط ، ويحاسب الناس ، كما جاء في الحديث عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ،
وحذيفة .
وهذا الحديث أتقن ، فيشفع في تعجيل من لا حساب عليه من أمته إلى الجنة كما تقدم في الحديث ثم يشفع فيمن وجب عليه العذاب ، ودخل النار منهم حسب ما تقتضيه الأحاديث الصحيحة ، ثم فيمن قال : لا إله إلا الله . وليس هذا لسواه - صلى الله عليه وسلم - .
وفي الحديث المنتشر الصحيح :
nindex.php?page=hadith&LINKID=989457لكل نبي دعوة يدعو بها ، واختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة .
قال أهل العلم : معناه دعوة أعلم أنها تستجاب لهم ، ويبلغ فيها مرغوبهم ، وإلا فكم لكل نبي منهم من دعوة مستجابة ، ولنبينا - صلى الله عليه وسلم - منها ما لا يعد ، لكن حالهم عند الدعاء بها بين الرجاء ، والخوف ، وضمنت لهم إجابة دعوة فيما شاءوه يدعون بها على يقين من الإجابة .
وقد قال
nindex.php?page=showalam&ids=16962محمد بن زياد ،
وأبو صالح ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة في هذا الحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=989458لكل نبي دعوة دعا بها في أمته ، فاستجيب له ، وأنا أريد أن أدخر دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة .
وفي رواية
أبي صالح :
nindex.php?page=hadith&LINKID=989459لكل نبي دعوة مستجابة ، فتعجل كل نبي دعوته .
ونحوه في رواية
أبي زرعة عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة .
وعن
أنس مثل رواية
ابن [ ص: 257 ] زياد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة .
فتكون هذه الدعوة المذكورة مخصوصة بالأمة مضمونة الإجابة ، وإلا فقد أخبر - صلى الله عليه وسلم - أنه سأل لأمته أشياء من أمور الدين ، والدنيا ، وأعطي بعضها ، ومنع بعضها ، وادخر لهم هذه الدعوة ليوم الفاقة ، وخاتمة المحن ، وعظيم السؤال ، والرغبة .
جزاه الله أحسن ما جزى نبيا عن أمته ، وصلى الله عليه وسلم كثيرا .
[ ص: 251 ] الْفَصْلُ الْعَاشِرُ : فِي
nindex.php?page=treesubj&link=30374_30373_31044_25036تَفْضِيلِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِالشَّفَاعَةِ ، وَالْمَقَامِ الْمَحْمُودِ
قَالَ اللَّهُ - تَعَالَى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=79عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا [ الْإِسْرَاءِ : 79 ] .
[ أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ
nindex.php?page=showalam&ids=14050أَبُو عَلِيٍّ الْغَسَّانِيُّ الْجَيَّانِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ بِخَطِّهِ ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=13213سِرَاجُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=13722أَبُو مُحَمَّدٍ الْأَصِيلِيُّ ، حَدَّثَنَا
أَبُو زَيْدٍ ،
وَأَبُو أَحْمَدَ ، قَالَا : حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=12070مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=12426إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانٍ حَدَّثَنَا
أَبُو الْأَحْوَصِ ] ، عَنْ
آدَمَ بْنِ عَلِيٍّ ، قَالَ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ : إِنَّ النَّاسَ يَصِيرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ جُثًى ، كُلُّ أُمَّةٍ تَتْبَعُ نَبِيَّهَا ، يَقُولُونَ : يَا فُلَانُ اشْفَعْ لَنَا ، يَا فُلَانُ اشْفَعْ لَنَا ، حَتَّى تَنْتَهِيَ الشَّفَاعَةُ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَذَلِكَ يَوْمُ يَبْعَثُهُ اللَّهُ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ .
وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=989444سُئِلَ عَنْهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَعْنِي قَوْلَهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=79nindex.php?page=treesubj&link=28988عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا [ الْإِسْرَاءِ : 79 ] ، فَقَالَ : الشَّفَاعَةُ .
وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=331كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ ، عَنْهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=989445يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَكُونُ أَنَا ، وَأُمَّتِي عَلَى تَلٍّ ، وَيَكْسُونِي رَبِّي حُلَّةً خَضْرَاءَ ، ثُمَّ يُؤْذَنُ لِي فَأَقُولُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ أَقُولَ ، فَذَلِكَ الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ .
وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - ، وَذَكَرَ حَدِيثَ الشَّفَاعَةِ قَالَ : فَيَمْشِي حَتَّى يَأْخُذَ بِحَلْقَةِ الْجَنَّةِ ، فَيَوْمَئِذٍ يَبْعَثُهُ اللَّهُ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ الَّذِي وَعَدَهُ .
وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ عَنْهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
nindex.php?page=hadith&LINKID=989446أَنَّهُ قِيَامُهُ عَنْ يَمِينِ الْعَرْشِ مَقَامًا لَا يَقُومُهُ غَيْرُهُ ، يَغْبِطُهُ فِيهِ الْأَوَّلُونَ ، وَالْآخِرُونَ .
وَنَحْوُهُ عَنْ
كَعْبٍ ،
وَالْحَسَنِ .
وَفِي رِوَايَةٍ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=989447هُوَ الْمَقَامُ الَّذِي أَشْفَعُ لِأُمَّتِي فِيهِ .
[ ص: 252 ] وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=989448إِنِّي لَقَائِمٌ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ . قِيلَ : وَمَا هُوَ ؟ قَالَ : ذَلِكَ يَوْمَ يَنْزِلُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى كُرْسِيِّهِ الْحَدِيثَ .
وَعَنْ
أَبِي مُوسَى - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - ، عَنْهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=989449خُيِّرْتُ بَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ نِصْفُ أُمَّتِي الْجَنَّةَ ، وَبَيْنَ الشَّفَاعَةِ فَاخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ ، لِأَنَّهَا أَعَمُّ ، أَتَرَوْنَهَا لِلْمُتَّقِينَ ؟ وَلَكِنَّهَا لِلْمُذْنِبِينَ الْخَطَّائِينَ .
وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - ، قَالَ : قُلْتُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=989450يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَاذَا وَرَدَ عَلَيْكَ فِي الشَّفَاعَةِ ؟ فَقَالَ : nindex.php?page=treesubj&link=30373شَفَاعَتِي لِمَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُخْلِصًا ، يُصَدِّقُ لِسَانُهُ قَلْبَهُ .
وَعَنْ
أُمِّ حَبِيبَةَ ، قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=989451أُرِيتُ مَا تَلْقَى أُمَّتِي مِنْ بَعْدِي ، وَسَفْكَ بَعْضِهِمْ دِمَاءَ بَعْضٍ ، وَسَبَقَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا سَبَقَ لِأُمَمٍ قَبْلَهُمْ ، فَسَأَلْتُ اللَّهَ أَنْ يُؤْتِيَنِي شَفَاعَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيهِمْ ، فَفَعَلَ .
وَقَالَ
حُذَيْفَةُ : يَجْمَعُ اللَّهُ النَّاسَ ، فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ حَيْثُ يُسْمِعُهُمُ الدَّاعِي ، وَيَنْفُذُهُمُ الْبَصَرُ ، حُفَاةً عُرَاةً كَمَا خُلِقُوا ، سُكُوتًا لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ ، فَيُنَادَى
مُحَمَّدٌ فَيَقُولُ : لَبَّيْكَ ، وَسَعْدَيْكَ ، وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ ، وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ ، وَالْمُهْتَدِي مَنْ هَدَيْتَ ، وَعَبْدُكَ بَيْنَ يَدَيْكَ ، وَلَكَ وَإِلَيْكَ ، لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَى مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ ، سُبْحَانَكَ رَبَّ الْبَيْتِ قَالَ : فَذَلِكَ الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - : إِذَا دَخَلَ أَهْلُ النَّارِ النَّارَ ، وَأَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ ، فَتَبْقَى آخِرُ زُمْرَةٍ مِنَ الْجَنَّةِ ، وَآخِرُ زُمْرَةٍ مِنَ النَّارِ ، فَتَقُولُ زُمْرَةُ النَّارِ لِزُمْرَةِ الْجَنَّةِ : مَا نَفَعَكُمْ إِيمَانُكُمْ ، فَيَدْعُونَ
[ ص: 253 ] رَبَّهُمْ ، وَيَضِجُّونَ ، فَيَسْمَعُهُمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ فَيَسْأَلُونَ
آدَمَ ، وَغَيْرَهُ بَعْدَهُ فِي الشَّفَاعَةِ لَهُمْ ، فَكُلٌّ يَعْتَذِرُ حَتَّى يَأْتُوا
مُحَمَّدًا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، فَيَشْفَعُ لَهُمْ ، فَذَلِكَ الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ .
وَنَحْوُهُ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ أَيْضًا ، ،
وَمُجَاهِدٍ .
وَذَكَرَهُ
عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ لِيَزِيدَ الْفَقِيرِ : سَمِعْتَ بِمَقَامِ
مُحَمَّدٍ يَعْنِي الَّذِي يَبْعَثُهُ اللَّهُ فِيهِ ؟ قَالَ : قُلْتُ : نَعَمْ . قَالَ : فَإِنَّهُ مَقَامُ
مُحَمَّدٍ الْمَحْمُودُ الَّذِي يُخْرِجُ اللَّهُ بِهِ مَنْ يُخْرِجُ يَعْنِي مِنَ النَّارِ ، وَذَكَرَ حَدِيثَ الشَّفَاعَةِ فِي إِخْرَاجِ الْجَهَنَّمِيِّينَ .
وَعَنْ
أَنَسٍ نَحْوُهُ ، وَقَالَ : فَهَذَا
nindex.php?page=treesubj&link=31044الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ الَّذِي وَعَدَهُ .
وَفِي رِوَايَةِ
أَنَسٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=3وَأَبِي هُرَيْرَةَ ، وَغَيْرِهِمَا ، دَخَلَ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ فِي حَدِيثِ بَعْضٍ : قَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=989452يَجْمَعُ اللَّهُ الْأَوَّلِينَ ، وَالْآخِرِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَهْتَمُّونَ أَوْ قَالَ : فَيُلْهَمُونَ فَيَقُولُونَ : nindex.php?page=treesubj&link=30376_30373لَوِ اسْتَشْفَعْنَا إِلَى رَبِّنَا .
وَمِنْ طَرِيقٍ آخَرَ ، عَنْهُ : مَاجَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ .
وَعَنْ nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ : وَتَدْنُو الشَّمْسُ ، فَيَبْلُغُ النَّاسُ مِنَ الْغَمِّ مَا لَا يُطِيقُونَ ، وَلَا يَحْتَمِلُونَ ، فَيَقُولُونَ : أَلَا تَنْظُرُونَ مَنْ يَشْفَعُ لَكُمْ ، فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ ، زَادَ بَعْضُهُمْ : أَنْتَ آدَمُ أَبُو الْبَشَرِ ، خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ ، وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ ، وَأَسْكَنَكَ جَنَّتَهُ ، وَأَسْجَدَ لَكَ مَلَائِكَتَهُ ، وَعَلَّمَكَ أَسْمَاءَ كُلِّ شَيْءٍ ، اشْفَعْ لَنَا عِنْدَ رَبِّكَ حَتَّى يُرِيحَنَا مِنْ مَكَانِنَا ، أَلَا تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ ؟ .
[ ص: 254 ] فَيَقُولُ : إِنَّ رَبِّي غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ مِثْلَهُ ، وَلَا يَغْضَبُ بَعْدَهُ مِثْلَهُ ، وَنَهَانِي عَنِ الشَّجَرَةِ فَعَصَيْتُ ، نَفْسِي ، نَفْسِي ، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي ، اذْهَبُوا إِلَى نُوحٍ .
فَيَأْتُونَ نُوحًا فَيَقُولُونَ : أَنْتَ أَوَّلُ الرُّسُلِ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ ، وَسَمَّاكَ اللَّهُ عَبْدًا شَكُورًا ، أَلَا تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ ، أَلَا تَرَى مَا بَلَغَنَا ؟ ! أَلَا تَشْفَعُ لَنَا إِلَى رَبِّكَ ؟ فَيَقُولُ : إِنَّ رَبِّي غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ ، وَلَا يَغْضَبُ بَعْدَهُ مِثْلَهُ ، نَفْسِي ! نَفْسِي !
قَالَ فِي رِوَايَةِ أَنَسٍ : وَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ الَّتِي أَصَابَ : سُؤَالَهُ رَبَّهُ بِغَيْرِ عِلْمٍ .
وَفِي رِوَايَةِ nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - : وَقَدْ كَانَتْ لِي دَعْوَةٌ دَعَوْتُهَا عَلَى قَوْمِي ، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي . اذْهَبُوا إِلَى إِبْرَاهِيمَ ، فَإِنَّهُ خَلِيلُ اللَّهِ .
فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ ، فَيَقُولُونَ : أَنْتَ نَبِيُّ اللَّهِ ، وَخَلِيلُهُ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ ، أَلَا تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ ؟
فَيَقُولُ : إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا . . . فَذَكَرَ مِثْلَهُ ، وَيَذْكُرُ ثَلَاثَ كَلِمَاتٍ كَذَبَهُنَّ . نَفْسِي ، نَفْسِي ، لَسْتُ لَهَا ، وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِمُوسَى ، فَإِنَّهُ كَلِيمُ اللَّهِ .
وَفِي رِوَايَةٍ : فَإِنَّهُ عَبْدٌ آتَاهُ اللَّهُ التَّوْرَاةَ ، وَكَلَّمَهُ ، وَقَرَّبَهُ نَجِيًّا .
قَالَ : فَيَأْتُونَ مُوسَى ، فَيَقُولُ : لَسْتُ لَهَا ، وَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ الَّتِي أَصَابَ ، وَقَتْلَهُ النَّفْسَ ، نَفْسِي نَفْسِي ، وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِعِيسَى ، فَإِنَّهُ رُوحُ اللَّهِ ، وَكَلِمَتُهُ .
فَيَأْتُونَ عِيسَى ، فَيَقُولُ : لَسْتُ لَهَا ، وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِمُحَمَّدٍ ، عَبْدٌ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ، وَمَا تَأَخَّرَ .
فَأُوتَى ، فَأَقُولُ : أَنَا لَهَا . فَأَنْطَلِقُ فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي ، فَيُؤْذَنُ لِي ، فَإِذَا رَأَيْتُهُ ، وَقَعْتُ سَاجِدًا .
وَفِي رِوَايَةٍ : فَآتِي تَحْتَ الْعَرْشِ ، فَأَخِرُّ سَاجِدًا .
وَفِي رِوَايَةٍ : فَأَقُومُ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَأَحْمَدُ بِمَحَامِدَ لَا أَقْدِرُ عَلَيْهَا إِلَّا أَنْ يُلْهِمَنِيهَا اللَّهُ .
وَفِي رِوَايَةٍ : فَيَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيَّ مِنْ مَحَامِدِهِ ، وَحُسْنِ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ شَيْئًا لَمْ يَفْتَحْهُ عَلَى أَحَدٍ قَبْلِي .
قَالَ فِي رِوَايَةِ nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ : فَيُقَالُ : يَا مُحَمَّدُ ، ارْفَعْ رَأْسَكَ ، سَلْ تُعْطَهُ ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ . فَأَرْفَعُ رَأْسِي ، فَأَقُولُ : يَا رَبِّ أُمَّتِي ، يَا رَبِّ أُمَّتِي . فَيَقُولُ : أَدْخِلْ مِنْ أُمَّتِكَ مَنْ لَا حِسَابَ عَلَيْهِ مِنَ الْبَابِ الْأَيْمَنِ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ ، وَهُمْ شُرَكَاءُ النَّاسِ فِيمَا سِوَى ذَلِكَ مِنَ الْأَبْوَابِ .
وَلَمْ يَذْكُرْ فِي رِوَايَةِ أَنَسٍ هَذَا الْفَصْلَ ، وَقَالَ مَكَانَهُ : ثُمَّ أَخِرُّ سَاجِدًا ، فَيُقَالُ لِي : يَا مُحَمَّدُ ، ارْفَعْ رَأْسَكَ ، وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ ، وَسَلْ تُعْطَهُ . فَأَقُولُ : يَا رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي . فَيُقَالُ : انْطَلِقْ ، فَمَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ بُرَّةٍ أَوْ شَعِيرَةٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجْهُ ، فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ . ثُمَّ [ ص: 255 ] أَرْجِعُ إِلَى رَبِّي ، فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ وَذَكَرَ مِثْلَ الْأَوَّلِ ، وَقَالَ فِيهِ : مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ . قَالَ : فَأَفْعَلُ ، ثُمَّ أَرْجِعُ . . . وَذَكَرَ مِثْلَ مَا تَقَدَّمَ ، وَقَالَ فِيهِ : مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ أَدْنَى أَدْنَى أَدْنَى مِنْ مِثْقَالِ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ ، فَأَفْعَلُ .
وَذَكَرَ فِي الْمَرَّةِ الرَّابِعَةِ : فَيُقَالُ لِي : ارْفَعْ رَأْسَكَ ، وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ ، وَسَلْ تُعْطَهُ . فَأَقُولُ : يَا رَبِّ ، ائْذَنْ لِي فِيمَنْ قَالَ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ . قَالَ : لَيْسَ ذَلِكَ إِلَيْكَ . وَلَكِنْ ، وَعِزَّتِي ، وَكِبْرِيَائِي ، وَعَظَمَتِي ، وَجِبْرِيَائِي لَأُخْرِجَنَّ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ .
وَمِنْ رِوَايَةِ قَتَادَةَ عَنْهُ ، قَالَ : فَأَقُولُ يَا رَبِّ ، مَا بَقِيَ فِي النَّارِ إِلَّا مَنْ حَبَسَهُ الْقُرْآنُ أَيْ وَجَبَ عَلَيْهِ الْخُلُودُ .
وَعَنْ
أَبِي بَكْرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=27وَعُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ ،
وَأَبِي سَعِيدٍ ،
وَحُذَيْفَةَ مِثْلُهُ ، قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=989453فَيَأْتُونَ مُحَمَّدًا فَيُؤْذَنُ لَهُ ، وَتَأْتِي الْأَمَانَةُ ، وَالرَّحِمُ فَتَقُومَانِ جَنْبَتَيِ الصِّرَاطِ .
وَذَكَرَ فِي رِوَايَةِ
أَبِي مَالِكٍ ، عَنْ
حُذَيْفَةَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=989454فَيَأْتُونَ مُحَمَّدًا فَيَشْفَعُ ، فَيُضْرَبُ nindex.php?page=treesubj&link=30368الصِّرَاطُ فَيَمُرُّونَ : أَوَّلُهُمْ كَالْبَرْقِ ، ثُمَّ كَالرِّيحِ ، وَالطَّيْرِ ، وَشَدِّ الرِّجَالِ ، وَنَبِيُّكُمْ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى الصِّرَاطِ يَقُولُ : اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ ، حَتَّى يَجْتَازَ النَّاسُ . وَذَكَرَ آخِرَهُمْ جَوَازًا . . . الْحَدِيثَ .
وَفِي رِوَايَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ : فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُجِيزُ .
وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنْهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - :
يُوضَعُ لِلْأَنْبِيَاءِ مَنَابِرُ يَجْلِسُونَ عَلَيْهَا ، وَيَبْقَى مِنْبَرِي لَا أَجْلِسُ عَلَيْهِ قَائِمًا ، بَيْنَ يَدَيْ رَبِّي مُنْتَصِبًا ، فَيَقُولُ اللَّهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - : مَا تُرِيدُ بِأُمَّتِكَ ؟ فَأَقُولُ : يَا رَبِّ ، عَجِّلْ حِسَابَهُمْ ، فَيُدْعَى بِهِمْ ، فَيُحَاسَبُونَ . فَمِنْهُمْ مَنْ يَدْخُلُ بِرَحْمَتِهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَتِي ، وَلَا أَزَالُ أَشْفَعُ حَتَّى أُعْطَى صِكَاكًا بِرِجَالٍ قَدْ أُمِرَ بِهِمْ إِلَى النَّارِ ، حَتَّى إِنَّ خَازِنَ النَّارِ لَيَقُولُ : يَا مُحَمَّدُ ، مَا تَرَكْتَ لِغَضَبِ رَبِّكَ فِي أُمَّتِكَ مِنْ نِقْمَةٍ .
وَمِنْ طَرِيقِ
زِيَادٍ النُّمَيْرِيِّ ، عَنْ
[ ص: 256 ] أَنَسٍ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=31046_31047_25037رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=989456أَنَا أَوَّلُ مَنْ تَنْفَلِقُ الْأَرْضُ عَنْ جُمْجُمَتِهِ ، وَلَا فَخْرَ ، وَأَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَلَا فَخْرَ ، وَمَعِي لِوَاءُ الْحَمْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ تُفْتَحُ لَهُ الْجَنَّةُ ، وَلَا فَخْرَ ، فَآتِي فَآخُذُ بِحَلْقَةِ الْجَنَّةِ ، فَيُقَالُ : مَنْ هَذَا ؟ فَأَقُولُ : مُحَمَّدٌ ، فَيُفْتَحُ لِي ، فَيَسْتَقْبِلُنِي الْجَبَّارُ - تَعَالَى - ، فَأَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا . . . وَذَكَرَ نَحْوَ مَا تَقَدَّمَ .
وَمِنْ رِوَايَةِ
أُنَيْسٍ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ :
لَأَشْفَعَنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِأَكْثَرَ مِمَّا فِي الْأَرْضِ مِنْ حَجَرٍ ، وَشَجَرٍ .
فَقَدِ اجْتَمَعَ مِنَ اخْتِلَافِ أَلْفَاظِ هَذِهِ الْآثَارِ أَنَّ شَفَاعَتَهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، وَمَقَامَهُ الْمَحْمُودَ مِنْ أَوَّلِ الشَّفَاعَاتِ إِلَى آخِرِهَا ، مِنْ حِينِ يَجْتَمِعُ النَّاسُ لِلْحَشْرِ ، وَتَضِيقُ بِهِمُ الْحَنَاجِرُ ، وَيَبْلُغُ مِنْهُمُ الْعَرَقُ ، وَالشَّمْسُ ، وَالْوُقُوفُ مَبْلَغَهُ ، وَذَلِكَ قَبْلَ الْحِسَابِ ، فَيَشْفَعُ حِينَئِذٍ لِإِرَاحَةِ النَّاسِ مِنَ الْمَوْقِفِ ، ثُمَّ يُوضَعُ الصِّرَاطُ ، وَيُحَاسَبُ النَّاسُ ، كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ ،
وَحُذَيْفَةَ .
وَهَذَا الْحَدِيثُ أَتْقَنُ ، فَيُشَفَّعُ فِي تَعْجِيلِ مَنْ لَا حِسَابَ عَلَيْهِ مِنْ أُمَّتِهِ إِلَى الْجَنَّةِ كَمَا تَقَدَّمَ فِي الْحَدِيثِ ثُمَّ يَشْفَعُ فِيمَنْ وَجَبَ عَلَيْهِ الْعَذَابُ ، وَدَخَلَ النَّارَ مِنْهُمْ حَسَبَ مَا تَقْتَضِيهِ الْأَحَادِيثُ الصَّحِيحَةُ ، ثُمَّ فِيمَنْ قَالَ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ . وَلَيْسَ هَذَا لِسِوَاهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - .
وَفِي الْحَدِيثِ الْمُنْتَشِرِ الصَّحِيحِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=989457لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ يَدْعُو بِهَا ، وَاخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ .
قَالَ أَهْلُ الْعِلْمِ : مَعْنَاهُ دَعْوَةٌ أَعْلَمُ أَنَّهَا تُسْتَجَابُ لَهُمْ ، وَيَبْلُغُ فِيهَا مَرْغُوبُهُمْ ، وَإِلَّا فَكَمْ لِكُلِّ نَبِيٍّ مِنْهُمْ مِنْ دَعْوَةٍ مُسْتَجَابَةٍ ، وَلِنَبِيِّنَا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْهَا مَا لَا يُعَدُّ ، لَكِنَّ حَالَهُمْ عِنْدَ الدُّعَاءِ بِهَا بَيْنَ الرَّجَاءِ ، وَالْخَوْفِ ، وَضُمِنَتْ لَهُمْ إِجَابَةُ دَعْوَةٍ فِيمَا شَاءُوهُ يَدْعُونَ بِهَا عَلَى يَقِينٍ مِنَ الْإِجَابَةِ .
وَقَدْ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16962مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ ،
وَأَبُو صَالِحٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=989458لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ دَعَا بِهَا فِي أُمَّتِهِ ، فَاسْتُجِيبَ لَهُ ، وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَدَّخِرَ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ .
وَفِي رِوَايَةِ
أَبِي صَالِحٍ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=989459لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ ، فَتَعَجَّلَ كُلُّ نَبِيٍّ دَعْوَتَهُ .
وَنَحْوُهُ فِي رِوَايَةِ
أَبِي زُرْعَةَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ .
وَعَنْ
أَنَسٍ مِثْلُ رِوَايَةِ
ابْنِ [ ص: 257 ] زِيَادٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ .
فَتَكُونُ هَذِهِ الدَّعْوَةُ الْمَذْكُورَةُ مَخْصُوصَةً بِالْأُمَّةِ مَضْمُونَةَ الْإِجَابَةِ ، وَإِلَّا فَقَدْ أَخْبَرَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ سَأَلَ لِأُمَّتِهِ أَشْيَاءَ مِنْ أُمُورِ الدِّينِ ، وَالدُّنْيَا ، وَأُعْطِيَ بَعْضَهَا ، وَمُنِعَ بَعْضَهَا ، وَادَّخَرَ لَهُمْ هَذِهِ الدَّعْوَةَ لِيَوْمِ الْفَاقَةِ ، وَخَاتِمَةِ الْمِحَنِ ، وَعَظِيمِ السُّؤَالِ ، وَالرَّغْبَةِ .
جَزَاهُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا جَزَى نَبِيًّا عَنْ أُمَّتِهِ ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَثِيرًا .