حدثنا أبو
أحمد محمد بن أحمد ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14113الحسن بن سفيان ، ثنا
حيان بن موسى ، ثنا
سهل بن علي ، قال : كتب
عون بن عبد الله إلى ابنه : يا بني ح وحدثنا
عبد الله بن محمد ، ثنا
أحمد بن الحسين ، ثنا
أحمد بن إبراهيم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين ، ثنا
حجاج ، أنبأنا
المسعودي ، عن
عون بن عبد الله ، أنه قال لابنه : يا بني ، كن ممن نأيه عمن نأى عنه يقين ونزاهة ، ودنوه ممن دنا منه لين ورحمة ، ليس نأيه بكبر ولا بعظمة ، ولا دنوه خداع ولا خلابة ، يقتدي بمن قبله فهو إمام لمن بعده ، ولا يعزب علمه ، ولا يحضر جهله ، ولا يعجل بما رابه ، ويعفو فيما يتبين له ، يغمض في الذي له ، ويزيد في الحق الذي عليه ، والخير منه مأمول ، والشر منه مأمون ، إن كان مع الغافلين كتب من الذاكرين ، وإن كان مع الذاكرين لم يكتب من الغافلين ،
nindex.php?page=treesubj&link=32499_32500_30497ولا يغره ثناء من جهله ، ولا ينسى إحصاء ما قد علمه ، إن زكي خاف ما يقولون واستغفر لما لا يعلمون ، يقول : أنا أعلم بي من غيري ، وربي أعلم بي من نفسي ، وهو يستبطئ نفسه في العمل ، ويأتي ما يأتي من الأعمال الصالحة على وجل ، يظل يذكر ، ويمسي وهمه أن يشكر ، يبيت حذرا ، ويصبح فرحا ، حذرا لما حذر من الغفلة ، وفرحا لما أصاب من الغنيمة والرحمة ، إن عصته نفسه فيما يكره لم يطعها فيما أحبت ، فرغبته بما يخلد ، وزهادته فيما ينفد ،
nindex.php?page=treesubj&link=19137_19548_19563يمزج العلم بالحلم ، ويصمت ليسلم ، وينطق ليفهم ، ويخلو
[ ص: 261 ] ليغنم ، ويخالق ليعلم ، لا ينصت لخير حين ينصت وهو يسهو ، ولا يستمع له وهو يلغو ، ولا يحدث أمانته الأصدقاء ، ولا يكتم شهادته الأعداء ، ولا يعمل من الخير شيئا رياء ، ولا يترك منه شيئا حياء ،
nindex.php?page=treesubj&link=18422_24582مجالس الذكر مع القراء أحب إليه من مجالس اللهو مع الأغنياء .
ولا تكن يا بني ممن يعجب باليقين من نفسه فيما ذهب ، وينسى اليقين فيما رجا وطلب ، يقول فيما ذهب : لو قدر شيء لكان ، ويقول فيما بقي : ابتغ أيها الإنسان ، شاخصا غير مطمئن ، ولا يثق من الرزق بما قد ضمن ، ولا تغلبه نفسه على ما يظن ، ولا يغلبها على ما يستيقن ، فهو من نفسه في شك ، ومن ظنه إن لم يرحم في هلك ، إن سقم ندم ، وإن صح أمن ، وإن افتقر حزن ، وإن استغنى افتتن ، وإن رغب كسل ، وإن نشط زهد ، يرغب قبل أن ينصب ، ولا ينصب فيما يرغب ، يقول : لم أعمل فأتعنى ؟ بل أجلس فأتمنى ، يتمنى المغفرة ويعمل بالمعصية ، كان أول عمره غفلة وغرة ، ثم أبقي وأقيل العثرة ، فإذا في آخره كسل وفترة ، طال عليه الأمل فافتتن ، وطال عليه الأمد فاغتر ، وأعذر إليه فما - عمر ، وليس فيما أعمر بمعذر ، - عمر ما يتذكر فيه من تذكر ، فهو من الذنب والنعمة موقر ، إن أعطى من ليشكر ، أو إن منع قال :لم يقدر ، أساء العبد واستأثر ، يرجو النجاة ولم يحذر ، ويبتغي الزيادة ولم يشكر ، حق أن يشكر وهو أحق أن لا يعذر ، يتكلف ما لم يؤمر ، ويضيع ما هو أكثر ، إن يسأل أكثر ، وإن أنفق قتر ، يسأل الكثير ، وينفق اليسير ، قدر له خير من قدره لنفسه فوسع له رزقه ، وخفف حسابه ؛ فأعطي ما يكفيه ومنع ما يلهيه ، فليس يرى شيئا يغنيه دون غنى يطغيه ، يعجز عن شكر ما أوتي ، ويبتغي الزيادة فيما بقي ، يستبطئ نفسه في شكر ما أوتي ، وينسى ما عليه من الشكر فيما وفي ، وينهى فلا ينتهي ، ويأمر بما لا يأتي ، يهلك في بغضه ويقصر في حبه ، غره من نفسه حبه ما ليس عنده ، وبغضه على ما عنده مثله ، يحب الصالحين فلا يعمل أعمالهم ، ويبغض المسيئين وهو أحدهم ، يرجو
[ ص: 262 ] الآخرة في البغض على ظنه ، ولا يخشى المقت في اليقين من نفسه ، لا يقدر في الدنيا على ما يهوى ، ولا يقبل من الآخرة ما يبقى ، يبادر من الدنيا ما يفنى ، ويترك من الآخرة ما يبقى ، إن عوفي حسب أنه قد تاب ، وإن ابتلي عاد ، يقول في الدنيا قول الزاهدين ، ويعمل فيها عمل الراغبين ، يكره الموت لإساءته ، ولا ينتهي عن الإساءة في حياته ، يكره الموت لما لا يدع ، ويحب الحياة لما لا يصنع ، إن منع من الدنيا لم يقنع ، وإن أعطي منها لم يشبع ، وإن عرضت الشهوة قال : يكفيك العمل فواقع ، وإن عرض له العمل كسل وقال : يكفيك الورع ، لا تذهب مخافته الكسل ، ولا تبعثه رغبته على العمل .
nindex.php?page=treesubj&link=30503يرجو الأجر بغير عمل ، ويؤخر التوبة لطول الأمل ، ثم لا يسعى فيما له خلق ، ورغبته فيما تكفل له من الرزق ، وزهادته فيما أمر به من العمل ، ويتفرغ لما فرغ له من الرزق ، يخشى الخلق في ربه ، ولا يخشى الرب في خلقه ، يعوذ بالله ممن هو فوقه ، ولا يعيذ بالله من هو تحته ، يخشى الموت ، ولا يرجو الفوت ، يأمن ما يخشى وقد أيقن به ، ولا ييأس مما يرجو وقد تيقن منه ، يرجو نفع علم لا يعمل به ، ويأمن ضر جهل قد أيقن به ، يسخر بمن تحته من الخلق ، وينسى ما عليه فيه من الحق ، ينظر إلى من هو فوقه في الرزق ، وينسى من تحته من الخلق ، يخاف على غيره بأدنى من ذنبه ، ويرجو لنفسه بأيسر من عمله ، يبصر العورة من غيره ويغفلها من نفسه ، إن ذكر اليقين قال :ما هكذا من كان قبلكم ، فإن قيل : أفلا تعمل أنت عملهم ؟ يقول : من يستطيع أن يكون مثلهم ، فهو للقول مدل ، ويستصعب عليه العمل ، يرى الأمانة ما عوفي وأرضي ، والخيانة إن أسخط وابتلي ، يلين ليحسب عنده أمانة فهو يرصدها للخيانة ، يتعلم للصداقة ما يرصد به للعداوة ، يستعجل بالسيئة وهو في الحسنة بطيء ، يخف عليه الشعر ،
nindex.php?page=treesubj&link=24426_24417ويثقل عليه الذكر ، اللغو مع الأغنياء أحب إليه من الذكر مع الفقراء ، يتعجل النوم ويؤخر الصوم ، فلا يبيت قائما ولا يصبح صائما ، ويصبح وهمه التصبح من النوم ولم يسهر ، ويمشي وهمه العشاء وهو مفطر .
زاد
الحجاج عن
المسعودي في روايته : إن صلى اعترض ، وإن ركع ربض
[ ص: 263 ] وإن سجد نقر ، وإن سأل ألحف ، وإن سئل سوف ، وإن حدث حلف ، وإن حلف حنث ، وإن وعد أخلف ، وإن وعظ كلح ، وإن مدح فرح ، طلبه شر ، وتركه وزر ، ليس له في نفسه عن عيب الناس شغل ، وليس لها في الإحسان فضل ، يميل لها ويحب لها منهم العدل ، أهل الخيانة له بطانة ، وأهل الأمانة له عداوة ، إن سلم لم يسمع ، وإن سمع لم يرجع ، ينظر نظر الحسود ، ويعرض إعراض الحقود ، يسخر بالمقتر ، ويأكل بالمدبر ، ويرضي الشاهد بما ليس في نفسه ، ويسخط الغائب بما لا يعلم فيه ، جريء على الخيانة ، بريء من الأمانة ، من أحب كذب ، ومن أبغض خلب ، يضحك من غير العجب ، ويمشي في غير الأدب ، لا ينجو منه من جانب ، ولا يسلم منه من صاحب ، إن حدثته ملك ، وإن حدثك غمك ، وإن سؤته سرك ، وإن سررته ضرك ، وإن فارقته أكلك ، وإن باطنته فجعك ، وإن تابعته بهتك ، وإن وافقته حسدك ، وإن خالفته مقتك ، يحسد أن يفضل ، ويزهد أن يفضل ، يحسد من فضله ، ويزهد أن يعمل عمله ، يعجز عن مكافأة من أحسن إليه ، ويفرط فيمن بغى عليه ، ولا ينصت فيسلم ، ويتكلم بما لا يعلم ، يغلب لسانه قلبه ، ولا يضبط قلبه قوله ،
nindex.php?page=treesubj&link=18472_18692_19699_18682يتعلم للمراء ، ويتفقه للرياء ، ويظهر الكبرياء ، فيظهر منه ما أخفى ، ولا يخفي منه ما أبدى ، يبادر ما يفنى ، ويواكل ما يبقى ، يبادر بالدنيا ، ويواكل بالتقوى .
حدثنا أبي ،
وعبد الله بن محمد ، قالا : ثنا
إبراهيم بن محمد بن الحسن ، ثنا
أبو عمار أحمد بن محمد بن الجراح ، ثنا
إبراهيم بن بلخ البلخي ، قال : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان بن عيينة يقول : ثنا
مسعر ، قال : قال
عون بن عبد الله : ما كان الله لينقذنا من شيء ثم يعيدنا فيه
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=103وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها وما كان الله ليجمع أهل قسمين في النار
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=38nindex.php?page=treesubj&link=28987وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت ونحن نقسم بالله جهد أيماننا ليبعثن الله من يموت .
حدثنا
عبد الله بن محمد ، ثنا
علي بن إسحاق ، ثنا
الحسين بن الحسن المروزي ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16418عبد الله بن المبارك ، ثنا
عبد الله بن الوليد بن عبد الله بن معقل ، ثنا
عون [ ص: 264 ] بن عبد الله ، أنه قال : أوصى رجل ابنه ، فقال : يا بني ،
nindex.php?page=treesubj&link=19863_19866عليك بتقوى الله ، وإن استطعت أن تكون اليوم خيرا منك أمس ، وغدا خيرا منك اليوم فافعل ، وإذا صليت
nindex.php?page=treesubj&link=25353فصل صلاة مودع ، وإياك وكثرة طلب الحاجات ؛ فإنها فقر حاضر ، وإياك وما يعتذر منه .
حدثنا
عبد الله بن جعفر فيما قرئ عليه ، قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12316أسيد بن عاصم ، ثنا
زيد بن عوف ، ثنا
سعد بن زربي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15603ثابت البناني ، قال : كان
لعون بن عبد الله جارية يقال لها :
بشرة ، وكانت
nindex.php?page=treesubj&link=29585تقرأ القرآن بألحان ، فقال لها يوما : يا
بشرة ، اقرئي على إخواني ، فكانت تقرأ بصوت فيه ترجيع حزين ، فلقيتهم يلقون العمائم عن رءوسهم ويبكون ، فقال لها يوما : يا
بشرة ، قد أعطيت بك ألف دينار لحسن صوتك ، اذهبي فلا يملكك علي أحد ، فأنت حرة لوجه الله . قال
ثابت : فهي هناك عجوز
بالكوفة لولا أن أشق عليها لبعثت إليها حتى تقدم علينا فتكون عندنا حتى تموت .
حَدَّثَنَا أَبُو
أحمد محمد بن أحمد ، ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=14113الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ ، ثَنَا
حيان بن موسى ، ثَنَا
سهل بن علي ، قَالَ : كَتَبَ
عون بن عبد الله إِلَى ابْنِهِ : يَا بُنَيَّ ح وَحَدَّثَنَا
عبد الله بن محمد ، ثَنَا
أحمد بن الحسين ، ثَنَا
أحمد بن إبراهيم ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17336يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ ، ثَنَا
حجاج ، أَنْبَأَنَا
المسعودي ، عَنْ
عون بن عبد الله ، أَنَّهُ قَالَ لِابْنِهِ : يَا بُنَيَّ ، كُنْ مِمَّنْ نَأْيُهُ عَمَّنْ نَأَى عَنْهُ يَقِينٌ وَنَزَاهَةٌ ، وَدُنُوُّهُ مِمَّنْ دَنَا مِنْهُ لِينٌ وَرَحْمَةٌ ، لَيْسَ نَأْيُهُ بِكِبْرٍ وَلَا بِعَظَمَةٍ ، وَلَا دُنُوُّهُ خِدَاعٌ وَلَا خِلَابَةٌ ، يَقْتَدِي بِمَنْ قَبْلَهُ فَهُوَ إِمَامٌ لِمَنْ بَعْدَهُ ، وَلَا يَعْزُبُ عِلْمُهُ ، وَلَا يَحْضُرُ جَهْلُهُ ، وَلَا يَعْجَلُ بِمَا رَابَهُ ، وَيَعْفُو فِيمَا يَتَبَيَّنُ لَهُ ، يُغْمِضُ فِي الَّذِي لَهُ ، وَيَزِيدُ فِي الْحَقِّ الَّذِي عَلَيْهِ ، وَالْخَيْرُ مِنْهُ مَأْمُولٌ ، وَالشَّرُّ مِنْهُ مَأْمُونٌ ، إِنْ كَانَ مَعَ الْغَافِلِينَ كُتِبَ مِنَ الذَّاكِرِينَ ، وَإِنْ كَانَ مَعَ الذَّاكِرِينَ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ ،
nindex.php?page=treesubj&link=32499_32500_30497وَلَا يَغُرُّهُ ثَنَاءُ مَنْ جَهِلَهُ ، وَلَا يَنْسَى إِحْصَاءَ مَا قَدْ عَلِمَهُ ، إِنْ زُكِّيَ خَافَ مَا يَقُولُونَ وَاسْتَغْفَرَ لِمَا لَا يَعْلَمُونَ ، يَقُولُ : أَنَا أَعْلَمُ بِي مِنْ غَيْرِي ، وَرَبِّي أَعْلَمُ بِي مِنْ نَفْسِي ، وَهُوَ يَسْتَبْطِئُ نَفْسَهُ فِي الْعَمَلِ ، وَيَأْتِي مَا يَأْتِي مِنَ الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ عَلَى وَجَلٍ ، يَظَلُّ يَذْكُرُ ، وَيُمْسِي وَهَمُّهُ أَنْ يَشْكُرَ ، يَبِيتُ حَذِرًا ، وَيُصْبِحُ فَرِحًا ، حَذَرًا لِمَا حُذِّرَ مِنَ الْغَفْلَةِ ، وَفَرَحًا لِمَا أَصَابَ مِنَ الْغَنِيمَةِ وَالرَّحْمَةِ ، إِنْ عَصَتْهُ نَفْسُهُ فِيمَا يَكْرَهُ لَمْ يُطِعْهَا فِيمَا أَحَبَّتْ ، فَرَغْبَتُهُ بِمَا يَخْلُدُ ، وَزَهَادَتُهُ فِيمَا يَنْفَدُ ،
nindex.php?page=treesubj&link=19137_19548_19563يَمْزُجُ الْعِلْمَ بِالْحِلْمِ ، وَيَصْمُتُ لِيَسْلَمَ ، وَيَنْطِقُ لِيُفْهِمَ ، وَيَخْلُو
[ ص: 261 ] لِيَغْنَمَ ، وَيُخَالِقُ لِيَعْلَمَ ، لَا يُنْصِتُ لِخَيْرٍ حِينَ يُنْصِتُ وَهُوَ يَسْهُو ، وَلَا يَسْتَمِعُ لَهُ وَهُوَ يَلْغُو ، وَلَا يُحْدِثُ أَمَانَتَهُ الْأَصْدِقَاءَ ، وَلَا يَكْتُمُ شَهَادَتَهُ الْأَعْدَاءَ ، وَلَا يَعْمَلُ مِنَ الْخَيْرِ شَيْئًا رِيَاءً ، وَلَا يَتْرُكُ مِنْهُ شَيْئًا حَيَاءً ،
nindex.php?page=treesubj&link=18422_24582مَجَالِسُ الذِّكْرِ مَعَ الْقُرَّاءِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ مَجَالِسِ اللَّهْوِ مَعَ الْأَغْنِيَاءِ .
وَلَا تَكُنْ يَا بُنَيَّ مِمَّنْ يَعْجَبُ بِالْيَقِينِ مِنْ نَفْسِهِ فِيمَا ذَهَبَ ، وَيَنْسَى الْيَقِينَ فِيمَا رَجَا وَطَلَبَ ، يَقُولُ فِيمَا ذَهَبَ : لَوْ قُدِّرَ شَيْءٌ لَكَانَ ، وَيَقُولُ فِيمَا بَقِيَ : ابْتَغِ أَيُّهَا الْإِنْسَانُ ، شَاخِصًا غَيْرَ مُطْمَئِنٍ ، وَلَا يَثِقُ مِنَ الرِّزْقِ بِمَا قَدْ ضُمِنَ ، وَلَا تَغَلِبُهُ نَفْسُهُ عَلَى مَا يَظُنُّ ، وَلَا يَغْلِبُهَا عَلَى مَا يَسْتَيْقِنُ ، فَهُوَ مِنْ نَفْسِهِ فِي شَكٍّ ، وَمِنْ ظَنِّهِ إِنْ لَمْ يُرْحَمْ فِي هُلْكٍ ، إِنْ سَقِمَ نَدِمَ ، وَإِنْ صَحَّ أَمِنَ ، وَإِنِ افْتَقَرَ حَزِنَ ، وَإِنِ اسْتَغْنَى افْتُتِنَ ، وَإِنْ رَغِبَ كَسِلَ ، وَإِنْ نَشِطَ زَهِدَ ، يَرْغَبُ قَبْلَ أَنْ يَنْصَبَ ، وَلَا يَنْصَبُ فِيمَا يَرْغَبُ ، يَقُولُ : لِمَ أَعْمَلُ فَأَتَعَنَّى ؟ بَلْ أَجْلِسُ فَأَتَمَنَّى ، يَتَمَنَّى الْمَغْفِرَةَ وَيَعْمَلُ بِالْمَعْصِيَةِ ، كَانَ أَوَّلُ عُمُرِهِ غَفْلَةً وَغِرَّةً ، ثُمَّ أُبْقِيَ وَأُقِيلَ الْعَثْرَةَ ، فَإِذَا فِي آخِرِهِ كَسَلٌ وَفَتْرَةٌ ، طَالَ عَلَيْهِ الْأَمَلُ فَافْتَتَنَ ، وَطَالَ عَلَيْهِ الْأَمَدُ فَاغْتَرَّ ، وَأُعْذِرَ إِلَيْهِ فَمَا - عُمِّرَ ، وَلَيْسَ فِيمَا أُعْمِرَ بِمُعَذَّرٍ ، - عُمِّرَ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ ، فَهُوَ مِنَ الذَّنْبِ وَالنِّعْمَةِ مُوَقَّرٌ ، إِنْ أَعْطَى مَنَّ لِيُشْكَرَ ، أَوْ إِنْ مَنَعَ قَالَ :لَمْ يَقْدِرْ ، أَسَاءَ الْعَبْدُ وَاسْتَأْثَرَ ، يَرْجُو النَّجَاةَ وَلَمْ يَحْذَرْ ، وَيَبْتَغِي الزِّيَادَةَ وَلَمْ يَشْكُرْ ، حَقٌّ أَنْ يَشْكُرَ وَهُوَ أَحَقُّ أَنْ لَا يُعْذَرَ ، يَتَكَلَّفُ مَا لَمْ يُؤْمَرْ ، وَيُضَيِّعُ مَا هُوَ أَكْثَرُ ، إِنْ يَسْأَلْ أَكْثَرَ ، وَإِنْ أَنْفَقَ قَتَّرَ ، يَسْأَلُ الْكَثِيرَ ، وَيُنْفِقُ الْيَسِيرَ ، قُدِّرَ لَهُ خَيْرٌ مِنْ قَدَرِهِ لِنَفْسِهِ فَوُسِّعَ لَهُ رِزْقُهُ ، وَخُفِّفَ حِسَابُهُ ؛ فَأُعْطِيَ مَا يَكْفِيهِ وَمُنِعَ مَا يُلْهِيهِ ، فَلَيْسَ يَرَى شَيْئًا يُغْنِيهِ دُونَ غِنًى يُطْغِيهِ ، يَعْجِزُ عَنْ شُكْرِ مَا أُوتِيَ ، وَيَبْتَغِي الزِّيَادَةَ فِيمَا بَقِيَ ، يَسْتَبْطِئُ نَفْسَهُ فِي شُكْرِ مَا أُوتِيَ ، وَيَنْسَى مَا عَلَيْهِ مِنَ الشُّكْرِ فِيمَا وُفِّيَ ، وَيُنْهَى فَلَا يَنْتَهِي ، وَيَأْمُرُ بِمَا لَا يَأْتِي ، يُهْلِكُ فِي بُغْضِهِ وَيُقَصِّرُ فِي حُبِّهِ ، غَرَّهُ مِنْ نَفْسِهِ حُبُّهُ مَا لَيْسَ عِنْدَهُ ، وَبُغْضُهُ عَلَى مَا عِنْدَهُ مِثْلُهُ ، يُحِبُّ الصَّالِحِينَ فَلَا يَعْمَلُ أَعْمَالَهُمْ ، وَيُبْغِضُ الْمُسِيئِينَ وَهُوَ أَحَدُهُمْ ، يَرْجُو
[ ص: 262 ] الْآخِرَةَ فِي الْبُغْضِ عَلَى ظَنِّهِ ، وَلَا يَخْشَى الْمَقْتَ فِي الْيَقِينِ مِنْ نَفْسِهِ ، لَا يَقْدِرُ فِي الدُّنْيَا عَلَى مَا يَهْوَى ، وَلَا يَقْبَلُ مِنَ الْآخِرَةِ مَا يَبْقَى ، يُبَادِرُ مِنَ الدُّنْيَا مَا يَفْنَى ، وَيَتْرُكُ مِنَ الْآخِرَةِ مَا يَبْقَى ، إِنْ عُوفِيَ حَسِبَ أَنَّهُ قَدْ تَابَ ، وَإِنِ ابْتُلِيَ عَادَ ، يَقُولُ فِي الدُّنْيَا قَوْلَ الزَّاهِدِينَ ، وَيَعْمَلُ فِيهَا عَمَلَ الرَّاغِبِينَ ، يَكْرَهُ الْمَوْتَ لِإِسَاءَتِهِ ، وَلَا يَنْتَهِي عَنِ الْإِسَاءَةِ فِي حَيَاتِهِ ، يَكْرَهُ الْمَوْتَ لِمَا لَا يَدَعُ ، وَيُحِبُّ الْحَيَاةَ لِمَا لَا يَصْنَعُ ، إِنْ مُنِعَ مِنَ الدُّنْيَا لَمْ يَقْنَعْ ، وَإِنْ أُعْطِيَ مِنْهَا لَمْ يَشْبَعْ ، وَإِنْ عُرِضَتِ الشَّهْوَةُ قَالَ : يَكْفِيكَ الْعَمَلُ فَوَاقِعْ ، وَإِنْ عُرِضَ لَهُ الْعَمَلُ كَسِلَ وَقَالَ : يَكْفِيكَ الْوَرَعُ ، لَا تُذْهِبُ مَخَافَتُهُ الْكَسَلَ ، وَلَا تَبْعَثُهُ رَغْبَتُهُ عَلَى الْعَمَلِ .
nindex.php?page=treesubj&link=30503يَرْجُو الْأَجْرَ بِغَيْرِ عَمَلٍ ، وَيُؤَخِّرُ التَّوْبَةَ لِطُولِ الْأَمَلِ ، ثُمَّ لَا يَسْعَى فِيمَا لَهُ خُلِقَ ، وَرَغْبَتُهُ فِيمَا تُكُفِّلَ لَهُ مِنَ الرِّزْقِ ، وَزَهَادَتُهُ فِيمَا أُمِرَ بِهِ مِنَ الْعَمَلِ ، وَيَتَفَرَّغُ لِمَا فُرِغَ لَهُ مِنَ الرِّزْقِ ، يَخْشَى الْخَلْقَ فِي رَبِّهِ ، وَلَا يَخْشَى الرَّبَّ فِي خَلْقِهِ ، يَعُوذُ بِاللَّهِ مِمَّنْ هُوَ فَوْقَهُ ، وَلَا يُعِيذُ بِاللَّهِ مَنْ هُوَ تَحْتَهُ ، يَخْشَى الْمَوْتَ ، وَلَا يَرْجُو الْفَوْتَ ، يَأْمَنُ مَا يَخْشَى وَقَدْ أَيْقَنَ بِهِ ، وَلَا يَيْأَسُ مِمَّا يَرْجُو وَقَدْ تَيَقَّنَ مِنْهُ ، يَرْجُو نَفْعَ عِلْمٍ لَا يَعْمَلُ بِهِ ، وَيَأْمَنُ ضُرَّ جَهْلٍ قَدْ أَيْقَنَ بِهِ ، يَسْخَرُ بِمَنْ تَحْتَهُ مِنَ الْخَلْقِ ، وَيَنْسَى مَا عَلَيْهِ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ ، يَنْظُرُ إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَهُ فِي الرِّزْقِ ، وَيَنْسَى مَنْ تَحْتَهُ مِنَ الْخَلْقِ ، يَخَافُ عَلَى غَيْرِهِ بِأَدْنَى مِنْ ذَنْبِهِ ، وَيَرْجُو لِنَفْسِهِ بِأَيْسَرَ مِنْ عَمَلِهِ ، يُبْصِرُ الْعَوْرَةَ مِنْ غَيْرِهِ وَيُغْفِلُهَا مِنْ نَفْسِهِ ، إِنْ ذُكِرَ الْيَقِينُ قَالَ :مَا هَكَذَا مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ، فَإِنْ قِيلَ : أَفَلَا تَعْمَلُ أَنْتَ عَمَلَهُمْ ؟ يَقُولُ : مَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَكُونَ مِثْلَهُمْ ، فَهُوَ لِلْقَوْلِ مُدْلٍ ، وَيَسْتَصْعِبُ عَلَيْهِ الْعَمَلُ ، يَرَى الْأَمَانَةَ مَا عُوفِيَ وَأُرْضِيَ ، وَالْخِيَانَةَ إِنْ أُسْخِطَ وَابْتُلِيَ ، يَلِينُ لِيُحْسَبُ عِنْدَهُ أَمَانَةٌ فَهُوَ يَرْصُدُهَا لِلْخِيَانَةِ ، يَتَعَلَّمُ لِلصَّدَاقَةِ مَا يَرْصُدُ بِهِ لِلْعَدَاوَةِ ، يَسْتَعْجِلُ بِالسَّيِّئَةِ وَهُوَ فِي الْحَسَنَةِ بَطِيءٌ ، يَخِفُّ عَلَيْهِ الشِّعْرُ ،
nindex.php?page=treesubj&link=24426_24417وَيَثْقُلُ عَلَيْهِ الذِّكْرُ ، اللَّغْوُ مَعَ الْأَغْنِيَاءِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنَ الذِّكْرِ مَعَ الْفُقَرَاءِ ، يَتَعَجَّلُ النَّوْمَ وَيُؤَخِّرُ الصَّوْمَ ، فَلَا يَبِيتُ قَائِمًا وَلَا يُصْبِحُ صَائِمًا ، وَيُصْبِحُ وَهَمُّهُ التَّصَبُّحُ مِنَ النَّوْمِ وَلَمْ يَسْهَرْ ، وَيَمْشِي وَهَمُّهُ الْعَشَاءُ وَهُوَ مُفْطِرٌ .
زَادَ
الحجاج عَنِ
المسعودي فِي رِوَايَتِهِ : إِنْ صَلَّى اعْتَرَضَ ، وَإِنَّ رَكَعَ رَبَضَ
[ ص: 263 ] وَإِنْ سَجَدَ نَقَرَ ، وَإِنْ سَأَلَ أَلْحَفَ ، وَإِنْ سُئِلَ سَوَّفَ ، وَإِنْ حَدَّثَ حَلَفَ ، وَإِنْ حَلَفَ حَنِثَ ، وَإِنْ وَعَدَ أَخْلَفَ ، وَإِنْ وُعِظَ كَلَحَ ، وَإِنْ مُدِحَ فَرِحَ ، طَلَبُهُ شَرٌّ ، وَتَرْكُهُ وِزْرٌ ، لَيْسَ لَهُ فِي نَفْسِهِ عَنْ عَيْبِ النَّاسِ شُغْلٌ ، وَلَيْسَ لَهَا فِي الْإِحْسَانِ فَضْلٌ ، يَمِيلُ لَهَا وَيُحِبُّ لَهَا مِنْهُمُ الْعَدْلَ ، أَهْلُ الْخِيَانَةِ لَهُ بِطَانَةٌ ، وَأَهْلُ الْأَمَانَةِ لَهُ عَدَاوَةٌ ، إِنْ سَلَّمَ لَمْ يُسْمِعْ ، وَإِنْ سُمِعَ لَمْ يُرْجِعْ ، يَنْظُرُ نَظَرَ الْحَسُودِ ، وَيُعْرِضُ إِعْرَاضَ الْحَقُودِ ، يَسْخَرُ بِالْمُقَتِّرِ ، وَيَأْكُلُ بِالْمُدَبَّرِ ، وَيُرْضِي الشَّاهِدَ بِمَا لَيْسَ فِي نَفْسِهِ ، وَيُسْخِطُ الْغَائِبَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِيهِ ، جَرِيءٌ عَلَى الْخِيَانَةِ ، بَرِيءٌ مِنَ الْأَمَانَةِ ، مَنْ أَحَبَّ كَذِبَ ، وَمَنْ أَبْغَضَ خَلَبَ ، يَضْحَكُ مِنْ غَيْرِ الْعَجَبِ ، وَيَمْشِي فِي غَيْرِ الْأَدَبِ ، لَا يَنْجُو مِنْهُ مِنْ جَانِبٍ ، وَلَا يَسْلَمُ مِنْهُ مِنْ صَاحِبٍ ، إِنْ حَدَّثْتَهُ مَلَّكَ ، وَإِنْ حَدَّثَكَ غَمَّكَ ، وَإِنْ سُؤْتَهُ سَرَّكَ ، وَإِنْ سَرَرْتَهُ ضَرَّكَ ، وَإِنْ فَارَقْتَهُ أَكَلَكَ ، وَإِنْ بَاطَنْتَهُ فَجَعَكَ ، وَإِنْ تَابَعْتَهُ بَهَتَكَ ، وَإِنْ وَافَقْتَهُ حَسَدَكَ ، وَإِنْ خَالَفْتَهُ مَقَتَكَ ، يَحْسُدُ أَنْ يُفَضَّلَ ، وَيَزْهَدُ أَنْ يُفَضَّلَ ، يَحْسُدُ مَنْ فَضَلَهُ ، وَيَزْهَدُ أَنْ يَعْمَلَ عَمَلَهُ ، يَعْجِزُ عَنْ مُكَافَأَةِ مَنْ أَحْسَنَ إِلَيْهِ ، وَيُفَرِّطُ فِيمَنْ بَغَى عَلَيْهِ ، وَلَا يُنْصِتُ فَيُسَلِّمُ ، وَيَتَكَلَّمُ بِمَا لَا يَعْلَمُ ، يَغْلِبُ لِسَانُهُ قَلْبَهُ ، وَلَا يَضْبِطُ قَلْبُهُ قَوْلَهُ ،
nindex.php?page=treesubj&link=18472_18692_19699_18682يَتَعَلَّمُ لِلْمِرَاءِ ، وَيَتَفَقَّهُ لِلرِّيَاءِ ، وَيُظْهِرُ الْكِبْرِيَاءَ ، فَيُظْهِرُ مِنْهُ مَا أَخْفَى ، وَلَا يُخْفِي مِنْهُ مَا أَبْدَى ، يُبَادِرُ مَا يَفْنَى ، وَيُوَاكِلُ مَا يَبْقَى ، يُبَادِرُ بِالدُّنْيَا ، وَيُوَاكِلُ بِالتَّقْوَى .
حَدَّثَنَا أَبِي ،
وعبد الله بن محمد ، قَالَا : ثَنَا
إبراهيم بن محمد بن الحسن ، ثَنَا
أبو عمار أحمد بن محمد بن الجراح ، ثَنَا
إبراهيم بن بلخ البلخي ، قَالَ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=16008سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ : ثَنَا
مسعر ، قَالَ : قَالَ
عون بن عبد الله : مَا كَانَ اللَّهُ لِيُنْقِذَنَا مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ يُعِيدَنَا فِيهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=103وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَجْمَعَ أَهْلَ قَسَمَيْنِ فِي النَّارِ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=38nindex.php?page=treesubj&link=28987وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ وَنَحْنُ نُقْسِمُ بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِنَا لَيَبْعَثَنَّ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ .
حَدَّثَنَا
عبد الله بن محمد ، ثَنَا
علي بن إسحاق ، ثَنَا
الحسين بن الحسن المروزي ، ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16418عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ ، ثَنَا
عبد الله بن الوليد بن عبد الله بن معقل ، ثَنَا
عون [ ص: 264 ] بن عبد الله ، أَنَّهُ قَالَ : أَوْصَى رَجُلٌ ابْنَهُ ، فَقَالَ : يَا بُنَيَّ ،
nindex.php?page=treesubj&link=19863_19866عَلَيْكَ بِتَقْوَى اللَّهِ ، وَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ الْيَوْمَ خَيْرًا مِنْكَ أَمْسِ ، وَغَدًا خَيْرًا مِنْكَ الْيَوْمَ فَافْعَلْ ، وَإِذَا صَلَّيْتَ
nindex.php?page=treesubj&link=25353فَصَلِّ صَلَاةَ مُوَدِّعٍ ، وَإِيَّاكَ وَكَثْرَةَ طَلَبِ الْحَاجَاتِ ؛ فَإِنَّهَا فَقْرٌ حَاضِرٌ ، وَإِيَّاكَ وَمَا يُعْتَذَرُ مِنْهُ .
حَدَّثَنَا
عبد الله بن جعفر فِيمَا قُرِئَ عَلَيْهِ ، قَالَ : ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=12316أَسِيدُ بْنُ عَاصِمٍ ، ثَنَا
زيد بن عوف ، ثَنَا
سعد بن زربي ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15603ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ ، قَالَ : كَانَ
لعون بن عبد الله جَارِيَةٌ يُقَالُ لَهَا :
بشرة ، وَكَانَتْ
nindex.php?page=treesubj&link=29585تَقْرَأُ الْقُرْآنَ بِأَلْحَانٍ ، فَقَالَ لَهَا يَوْمًا : يَا
بشرة ، اقْرَئِي عَلَى إِخْوَانِي ، فَكَانَتْ تَقْرَأُ بِصَوْتٍ فِيهِ تَرْجِيعٌ حَزِينٌ ، فَلَقِيتُهُمْ يُلْقُونَ الْعَمَائِمَ عَنْ رُءُوسِهِمْ وَيَبْكُونَ ، فَقَالَ لَهَا يَوْمًا : يَا
بشرة ، قَدْ أُعْطِيتُ بِكِ أَلْفَ دِينَارٍ لِحُسْنِ صَوْتِكِ ، اذْهَبِي فَلَا يُمَلَّكَكِ عَلَيَّ أَحَدٌ ، فَأَنْتِ حُرَّةٌ لِوَجْهِ اللَّهِ . قَالَ
ثابت : فَهِيَ هُنَاكَ عَجُوزٌ
بِالْكُوفَةِ لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَيْهَا لَبَعَثْتُ إِلَيْهَا حَتَّى تَقْدَمَ عَلَيْنَا فَتَكُونَ عِنْدَنَا حَتَّى تَمُوتَ .