حضارة المسلمين في الملايو
1- الأقليات المسلمة.. نشأة المصطلح:
لم يكن مصطلح "الأقلية" معروفا، من قبل، بشكل واسع، ولكنه نشأ وتبلور في مطلع القرن الخامس عشر الهجري مع قيام الهيئات الإسلامية المهتمة بأوضاع الجاليات المسلمة في بلاد العالم، وفي مقدمة هذه الهيئات رابطة العالم الإسلامي، وبعدها منظمة المؤتمر الإسلامي؛ حيث استعملت كلمة (الأقلية) وهي ترجمة لكلمة (Minority) التي تعني فئة بشرية ذات خصوصيات تقع ضمن مجموعة بشرية متجانسة أكثر منها عددا، وأندى منها صوتا، تملك السلطان أو معظمه
[1] .
وبنظرة متعمقة لأوضاع الأقليات المسلمة في المجتمعات غير المسلمة؛ يمكننا ملاحظة مشترك تعاني منه كافة الأقليات المسلمة، وهو تعرض العقيدة والقيم والسلوك والشخصية والنسق المعرفي لتحديات أو تهديدات مبعثها الأساس الإطـار، الذي تعيش فيه؛ ومن ثم فهي تواجه مشاكل في مجالات
[ ص: 46 ] مختلفة، لكن حدة هذه المشاكل وحجم تهديداتها يختلف بالطبع من إقليم إلى آخر؛ فهي قد تصيب بالضرر أو التشويه أو الخلل في الشخصية المسلمة في مكان، وقد تحـول بينـها وبين التأصـل والنـمـاء في مـكان آخـر، أو قـد تودي بها تماما؛ بحيث لا يصبح للمسـلم من الإسـلام إلا الاسـم أو الشـكل فقط، بل وربـمـا يصـل الأمـر إلى فـقـدان هـذا الأدنى أيضـا
[2] .
وعلى الرغم من ذلك، فإن الإسلام ما وصل إلى أرض إلا وبقي فيها؛ ويمكن القول: إن سر بقاء الإسلام واستقراره واستمراره في البلاد، التي وصل إليها، أن أهل البلاد آمنوا به عن طواعية واختيار، وبذلك لم يشكل عنصرا غريبا أجنبيا غازيا مفروضا على أهل البلاد بحيث يتحينون الفرص للانقضاض عليه للخلاص منه.. بل على عكس ذلك آمنوا به، ودافعوا عنه، وقدموا في سبيل حمايته التضحيات الكثيرة، واحتفظوا به في قلوبهم خلال فترات طويلة من التسـلط والقـهر والتنصـير والتهجير، وما لبثوا أن عادوا للانتمـاء له والالتزام بقيمه.
ويكفي الإشارة إلى أن أكثر من أربعة أخماس المسلمين في العالم اليوم وصلهم الإسلام عن طريق الدعوة، بل أكثر من ذلك، انتشر الإسلام من
[ ص: 47 ] خلال النمـاذج المثيرة للاقتداء؛ فالمسلمون بسلوكهم وأخلاقهم وتعاملهم حين مروا ببلاد العالم، تجارة وسياحة ودعوة، كانوا نمـاذج أثارت الاقتداء، واستمر الإسلام عقيدة وسلوكا عند شعوب الأرض جميعا
[3] ، بمـا فيها تايلاند.
وقد يكون التجار والسياح والدعاة، الذين حملوا رسالة الإسلام، من غير العلماء والفقهاء، وإنمـا من أهل الخلق المتميز والسلوك الإنساني الرفيع والمؤثر، ولذلك فقد يكون عند الكثير من الشعوب، التي أسلمت، بعض العادات والمخالفات الشرعية، التي تحتاج إلى تصويب وتنقية، لكن ذلك لم يمنع من إيمـانهم بالإسلام وانتسابهم لأمته
[4] ؛ وهو المشهد نفسه بالنسبة لمسلمي تايلاند.
حضارة المسلمين في الملايو
1- الأقليات المسلمة.. نشأة المصطلح:
لم يكُنْ مصطلح "الأقليّة" معروفًا، من قبل، بشكلٍ واسع، ولكنّه نشأ وتبلور في مطلع القرن الخامس عشر الهجري مع قيام الهيئات الإسلاميّة المهتمّة بأوضاع الجاليّات المسلمة في بلاد العالم، وفي مقدّمة هذه الهيئات رابطة العالم الإسلامي، وبعدها منظمة المؤتمر الإسلامي؛ حيث استعملتْ كلمة (الأقليّة) وهي ترجمة لكلمة (Minority) التي تعني فئة بشريّة ذات خصوصيّات تقع ضمن مجموعة بشرية متجانسة أكثر منها عددًا، وأندى منها صوتًا، تملك السلطان أو معظمه
[1] .
وبنظرة متعمّقة لأوضاع الأقليّات المسلمة في المجتمعات غير المسلمة؛ يمكننا ملاحظة مشترك تعاني منه كافّة الأقليّات المسلمة، وهو تعرّض العقيدة والقيم والسلوك والشخصيّة والنسق المعرفي لتحديّات أو تهديدات مبعثها الأساس الإطـار، الّذي تعيش فيه؛ ومن ثمّ فهي تواجه مشاكل في مجالات
[ ص: 46 ] مختلفة، لكن حدّة هذه المشاكل وحجم تهديداتها يختلف بالطبع من إقليم إلى آخر؛ فهي قد تصيب بالضّرر أو التشويه أو الخلل في الشخصية المسلمة في مكان، وقد تحـول بينـها وبين التأصّـل والنّـمـاء في مـكان آخـر، أو قـد تودي بها تمامًا؛ بحيث لا يصبح للمسـلم من الإسـلام إلاّ الاسـم أو الشّـكل فقط، بل وربّـمـا يصـل الأمـر إلى فـقـدان هـذا الأدنى أيضـًا
[2] .
وعلى الرغم من ذلك، فإن الإسلام ما وصل إلى أرض إلا وبقي فيها؛ ويمكن القول: إنّ سرّ بقاء الإسلام واستقراره واستمراره في البلاد، التي وصل إليها، أنّ أهل البلاد آمنوا به عن طواعية واختيار، وبذلك لم يشكّل عنصرًا غريبًا أجنبيًا غازيًا مفروضًا على أهل البلاد بحيث يتحيّنون الفرص للانقضاض عليه للخلاص منه.. بل على عكس ذلك آمنوا به، ودافعوا عنه، وقدّموا في سبيل حمايته التضحيات الكثيرة، واحتفظوا به في قلوبهم خلال فترات طويلة من التسـلّط والقـهر والتّنصـير والتّهجير، وما لبثوا أنْ عادوا للانتمـاء له والالتزام بقيمه.
ويكفي الإشارة إلى أنّ أكثر من أربعة أخماس المسلمين في العالم اليوم وصلهم الإسلام عن طريق الدّعوة، بل أكثر من ذلك، انتشر الإسلام من
[ ص: 47 ] خلال النّمـاذج المثيرة للاقتداء؛ فالمسلمون بسلوكهم وأخلاقهم وتعاملهم حين مرّوا ببلاد العالم، تجارة وسياحة ودعوة، كانوا نمـاذج أثارَتْ الاقتداء، واستمرّ الإسلام عقيدة وسلوكًا عند شعوب الأرض جميعًا
[3] ، بمـا فيها تايلاند.
وقد يكون التّجّار والسيّاح والدّعاة، الّذين حملوا رسالة الإسلام، من غير العلماء والفقهاء، وإنّمـا من أهل الخُلُق المتميّز والسّلوك الإنساني الرّفيع والمؤثّر، ولذلك فقد يكون عند الكثير من الشعوب، الّتي أسلمتْ، بعض العادات والمخالفات الشرعيّة، الّتي تحتاج إلى تصويب وتنقية، لكن ذلك لم يمنع من إيمـانهم بالإسلام وانتسابهم لأمّته
[4] ؛ وهو المشهد نفسه بالنسبة لمسلمي تايلاند.