الوجود الإسلامي في تايلاند
الماضي والحاضر
على الرغم من وفرة الدراسات، التي تتعمق في تاريخ الإسلام بالشرق الأقصى؛ إلا أن هذه الدراسات لا تتعرض بالكثير لتاريخ الإسلام في تايلاند، ولا تشير إلا إشارات سريعة للوجود الإسلامي، مع أن المكانة الرفيعة، التي بلغها المسلمون في تايلاند كادت تجعل منها بلدا إسلاميا، كما اعترف بذلك كثير من الرحالة الأجانب، الذين زاروا تايلاند خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلاديين. وفي الآونة الأخيرة بدأ ظهور بعض الدراسات التايلاندية، وغالبها عن مصادر غربية تتحدث عن تاريخ الإسلام في تايلاند.
ومن أشهر المؤرخين الذين تحدثوا عن الوجود الإسلامي في تايلاند المفكر التايلاندي المعاصر الأمير (كيكريت براموج)، رئيس الوزراء الأسبق، الذي أثبت أن الإسلام وصل تايلاند بصفة عامة في عصر مملكة سوكوتاي، أي في القرن الثالث عشر الميلادي
[1] .
[ ص: 69 ]
ومع ذلك يبقى أن الإسلام وصل، بشكل أو بآخر، الأرض التايلاندية منذ فـترة مبكرة، مثـلها مثـل بقية دول شـرق، وجنـوب شرقي آسيا، ويذكر أن التجار العرب والفرس المسلمين، هم الذين أدخلوا الإسلام إلى مناطق الوجود الإسلامي الحالي في تايلاند منذ القرن الرابع الهجري - العاشر الميلادي، وإن انحصر فهم الإسلام في تغيير بعض العادات والتقاليد من مثل: إجراء الختان والامتناع عن تناول لحم الخنزير وغير ذلك.
وقد اتخذ الإسلام في طريق وصوله إلى هذه المنطقة محورين:
المحور الأول: (محور جنوبي بحري) قدم إلى المنطقة عن طريق التجار العرب، وخاصة الحضارمة. وأسس العرب الموانئ على سواحل فطاني آنئذ، واتسع انتشار الإسلام بعد ذلك، وزاد انتشاره في القسم الجنوبي بتايلاند، وزاد الانتشار أكثر مع استيطان العرب واندماجهم بالسكان.
المحور الثاني: (محور شمالي بري) قدم الإسلام عن طريقه إلى تايلاند من جنوب الصين من منطقة يوونان، حيث انتشر الإسلام في منطقة عريضة، وسيطر على مساحات واسعة، ونشط دخول الإسلام عن طريق هذا المحور.
وتقدم الإسلام مع العناصر المهاجرة عبر توغلهم في شمالي تايلاند، وتمركز بهم في بقاع شتى من وسط وشمال تايلاند. ويشكل المسلمون ست سلالات كبيرة في تايلاند هم العرب والفرس والهنود والصين والملايو والتهاي؛ وتعيش القوميات ذات الأصول الملايوية في جنوب تايلاند في أقاليم فطاني وجالا وستول وناراتيوات وسونجكلا، وهي الأقاليم الواقعة بين ماليزيا وتايلاند، وهم يتكلمون اللغة الملايوية، ويكتبونها حتى الآن بأحرف هجائية عربية.
[ ص: 70 ]
أما من هم من ذوي الأصول البورمية والصينية، فيعيشون في المنطقة الشمالية، بينما يعيش من هم من أصول هندية أو باكستانية وإيرانية وعربية في الوسط، ولكل مجموعة عرقية مسجدها وإمامها
[2] .
الوجود الإسلامي في تايلاند
الماضي والحاضر
على الرغم من وفرة الدّراسات، الّتي تتعمّق في تاريخ الإسلام بالشّرق الأقصى؛ إلاّ أنّ هذه الدراسات لا تتعرّض بالكثير لتاريخ الإسلام في تايلاند، ولا تشير إلاّ إشارات سريعة للوجود الإسلامي، مع أنّ المكانة الرّفيعة، الّتي بلغها المسلمون في تايلاند كادتْ تجعل منها بلدًا إسلاميًا، كما اعترف بذلك كثير من الرّحالة الأجانب، الّذين زاروا تايلاند خلال القرنين السّادس عشر والسّابع عشر الميلاديّين. وفي الآونة الأخيرة بدأ ظهور بعض الدّراسات التايلانديّة، وغالبها عن مصادر غربيّة تتحدّث عن تاريخ الإسلام في تايلاند.
ومن أشهر المؤرّخين الّذين تحدّثوا عن الوجود الإسلامي في تايلاند المفكّر التايلاندي المعاصر الأمير (كيكريت براموج)، رئيس الوزراء الأسبق، الّذي أثبت أنّ الإسلام وصل تايلاند بصفة عامّة في عصر مملكة سوكوتاي، أي في القرن الثالث عشر الميلادي
[1] .
[ ص: 69 ]
ومع ذلك يبقى أن الإسلام وصل، بشكل أو بآخر، الأرض التايلانديّة منذ فـترة مبكرة، مثـلها مثـل بقيّة دول شـرق، وجنـوب شرقي آسيا، ويُذكر أنّ التجار العرب والفرس المسلمين، هم الذين أدخلوا الإسلام إلى مناطق الوجود الإسلامي الحالي في تايلاند منذ القرن الرابع الهجري - العاشر الميلادي، وإنْ انحصر فَهْم الإسلام في تغيير بعض العادات والتقاليد من مثل: إجراء الختان والامتناع عن تناول لحم الخنزير وغير ذلك.
وقد اتّخذ الإسلام في طريق وصوله إلى هذه المنطقة محورين:
المحور الأوّل: (محور جنوبي بحري) قدِم إلى المنطقة عن طريق التجار العرب، وخاصّة الحضارمة. وأسّس العرب الموانئ على سواحل فطاني آنئذ، واتّسع انتشار الإسلام بعد ذلك، وزاد انتشاره في القسم الجنوبي بتايلاند، وزاد الانتشار أكثر مع استيطان العرب واندماجهم بالسّكان.
المحور الثاني: (محور شمالي برّي) قدِم الإسلام عن طريقه إلى تايلاند من جنوب الصّين من منطقة يوونان، حيث انتشر الإسلام في منطقة عريضة، وسيطر على مساحات واسعة، ونشط دخول الإسلام عن طريق هذا المحور.
وتقدّم الإسلام مع العناصر المهاجرة عبر توغّلهم في شمالي تايلاند، وتمركز بهم في بقاع شتّى من وسط وشمال تايلاند. ويشكّل المسلمون ست سلالات كبيرة في تايلاند هم العرب والفرس والهنود والصين والملايو والتهاي؛ وتعيش القوميات ذات الأصول الملايوية في جنوب تايلاند في أقاليم فطاني وجالا وستول وناراتيوات وسونجكلا، وهي الأقاليم الواقعة بين ماليزيا وتايلاند، وهم يتكلّمون اللّغة الملايويّة، ويكتبونها حتى الآن بأحرف هجائية عربيّة.
[ ص: 70 ]
أمّا مَنْ هُم مِنْ ذوي الأصول البورميّة والصّينيّة، فيعيشون في المنطقة الشمالية، بينما يعيش مَنْ هُمْ مِنْ أصول هنديّة أو باكستانيّة وإيرانيّة وعربيّة في الوسط، ولكلّ مجموعة عرقيّة مسجدها وإمامها
[2] .