nindex.php?page=treesubj&link=29008_30437nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=161فإنكم وما تعبدون nindex.php?page=treesubj&link=29008_34131nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=162ما أنتم عليه بفاتنين nindex.php?page=treesubj&link=29008_30428nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=163إلا من هو صال الجحيم
"عليه " لله عز وجل ومعناه : فإنكم ومعبودكم ما أنتم وهم جميعا بفاتنين على الله إلا أصحاب النار الذين سبق في علمه أنهم لسوء أعمالهم يستوجبون أن يصلوها . فإن قلت : كيف يفتنونهم على الله ؟ قلت : يفسدونهم عليه بإغوائهم واستهزائهم ، من قولك : فتن فلان على فلان امرأته ، كما تقول : أفسدها عليه وخيبها
[ ص: 234 ] عليه . ويجوز أن يكون الواو في
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=161وما تعبدون بمعنى مع ، مثلها في قولهم : كل رجل وضيعته ، فكما جاز السكوت على كل رجل وضيعته ، وأن كل رجل وضيعته ، جاز أن يسكت على قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=161فإنكم وما تعبدون ; لأن قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=161وما تعبدون ساد مسد الخبر ; لأن معناه : فإنكم مع ما تعبدون . والمعنى : فإنكم مع آلهتكم ، أي : فإنكم قرناؤهم وأصحابهم لا تبرحون تعبدونها ، ثم قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=162ما أنتم عليه ، أي : على ما تعبدون "بفاتنين " بباعثين أو حاملين على طريق الفتنة والإضلال
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=163إلا من هو ضال مثلكم . أو يكون في أسلوب قوله [من الوافر ] :
فإنك والكتاب إلى nindex.php?page=showalam&ids=8علي كدابغة وقد حلم الأديم
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن (صال الجحيم ) بضم اللام . وفيه ثلاثة أوجه ، أحدها : أن يكون جمعا ، وسقوط واوه لالتقاء الساكنين هي ولام التعريف . فإن قلت : كيف استقام الجمع مع قوله : "من هو " ؟ قلت : من موحد اللفظ مجموع المعنى ، فحمل هو على لفظه ، والصالون على معناه ، كما حمل في مواضع من التنزيل على لفظ من ومعناه في آية واحدة . والثاني : أن يكون أصله صائل على القلب ، ثم يقال : صال في صائل ، كقولهم : شاك في شائك . والثالث : أن تحذف لام صال تخفيفا ويجري الإعراب على عينه ، كما حذف من قولهم : ما باليت به بالة ، وأصلها بالية من بالى ، كعافية من عافى . ونظيره قراءة من قرأ : ( وجنى جنتين دان ) [الرحمن : 54 ] ، ( وله الجوار المنشات ) [الرحمن : 24 ] بإجراء الإعراب على العين .
nindex.php?page=treesubj&link=29008_30437nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=161فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ nindex.php?page=treesubj&link=29008_34131nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=162مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ nindex.php?page=treesubj&link=29008_30428nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=163إِلا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ
"عَلَيْهِ " لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَمَعْنَاهُ : فَإِنَّكُمْ وَمَعْبُودَكُمْ مَا أَنْتُمْ وَهُمْ جَمِيعًا بِفَاتِنِينَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا أَصْحَابَ النَّارِ الَّذِينَ سَبَقَ في عِلْمِهِ أَنَّهُمْ لِسُوءِ أَعْمَالِهِمْ يَسْتَوْجِبُونَ أَنْ يَصْلَوْهَا . فَإِنْ قُلْتَ : كَيْفَ يَفْتِنُونَهُمْ عَلَى اللَّهِ ؟ قُلْتُ : يُفْسِدُونَهُمْ عَلَيْهِ بِإِغْوَائِهِمْ وَاسْتِهْزَائِهِمْ ، مِنْ قَوْلِكَ : فَتَنَ فُلَانٌ عَلَى فُلَانٍ امْرَأَتَهُ ، كَمَا تَقُولُ : أَفْسَدَهَا عَلَيْهِ وَخَيَّبَهَا
[ ص: 234 ] عَلَيْهِ . وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْوَاوُ في
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=161وَمَا تَعْبُدُونَ بِمَعْنَى مَعَ ، مِثْلُهَا في قَوْلِهِمْ : كُلُّ رَجُلٍ وَضَيْعَتَهُ ، فَكَمَا جَازَ السُّكُوتُ عَلَى كُلِّ رَجُلٍ وَضَيْعَتَهُ ، وَأَنَّ كُلَّ رَجُلٍ وَضَيْعَتَهُ ، جَازَ أَنْ يُسْكَتَ عَلَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=161فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ ; لِأَنَّ قَوْلَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=161وَمَا تَعْبُدُونَ سَادٌّ مَسَدَّ الْخَبَرِ ; لِأَنَّ مَعْنَاهُ : فَإِنَّكُمْ مَعَ مَا تَعْبُدُونَ . وَالْمَعْنَى : فَإِنَّكُمْ مَعَ آلِهَتِكُمْ ، أَيْ : فَإِنَّكُمْ قُرَنَاؤُهُمْ وَأَصْحَابُهُمْ لَا تَبْرَحُونَ تَعْبُدُونَهَا ، ثُمَّ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=162مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ ، أَيْ : عَلَى مَا تَعْبُدُونَ "بِفَاتِنِينَ " بِبَاعِثِينَ أَوْ حَامِلِينَ عَلَى طَرِيقِ الْفِتْنَةِ وَالْإِضْلَالِ
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=163إِلا مَنْ هُوَ ضَالٌّ مِثْلُكُمْ . أَوْ يَكُونُ في أُسْلُوبِ قَوْلِهِ [مِنَ الْوَافِرِ ] :
فَإِنَّكَ وَالْكِتَابُ إِلَى nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ كَدَابِغَةٍ وَقَدْ حَلِمَ الْأَدِيمُ
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ (صَالُ الْجَحِيمِ ) بِضَمِّ اللَّامِ . وَفيهِ ثَلَاثَةُ أَوْجُهٍ ، أَحَدُهَا : أَنْ يَكُونَ جَمْعًا ، وَسُقُوطُ وَاوِهِ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ هِيَ وَلَامُ التَّعْرِيفِ . فَإِنْ قُلْتَ : كَيْفَ اسْتَقَامَ الْجَمْعُ مَعَ قَوْلِهِ : "مَنْ هُوَ " ؟ قُلْتُ : مَنْ مُوَحَّدُ اللَّفْظِ مَجْمُوعُ الْمَعْنَى ، فَحُمِلَ هُوَ عَلَى لَفْظِهِ ، وَالصَّالُونِ عَلَى مَعْنَاهُ ، كَمَا حُمِلَ في مَوَاضِعَ مِنَ التَّنْزِيلِ عَلَى لَفْظِ مَنْ وَمَعْنَاهُ في آيَةٍ وَاحِدَةٍ . وَالثَّانِي : أَنْ يَكُونَ أَصْلُهُ صَائِلٌ عَلَى الْقَلْبِ ، ثُمَّ يُقَالُ : صَالَ في صَائِلٍ ، كَقَوْلِهِمْ : شَاكَ في شَائِكٍ . وَالثَّالِثُ : أَنْ تُحْذَفَ لَامُ صَالَ تَخْفيفًا وَيَجْرِيَ الْإِعْرَابُ عَلَى عَيْنِهِ ، كَمَا حُذِفَ مِنْ قَوْلِهِمْ : مَا بَالَيْتُ بِهِ بَالَةً ، وَأَصْلُهَا بَالِيَةً مِنْ بَالَى ، كَعَافيةٍ مِنْ عَافى . وَنَظِيرُهُ قِرَاءَةُ مَنْ قَرَأَ : ( وَجَنَى جَنَّتَيْنِ دَانٍ ) [الرَّحْمَنَ : 54 ] ، ( وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَاتِ ) [الرَّحْمَنَ : 24 ] بِإِجْرَاءِ الْإِعْرَابِ عَلَى الْعَيْنِ .