[ ص: 413 ] سورة الزلزلة
مدنية وقيل: مكية، وآياتها ثمان
نزلت بعد [النساء]
بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=treesubj&link=29070_30296_30362_34257nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=1إذا زلزلت الأرض زلزالها nindex.php?page=treesubj&link=29070_30337_30362_34257nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=2وأخرجت الأرض أثقالها nindex.php?page=treesubj&link=29070_30296_30362nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=3وقال الإنسان ما لها nindex.php?page=treesubj&link=29070_30296_30362nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=4يومئذ تحدث أخبارها nindex.php?page=treesubj&link=29070_19611_30296_30362_34513nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=5بأن ربك أوحى لها nindex.php?page=treesubj&link=29070_30337_30349_30362_30497nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=6يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم nindex.php?page=treesubj&link=29070_30358_30364_30495_30497_30503_30510nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=7فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره nindex.php?page=treesubj&link=29070_30358_30364_30497nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=8ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره
"زلزالها" قرئ: بكسر الزاي وفتحها; فالمكسور: مصدر، والمفتوح: اسم; وليس في الأبنية فعلال بالفتح إلا في المضاعف. فإن قلت: ما معنى زلزالها بالإضافة؟ قلت: معناه زلزالها الذي تستوجبه في الحكمة ومشيئة الله، وهو الزلزال الشديد الذي ليس بعده. ونحوه قولك: أكرم التقي إكرامه، وأهن الفاسق إهانته، تريد: ما يستوجبانه من الإكرام والإهانة أو زلزالها كله وجميع ما هو ممكن منه. الأثقال: جمع ثقل. وهو متاع البيت، وتحمل أثقالكم جعل ما في جوفها من الدفائن أثقالا لها.
nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=3وقال الإنسان ما لها زلزلت هذه الزلزلة الشديدة ولفظت ما في بطنها; وذلك عند
nindex.php?page=treesubj&link=30293النفخة الثانية حين تزلزل وتلفظ أمواتها أحياء، فيقولون ذلك لما يبهرهم من الأمر الفظيع، كما يقولون:
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=52من بعثنا من مرقدنا [يس: 52]. وقيل: هذا قول الكافر; لأنه كان لا يؤمن بالبعث; فأما المؤمن فيقول:
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=52هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون فإن قلت: ما معنى تحديث الأرض والإيحاء لها؟ قلت: هو مجاز عن إحداث الله تعالى فيها من الأحوال ما يقوم مقام التحديث باللسان، حتى ينظر من يقول ما لها إلى تلك الأحوال، فيعلم لم زلزلت ولم لفظت الأموات؟ وأن هذا ما كانت الأنبياء ينذرونه ويحذرون منه. وقيل: ينطقها الله على
[ ص: 414 ] الحقيقة. وتخبر بما عمل عليها من خير وشر. وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "
تشهد على كل أحد بما عمل على ظهرها ". فإن قلت: "إذ، ويومئذ: ما ناصبهما؟ قلت: "يومئذ" بدل من "إذا"، وناصبهما "تحدث". ويجوز أن ينتصب "إذا" بمضمر، و "يومئذ" بتحدث. فإن قلت: أين مفعولا "تحدث"؟ قلت: قد حذف أولهما، والثاني: أخبارها، وأصله تحدث الخلق أخبارها; إلا أن المقصود ذكر تحديثها الأخبار لا ذكر الخلق تعظيما لليوم. فإن قلت: بم تعلقت الباء في قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=5بأن ربك ؟ قلت: بتحدث، معناه: تحدث أخبارها بسبب إيحاء ربك لها، وأمره إياها بالتحديث. ويجوز أن يكون المعنى: يومئذ تحدث بتحديث أن ربك أوحى لها أخبارها، على أن تحديثها بأن ربك أوحى لها: تحديث بأخبارها، كما تقول: نصحتني كل نصيحة، بأن نصحتني في الدين. ويجوز أن يكون "بأن ربك" بدلا من "أخبارها" كأنه قيل: يومئذ تحدث
[ ص: 415 ] بأخبارها بأن ربك أوحى لها; لأنك تقول: حدثته كذا وحدثته بكذا، و
nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=5أوحى لها بمعنى أوحى إليها، وهو مجاز كقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=40أن نقول له كن فيكون [النحل: 40]. قال [من الرجز]:
أوحى لها القرار فاستقرت
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود : "تنبئ أخبارها".
nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير : تنبئ، بالتخفيف. 2 يصدرون عن مخارجهم من القبور إلى الموقف "أشتاتا" بيض الوجوه آمنين; وسود الوجوه فزعين. أو يصدرون عن الموقف أشتاتا يتفرق بهم طريقا الجنة والنار، ليروا جزاء أعمالهم. وفي قراءة النبي صلى الله عليه وسلم: "ليروا" بالفتح. وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=15948وزيد بن علي : "يره" بالضم. ويحكى أن أعرابيا أخر "خيرا يره" فقيل له: قدمت وأخرت; فقال [من الطويل]:
خذا بطن هرشى أو قفاها فإنه كلا جانبي هرشى لهن طريق
والذرة: النملة الصغيرة، وقيل: الذر ما يرى في شعاع الشمس من الهباء. فإن قلت: حسنات الكافر محبطة بالكفر، وسيئات المؤمن معفوة باجتناب الكبائر، فما معنى الجزاء بمثاقيل الذر من الخير والشر؟ قلت: المعنى: فمن يعمل مثقال ذرة خيرا: من فريق السعداء. ومن يعمل مثقال ذرة شرا: من فريق الأشقياء; لأنه جاء بعد قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=6يصدر الناس أشتاتا .
[ ص: 416 ] عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "
من قرأ سورة إذا [زلزلت] أربع مرات كان كمن قرأ القرآن كله ".
[ ص: 413 ] سُورَةُ الزَّلْزَلَةِ
مَدَنِيَّةٌ وَقِيلَ: مَكِّيَّةٌ، وَآيَاتُهَا ثَمَانٍ
نَزَلَتْ بَعْدَ [النِّسَاءِ]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=treesubj&link=29070_30296_30362_34257nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=1إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا nindex.php?page=treesubj&link=29070_30337_30362_34257nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=2وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ أَثْقَالَهَا nindex.php?page=treesubj&link=29070_30296_30362nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=3وَقَالَ الإِنْسَانُ مَا لَهَا nindex.php?page=treesubj&link=29070_30296_30362nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=4يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا nindex.php?page=treesubj&link=29070_19611_30296_30362_34513nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=5بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا nindex.php?page=treesubj&link=29070_30337_30349_30362_30497nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=6يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ nindex.php?page=treesubj&link=29070_30358_30364_30495_30497_30503_30510nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=7فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ nindex.php?page=treesubj&link=29070_30358_30364_30497nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=8وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ
"زِلْزَالَهَا" قُرِئَ: بِكَسْرِ الزَّايِ وَفَتْحِهَا; فَالْمَكْسُورُ: مَصْدَرٌ، وَالْمَفْتُوحُ: اسْمٌ; وَلَيْسَ فِي الْأَبْنِيَةِ فَعْلَالٌ بِالْفَتْحِ إِلَّا فِي الْمُضَاعَفِ. فَإِنْ قُلْتَ: مَا مَعْنَى زِلْزَالِهَا بِالْإِضَافَةِ؟ قُلْتُ: مَعْنَاهُ زِلْزَالُهَا الَّذِي تَسْتَوْجِبُهُ فِي الْحِكْمَةِ وَمَشِيئَةِ اللَّهِ، وَهُوَ الزِّلْزَالُ الشَّدِيدُ الَّذِي لَيْسَ بَعْدَهُ. وَنَحْوَهُ قَوْلُكَ: أَكْرِمِ التَّقِيَّ إِكْرَامَهُ، وَأَهِنِ الْفَاسِقَ إِهَانَتَهُ، تُرِيدُ: مَا يَسْتَوْجِبَانِهِ مِنَ الْإِكْرَامِ وَالْإِهَانَةِ أَوْ زِلْزَالَهَا كُلَّهُ وَجَمِيعَ مَا هُوَ مُمْكِنٌ مِنْهُ. الْأَثْقَالُ: جَمْعُ ثِقَلٍ. وَهُوَ مَتَاعُ الْبَيْتِ، وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ جَعَلَ مَا فِي جَوْفِهَا مِنَ الدَّفَائِنِ أَثْقَالًا لَهَا.
nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=3وَقَالَ الإِنْسَانُ مَا لَهَا زُلْزِلَتْ هَذِهِ الزَّلْزَلَةَ الشَّدِيدَةَ وَلَفَظَتْ مَا فِي بَطْنِهَا; وَذَلِكَ عِنْدَ
nindex.php?page=treesubj&link=30293النَّفْخَةِ الثَّانِيَةِ حِينَ تُزَلْزَلُ وَتَلْفِظُ أَمْوَاتَهَا أَحْيَاءً، فَيَقُولُونَ ذَلِكَ لِمَا يُبْهِرُهُمْ مِنَ الْأَمْرِ الْفَظِيعِ، كَمَا يَقُولُونَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=52مَنْ بَعَثَنَا مَنْ مَرْقَدِنَا [يس: 52]. وَقِيلَ: هَذَا قَوْلُ الْكَافِرِ; لِأَنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِالْبَعْثِ; فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ فَيَقُولُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=52هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ فَإِنْ قُلْتَ: مَا مَعْنَى تَحْدِيثِ الْأَرْضِ وَالْإِيحَاءِ لَهَا؟ قُلْتُ: هُوَ مَجَازٌ عَنْ إِحْدَاثِ اللَّهِ تَعَالَى فِيهَا مِنَ الْأَحْوَالِ مَا يَقُومُ مَقَامَ التَّحْدِيثِ بِاللِّسَانِ، حَتَّى يَنْظُرَ مَنْ يَقُولُ مَا لَهَا إِلَى تِلْكَ الْأَحْوَالِ، فَيَعْلَمُ لِمَ زُلْزِلَتْ وَلَمْ لَفَظَتِ الْأَمْوَاتَ؟ وَأَنَّ هَذَا مَا كَانَتِ الْأَنْبِيَاءُ يُنْذِرُونَهُ وَيُحَذِّرُونَ مِنْهُ. وَقِيلَ: يُنْطِقُهَا اللَّهُ عَلَى
[ ص: 414 ] الْحَقِيقَةِ. وَتُخْبِرُ بِمَا عُمِلَ عَلَيْهَا مِنْ خَيْرٍ وَشَرٍّ. وَرُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "
تَشْهَدُ عَلَى كُلِّ أَحَدٍ بِمَا عَمِلَ عَلَى ظَهْرِهَا ". فَإِنْ قُلْتَ: "إِذْ، وَيَوْمَئِذٍ: مَا نَاصَبَهُمَا؟ قُلْتُ: "يَوْمَئِذٍ" بَدَلٌ مِنْ "إِذَا"، وَنَاصَبَهُمَا "تُحَدِّثُ". وَيَجُوزُ أَنْ يَنْتَصِبَ "إِذَا" بِمُضْمَرٍ، وَ "يَوْمَئِذٍ" بِتُحَدِّثُ. فَإِنْ قُلْتَ: أَيْنَ مَفْعُولَا "تُحَدِّثُ"؟ قُلْتُ: قَدْ حُذِفَ أَوَّلُهُمَا، وَالثَّانِي: أَخْبَارَهَا، وَأَصْلُهُ تُحَدِّثُ الْخَلْقَ أَخْبَارَهَا; إِلَّا أَنَّ الْمَقْصُودَ ذِكْرُ تَحْدِيثِهَا الْأَخْبَارَ لَا ذِكْرُ الْخَلْقِ تَعْظِيمًا لِلْيَوْمِ. فَإِنْ قُلْتَ: بِمَ تَعَلَّقَتِ الْبَاءُ فِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=5بِأَنَّ رَبَّكَ ؟ قُلْتُ: بِتُحَدِّثُ، مَعْنَاهُ: تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا بِسَبَبِ إِيحَاءِ رَبِّكَ لَهَا، وَأَمْرِهِ إِيَّاهَا بِالتَّحْدِيثِ. وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى: يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ بِتَحْدِيثِ أَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا أَخْبَارَهَا، عَلَى أَنَّ تَحْدِيثَهَا بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا: تَحْدِيثٌ بِأَخْبَارِهَا، كَمَا تَقُولُ: نَصَحْتَنِي كُلَّ نَصِيحَةٍ، بِأَنْ نَصَحْتَنِي فِي الدِّينِ. وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ "بِأَنَّ رَبَّكَ" بَدَلًا مِنْ "أَخْبَارِهَا" كَأَنَّهُ قِيلَ: يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ
[ ص: 415 ] بِأَخْبَارِهَا بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا; لِأَنَّكَ تَقُولُ: حَدَّثْتُهُ كَذَا وَحَدَّثْتُهُ بِكَذَا، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=5أَوْحَى لَهَا بِمَعْنَى أَوْحَى إِلَيْهَا، وَهُوَ مَجَازٌ كَقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=40أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ [النَّحْلِ: 40]. قَالَ [مِنَ الرَّجَزِ]:
أَوْحَى لَهَا الْقَرَارَ فَاسْتَقَرَّتِ
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ : "تُنَبِّئُ أَخْبَارَهَا".
nindex.php?page=showalam&ids=15992وَسَعِيدُ بْنِ جُبَيْرٍ : تُنْبِئُ، بِالتَّخْفِيفِ. 2 يَصْدُرُونَ عَنْ مَخَارِجِهِمْ مِنَ الْقُبُورِ إِلَى الْمَوْقِفِ "أَشْتَاتًا" بِيضَ الْوُجُوهِ آمِنِينَ; وَسُودَ الْوُجُوهِ فَزِعِينَ. أَوْ يَصْدُرُونَ عَنِ الْمَوْقِفِ أَشْتَاتًا يَتَفَرَّقُ بِهِمْ طَرِيقَا الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، لِيُرَوْا جَزَاءَ أَعْمَالِهِمْ. وَفِي قِرَاءَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لِيَرَوْا" بِالْفَتْحِ. وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ nindex.php?page=showalam&ids=15948وَزَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ : "يَرَهُ" بِالضَّمِّ. وَيُحْكَى أَنَّ أَعْرَابِيًّا أَخَّرَ "خَيْرًا يَرَهُ" فَقِيلَ لَهُ: قَدَّمْتَ وَأَخَّرْتَ; فَقَالَ [مِنَ الطَّوِيلِ]:
خُذَا بَطْنَ هَرْشَى أَوْ قَفَاهَا فَإِنَّهُ كِلَا جَانِبَيْ هَرْشَى لَهُنَّ طَرِيقُ
وَالذَّرَّةُ: النَّمْلَةُ الصَّغِيرَةُ، وَقِيلَ: الذَّرُّ مَا يُرَى فِي شُعَاعِ الشَّمْسِ مِنَ الْهَبَاءِ. فَإِنْ قُلْتَ: حَسَنَاتُ الْكَافِرِ مُحْبَطَةٌ بِالْكُفْرِ، وَسَيِّئَاتُ الْمُؤْمِنِ مَعْفُوَّةٌ بِاجْتِنَابِ الْكَبَائِرِ، فَمَا مَعْنَى الْجَزَاءِ بِمَثَاقِيلِ الذَّرِّ مِنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ؟ قُلْتُ: الْمَعْنَى: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا: مِنْ فَرِيقِ السُّعَدَاءِ. وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا: مِنْ فَرِيقِ الْأَشْقِيَاءِ; لِأَنَّهُ جَاءَ بَعْدَ قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=6يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا .
[ ص: 416 ] عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "
مَنْ قَرَأَ سُورَةَ إِذَا [زُلْزِلَتْ] أَرْبَعَ مَرَّاتٍ كَانَ كَمَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ كُلَّهُ ".