قوله عز وجل:
nindex.php?page=treesubj&link=31907_32022_32417_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=42اذهب أنت وأخوك بآياتي ولا تنيا في ذكري nindex.php?page=treesubj&link=31907_32417_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=43اذهبا إلى فرعون إنه طغى nindex.php?page=treesubj&link=31907_32022_32417_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=44فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى nindex.php?page=treesubj&link=31788_31907_32024_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=45قالا ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى nindex.php?page=treesubj&link=29676_29717_29718_31907_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=46قال لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى
أمر الله تعالى
موسى وهارون عليهما السلام في هذه الآية بالنفوذ إلى دعوة
فرعون ، وخاطب
موسى وحده تشريفا له، ويحتمل أن
هارون أوحي إليه مع ملك أن ينفذ، و "بآياتي" معناه: بعلاماتي التي أعطيتكما من معجزة وآية وحي وأمر ونهي كالتوراة، و "تنيا" معناه: تضعفا وتبطئا، تقول: ونى فلان في أمر كذا إذا تباطأ فيه عن ضعف، ومنه قول الشاعر:
[ ص: 97 ] ............................. فما أنا بالواني ولا الضرع الغمر
والونى: الكلال والفشل في البهائم والإنس، وفي مصحف
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود : "ولا تهنا في ذكري"، معناه: ولا تلينا، من قولك: هين لين.
و "القول اللين" قالت فرقة: معناه: كنياه، وقالت فرقة: بل أمرهما بتحسين الكلمة.
قال
القاضي أبو محمد رحمه الله :
وهذا هو الوجه، وذلك أن كل من يريد دعاء إنسان إلى أمر يكرهه، فإنما الوجه أن يحرر في عبارته المعنى الذي يريد حتى لا يخل به ولا يخر منه، ثم يجتهد بعد ذلك في أن تكون عبارته لطيفة ومقابلته لينة، فذلك أجلب للمراد، فأمر الله تعالى
موسى وهارون عليهما السلام أن يسلكا مع
فرعون إكمال الدعوة في لين من القول.
وقوله: "لعله" معناه: على رجائكما وطمعكما، فالتوقع فيها إنما هو راجع إلى جهة البشر، وقرأ الجمهور "يفرط" بفتح الياء وضم الراء، ومعناه: يعجل ويتسرع بمكروه فينا، ومنه الفارط في الماء، وهو الذي يتقدم القوم إليه، قال الشاعر:
فاستعجلونا وكانوا من صحابتنا كما تقدم فراط لوراد
[ ص: 98 ] وقالت فرقة: "يفرط" بضم الياء وكسر الراء، ومعناه: يشتط، وقرأ
ابن محيصن : "يفرط" بضم الياء وفتح الراء، ومعناها أن يحمله حامل على التسرع إلينا.
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=46إنني معكما أي: بالنصر والمعونة والقدرة على
فرعون ، وهذا كما تقول: الأمير مع فلان إذا أردت أنه يحميه. "أسمع وأرى" عبارتان عن الإدراك الذي لا تخفى معه خافية، تبارك الله رب العالمين.
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=treesubj&link=31907_32022_32417_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=42اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلا تَنِيَا فِي ذِكْرِي nindex.php?page=treesubj&link=31907_32417_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=43اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى nindex.php?page=treesubj&link=31907_32022_32417_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=44فَقُولا لَهُ قَوْلا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى nindex.php?page=treesubj&link=31788_31907_32024_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=45قَالا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى nindex.php?page=treesubj&link=29676_29717_29718_31907_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=46قَالَ لا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى
أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى
مُوسَى وَهَارُونَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ بِالنُّفُوذِ إِلَى دَعْوَةِ
فِرْعَوْنَ ، وَخَاطَبَ
مُوسَى وَحْدَهُ تَشْرِيفًا لَهُ، وَيُحْتَمَلُ أَنَّ
هَارُونَ أُوحِيَ إِلَيْهِ مَعَ مَلِكٍ أَنْ يُنَفِّذَ، وَ "بِآيَاتِي" مَعْنَاهُ: بِعَلَامَاتِي الَّتِي أَعْطَيْتُكُمَا مِنْ مُعْجِزَةٍ وَآيَةِ وَحْيٍ وَأَمْرٍ وَنَهْيٍ كَالتَّوْرَاةِ، وَ "تَنِيَا" مَعْنَاهُ: تَضْعُفَا وَتُبْطِئَا، تَقُولُ: وَنَى فَلَانٌ فِي أَمْرِ كَذَا إِذَا تَبَاطَأَ فِيهِ عَنْ ضَعْفٍ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ:
[ ص: 97 ] ............................. فَمَا أَنَا بِالْوَانِي وَلَا الضَّرَعِ الْغُمْرِ
وَالْوَنَى: الْكَلَالُ وَالْفَشَلُ فِي الْبَهَائِمْ وَالْإِنْسِ، وَفِي مُصْحَفِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ : "وَلَا تَهِنَا فِي ذَكَرِي"، مَعْنَاهُ: وَلَا تَلِينَا، مِنْ قَوْلِكَ: هَيِّنٌ لَيِّنٌ.
وَ "الْقَوْلُ اللَّيِّنُ" قَالَتْ فِرْقَةٌ: مَعْنَاهُ: كَنِّيَاهُ، وَقَالَتْ فِرْقَةٌ: بَلْ أَمَرَهُمَا بِتَحْسِينِ الْكَلِمَةِ.
قَالَ
الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ :
وَهَذَا هُوَ الْوَجْهُ، وَذَلِكَ أَنَّ كُلَّ مَنْ يُرِيدُ دُعَاءَ إِنْسَانٍ إِلَى أَمْرٍ يَكْرَهُهُ، فَإِنَّمَا الْوَجْهُ أَنْ يُحَرِّرَ فِي عِبَارَتِهِ الْمَعْنَى الَّذِي يُرِيدُ حَتَّى لَا يُخِلَّ بِهِ وَلَا يَخِرَّ مِنْهُ، ثُمْ يَجْتَهِدُ بَعْدَ ذَلِكَ فِي أَنْ تَكُونَ عِبَارَتُهُ لَطِيفَةً وَمُقَابَلَتُهُ لَيِّنَةً، فَذَلِكَ أَجْلَبُ لِلْمُرَادِ، فَأَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى
مُوسَى وَهَارُونَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ أَنْ يَسْلُكَا مَعَ
فِرْعَوْنَ إِكْمَالَ الدَّعْوَةِ فِي لِينٍ مِنَ الْقَوْلِ.
وَقَوْلُهُ: "لَعَلَّهُ" مَعْنَاهُ: عَلَى رَجَائِكُمَا وَطَمَعِكُمَا، فَالتَّوَقُّعُ فِيهَا إِنَّمَا هُوَ رَاجِعٌ إِلَى جِهَةِ الْبَشَرِ، وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ "يَفْرُطَ" بِفَتْحِ الْيَاءِ وَضَمِّ الرَّاءِ، وَمَعْنَاهُ: يُعَجِّلُ وَيَتَسَرَّعُ بِمَكْرُوهٍ فِينَا، وَمِنْهُ الْفَارِطُ فِي الْمَاءِ، وَهُوَ الَّذِي يَتَقَدَّمُ الْقَوْمَ إِلَيْهِ، قَالَ الشَّاعِرَ:
فَاسْتَعْجَلُونَا وَكَانُوا مِنْ صَحَابَتِنَا كَمَا تَقَدَّمَ فُرَّاطٌ لِوُرَّادِ
[ ص: 98 ] وَقَالَتْ فِرْقَةٌ: "يُفْرِطَ" بِضَمِّ الْيَاءِ وَكَسْرِ الرَّاءِ، وَمَعْنَاهُ: يَشْتَطُّ، وَقَرَأَ
ابْنُ مُحَيْصِنٍ : "يُفْرَطُ" بِضَمِّ الْيَاءِ وَفَتْحِ الرَّاءِ، وَمَعْنَاهَا أَنْ يَحْمِلَهُ حَامِلٌ عَلَى التَّسَرُّعِ إِلَيْنَا.
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=46إِنَّنِي مَعَكُمَا أَيْ: بِالنَّصْرِ وَالْمَعُونَةِ وَالْقُدْرَةِ عَلَى
فِرْعَوْنَ ، وَهَذَا كَمَا تَقُولُ: الْأَمِيرُ مَعَ فُلَانٍ إِذَا أَرَدْتَ أَنَّهُ يَحْمِيهِ. "أَسْمَعُ وَأَرَى" عِبَارَتَانِ عَنِ الْإِدْرَاكِ الَّذِي لَا تَخْفَى مَعَهُ خَافِيَةٌ، تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ.