nindex.php?page=treesubj&link=30549_31780_31913_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=56ولقد أريناه آياتنا كلها فكذب وأبى nindex.php?page=treesubj&link=30549_31788_31913_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=57قال أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك يا موسى nindex.php?page=treesubj&link=30549_31788_31913_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=58فلنأتينك بسحر مثله فاجعل بيننا وبينك موعدا لا نخلفه نحن ولا أنت مكانا سوى nindex.php?page=treesubj&link=31913_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=59قال موعدكم يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحى nindex.php?page=treesubj&link=30549_31913_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=60فتولى فرعون فجمع كيده ثم أتى nindex.php?page=treesubj&link=29706_30532_30539_31907_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=61قال لهم موسى ويلكم لا تفتروا على الله كذبا فيسحتكم بعذاب وقد خاب من افترى nindex.php?page=treesubj&link=31907_33952_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=62فتنازعوا أمرهم بينهم وأسروا النجوى nindex.php?page=treesubj&link=31788_31907_31913_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=63قالوا إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى nindex.php?page=treesubj&link=31788_31907_31913_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=64فأجمعوا كيدكم ثم ائتوا صفا وقد أفلح اليوم من استعلى nindex.php?page=treesubj&link=31907_31913_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=65قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون أول من ألقى nindex.php?page=treesubj&link=31907_31913_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=66قال بل ألقوا فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى nindex.php?page=treesubj&link=31788_31791_31907_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=67فأوجس في نفسه خيفة موسى nindex.php?page=treesubj&link=29676_29677_31907_32024_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=68قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى nindex.php?page=treesubj&link=28752_29677_31907_31942_33679_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=69وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى nindex.php?page=treesubj&link=31907_32416_33952_34513_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=70فألقي السحرة سجدا قالوا آمنا برب هارون وموسى nindex.php?page=treesubj&link=31913_31920_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=71قال آمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم في جذوع النخل ولتعلمن أينا أشد عذابا وأبقى nindex.php?page=treesubj&link=32024_32416_33952_34295_34306_34308_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=72قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا nindex.php?page=treesubj&link=28640_32416_33952_34513_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=73إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر والله خير وأبقى [ ص: 1031 ] (56) يخبر تعالى أنه أرى
فرعون من الآيات والعبر والقواطع جميع أنواعها: العيانية، والأفقية، والنفسية، فما استقام ولا ارعوى، وإنما كذب وتولى، كذب الخبر، وتولى عن الأمر والنهي، وجعل الحق باطلا والباطل حقا، وجادل بالباطل ليضل الناس. (57) فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=57أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك زعم أن هذه الآيات التي أراه إياها
موسى سحر وتمويه، المقصود منها إخراجهم من أرضهم، والاستيلاء عليها؛ ليكون كلامه مؤثرا في قلوب قومه، فإن الطباع تميل إلى أوطانها، ويصعب عليها الخروج منها ومفارقتها، فأخبرهم أن
موسى هذا قصده؛ ليبغضوه، ويسعوا في محاربته. (58)
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=58فلنأتينك بسحر مثل سحرك فأمهلنا، واجعل لنا
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=58موعدا لا نخلفه نحن ولا أنت مكانا سوى ؛ أي: مستو علمنا وعلمك به، أو مكانا مستويا معتدلا؛ لنتمكن من رؤية ما فيه.
(59) فقال موسى:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=59موعدكم يوم الزينة وهو عيدهم، الذي يتفرغون فيه ويقطعون شواغلهم،
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=59وأن يحشر الناس ضحى ؛ أي: يجمعون كلهم في وقت
[ ص: 1032 ] الضحى، وإنما سأل
موسى ذلك؛ لأن يوم الزينة ووقت الضحى منه يحصل منه كثرة الاجتماع، ورؤية الأشياء على حقائقها ما لا يحصل في غيره. (60)
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=60فتولى فرعون فجمع كيده ؛ أي: جميع ما يقدر عليه، مما يكيد به
موسى، فأرسل في مدائنه من يحشر السحرة الماهرين في سحرهم، وكان السحر إذ ذاك، متوفرا، وعلمه مرغوبا فيه، فجمع خلقا كثيرا من السحرة، ثم أتى كل منهما للموعد، واجتمع الناس للموعد، فكان الجمع حافلا، حضره الرجال والنساء، والملأ والأشراف، والعوام، والصغار، والكبار، وحضوا الناس على الاجتماع، وقالوا للناس:
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=39هل أنتم مجتمعون nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=40لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين . (61) فحين اجتمعوا من جميع البلدان، وعظهم
موسى - عليه السلام - وأقام عليهم الحجة، وقال لهم:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=61ويلكم لا تفتروا على الله كذبا فيسحتكم بعذاب ؛ أي: لا تنصروا ما أنتم عليه من الباطل بسحركم، وتغالبون الحق، وتفترون على الله الكذب، فيستأصلكم بعذاب من عنده، ويخيب سعيكم وافتراؤكم، فلا تدركون ما تطلبون من النصر والجاه عند
فرعون وملئه، ولا تسلموا من عذاب الله. (62) وكلام الحق لا بد أن يؤثر في القلوب، لا جرم ارتفع الخصام والنزاع بين السحرة لما سمعوا كلام
موسى، وارتبكوا، ولعل من جملة نزاعهم الاشتباه في
موسى، هل هو على الحق أم لا؟ ولكنهم إلى الآن ما تم أمرهم؛ ليقضي الله أمرا كان مفعولا
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=42ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة فحينئذ أسروا فيما بينهم النجوى، وأنهم يتفقون على مقالة واحدة؛ لينجحوا في مقالهم وفعالهم، وليتمسك الناس بدينهم. (63) والنجوى التي أسروها فسرها بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=63قالوا إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى كمقالة
فرعون السابقة، فإما أن يكون ذلك توافقا من
فرعون والسحرة على هذه المقالة من غير قصد، وإما أن يكون تلقينا منه لهم مقالته، التي صمم عليها وأظهرها للناس، وزادوا على قول
فرعون أن قالوا:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=63ويذهبا بطريقتكم المثلى أي: طريقة السحر، حسدكم عليها، وأراد أن يظهر عليكم؛ ليكون له الفخر والصيت والشهرة، ويكون هو المقصود بهذا العلم، الذي شغلتم زمانكم فيه، ويذهب عنكم ما كنتم تأكلون بسببه، وما يتبع ذلك من الرياسة.
[ ص: 1033 ] (64) وهذا حض من بعضهم على بعض على الاجتهاد في مغالبته، ولهذا قالوا:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=64فأجمعوا كيدكم أي: أظهروه دفعة واحدة متظاهرين متساعدين فيه، متناصرين، متفقا رأيكم وكلمتكم،
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=64ثم ائتوا صفا ليكون أمكن لعملكم، وأهيب لكم في القلوب، ولئلا يترك بعضكم بعض مقدوره من العمل، واعلموا أن من أفلح اليوم ونجح وغلب غيره، فإنه المفلح الفائز، فهذا يوم له ما بعده من الأيام.
فما أصلبهم في باطلهم، وأشدهم فيه، حيث أتوا بكل سبب ووسيلة وممكن ومكيدة يكيدون بها الحق. (65) ويأبى الله إلا أن يتم نوره، ويظهر الحق على الباطل، فلما تمت مكيدتهم، وانحصر مقصدهم، ولم يبق إلا العمل
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=65قالوا لموسى
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=65إما أن تلقي عصاك
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=65وإما أن نكون أول من ألقى خيروه، موهمين أنهم على جزم من ظهورهم عليه بأي حالة كانت. (66) فقال لهم
موسى: nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=66بل ألقوا فألقوا حبالهم وعصيهم،
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=66فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه أي: إلى
موسى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=66من سحرهم البليغ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=66أنها تسعى أنها حيات تسعى. (67) فلما خيل إلى
موسى ذلك أوجس في نفسه خيفة، كما هو مقتضى الطبيعة البشرية، وإلا فهو جازم بوعد الله ونصره.
(68) قلنا له تثبيتا وتطمينا:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=68لا تخف إنك أنت الأعلى عليهم؛ أي: ستعلو عليهم وتقهرهم، ويذلوا لك ويخضعوا.
(69)
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=69وألق ما في يمينك أي: عصاك
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=69تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى أي: كيدهم ومكرهم ليس بمثمر لهم ولا ناجح، فإنه من كيد السحرة، الذين يموهون على الناس، ويلبسون الباطل، ويخيلون أنهم على الحق. (70) فألقى
موسى عصاه، فتلقفت ما صنعوا كله وأكلته، والناس ينظرون لذلك الصنيع، فعلم السحرة علما يقينا أن هذا ليس بسحر، وأنه من الله، فبادروا للإيمان.
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=70فألقي السحرة ساجدين
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=121قالوا آمنا برب العالمين nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=122رب موسى [ ص: 1034 ] وهارون فوقع الحق وظهر وسطع، وبطل السحر والمكر والكيد في ذلك المجمع العظيم.
فصارت بينة ورحمة للمؤمنين وحجة على المعاندين. (71) فقال
فرعون للسحرة
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=71آمنتم له قبل أن آذن لكم ؛ أي: كيف أقدمتم على الإيمان من دون مراجعة مني ولا إذن؟ استغرب ذلك منهم لأدبهم معه وذلهم وانقيادهم له في كل أمر من أمورهم، وجعل هذا من ذاك، ثم استلج فرعون في كفره وطغيانه بعد هذا البرهان، واستخف بقوله قومه، وأظهر لهم أن هذه الغلبة من موسى للسحرة ليس لأن الذي معه الحق بل لأنه تمالأ هو والسحرة ومكروا ودبروا أن يخرجوا فرعون وقومه من بلادهم، فقبل قومه هذا المكر منه وظنوه صدقا
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=54فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين مع أن هذه المقالة التي قالها لا تدخل عقل من له أدنى مسكة من عقل ومعرفة بالواقع، فإن
موسى أتى من
مدين وحيدا، وحين أتى لم يجتمع بأحد من السحرة ولا غيرهم، بل بادر إلى دعوة
فرعون وقومه، وأراهم الآيات، فأراد
فرعون أن يعارض ما جاء به
موسى، فسعى ما أمكنه وأرسل في مدائنه من يجمع له كل ساحر عليم، فجاؤوا إليه، ووعدهم الأجر والمنزلة عند الغلبة، وهم حرصوا غاية الحرص، وكادوا أشد الكيد على غلبتهم
لموسى، وكان منهم ما كان، فهل يمكن أن يتصور مع هذا أن يكونوا دبروا هم
وموسى واتفقوا على ما صدر؟ هذا من أمحل المحال. ثم توعد
فرعون السحرة فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=124لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ، كما يفعل بالمحارب الساعي بالفساد، يقطع يده اليمنى ورجله اليسرى
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=71ولأصلبنكم في جذوع النخل أي لأجل أن تشتهروا وتختزوا
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=71ولتعلمن أينا أشد عذابا وأبقى يعني: بزعمه هو وأمته، وأنه أشد عذابا من الله وأبقى؛ قلبا للحقائق، وترهيبا لمن لا عقل له.
(72) ولهذا لما عرف السحرة الحق ورزقهم الله من العقل ما يدركون به الحقائق أجابوه بقولهم:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=72لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات أي: لن نختارك وما وعدتنا به من الأجر والتقريب على ما أرانا الله من الآيات البينات الدالات على أن الله هو الرب المعبود وحده، المعظم المبجل وحده، وأن ما سواه باطل، ونؤثرك على الذي فطرنا وخلقنا، هذا لا يكون
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=72فاقض ما أنت قاض مما أوعدتنا به من القطع والصلب والعذاب،
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=72إنما تقضي هذه الحياة الدنيا ؛ أي:
[ ص: 1035 ] إنما توعدنا به غاية ما يكون في هذه الحياة الدنيا ينقضي ويزول ولا يضرنا بخلاف عذاب الله لمن استمر على كفره فإنه دائم عظيم، وهذا كأنه جواب منهم لقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=71ولتعلمن أينا أشد عذابا وأبقى وفي هذا الكلام من السحرة دليل على أنه ينبغي للعاقل أن يوازن بين لذات الدنيا ولذات الآخرة، وبين عذاب الدنيا وعذاب الآخرة.
(73)
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=73إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا ؛ أي: كفرنا ومعاصينا؛ فإن الإيمان مكفر للسيئات والتوبة تجب ما قبلها. وقولهم:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=73وما أكرهتنا عليه من السحر الذي عارضنا به الحق، هذا دليل على أنهم غير مختارين في عملهم المتقدم، وإنما أكرههم
فرعون إكراها.
والظاهر -والله أعلم- أن
موسى لما وعظهم - كما تقدم - في قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=61ويلكم لا تفتروا على الله كذبا فيسحتكم بعذاب أثر معهم ووقع منهم موقعا كبيرا، ولهذا تنازعوا بعد هذا الكلام والموعظة، ثم إن
فرعون ألزمهم ذلك وأكرههم على المكر الذي أجروه، ولهذا تكلموا بكلامه السابق قبل إتيانهم حيث قالوا:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=63إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما فجروا على ما سنه لهم وأكرههم عليه، ولعل هذه النكتة التي قامت بقلوبهم من كراهتهم لمعارضة الحق بالباطل وفعلهم ما فعلوا على وجه الإغماض هي التي أثرت معهم، ورحمهم الله بسببها، ووفقهم للإيمان والتوبة.
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=73والله خير مما وعدتنا من الأجر والمنزلة والجاه،
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=73وأبقى ثوابا وإحسانا، لا ما يقول
فرعون nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=71ولتعلمن أينا أشد عذابا وأبقى يريد أنه أشد عذابا وأبقى. وجميع ما أتى من قصص
موسى مع
فرعون يذكر الله فيه إذا أتى على قصة السحرة أن
فرعون توعدهم بالقطع والصلب ولم يذكر أنه فعل ذلك، ولم يأت في ذلك حديث صحيح، والجزم بوقوعه أو عدمه يتوقف على الدليل، والله أعلم بذلك وغيره، ولكن توعده إياهم بذلك مع اقتداره دليل على وقوعه؛ ولأنه لو لم يقع لذكره الله، ولاتفاق الناقلين على ذلك
nindex.php?page=treesubj&link=30549_31780_31913_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=56وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آيَاتِنَا كُلَّهَا فَكَذَّبَ وَأَبَى nindex.php?page=treesubj&link=30549_31788_31913_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=57قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى nindex.php?page=treesubj&link=30549_31788_31913_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=58فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلا أَنْتَ مَكَانًا سُوًى nindex.php?page=treesubj&link=31913_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=59قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى nindex.php?page=treesubj&link=30549_31913_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=60فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى nindex.php?page=treesubj&link=29706_30532_30539_31907_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=61قَالَ لَهُمْ مُوسَى وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى nindex.php?page=treesubj&link=31907_33952_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=62فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى nindex.php?page=treesubj&link=31788_31907_31913_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=63قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى nindex.php?page=treesubj&link=31788_31907_31913_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=64فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى nindex.php?page=treesubj&link=31907_31913_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=65قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى nindex.php?page=treesubj&link=31907_31913_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=66قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى nindex.php?page=treesubj&link=31788_31791_31907_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=67فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى nindex.php?page=treesubj&link=29676_29677_31907_32024_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=68قُلْنَا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأَعْلَى nindex.php?page=treesubj&link=28752_29677_31907_31942_33679_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=69وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى nindex.php?page=treesubj&link=31907_32416_33952_34513_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=70فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى nindex.php?page=treesubj&link=31913_31920_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=71قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى nindex.php?page=treesubj&link=32024_32416_33952_34295_34306_34308_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=72قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا nindex.php?page=treesubj&link=28640_32416_33952_34513_28991nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=73إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى [ ص: 1031 ] (56) يُخْبِرُ تَعَالَى أَنَّهُ أَرَى
فِرْعَوْنَ مِنَ الْآيَاتِ وَالْعِبَرِ وَالْقَوَاطِعِ جَمِيعَ أَنْوَاعِهَا: الْعِيَانِيَّةَ، وَالْأُفُقِيَّةَ، وَالنَّفْسِيَّةَ، فَمَا اسْتَقَامَ وَلَا ارْعَوَى، وَإِنَّمَا كَذَّبَ وَتَوَلَّى، كَذَّبَ الْخَبَرَ، وَتَوَلَّى عَنِ الْأَمْرِ وَالنَّهْيِ، وَجَعَلَ الْحَقَّ بَاطِلًا وَالْبَاطِلَ حَقًّا، وَجَادَلَ بِالْبَاطِلِ لِيُضِلَّ النَّاسَ. (57) فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=57أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ زَعَمَ أَنَّ هَذِهِ الْآيَاتِ الَّتِي أَرَاهُ إِيَّاهَا
مُوسَى سِحْرٌ وَتَمْوِيهٌ، الْمَقْصُودُ مِنْهَا إِخْرَاجُهُمْ مِنْ أَرْضِهِمْ، وَالِاسْتِيلَاءُ عَلَيْهَا؛ لِيَكُونَ كَلَامُهُ مُؤَثِّرًا فِي قُلُوبِ قَوْمِهِ، فَإِنَّ الطِّبَاعَ تَمِيلُ إِلَى أَوْطَانِهَا، وَيَصْعُبُ عَلَيْهَا الْخُرُوجُ مِنْهَا وَمُفَارَقَتَهَا، فَأَخْبَرَهُمْ أَنَّ
مُوسَى هَذَا قَصْدُهُ؛ لِيُبْغِضُوهُ، وَيَسْعَوْا فِي مُحَارَبَتِهِ. (58)
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=58فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِ سِحْرِكَ فَأَمْهِلْنَا، وَاجْعَلْ لَنَا
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=58مَوْعِدًا لا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلا أَنْتَ مَكَانًا سُوًى ؛ أَيْ: مُسْتَوٍ عِلْمُنَا وَعِلْمُكَ بِهِ، أَوْ مَكَانًا مُسْتَوِيًا مُعْتَدِلًا؛ لِنَتَمَكَّنَ مِنْ رُؤْيَةِ مَا فِيهِ.
(59) فَقَالَ مُوسَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=59مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَهُوَ عِيدُهُمُ، الَّذِي يَتَفَرَّغُونَ فِيهِ وَيَقْطَعُونَ شَوَاغِلَهُمْ،
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=59وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى ؛ أَيْ: يُجْمَعُونَ كُلُّهُمْ فِي وَقْتِ
[ ص: 1032 ] الضُّحَى، وَإِنَّمَا سَأَلَ
مُوسَى ذَلِكَ؛ لِأَنَّ يَوْمَ الزِّينَةِ وَوَقْتَ الضُّحَى مِنْهُ يَحْصُلُ مِنْهُ كَثْرَةُ الِاجْتِمَاعِ، وَرُؤْيَةُ الْأَشْيَاءِ عَلَى حَقَائِقِهَا مَا لَا يَحْصُلُ فِي غَيْرِهِ. (60)
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=60فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ؛ أَيْ: جَمِيعَ مَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ، مِمَّا يَكِيدُ بِهِ
مُوسَى، فَأَرْسَلَ فِي مَدَائِنِهِ مَنْ يَحْشُرُ السَّحَرَةَ الْمَاهِرِينَ فِي سِحْرِهِمْ، وَكَانَ السِّحْرُ إِذْ ذَاكَ، مُتَوَفِّرًا، وَعِلْمُهُ مَرْغُوبًا فِيهِ، فَجَمَعَ خَلْقًا كَثِيرًا مِنَ السَّحَرَةِ، ثُمَّ أَتَى كُلٌّ مِنْهُمَا لِلْمَوْعِدِ، وَاجْتَمَعَ النَّاسُ لِلْمَوْعِدِ، فَكَانَ الْجَمْعُ حَافِلًا، حَضَرَهُ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ، وَالْمَلَأُ وَالْأَشْرَافُ، وَالْعَوَامُّ، وَالصِّغَارُ، وَالْكِبَارُ، وَحَضُّوا النَّاسَ عَلَى الِاجْتِمَاعِ، وَقَالُوا لِلنَّاسِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=39هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=40لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ . (61) فَحِينَ اجْتَمَعُوا مِنْ جَمِيعِ الْبُلْدَانِ، وَعَظَهُمْ
مُوسَى - عَلَيْهِ السَّلَامُ - وَأَقَامَ عَلَيْهِمُ الْحُجَّةَ، وَقَالَ لَهُمْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=61وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ ؛ أَيْ: لَا تَنْصُرُوا مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ مِنَ الْبَاطِلِ بِسِحْرِكُمْ، وَتُغَالِبُونَ الْحَقَّ، وَتَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ، فَيَسْتَأْصِلُكُمْ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ، وَيَخِيبُ سَعْيُكُمْ وَافْتِرَاؤُكُمْ، فَلَا تُدْرِكُونَ مَا تَطْلُبُونَ مِنَ النَّصْرِ وَالْجَاهِ عِنْدَ
فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ، وَلَا تَسْلَمُوا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ. (62) وَكَلَامُ الْحَقِّ لَا بُدَّ أَنْ يُؤَثِّرَ فِي الْقُلُوبِ، لَا جَرَمَ ارْتَفَعَ الْخِصَامُ وَالنِّزَاعُ بَيْنَ السَّحَرَةِ لَمَّا سَمِعُوا كَلَامَ
مُوسَى، وَارْتَبَكُوا، وَلَعَلَّ مِنْ جُمْلَةِ نِزَاعِهِمُ الِاشْتِبَاهُ فِي
مُوسَى، هَلْ هُوَ عَلَى الْحَقِّ أَمْ لَا؟ وَلَكِنَّهُمْ إِلَى الْآنِ مَا تَمَّ أَمْرُهُمْ؛ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=42لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ فَحِينَئِذٍ أَسَرُّوا فِيمَا بَيْنَهُمُ النَّجْوَى، وَأَنَّهُمْ يَتَّفِقُونَ عَلَى مَقَالَةٍ وَاحِدَةٍ؛ لِيَنْجَحُوا فِي مَقَالِهِمْ وَفِعَالِهِمْ، وَلِيَتَمَسَّكَ النَّاسُ بِدِينِهِمْ. (63) وَالنَّجْوَى الَّتِي أَسَرُّوهَا فَسَّرَهَا بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=63قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى كَمَقَالَةِ
فِرْعَوْنَ السَّابِقَةِ، فَإِمَّا أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ تَوَافُقًا مِنْ
فِرْعَوْنَ وَالسَّحَرَةِ عَلَى هَذِهِ الْمَقَالَةِ مِنْ غَيْرِ قَصْدٍ، وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ تَلْقِينًا مِنْهُ لَهُمْ مَقَالَتَهُ، الَّتِي صَمَّمَ عَلَيْهَا وَأَظْهَرَهَا لِلنَّاسِ، وَزَادُوا عَلَى قَوْلِ
فِرْعَوْنَ أَنْ قَالُوا:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=63وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى أَيْ: طَرِيقَةِ السِّحْرِ، حَسَدَكُمْ عَلَيْهَا، وَأَرَادَ أَنْ يَظْهَرَ عَلَيْكُمْ؛ لِيَكُونَ لَهُ الْفَخْرُ وَالصِّيتُ وَالشُّهْرَةُ، وَيَكُونَ هُوَ الْمَقْصُودَ بِهَذَا الْعِلْمِ، الَّذِي شَغَلْتُمْ زَمَانَكُمْ فِيهِ، وَيَذْهَبَ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَأْكُلُونَ بِسَبَبِهِ، وَمَا يَتْبَعُ ذَلِكَ مِنَ الرِّيَاسَةِ.
[ ص: 1033 ] (64) وَهَذَا حَضٌّ مِنْ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ عَلَى الِاجْتِهَادِ فِي مُغَالَبَتِهِ، وَلِهَذَا قَالُوا:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=64فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ أَيْ: أَظْهِرُوهُ دُفْعَةً وَاحِدَةً مُتَظَاهِرِينَ مُتَسَاعِدِينَ فِيهِ، مُتَنَاصِرِينَ، مُتَّفِقًا رَأْيُكُمْ وَكَلِمَتُكُمْ،
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=64ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا لِيَكُونَ أَمْكَنَ لِعَمَلِكُمْ، وَأَهْيَبَ لَكُمْ فِي الْقُلُوبِ، وَلِئَلَّا يَتْرُكَ بَعْضُكُمْ بَعْضَ مَقْدُورِهِ مِنَ الْعَمَلِ، وَاعْلَمُوا أَنَّ مَنْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ وَنَجَحَ وَغَلَبَ غَيْرَهُ، فَإِنَّهُ الْمُفْلِحُ الْفَائِزُ، فَهَذَا يَوْمٌ لَهُ مَا بَعْدَهُ مِنَ الْأَيَّامِ.
فَمَا أَصْلَبَهُمْ فِي بَاطِلِهِمْ، وَأَشُدَّهُمْ فِيهِ، حَيْثُ أَتَوْا بِكُلِّ سَبَبٍ وَوَسِيلَةٍ وَمُمْكِنٍ وَمَكِيدَةٍ يَكِيدُونَ بِهَا الْحَقَّ. (65) وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ، وَيُظْهِرَ الْحَقَّ عَلَى الْبَاطِلِ، فَلَمَّا تَمَّتْ مَكِيدَتُهُمْ، وَانْحَصَرَ مَقْصِدُهُمْ، وَلَمْ يَبْقَ إِلَّا الْعَمَلُ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=65قَالُوا لِمُوسَى
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=65إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ عَصَاكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=65وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى خَيَّرُوهُ، مُوهِمِينَ أَنَّهُمْ عَلَى جَزْمٍ مِنْ ظُهُورِهِمْ عَلَيْهِ بِأَيِّ حَالَةٍ كَانَتْ. (66) فَقَالَ لَهُمْ
مُوسَى: nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=66بَلْ أَلْقُوا فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ،
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=66فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَيْ: إِلَى
مُوسَى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=66مِنْ سِحْرِهِمْ الْبَلِيغِ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=66أَنَّهَا تَسْعَى أَنَّهَا حَيَّاتٌ تَسْعَى. (67) فَلَمَّا خُيِّلَ إِلَى
مُوسَى ذَلِكَ أَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً، كَمَا هُوَ مُقْتَضَى الطَّبِيعَةِ الْبَشَرِيَّةِ، وَإِلَّا فَهُوَ جَازِمٌ بِوَعْدِ اللَّهِ وَنَصْرِهِ.
(68) قُلْنَا لَهُ تَثْبِيتًا وَتَطْمِينًا:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=68لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأَعْلَى عَلَيْهِمْ؛ أَيْ: سَتَعْلُو عَلَيْهِمْ وَتَقْهَرُهُمْ، وَيَذِلُّوا لَكَ وَيَخْضَعُوا.
(69)
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=69وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ أَيْ: عَصَاكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=69تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى أَيْ: كَيْدُهُمْ وَمَكْرُهُمْ لَيْسَ بِمُثْمِرٍ لَهُمْ وَلَا نَاجِحٍ، فَإِنَّهُ مِنْ كَيْدِ السَّحَرَةِ، الَّذِينَ يُمَوِّهُونَ عَلَى النَّاسِ، وَيُلَبِّسُونَ الْبَاطِلَ، وَيُخَيِّلُونَ أَنَّهُمْ عَلَى الْحَقِّ. (70) فَأَلْقَى
مُوسَى عَصَاهُ، فَتَلَقَّفَتْ مَا صَنَعُوا كُلَّهُ وَأَكَلَتْهُ، وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ لِذَلِكَ الصَّنِيعِ، فَعَلِمَ السَّحَرَةُ عِلْمًا يَقِينًا أَنَّ هَذَا لَيْسَ بِسِحْرٍ، وَأَنَّهُ مِنَ اللَّهِ، فَبَادَرُوا لِلْإِيمَانِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=70فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=121قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=122رَبِّ مُوسَى [ ص: 1034 ] وَهَارُونَ فَوَقَعَ الْحَقُّ وَظَهَرَ وَسَطَعَ، وَبَطَلَ السِّحْرُ وَالْمَكْرُ وَالْكَيْدُ فِي ذَلِكَ الْمَجْمَعِ الْعَظِيمِ.
فَصَارَتْ بَيِّنَةً وَرَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِينَ وَحُجَّةً عَلَى الْمُعَانِدِينَ. (71) فَقَالَ
فِرْعَوْنُ لِلسَّحَرَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=71آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ ؛ أَيْ: كَيْفَ أَقْدَمْتُمْ عَلَى الْإِيمَانِ مِنْ دُونِ مُرَاجَعَةٍ مِنِّي وَلَا إِذْنٍ؟ اسْتَغْرَبَ ذَلِكَ مِنْهُمْ لِأَدَبِهِمْ مَعَهُ وَذُلِّهِمْ وَانْقِيَادِهِمْ لَهُ فِي كُلِّ أَمْرٍ مِنْ أُمُورِهِمْ، وَجَعَلَ هَذَا مِنْ ذَاكَ، ثُمَّ اسْتَلَجَّ فِرْعَوْنُ فِي كُفْرِهِ وَطُغْيَانِهِ بَعْدَ هَذَا الْبُرْهَانِ، وَاسْتَخَفَّ بِقَوْلِهِ قَوْمَهُ، وَأَظْهَرَ لَهُمْ أَنَّ هَذِهِ الْغَلَبَةَ مِنْ مُوسَى لِلسَّحَرَةِ لَيْسَ لِأَنَّ الَّذِي مَعَهُ الْحَقُّ بَلْ لِأَنَّهُ تَمَالَأَ هُوَ وَالسَّحَرَةُ وَمَكَرُوا وَدَبَّرُوا أَنْ يُخْرِجُوا فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ مِنْ بِلَادِهِمْ، فَقَبِلَ قَوْمُهُ هَذَا الْمَكْرَ مِنْهُ وَظَنُّوهُ صِدْقًا
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=54فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ مَعَ أَنَّ هَذِهِ الْمَقَالَةَ الَّتِي قَالَهَا لَا تَدْخُلُ عَقْلَ مَنْ لَهُ أَدْنَى مُسْكَةٍ مِنْ عَقْلٍ وَمَعْرِفَةٍ بِالْوَاقِعِ، فَإِنَّ
مُوسَى أَتَى مِنْ
مَدْيَنَ وَحِيدًا، وَحِينَ أَتَى لَمْ يَجْتَمِعْ بِأَحَدٍ مِنَ السَّحَرَةِ وَلَا غَيْرِهِمْ، بَلْ بَادَرَ إِلَى دَعْوَةِ
فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ، وَأَرَاهُمُ الْآيَاتِ، فَأَرَادَ
فِرْعَوْنُ أَنْ يُعَارِضَ مَا جَاءَ بِهِ
مُوسَى، فَسَعَى مَا أَمْكَنَهُ وَأَرْسَلَ فِي مَدَائِنِهِ مَنْ يَجْمَعُ لَهُ كُلَّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ، فَجَاؤُوا إِلَيْهِ، وَوَعَدَهُمُ الْأَجْرَ وَالْمَنْزِلَةَ عِنْدَ الْغَلَبَةِ، وَهُمْ حَرَصُوا غَايَةَ الْحِرْصِ، وَكَادُوا أَشَدَّ الْكَيْدِ عَلَى غَلَبَتِهِمْ
لِمُوسَى، وَكَانَ مِنْهُمْ مَا كَانَ، فَهَلْ يُمْكِنُ أَنْ يُتَصَوَّرَ مَعَ هَذَا أَنْ يَكُونُوا دَبَّرُوا هُمْ
وَمُوسَى وَاتَّفَقُوا عَلَى مَا صَدَرَ؟ هَذَا مِنْ أَمْحَلِ الْمُحَالِ. ثُمَّ تَوَعَّدَ
فِرْعَوْنُ السَّحَرَةَ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=124لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ ، كَمَا يُفْعَلُ بِالْمُحَارِبِ السَّاعِي بِالْفَسَادِ، يَقْطَعُ يَدَهُ الْيُمْنَى وَرِجْلَهُ الْيُسْرَى
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=71وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ أَيْ لِأَجْلِ أَنْ تَشْتَهِرُوا وَتَخْتَزُوا
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=71وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى يَعْنِي: بِزَعْمِهِ هُوَ وَأُمَّتِهِ، وَأَنَّهُ أَشَدُّ عَذَابًا مِنَ اللَّهِ وَأَبْقَى؛ قَلْبًا لِلْحَقَائِقِ، وَتَرْهِيبًا لِمَنْ لَا عَقْلَ لَهُ.
(72) وَلِهَذَا لَمَّا عَرَفَ السَّحَرَةُ الْحَقَّ وَرَزَقَهُمُ اللَّهُ مِنَ الْعَقْلِ مَا يُدْرِكُونَ بِهِ الْحَقَائِقَ أَجَابُوهُ بِقَوْلِهِمْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=72لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ أَيْ: لَنْ نَخْتَارَكَ وَمَا وَعَدْتَنَا بِهِ مِنَ الْأَجْرِ وَالتَّقْرِيبِ عَلَى مَا أَرَانَا اللَّهُ مِنَ الْآيَاتِ الْبَيِّنَاتِ الدَّالَاتِ عَلَى أَنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّبُّ الْمَعْبُودُ وَحْدَهُ، الْمُعَظَّمُ الْمُبَجَّلُ وَحْدَهُ، وَأَنَّ مَا سِوَاهُ بَاطِلٌ، وَنُؤْثِرَكَ عَلَى الَّذِي فَطَرَنَا وَخَلَقَنَا، هَذَا لَا يَكُونُ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=72فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ مِمَّا أَوْعَدَتْنَا بِهِ مِنَ الْقَطْعِ وَالصَّلْبِ وَالْعَذَابِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=72إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ؛ أَيْ:
[ ص: 1035 ] إِنَّمَا تَوَعَّدْنَا بِهِ غَايَةَ مَا يَكُونُ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا يَنْقَضِي وَيَزُولُ وَلَا يَضُرُّنَا بِخِلَافِ عَذَابِ اللَّهِ لِمَنِ اسْتَمَرَّ عَلَى كُفْرِهِ فَإِنَّهُ دَائِمٌ عَظِيمٌ، وَهَذَا كَأَنَّهُ جَوَابٌ مِنْهُمْ لِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=71وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى وَفِي هَذَا الْكَلَامِ مِنَ السَّحَرَةِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ يَنْبَغِي لِلْعَاقِلِ أَنْ يُوَازِنَ بَيْنَ لَذَّاتِ الدُّنْيَا وَلَذَّاتِ الْآخِرَةِ، وَبَيْنَ عَذَابِ الدُّنْيَا وَعَذَابِ الْآخِرَةِ.
(73)
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=73إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا ؛ أَيْ: كُفْرَنَا وَمَعَاصِيَنَا؛ فَإِنَّ الْإِيمَانَ مُكَفِّرٌ لِلسَّيِّئَاتِ وَالتَّوْبَةَ تَجُبُّ مَا قَبْلَهَا. وَقَوْلُهُمْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=73وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ الَّذِي عَارَضْنَا بِهِ الْحَقَّ، هَذَا دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُمْ غَيْرُ مُخْتَارِينَ فِي عَمَلِهِمُ الْمُتَقَدِّمِ، وَإِنَّمَا أَكْرَهَهُمْ
فِرْعَوْنُ إِكْرَاهًا.
وَالظَّاهِرُ -وَاللَّهُ أَعْلَمُ- أَنَّ
مُوسَى لَمَّا وَعَظَهُمْ - كَمَا تَقَدَّمَ - فِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=61وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ أَثَّرَ مَعَهُمْ وَوَقَعَ مِنْهُمْ مَوْقِعًا كَبِيرًا، وَلِهَذَا تَنَازَعُوا بَعْدَ هَذَا الْكَلَامِ وَالْمَوْعِظَةِ، ثُمَّ إِنَّ
فِرْعَوْنَ أَلْزَمَهُمْ ذَلِكَ وَأَكْرَهَهُمْ عَلَى الْمَكْرِ الَّذِي أَجْرَوْهُ، وَلِهَذَا تَكَلَّمُوا بِكَلَامِهِ السَّابِقِ قَبْلَ إِتْيَانِهِمْ حَيْثُ قَالُوا:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=63إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا فَجَرَوْا عَلَى مَا سَنَّهُ لَهُمْ وَأَكْرَهَهُمْ عَلَيْهِ، وَلَعَلَّ هَذِهِ النُّكْتَةَ الَّتِي قَامَتْ بِقُلُوبِهِمْ مِنْ كَرَاهَتِهِمْ لِمُعَارَضَةِ الْحَقِّ بِالْبَاطِلِ وَفِعْلِهِمْ مَا فَعَلُوا عَلَى وَجْهِ الْإِغْمَاضِ هِيَ الَّتِي أَثَّرَتْ مَعَهُمْ، وَرَحِمَهُمُ اللَّهُ بِسَبَبِهَا، وَوَفَّقَهُمْ لِلْإِيمَانِ وَالتَّوْبَةِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=73وَاللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا وَعَدْتَنَا مِنَ الْأَجْرِ وَالْمَنْزِلَةِ وَالْجَاهِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=73وَأَبْقَى ثَوَابًا وَإِحْسَانًا، لَا مَا يَقُولُ
فِرْعَوْنُ nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=71وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى يُرِيدُ أَنَّهُ أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى. وَجَمِيعُ مَا أَتَى مِنْ قَصَصِ
مُوسَى مَعَ
فِرْعَوْنَ يَذْكُرُ اللَّهُ فِيهِ إِذَا أَتَى عَلَى قِصَّةِ السَّحَرَةِ أَنَّ
فِرْعَوْنَ تَوَعَّدَهُمْ بِالْقَطْعِ وَالصَّلْبِ وَلَمْ يَذْكُرْ أَنَّهُ فَعَلَ ذَلِكَ، وَلَمْ يَأْتِ فِي ذَلِكَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ، وَالْجَزْمُ بِوُقُوعِهِ أَوْ عَدَمِهِ يَتَوَقَّفُ عَلَى الدَّلِيلِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِذَلِكَ وَغَيْرِهِ، وَلَكِنَّ تَوَعُّدَهُ إِيَّاهُمْ بِذَلِكَ مَعَ اقْتِدَارِهِ دَلِيلٌ عَلَى وُقُوعِهِ؛ وَلِأَنَّهُ لَوْ لَمْ يَقَعْ لَذَكَرَهُ اللَّهُ، وَلِاتِّفَاقِ النَّاقِلِينَ عَلَى ذَلِكَ