3811 80 - حدثنا علي بن عبد الله ، حدثنا سفيان ، قال عمرو : سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من لكعب بن الأشرف فإنه قد آذى الله ورسوله ؟ فقام محمد بن مسلمة فقال : يا رسول الله ، أتحب أن أقتله ؟ قال : نعم . قال : فأذن لي أن أقول شيئا ! قال : قل . فأتاه محمد بن مسلمة فقال : إن هذا الرجل قد سألنا صدقة ، وإنه قد عنانا ، وإني قد أتيتك أستسلفك ! قال : وأيضا والله لتملنه ! قال : إنا قد اتبعناه فلا نحب أن ندعه حتى ننظر إلى أي شيء يصير شأنه ، وقد أردنا أن تسلفنا وسقا أو وسقين .
وحدثنا عمرو غير مرة فلم يذكر وسقا أو وسقين ، فقلت له : فيه وسقا أو وسقين ؟ فقال : أرى فيه وسقا أو وسقين ! فقال : نعم ، ارهنوني ! قالوا : أي شيء تريد ؟ قال : ارهنوني نساءكم ! قالوا : كيف نرهنك نساءنا وأنت أجمل العرب ! قال : فارهنوني أبناءكم ! قالوا : كيف نرهنك [ ص: 132 ] أبناءنا فيسب أحدهم فيقال رهن بوسق أو وسقين ! هذا عار علينا ، ولكنا نرهنك اللأمة - قال سفيان : يعني السلاح - فواعده أن يأتيه ، فجاءه ليلا ومعه أبو نائلة وهو أخو كعب من الرضاعة ، فدعاهم إلى الحصن فنزل إليهم ، فقالت له امرأته : أين تخرج هذه الساعة ؟ فقال : إنما هو محمد بن مسلمة وأخي أبو نائلة ! وقال غير عمرو : قالت أسمع صوتا كأنه يقطر منه الدم ! قال : إنما هو أخي محمد بن مسلمة ورضيعي أبو نائلة ، إن الكريم لو دعي إلى طعنة بليل لأجاب ! قال : ويدخل محمد بن مسلمة معه رجلين ، قيل لسفيان : سماهم عمرو ، وقال : سمى بعضهم . قال عمرو : جاء معه برجلين . وقال غير عمرو : أبو عبس بن جبر والحارث بن أوس وعباد بن بشر . قال عمرو : جاء معه برجلين ، فقال : إذا ما جاء فإني قائل بشعره فأشمه ، فإذا رأيتموني استمكنت من رأسه فدونكم فاضربوه . وقال مرة : ثم أشمكم ، فنزل إليهم متوشحا وهو ينفح منه ريح الطيب ، فقال : ما رأيت كاليوم ريحا - أي أطيب . وقال غير عمرو : قال عندي أعطر نساء العرب وأكمل العرب . قال عمرو : فقال أتأذن لي أن أشم رأسك ؟ قال : نعم - فشمه ثم أشم أصحابه ، ثم قال : أتأذن لي ؟ قال : نعم - فلما استمكن منه قال : دونكم - فقتلوه ، ثم أتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبروه .


