414 (باب التوقيت في المسح على الخفين)

ومثله في النووي.

(حديث الباب)

وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 175 ج3 المطبعة المصرية

[عن عمرو بن قيس الملائي ، عن الحكم بن عتيبة ، عن القاسم بن مخيمرة ، عن شريح بن هانئ ، قال: أتيت عائشة أسألها عن المسح على الخفين، فقالت: عليك بابن أبي طالب فسله؛ فإنه كان يسافر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسألناه فقال: جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام ولياليهن للمسافر ويوما وليلة للمقيم ].

[ ص: 510 ] قال: وكان سفيان إذا ذكر عمرا أثنى عليه ].

التالي السابق

الشرح

(الشَّرْحُ)

(عَنْ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ قَالَ: أَتَيْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَسْأَلُهَا عَنِ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ: فَقَالَتْ: عَلَيْكَ بِابْنِ أَبِي طَالِبٍ) تَعْنِي عَلِيًّا كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ.

"فَسَلْهُ فَإِنَّهُ كَانَ يُسَافِرُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَسَأَلْنَاهُ: فَقَالَ: جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَلَيَالِيَهِنَّ لِلْمُسَافِرِ، وَيَوْمًا وَلَيْلَةً لِلْمُقِيمِ".

"فِيهِ"، الْحُجَّةُ الْبَيِّنَةُ، وَالدَّلَالَةُ الْوَاضِحَةُ، لِمَذْهَبِ الْجُمْهُورِ، وَبِهِ قَالَ الْأَئِمَّةُ الثَّلَاثَةُ الْمُجْتَهِدُونَ.

وَاحْتَجُّوا لِمَالِكٍ، بِحَدِيثِ ابْنِ أَبِي عِمَارَةَ فِي تَرْكِ التَّوْقِيتِ. رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَغَيْرُهُ. وَهُوَ حَدِيثٌ ضَعِيفٌ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ الْحَدِيثِ.

وَمَذْهَبُ كَثِيرِينَ: أَنَّ ابْتِدَاءَ الْمُدَّةِ مِنْ حِينِ الْحَدَثِ بَعْدَ لَبْسِ الْخُفِّ لَا مِنْ حِينِ اللَّبْسِ. وَلَا مِنْ حِينِ الْمَسْحِ.

وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ مِنَ الْأَدَبِ؛ أَنَّهُ يُسْتَحَبُّ لِلْمُحَدِّثِ، وَالْمُعَلِّمِ، وَالْمُفْتِي، إِذَا طَلَبَ مِنْهُ مَا يُعَلِّمُهُ عِنْدَ أَجَلٍ مِنْهُ، أَنْ يُرْشِدَهُ إِلَيْهِ.

وَإِنْ لَمْ يَعْرِفْهُ قَالَ: "اسْأَلْ عَنْهُ فُلَانًا".

ثُمَّ اخْتُلِفَ فِي رَفْعِهِ، وَوَقْفِهِ عَلَى عَلِيٍّ.

قَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ: وَمَنْ رَفَعَهُ أَحْفَظُ وَأَضْبَطُ.

(الشرح)

(عن شريح بن هانئ قال: أتيت عائشة رضي الله عنها، أسألها عن المسح على الخفين: فقالت: عليك بابن أبي طالب) تعني عليا كرم الله وجهه.

"فسله فإنه كان يسافر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. فسألناه: فقال: جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام ولياليهن للمسافر، ويوما وليلة للمقيم".

"فيه"، الحجة البينة، والدلالة الواضحة، لمذهب الجمهور، وبه قال الأئمة الثلاثة المجتهدون.

واحتجوا لمالك، بحديث ابن أبي عمارة في ترك التوقيت. رواه أبو داود وغيره. وهو حديث ضعيف باتفاق أهل الحديث.

ومذهب كثيرين: أن ابتداء المدة من حين الحدث بعد لبس الخف لا من حين اللبس. ولا من حين المسح.

وفي هذا الحديث من الأدب؛ أنه يستحب للمحدث، والمعلم، والمفتي، إذا طلب منه ما يعلمه عند أجل منه، أن يرشده إليه.

وإن لم يعرفه قال: "اسأل عنه فلانا".

ثم اختلف في رفعه، ووقفه على علي.

قال ابن عبد البر: ومن رفعه أحفظ وأضبط.