وقد أثنى الله عز وجل على عباده في مواضع على أعمالهم ، وهو خالقها ، وفاطر القدرة عليها نحو قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=30نعم العبد إنه أواب إلى غير ذلك .
وليقل القابض في دعائه : طهر الله قلبك في قلوب الأبرار وزكى عملك في عمل الأخيار وصلى على روحك في أرواح الشهداء وقد قال صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=676368nindex.php?page=treesubj&link=19618من أسدى إليكم معروفا فكافئوه ، فإن لم تستطيعوا فادعوا له حتى تعلموا أنكم قد كافأتموه ومن تمام الشكر أن يستر عيوب العطاء إن كان فيه عيب ولا يحقره ولا يذمه ولا يعيره بالمنع إذا منع ويفخم عند نفسه وعند الناس صنيعه .
فوظيفة المعطي الاستصغار ، ووظيفة القابض تقلد المنة والاستعظام وعلى كل عبد القيام بحقه وذلك لا تناقض فيه ؛ إذ موجبات التصغير والتعظيم تتعارض .
والنافع للمعطي ملاحظة أسباب التصغير ويضره خلافه والآخذ بالعكس منه وكل ذلك لا يناقض رؤية النعمة من الله عز وجل فإن من لا يرى الواسطة واسطة فقد جهل وإنما المنكر أن يرى الواسطة أصلا .
وَقَدْ أَثْنَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى عِبَادِهِ فِي مَوَاضِعَ عَلَى أَعْمَالِهِمْ ، وَهُوَ خَالِقُهَا ، وَفَاطِرُ الْقُدْرَةِ عَلَيْهَا نَحْوَ قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=30نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ .
وَلُيُقِلِ الْقَابِضُ فِي دُعَائِهِ : طَهَّرَ اللَّهُ قَلَبَكَ فِي قُلُوبِ الْأَبْرَارِ وَزَكَّى عَمَلَكَ فِي عَمَلِ الْأَخْيَارِ وَصَلَّى عَلَى رُوحِكَ فِي أَرْوَاحِ الشُّهَدَاءِ وَقَدْ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=676368nindex.php?page=treesubj&link=19618مَنْ أَسْدَى إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ ، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِيعُوا فَادْعُوَا لَهُ حَتَّى تَعْلَمُوا أَنَّكُمْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ وَمِنْ تَمَامِ الشُّكْرِ أَنْ يَسْتُرَ عُيُوبَ الْعَطَاءِ إِنْ كَانَ فِيهِ عَيْبٌ وَلَا يُحَقِّرُهُ وَلَا يَذُمُّهُ وَلَا يُعَيِّرُهُ بِالْمَنْعِ إِذَا مَنَعَ وَيُفَخِّمُ عِنْدَ نَفْسِهِ وَعِنْدَ النَّاسِ صَنِيعَهُ .
فَوَظِيفَةُ الْمُعْطِي الِاسْتِصْغَارُ ، وَوَظِيفَةُ الْقَابِضِ تَقَلُّدُ الْمِنَّةِ وَالِاسْتِعْظَامِ وَعَلَى كُلِّ عَبْدٍ الْقِيَامُ بِحَقِّهِ وَذَلِكَ لَا تَنَاقُضَ فِيهِ ؛ إِذْ مُوجِبَاتُ التَّصْغِيرِ وَالتَّعْظِيمَ تَتَعَارَضُ .
وَالنَّافِعُ لِلْمُعْطِي مُلَاحَظَةُ أَسْبَابِ التَّصْغِيرِ وَيَضُرُّهُ خِلَافُهُ وَالْآخِذِ بِالْعَكْسِ مِنْهُ وَكُلُّ ذَلِكَ لَا يُنَاقِضُ رُؤْيَةَ النِّعْمَةِ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَإِنَّ مَنْ لَا يَرَى الْوَاسِطَةَ وَاسِطَةٌ فَقَدْ جَهِلَ وَإِنَّمَا الْمُنْكَرُ أَنْ يَرَى الْوَاسِطَةَ أَصْلًا .