واليهود والنصارى آمنوا ببعض ما أنزل الله وكفروا ببعض.
كما قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=150إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=151أولئك هم الكافرون حقا [النساء: 150-151].
nindex.php?page=treesubj&link=29434_28839لكن أولئك آمنوا ببعض الكتب والرسل وكفروا ببعض، وهؤلاء المتفلسفة قد يقرون بجميع الأنبياء والكتب، لكن هم في إيمانهم بجنس الأنبياء والكتب، يؤمنون ببعض ويكفرون ببعض، فخيارهم يؤمنون بدرجة من درجات إعلام الله وإيحائه إلى عباده، كما ذكر
nindex.php?page=showalam&ids=13251ابن سينا nindex.php?page=showalam&ids=13170وابن رشد وأمثالهما، ولا يؤمنون بما فوق ذلك.
وكذلك فيما أخبرت به الرسل من الغيب: يؤمنون ببعض ويكفرون ببعض. وكذلك فيما أمروا به، فهم يؤمنون ببعض نوع الرسالة ويكفرون ببعض.
ولهذا قد يكون اليهود والنصارى خيرا منهم، وقد يكون خيارهم أقرب إلى الإسلام من اليهود والنصارى من بعض الوجوه، ويكونون
[ ص: 207 ] من هذا الوجه خيرا من اليهود والنصارى.
ومعلوم أن
nindex.php?page=treesubj&link=19231المنافقين الداخلين في الإسلام فيهم من هو شر من اليهود والنصارى، وفيهم من يكون نفاقه أخف من كفر اليهود والنصارى.
وَالْيَهُودُ وَالنَّصَارَى آمَنُوا بِبَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَكَفَرُوا بِبَعْضٍ.
كَمَا قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=150إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=151أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا [النِّسَاءُ: 150-151].
nindex.php?page=treesubj&link=29434_28839لَكِنَّ أُولَئِكَ آمَنُوا بِبَعْضِ الْكُتُبِ وَالرُّسُلِ وَكَفَرُوا بِبَعْضٍ، وَهَؤُلَاءِ الْمُتَفَلْسِفَةُ قَدْ يُقِرُّونَ بِجَمِيعِ الْأَنْبِيَاءِ وَالْكُتُبِ، لَكِنَّ هُمْ فِي إِيمَانِهِمْ بِجِنْسِ الْأَنْبِيَاءِ وَالْكُتُبِ، يُؤْمِنُونَ بِبَعْضٍ وَيَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ، فَخِيَارُهُمْ يُؤْمِنُونَ بِدَرَجَةٍ مِنْ دَرَجَاتِ إِعْلَامِ اللَّهِ وَإِيحَائِهِ إِلَى عِبَادِهِ، كَمَا ذَكَرَ
nindex.php?page=showalam&ids=13251ابْنُ سِينَا nindex.php?page=showalam&ids=13170وَابْنُ رُشْدٍ وَأَمْثَالُهُمَا، وَلَا يُؤْمِنُونَ بِمَا فَوْقَ ذَلِكَ.
وَكَذَلِكَ فِيمَا أَخْبَرَتْ بِهِ الرُّسُلُ مِنَ الْغَيْبِ: يُؤْمِنُونَ بِبَعْضٍ وَيَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ. وَكَذَلِكَ فِيمَا أُمِرُوا بِهِ، فَهُمْ يُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ نَوْعِ الرِّسَالَةِ وَيَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ.
وَلِهَذَا قَدْ يَكُونُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى خَيْرًا مِنْهُمْ، وَقَدْ يَكُونُ خِيَارُهُمْ أَقْرَبَ إِلَى الْإِسْلَامِ مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى مِنْ بَعْضِ الْوُجُوهِ، وَيَكُونُونَ
[ ص: 207 ] مِنْ هَذَا الْوَجْهِ خَيْرًا مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى.
وَمَعْلُومٌ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=19231الْمُنَافِقِينَ الدَّاخِلِينَ فِي الْإِسْلَامِ فِيهِمْ مَنْ هُوَ شَرٌّ مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، وَفِيهِمْ مَنْ يَكُونُ نِفَاقُهُ أَخَفَّ مِنْ كُفْرِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى.