وأيضا فإن
nindex.php?page=treesubj&link=33679الله على كل شيء قدير لا يحتاج أن يستعين بالأعوان على إجابة الداعي، كما يحتاج الملك.
وأيضا فإن
nindex.php?page=treesubj&link=28732الله قريب إلى عباده كما قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=186وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان [البقرة: 186].
nindex.php?page=treesubj&link=29693وهو رحيم بعباده رؤوف بهم، مع أنه هو الجبار المتكبر المتعالي بالحق، ليس كالملوك الجبارين المتكبرين بالباطل على بني جنسهم، ومن هو مثلهم، حتى لا يسمعوا كلامه، ولا يرحموه، وحتى يزدروا الضعيف والفقير. فهذا الإشراك في ربوبية الله وإلهيته، والاستكبار والاختيال الموجود في العباد، كله مناف لدين الإسلام، الذي بعث الله به رسوله وأنزل به كتبه، وكلا النوعين يتضمن من تعظيم الخلق وجعلهم أندادا لله، ومن التفريط في جنب الله، وتضييع حقوقه ما هو من أعظم الجهل والظلم.
[ ص: 611 ] وأصل هذه المقالات توجد في مقالات المشركين، ومن دخل في الشرك من الصابئين وأهل الكتاب، وهو في الغالية من هذه الأمة، كغالية
الرافضة وغالية المتصوفة، ونحو هؤلاء، وأما الدقيق منه فهو كثير، كما قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=106وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون [يوسف: 106]. لاسيما شرك العمل والحال، وإن لم يكن العبد مشركا في مقاله، وما يقترن بذلك من الخيلاء والكبر، وقد بسطنا الكلام على هذا في غير هذا الموضع.
وَأَيْضًا فَإِنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=33679اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ لَا يَحْتَاجُ أَنْ يَسْتَعِينَ بِالْأَعْوَانِ عَلَى إِجَابَةِ الدَّاعِي، كَمَا يَحْتَاجُ الْمَلِكُ.
وَأَيْضًا فَإِنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28732اللَّهَ قَرِيبٌ إِلَى عِبَادِهِ كَمَا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=186وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ [الْبَقَرَةِ: 186].
nindex.php?page=treesubj&link=29693وَهُوَ رَحِيمٌ بِعِبَادِهِ رَؤُوفٌ بِهِمْ، مَعَ أَنَّهُ هُوَ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ الْمُتَعَالِي بِالْحَقِّ، لَيْسَ كَالْمُلُوكِ الْجَبَّارِينَ الْمُتَكَبِّرِينَ بِالْبَاطِلِ عَلَى بَنِي جِنْسِهِمْ، وَمَنْ هُوَ مِثْلُهُمْ، حَتَّى لَا يَسْمَعُوا كَلَامَهُ، وَلَا يَرْحَمُوهُ، وَحَتَّى يَزْدَرُوا الضَّعِيفَ وَالْفَقِيرَ. فَهَذَا الْإِشْرَاكُ فِي رُبُوبِيَّةِ اللَّهِ وَإِلَهِيَّتِهِ، وَالِاسْتِكْبَارُ وَالِاخْتِيَالُ الْمَوْجُودُ فِي الْعِبَادِ، كُلُّهُ مُنَافٍ لِدِينِ الْإِسْلَامِ، الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ بِهِ رَسُولَهُ وَأَنْزَلَ بِهِ كُتُبَهُ، وَكِلَا النَّوْعَيْنِ يَتَضَمَّنُ مِنْ تَعْظِيمِ الْخَلْقِ وَجَعْلِهِمْ أَنْدَادًا لِلَّهِ، وَمِنَ التَّفْرِيطِ فِي جَنْبِ اللَّهِ، وَتَضْيِيعِ حُقُوقِهِ مَا هُوَ مِنْ أَعْظَمِ الْجَهْلِ وَالظُّلْمِ.
[ ص: 611 ] وَأَصْلُ هَذِهِ الْمَقَالَاتِ تُوجَدُ فِي مَقَالَاتِ الْمُشْرِكِينَ، وَمَنْ دَخَلَ فِي الشِّرْكِ مِنَ الصَّابِئِينَ وَأَهْلِ الْكِتَابِ، وَهُوَ فِي الْغَالِيَةِ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ، كَغَالِيَةِ
الرَّافِضَةِ وَغَالِيَةِ الْمُتَصَوِّفَةِ، وَنَحْوِ هَؤُلَاءِ، وَأَمَّا الدَّقِيقُ مِنْهُ فَهُوَ كَثِيرٌ، كَمَا قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=106وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ [يُوسُفَ: 106]. لَاسِيَّمَا شِرْكُ الْعَمَلِ وَالْحَالِ، وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْعَبْدُ مُشْرِكًا فِي مَقَالِهِ، وَمَا يَقْتَرِنُ بِذَلِكَ مِنَ الْخُيَلَاءِ وَالْكِبْرِ، وَقَدْ بَسَطْنَا الْكَلَامَ عَلَى هَذَا فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ.